جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 10:41
المحور:
المجتمع المدني
قبل كل شيء:هنالك وجبة طعام جديدة لكل فرد من أفراد هذا العالم اسمها (وجبة الحرية) يجب أن يتذوق طعمها كل إنسان, وهنالك اكتشاف جديد اسمه الحرية, ويجب أن يقول الناس للزعماء وللملوك العرب بأن يشعروا وبأن يحسوا وبأن يتذوقوا طعم الحرية وبأن يحققوا لشعوبهم هذه الوجبة وبأن يُدرسوا للتلاميذ في المدارس والجامعات هذا الاكتشاف وهذا العلم الجديد, هذا الاكتشاف الجديد أصبح مع كثرة المطالبة به دينا جديدا أرسله ألله إلى الناس كافة,ويقال : بأن الديانات من مخترعات أو من مكتشفات الشرقيين وهي معجزة الشرق الوحيدة, ويقال بأن الفلسفة من مخترعات اليونانيين وهي معجزة اليونانيين الوحيدة, ويقال : بأن أهم القوانين المدنية والعصرية هي من مكتشفات الرومان والرومانيين , ويقال : بأن الكهرباء هي أهم اكتشاف أو أهم اختراع على وجه الأرض هي والبترول , وفي غمرة كل ذلك غاب عن أذهان الناس بأن هنالك علم جديد اسمه الحرية وبأن هنالك فن جديد اسمه الحرية وبأن هنالك عقل جديد اسمه الحرية وبأن هنالك دين جديد اسمه دين الحرية وهو آخر ما توصلت إليه البشرية وهو آخر منجزات ألله على وجه الأرض بعد أن أعد له الرب المجتمع المدني لهضمه واستقباله ذلك أن دين الحرية يحتاج إلى مجتمع مدني وإلى إنسان مدني لاستقباله وليس بحاجة إلى مجتمعات من القرون الوسطى يتقيئون أول لقمة يأكلونها منه .
إن آخر الأديان لم يكن من مخترعات الشعوب الشرقية, فهذه المرة لم يرسل ألله بملائكته إلى رجل عربي أسمر اللون يجلس في مغارة أو في كوشك شعبي في شارع أو في زقاق حي شعبي من أحياء القاهرة أو عمان أو الرياض ,بل اختار لرسالته الجديدة وهي رسالة الحرية رجلا أشقر اللون مولود في أمريكيا لدعم الحريات العامة وإطلاق سراحها من يد الزعماء والحكام الفرديين الشرقيين الذين لا يوجد لهم أي بديل في كافة العواصم العربية, بل بلغت الجرأة بأولئك الحكام الذين سقطوا والذين ما زالوا ينتظرون السقوط بأن يقولوا أو بأن يعتقدوا بأن الله لم يخلق مثلهم وبأن ألله قادر على حرق مليار عربي وعلى قتل ملايين العرب من أجل أن يبقى هؤلاء السَدَنة وهم ما زالوا على عاداتهم القديمة وعلى أيمانهم القديم بالله أيام كان ألله يقتل جملا من أجل أن يأكله رجلٌ واحد أو كما يقال (بكسر ساق جمل عشان يوكل "واوي") فهذه المعتقدات الدينية لم تعد صالحة وهذه الأنظمة القديمة ما عادت صالحة أو ما عادت تصلح لقيادة الشعوب العربية, إن آخر دين أنزله الرب يا أصدقائي على الأرض لم يكن مولود النشأة في صحراء سيناء أو ضفاف دجلة والفرات, بل كان هذا الدين قد ولد في الجزء الغربي من العالم المتحضر هذا اليوم, في قارة أوروبا, وقارة أمريكيا, تلك القارتين كانت تغطيهما طبقة من الجليد أيام كان ألله في كل يوم يرسل بنبي جديد وبدين جديد ومن الظاهر ومن المعلوم جيدا من خلال تصرفات الملوك والرؤساء العرب أنهم لا يعرفون بأن ألله قد نسي الخط العربي وبأنه صوّب أنظاره أليوم نحو عِلم ٍجديد اسمه (الحرية) وبأن هنالك مكتشف جديد اسمه أيضاً (الحرية) وبأن هنالك هدف جديد للإنسان اسمه زيادة سقف أو رفع سقف الحريات قبل رفع سقف الإنتاج وتراكم الثروات بيد فئة قليلة من الناس لدرجة أن الولايات المتحدة الأمريكية قد اشترطت على الجمهورية المصرية رفع سقف الحريات العامة وربطت الإدارة الأمريكية بين المساعدات وبين رفع سقف الحريات العامة , وهذا الاختراع الجديد أو الدين الجديد لم يصل بعد إلى مسمع آذان الحكام العرب بل أن هذا قد وصل مده من خلال الفيس بوك والشبكة العنقودية إلى قلب العواصم العربية , وملوك ورؤساء هذه العواصم ما زالوا على الدين القديم الذي وجدوا عليه آباءهم وأجدادهم ولا يستطيعون تغييره لكي لا يغضب عليهم (الحجر الأسود) فيحل الخراب والدمار في ممالكهم, وهذا الاكتشاف العظيم لم يصل بعد إلى عقول وأذهان الملوك والحكام العرب,والحرية بحد ذاتها دين جديد أدى هذا الدين إلى زحزحة الأديان السماوية والوضعية نهائيا من أمامها وحطم دين الحرية الجديد كل معتقدات وكل أصنام وكل أوثان الديانات التي سبقت الدين الجديد وهو دين الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية الحزبية والثقافية والتميُّع بين كل تلك المعطيات.
والحرية هي آخر ما توصلت إليه البشرية من مكتشفات ومخترعات, وهي آخر دين أحبه ألله وتبناه بكل مشاعره وبكل ما عنده من عواطف وهذا الدين الجديد يدل على أصالة الإنسان واحترامه لنفسه بل وتكاد أن تكون الحرية أهم مكتشف اكتشفه الإنسان على وجه الأرض, فالحرية واكتشافها واستعمالها هي أهم من اختراع الدبابة أو الصاروخ أو البترول والحرية أيضا اختراع أهم من اختراع الكهرباء أو قل أنها اكتشاف عظيم أهم من اكتشاف البترول والكهرباء وهي في الحقيقة إن لم تكن من اكتشافات الإنسان فإنها حتما ستكون أهم مخترع اخترعه الإنسان على الإطلاق منذ أن أصبح يهتم بالمكتشفات وبالمخترعات ويقال بأن كل الثورات والمخترعات ابتدءا من الأدوات الصوانية الحجرية وانتهاء إلى الآلات الميكانيكية كانت تحدث خارج وعي الإنسان وخارج بنية الإنسان النفسية والعاطفية والسيكولوجية أي أنها لم تكن مهتمة بالتعاطي مع حقوق الإنسان وكان هدفها الأساسي هو تحسين الإنتاج من خلال تحسين أدوات الإنتاج , ولم تكن التطورات تحدث مثلا من أجل زيادة نسبة الحرية أو زيادة سقف الحريات العامة, لأن الإنسان كان يعتقد بأن الهم الأول والأخير له هو الحصول على الأكل والشرب وهذا لم يكن يتحقق إلا من خلال تطوير أدوات الإنتاج من أجل زيادة الإنتاج ولم تكن قضية إطلاق يد الحريات العامة محط اهتمامات الإنسان المستكشف أو الإنسان المخترع الجديد, وكانت الديانات القديمة قبل أن يرسل أللهُ إلينا دينه الجديد مع كل ما أُتي الرُسل من ملائكة يحاربون معهم كانوا عاجزين كل العجز عن تقديم أو اعتناق دين الحرية بحيث كانت تحاول أن تقيم التطور داخل الإنسان ووعيه وبنيته الثقافية دون أن تكتشف أن بداخل الإنسان نزعة صوفية نحو الحرية, حتى جاءت أوروبا فاكتشف الله بأن في داخل الإنسان الأوروبي نزعة مدنية نحو الحرية وممارسة الحرية,وكانت الديانات القديمة تفشل في كل مرة بسبب توجه كل الجهود إلى تحويل الدين إلى أداة قمع حتى أنها قاومت العلماء والمخترعين وأحرقت من أحرقت منهم وعذبت وسجنت الديانات كل من كان يشكك بالعلاقة بين الشمس والأرض حتى أن (مارتن هانز لوثر) في النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي, مؤسس البروتستنتية الاحتجاجية الأولى على سلطة البابا (ليو العاشر) قد اقترح إبادة العبيد الذين طالبوا بحريتهم من أمراء ألمانيا السكسونية , وكل من قال بأن حضارة زيادة الإنتاج وتحسينه لم تكن مهتمة بحقوق الإنسان وبنشر ثقافة حقوق الإنسان بات مخطئا جدا لأن تحسين أدوات الإنتاج والظروف المتعلقة بتحسين أدوات الإنتاج قد انعكست بشكل مباشر على حياة الإنسان.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟