|
رسالة قصيرة
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 18:09
المحور:
الادب والفن
إستيقظ "جبّار" من نومة القيلولة و هو يحسّ بالإنهاك الشديد على غير عادته ، خصوصاً عندما لا تتعمّد زوجته إيقاظه بشأن أمر تافه تفتعله لتفاقم إحساسها بالغيرة الشديدة منه كلما لمحته منغمساً في النوم اللذيذ عصراً فيما تنهمك هي بأشغال البيت التي لا تنتهي أبداً . كما لم يوقظه تبادل الصراخ بين أولاده الثلاثة جراء خلافاتهم المستديمة الناجمة عن رغبة كل واحد منهم في الإستئثار إما بالحاسوب ، أو هذه القناة التلفازية بدلاً من تلك ، أو هذه اللعبة الجديدة على "البْلَيْ ستَيشِن" و ليست تلك الأقدم منها بيوم أو يومين فحسب. كل شيء كان هادئاً في الدار في ذلك المساء . بقي مستلقياً على الفراش و أدار رأسه من وسادته نحو ساعة الحائط : السادسة و الثلث . هذا يعني أنه قد أمضى ثلاث ساعات كاملة في النّوم ، و من شأن كل هذه الفترة أن تريح أعصابه و بدنه بعد دوّامة العمل في دائرته الكبيرة المزدحمة بالمراجعين و الزوّار كل يوم ، و التي يترأسها بكفائة نادرة و بلا منافس منذ خمسة أعوام ؛ فلماذا ،إذن ، ما يزال يحسّ بالتعب و صليل آلام الظهر و الرقبة و الصداع ، فلا يستطيع النهوض و مغادرة فراشه ؟ هل هذه عقابيل كابوس مزعج رآه في المنام ؟ فكّر ملياً محاولاً تذكّر أيّا من الكوابيس المعتادة يمكن أن يكون قد مرّ به فأقضّ عليه مضجعه : كابوس الرسوب في الامتحان التحريري رغم مقدرته على الحصول على درجة 100% فيه ، أم السقوط ببذلته الجديدة الغالية في الأوحال ، أو الغرق بالماء ، أم انخلاع أسنانه كلها ، أم الصراع مع الأفاعي و السباع أو الذئاب ، أم تنفيذ حكم الإعدام به شنقاً حتى الموت لمناوئته الحزب الحاكم ؟ لم يتذكر أن أياً من تلك الكوابيس المعهودة قد زارته في منامه عصر هذا النهار . لعله – و قد نيَّف على الستين – قد بلغ خريف العمر ، و ما هذا التعب سوى علامة من علامات الشيخوخة ؟ مضى عليه زمانٌ كان بمقدوره استرجاع تفاصيل أحلامه بقضِّها و قضيضها و بمنتهى اليسر و الاسترخاء ؛ أما منذ عشر سنين خلت و لغاية هذا الوقت ، فلم يعد بمقدوره رواية تفاصيل أي حلم من أحلامه لزوجته الضليعة بتفسير الأحلام إلا بشق الأنفس و بجمل متقطعة تنقصها الدقة و الترابط و التي يشوبها الكثير من التلعثم و عصر الدماغ . و فيما هو يتفكّر في أمره ، دخل إبنه الأوسط غرفة نومه ليقطع عليه سلسلة أفكاره . - مساء الخير ، أبي ! - مساء النور ، إبراهيم . متى وصلت ؟ - قبل قليل . لقد أخذت السيّارة للمصلّح ، و أستبدلت أقراص الكوابح الأمامية و الخلفية ! - عظيم ! - و دفعت للمصلّح مائة و خمسين ألف دينار . - عظيم ! - و لم يبق سوى تصليح الرافعات المكبسيّة الخلفية ، و فتح المحرِّك لمعرفة سبب النّضح الحاصل في زيته ! - عظيم ! - هل أنت غاضب علي ؟ - كلا ، أبداً . أتريد بعض المال ؟ - لا ، فلديَ منه ما يكفي ، وقد سبق لك و أن أعطيتني مائتي ألف دينار . كما أن السيّارة لا يستخدمها أحد غيري ، و عليه أكون أنا المسؤول عن تصليحها ، طبعاً ! - عظيم ! لابدّ أن السبب في كل هذه العطلات كون السيّارة قد أصبحت قديمة جداً بعد مضي أقل من سنة على شرائي لها مسلفنة من معرض و كيل الشركة ! - ها بابا ؟ بدأت تنصب عليَّ ؟ صحيح أن السيّارة جديدة ، و لكن الأعطال الميكانيكية تحصل ! - عظيم . لقد حُلّت المشكلة ، إذن ! - أرجوك بابا ، صدّقني ! - أنا مصدّق كلامك كله . فأن لم تعطل سيّارتي أو سيّارة والدتك فكيف يتسنى للمصلّح أن يكسب أسباب رزقه ؟ ها ؟ هل يصحُّ أن تتضوّر عائلته المسكينة من الجوع ظلماً و عدواناً لكون أصحاب السيّارات يحرصون على إدامة سيّاراتهم فلا تُلجِئَهم الضرورة لزيارة ورشة التصليح الميمونة الخاصة به مرّتين كل أسبوع ؟ معلوم أن رزق السنّانير على المعثّرات ، و رزق الكل على الله ! نعم ! كما لا أنه يجوز لك أن تبقي الدنانير في جيبك طويلاً لكونها مثل البراغيث تقرص الجلد و تسبب الحكّة ، و لا بدّ من التخلّص منها بأسرع وقت ممكن قبل أن يتفاقم الحك ! - أقسم لك يا أبي أنني حريص جداً على السيارة التي أحبّها ، فهي يدي و رجلي ! - عظيم ! - لماذا لا تصدقني ! - أتركني الآن . إذهب و أجلب لي الشاي ! - تؤمر بابا . هل أنت مريض ؟ - صداع خفيف . اتركني وحدي الآن ! - تؤمر ، بابا ! - أين أمّك ؟ - أمّي ؟ أنها تقلّم أشجار الحديقة . - عظيم ! و كيف هي خطيبتك ؟ - زينة ، و هي و أهلها يسلمون عليك . - و عليكم السلام ! أسرع بجلب الشاي ، و معه قرصين أسبرين ! - تؤمر ! كان يعلم أن إبراهيم لا يقود سيارته التي تخلّى له عنها إلا بأقصى سرعتها ، و هو يتفهّم حاجته إليها في عمله و في صولاته الغرامية التي طالما حدّثه عنها بكل صراحة قبل تعرفه على حبيبته الأخيرة التي ملأت عينيه و أفلحت في دفعه لخطبتها ونسيان غيرها . القلق الوحيد و المتجدد الذي كان ينتابه هو خشيته على ابنه الشاب من حوادث السير الرهيبة ، خصوصاً قبل إتمام عرسه . الله يستر ! فجأة تذكر أن عليه أن يفتح هاتفه المحمول لإحتمال ورود نداء غير مجاب خلال فترة نومه و يتطلب الرد ، فتناول الجهاز من على الدُرْج بجانب سريره ، و ضغط على زر الفتح . بعد نغمة البدء ، تنبّه حالا لسماع نغمة ورود رسالة قصيرة إليه . شعر بالإمتنان لإنشغال زوجته بتقليم أشجار حديقة الدار بعيداً عنه ، ففتح نافذة الرسائل الواردة . إرتجفت مقلتاه و هما تتنقلان فوق كلماتها المخيفة و المبعثرة : كنت بالسيارة وضعي تعبان لأن ضربت ابرة بالدوام اشتريته 100 دينار لأن خامل و منك و هسه ﮔـامت بطنى توجعني مو طبيعي ألم قوي اني بالبيت
أنتفض من فراشه ، ووقف متفرساً في شاشة الجهاز الرهيب ، و راح يقرأ كلمات الرسالة بتمعّن شديد ، و قلبه يدق بقوة كما لو كان قد إرتقى من صدره ليبلغ بلعومه . أعاد القراءة مرة ثالثة بعيون جاحظة تكاد تحفر كل حرف مطبوع . لم تكن الرسالة مذيّلة بإسم ، بل برقم طويل مجهول . واضح أن المرسلة لها قد دوّنتها بسرعة و هي في وضع قلق بدليل طبعها حرف الخاء بدل الحاء في كلمة "حامل" ، و نسيانها طباعة كلمة "ألف" قبل دينار . أحس بالألم للحالة التي هي فيها . لماذا لم تذكر أسمها ؟ لا بد أنها تعلم أنه يعلم علم اليقين من تكن و لهذا فهي لا تحتاج لذكر إسمها ! و لكونها تذكر له بأنها قد زرقت الإبرة لقتل الجنين عندما كانت بالدوام ، فلا بد أنها تشتغل موظفة في دائرة ما . أية دائرة ؟ و لماذا تذكر له أنها قد و صلت إلى بيتها ؟ لا بد أنها تعلم أنه يعلم بمكان بيتها ، و تتوقع منه زيارتها أو الرد على رسالتها ، و لو على سبيل المواساة و أداء الواجب ! ثم أنها تذكر له بوضوح تام أن حملها منه هو و ليس من أي رجل غيره ، و النساء مصدّقات على فروجهن . فهل ينبغي له الإتصال برقمها ليستجلي حقيقة الأمر ؟ كلا ، أن وراءَ الأكمة ما وراءها ! قد تكون الرسالة طُعماً له يُراد به إستدراجه إلى فخ أريب . لا بد أنها تريد منه شيئاً عظيماً ، و هي عازمة على إبتزازه أو تهديده ، و إلا لتكتّمت على القضية ، و لم تكلِّف نفسها عناء إبلاغه بها ! من يَدري ؟ كل الإحتمالات واردة في مثل هذه الظروف الحرجة ، و شخص بمركزه المهم معرض لمخاطر الإبتزاز و التهديد بشكل مستمر في ضوء الفَلَتان الأمني المستشري بالبلاد بعد الإحتلال الأجنبي ، و سيادة حكم المافيات ! طيب لماذا لم تصارحه من قبل إلى حملها منه لإستمزاج رأيه بالقضية قبل أن تقرر إسقاط الجنين من جانب واحد ؟ كيف سيتصرف إذا ما أفضى إسقاط الجنين إلى وفاتها ، وعرف ذووها بصلته بها بواسطة رسالتها هذه المحفوظة حتماً في جهاز هاتفها المحمول ؟ الستار الله ! سيقتلونه إنتقاماً لها ، أو يبقون يبتزونه طيلة ما تبقّى من عمره ، أو يختطفونه للمطالبة بفدية ضخمة جداً بحيث يضطر أبناؤه إلى بيع كل ممتلكاته لإنقاذه ، و سيتسلم خاطفوه الفدية ثم يقتلونه حسب القاعدة السائدة لدى الخاطفين في هذا الزمن الرهيب ! و لكن لماذا قرّرت إسقاط جنينها ، و لم تبلّغة بذلك إلا بعد تنفيذها لهذا القرار ؟ لا بد أنها ليست بعصمة رجل ، و لا أمل لها في أن يقبل هو الزواج بها على زوجته الأولى التي لن تتوانى عن حرقه حياً إذا ما تناهى إلى مسامعها خبر زواجه بامرأة ثانية غيرها ! لعل المرسلة فتاةً باكراً ؟ كلا ، لا يمكن أن تكون فتاةً باكراً ، و إلا لإتصلت به حالاً ، و طالبته بالزواج منها فوراً للفلفة الفضيحة ، و بعكسه رفع الدعوى القضائية ضده بتهمة الإغتصاب ، ناهيك عن إمكانية المطالبة بالتعويض العشائري الدسم في ضوء العرف الإجتماعي السائد في بيئة محافظة مثل بيئته . و لما كانت هي موظفة ، فلا بد أنها على دراية تامة بمقتضيات وضعها الإجتماعي ، و هي تعرف ما ينبغي لها عمله في مثل هذا الموقف الحرج . صحيح ! أذن فهي ليست امرأة متزوجة ، كما إنها ليست فتاةً باكراً . و عليه لابد أن تكون إما أرملة أو مطلقة . فمن تكون ؟ كان لدى "جبّار" ثلاثة خطوط هاتف محمول ، فحفظ الأرقام الأربعة الأخيرة لرقم هاتف صاحبة الرسالة ، و قارنه بكل أرقام الهواتف المخزونة في أجهزته الثلاثة ، فلم يجد رقماً يطابق الرقم المطلوب ! إرتاح قليلاً لنتيجة البحث ، ولكن الشكوك عادت تنقر دماغه كالمزرف الدوّار . ربما كان الرقم الوارد يعود إلى خطٍ هاتفيٍّ جديدٍ يعود لأحدى معارفه ، لذلك فإنه غير محفوظ لديه ؟ هذا إحتمال قوي ، فأسعار خطوط المحمول الجديدة قد أصبحت الآن أقل من سعر علبة السجائر ! راجع فكره ، فتأكّد لديه أن ثلاثاً من صديقاته فقط تنطبق عليهن حالة الطلاق و الترمّل . عظيم ! فليتّصل بهنّ الواحدة تلو الأخرى ، و ليستطلع الوضع عند كلِّ واحدة منهن علّه يمسك بخيط رفيع يقوده إلى الحقيقة ، فتهدأ دوّامات الأعاصير التي تعصف برأسه . كانت المرأة الأولى تكمل دراستها العليا في مدينة نائية . بحث عن رقم هاتفها فوجده ، و اتصل بها ، و راح يتصنت إلى وجيب فؤاده حال سماعه نغمة إتمام الإتصال بها :
- ألو ، مساء الخير ، ست ! - مساء الخير ، حبيبي ! - كيف أنتم ! - بخير . لابد أنك عارف بكوني قد ناقشت رسالتي اليوم ، فاتصلت بي كي تهنئني بدرجة الإمتياز التي منحتني إياها لجنة المناقشة ! - نعم ! نعم ! ألف مبروك ! لقد كنت متأكداً من حصولك على هذه النتيجة الباهرة ! أنت إمرأة عبقرية بكل حق و حقيق ! عال ، عال ! ألف مبروك ! عقباك الدكتوراه ، أنشاء الله ، و بإمتياز أيضا ! - جزيل الشكر ، عزيزي ! و أخيراً فقد تحقق حلمي الكبير ! هل تدري أنني قد أمضيت هذا الأسبوع كله لا أنام خوفاً من الأسئلة الحرجة المحتملة للجنة المناقشة ! - و لماذا تشغلين رأسك الجميل بكل هذه الوساوس الفارغة ؟ أنت أذكى من كل المناقشين ، فالموضوع أصبح إختصاصك ، و أنت تعرفين كل صغيرة و كبيرة عنه أفضل من أفضل المناقشين ! - شكراً ، حبيبي ! أرجوك أن تتصل بي فيما بعد لكوني مشغولة الآن جداً في التحضير مع ماما و شقيقاتي لزيارة عائلة العريس الذي سيتقدم لخطبتي اليوم ! - ألـ - - ف ، ألف مبروك ، أتمنى لك كل السعادة من كل قلبي ، و أنا واثق أنه رجل محظوظ ، و يجب عليه أن يسعد بك جداً ! - شكراً ، مع السلامة ، حبيبي ! لا تنس أن تتصل بي في أي وقت يعجبك ! إتفقنا؟ - إنفقنا و بكل سرور ! مع السلامة ، سيدتي !
أحسّ جبّار بالإرتياح ، فقد إنزاح أحد همومه ، و بقي إثنان ! حمد ربه لإدراكه زمن أعظم أختراع في كل العصور : الهاتف المحمول . إتّصل بالرقم الثاني الخاص بإمرأة تسكن مدينة أخرى . رد عليه صوت رجالي :
- أهلاً أستاذ ، كيف الحال ! عرف من صوت المقابل أنه نجل المرأة التي يريد مهاتفتها ، و كان قد حصل له على وظيفة بعلاقاته الشخصية مؤخراً.
- السلام عليكم ، عزيزي ؛ كيف الحال ! - و عليكم السلام ، أستاذي العزيز ! - كيف حالكم في الوظيفة الجديدة ! - ممتاز ! و أشكركم ، فالفضل يعود أليكم أولاً و آخراً ؛ و أمّي تدعو لكم بالصلاة كل يوم! - لا شكر على واجب ! و كيف هي صحة الوالدة الحنون ؟ - بخير ، إنها الآن تؤدي فريضة الحج في مكة المكرمة ، و قد إتصلت بي اليوم صباحاً و طمأنتني على صحتها . - عال ، عال ! حجّ مبروك ! أوصيك خيراً بأمك ، فإنها إمرأة مكافحة و فاضلة . أردت فقط أن أطمئِنّ على وضعك في الدائرة ! سلّم لي كثيراً على الوالدة المحترمة ! - سأوصل سلامك ! أنا مرتاح بالعمل تماماً ، و أشكركم على إتصالكم ، أستاذنا الكريم ! - هل تحتاج شيئاً تأمرني به ؟ - سلامتكم أستاذي ! - الله يسلمكم ، في أمان الله ! - في أمان الله !
لم تبق غير واحدة فقط . إرتفعت معنوياته كثيراً . أستبطأ جلب الشاي له ، فجلس على سريره ، و صاح :
- إبراهيم ! إبراهيم ! أين الشاي ؟ - على النار ، أبي ! دقائق و يكون أمامك ! - هل فرغت أمك من التقليم ! - أنت سيد العارفين ، لن تفرغ قبل ساعتين بالتمام و الكمال !
تزايدت ثقته بنفسه ، فاعتدل في جلسته و أخذ نَفَساً عميقاً ، و طلب الرقم الثالث ، وهو يردد مع نَفْسه : ليكن ما يكون ! سمع نغمة إتمام الإتصال ، فازداد ترقباً . صاحبة الرقم لديها طفل رضيع واحد ، و لا يمكنه أن يرد على المحمول !
- ألو ، مساء الخير !
تأخرت الإجابة على الخط ! كرَّر التحية :
- ألو ، مساء الخير ! - مساء الخير ، يا خائن ! - كيف الصحة ؟ - مزفّتة ! لماذا لا ترد على إتصالاتي ، ها ؟ هل هذا جزائي منك ، يا خائن ؟ أعطيك أثمن ما عندي ، وأنت تجازيني بتجاهل إتصالاتي و رسائلي المتكررة ؟ ها ! - و الله أنت على حق ! و أنا مقصّر كثيراً بحقّك ، و أشعر بالندم الشديد على ذلك ، و أنا على أتمّ الإستعداد للتعويض عن كل شيء ! كيف حالك الآن ، أقصد صحّتك ؟ - حالتي النفسيّة سيئة جداً ! إسمع ، لقد دقّ جرس باب الدار الآن ؛ سأقطع الإتصال كي أذهب لأرى من الطارق ، و عندما أفرغ ، سأرمّش لك ، فليس لدي رصيد ، هل فهمت؟ - نعم ، فهمت ، نعم ، نعم ! - و إياك و عدم الإتصال بي ، فلديَّ موضوع مهم جداً معك ، أرجوك . أنها قضية حياة أو موت ! مفهوم ! - مفهوم ، مفهوم ! أنت تؤمرين ، يا تاج الرأس ، نعم ، تؤم---
أنقطع الخط . إنها هي صاحبة تلك الرسالة من دون ريب . جاءك الموت من ثالثة الأثافي ! أين المفر ؟ أبوها قائد مليشيا ، و كلمة واحدة من أبنته الوحيدة أو من أمها تكفي لجعل الآخرة تتشرف بمقدمك الميمون ! ما العمل ؟ صحيح أن أباها طالبٌ سابقٌ عنده ، و هو يحترمه و يقدّره أعظم التقدير ، و يزوره أو يدعوه لزيارته بين آونة وأخرى طلباً للنصيحة في هذه القضية المهمة أو تلك ، و لكن علاقته السرية بإبنته الشابة الجميلة المطلّقة لا يمكن السكوت عنها أبداً ، و لا تنفع إزاءها علاقات الصداقة و الإحترام مهما عظمت ، خصوصاً إذا كانت تنطوي على خيانة الثقة و الزاد و الملح ! ما العمل إذا كان يعبد جمال المرأة ، ها ؟ أليس الله جميلاً ، و يحبّ الجمال ، فما بال خلقه الذين جَبَلهم على صورته ؟ نكّس رأسه و هو يلوم نفسه على ضعفه المستديم إزاء المرأة ، كل امرأة ! تلك هي نقطة ضعفه الوحيدة ، و لكنها أجمل نقطة ضعف ! إنه يعبدهن ، و لا يستبيحهن ألا برضاهنّ ، و بعد طول عناء و ترصّد ، و الكل سعيد ، و ليكن ما يكون ! فإن قتلوه فهو شهيد الحب ، و مأواه الجنّة في أحضان الحور العين ، و لا حول و لا قوة إلا بالله ! حمد الله أن إسقاط الجنين لم يقتلها فيتحمل هو وزر دمها أمام أبيها . فكَّر أن عليه أن يذهب حالاً لزيارة قائد المليشيا المهاب هذا . لا بدّ له أن يديم الصلة به تحسباً لكل طارئ حتى و أن كان يسكن بعيداً في أطراف المدينة . الحمد لله أن إبنه إبراهيم موجود الآن في البيت ، و يستطيع الطلب منه توصيله بسيارته في أي وقت . لام نفسه لأنه لم يسبق له أن أهدى شيئاً ثميناً تقديراً لهذا الطالب النجيب القوي الذي أصبح يحتكم على أعلى القامات و تهتز إزاءه أقوى الكراسي ؛ كما و تأسف لأنه ما انفك يخاطبه بترفعٍ كما لو كان ما يزال طالباً لديه ، في حين أنه لم يتوانى عن تقبيل يدي و قدمي إبنته بعد كل جولة حب ناجز تقرّ العين ! نعم ، يجب عليه أن يهديه شيئاً ثميناً ، فلديه مسبحة من الكهرب التركي الأصيل و بإمكانه التخلى له عنها و إن كانت تراثاً عزيزاً من والده ، أو ساعة اللونجين السويسرية المصاغة بالألماس و الذهب الخالص ، ثم هناك محبس البلاتين ذو خرزة الزبرجد الزيتوني . آخ رأسي ، يكاد ينفجر ! أين ذاك الشاي اللعين ؟ دخل عليه إبراهيم حاملاً كوب الشاي ، فوضعه على المصطبة بجانب سريره .
- تفضّل ، بابا ! - شكراً جزيلاً ، برهوم ! جئت في الوقت المناسب . أين هي السيّارة الآن ؟ - عند باب الدار . هل تريد توصيلة ؟ - ليس الآن . - أنا حاضر ، أؤمرني فقط ! - جزيل الشكر ، يا ورد !
تناول كوب الشاي ، و رشف رشفة منه و هو ينظر لأبنه . أعاد الكوب ، و قال لأبنه :
- الشاي محروق ، و بدون سكر ! ما خطبك ، ها ؟ حتى الشاي لا تعرف كيفية إعداده ؟ - العفو يا بابا ! سأعمل لك شاياً جديداً ! - لماذا يختار أغبي الحمير أن يصبحوا أبناءً لي أنا دون غيري من عباد الله ، ها ؟
ضحك إبراهيم و هو يرفع الكوب ، و يخفّ به إلى المطبخ قبل أن تطارده المزيد من عبارات السخرية التي لا قِبَل له بها ؛ بل و التي لم يفكر يوماً بالرد عليها تأدباً إزاء والده الذي يحبّه اشدَّ الحبِّ ، و يعلم أنه يبادله بحبٍّ أشد منه . رنَّ الهاتف المحمول من جديد . رفعه جبّار و حدّق بالشاشة ، يكاد يلتهمها . إنها هي ! قطع الإتصال ، ثم إتصل بنفس الرقم و هو يتسائل مع نفسه : لماذا ليس لديها رصيد كاف في هاتفها المحمول ؟ مع من تبدد أرصدتها ؟ ما عليه ، فهي حرة في إختياراتها، و المهم أن يعرف كيفية التصرف معها بلباقة الآن . سمع صوتها الناعس و اللذيذ على الجانب الآخر و هو يغرِّد :
- مساء الخير حبيبي ! لقد إعتقدت بأنك نسيتني ! - و أنّى لي أن أنساك و أنت سلواي ! - أنت رهيب ! عجوز ، و حلو اللسان ! - أنا خادمك ، يا أجمل إمرأة في الوجود ! نعم ، أنا عبدك ! - أنا مشتاقة لك يا حبيبي ! - و أنا أكثر ! آه كم أتمنى أن أكحِّل عيوني بوجهك الميمون ! كيف هي صحتك الآن ؟ - اسمع ، لدي موضوع مصيري أريد التحدث معك بخصوصه الآن ، و أريد وعداً قاطعاً منك أن تنفذ لي طلبي عندك بدون نقاش ! - و ما هو هذا الموضوع المصيري ، تاج راسي ؟ - أقسم لي أولاً بأنك ستنفذ طلبي ، أيّاً كان ! - تاج راسي ، لا بد لي أن أعرف ما هو المطلوب أولاً ، أليس كذلك ؟ - لا ، ليس كذلك ! أريد وعداً قاطعاً بأنك لن تخيب ثقتي بك أولاً ، و أنك ستنفذ ما أريد ، يا خائن ، يا ماكر ، يا عجوز ! يللا ، أقسم ! - أقسم لك ! - شُف حبيبي ، الموضوع يخص زواج شقيقي حامد ! - الحم- الحم- د لله ، نعم ، الحمد لله أن شقيقك سيتزوج أخيراً فيكمل نصف دينه ! الحمد لله و الشكر ، لقد أفرحتني كثيراً بهذا الخبر السار ! - ما هذا الكلام السخيف ؟ كيف يجوز أن يتزوج أخي بإمرأة غير المرأة التي يحبها من كل قلبه ؟ ها ؟ هل ترضى بذلك ؟ - أنا ؟ أأأنا لـ - لـ -لا لا لا مطلقاً . نعم بالتأكيد ، نعم ، أنا لا أرضى أبداً بزواج أي شاب إلا ممن يحب . على الأقل لكي لا يمر بالمأساة التي أمر بها منذ ثلاثين سنة و حتى الآن ! - أو مأساتي أنا ! شف حبيبي ، أنت تعلم أن حامد مرتبط بعلاقة حب جارف منذ ثلاث سنين ، و لكن أبي عازم الآن على عقد قرانه بإبنة عمي المكروهة و التي لا يحبها ، و هو مصمّم على ذلك رغم أن حامد يهدد بالإنتحار إذا لم يتزوج بحبيبته . لذا أريد منك وعداً قاطعاً بأن تزور مضيف أبي اليوم ، و ألّا تغادره إلا بعد إقناعه بالعدول عن رأيه في تزويج حامد بإبنة عمي أولاً ، و قبول تزويجه بحبيبته الحقيقية ثانياً ! أنا واثقة أنه ما من أحد يستطيع إنجاز هذه المهمة الصعبة غيرك ، لأن أبي لا يسمع إلا كلامك الحلو فقط . أرجوك حبيبي ، تدخّل بالموضوع إكراماً لمعزتك عندي ! هل تقبل أن ينتحر شقيقي ؟ - أبداً ، أبداً . أنشاء الله عمره طويل . حاضر ، أنا خادمك المطيع ! تؤمرين ! أعبدك ! أموت عليك ! اليوم أزور والدك ، و بإمكانك إعتبار الموضع منتهياً ! آه ، كم أنا مشتاق إليك ! - أسرع إذاً ، و أعدك وعد شرف بمكافأة عظيمة إن حسمت هذا الموضوع . أعدك بأن أجعل رأسك يدور تحتي مثل الفرّارة ، و أجعل جذعك يلبط مثل السمكة ! - خادم ، تؤمرين ! اليوم تُحسم معضلة حامد حتماً . خادم ! ساعة و أكون في مضيف الوالد المحترم ، و أنهي الموضوع ! أنت تؤمرين يا ملكة النساء ! - طيب ، شكراً . أتصل بي لإبلأغي بالأخبار السعيدة حالما تحسم الموضوع اليوم ، و بدون تأخير ، مفهوم ؟ - مفهوم ! مفهوم ! - يللا ، باي باي ! - باي !
قطع الإتصال ، و وضع الهاتف على المصطبة بجانبه ، و جرّ نفساً عميقا ! الحمد لله على مننه التي لا تحصى على عباده الصالحين . أحس أن أطناناً من حجر الصوّان قد انزاحت عن صدره! شكراً جزيلاً لك ايها الهاتف المحمول : جامع القلوب و حلّال المشاكل و مثيرها في آنٍ واحد ! عاد و فتح الرسالة ، و راح يفتش عن المعاني الكامنة خلف السطور . أعياه التفكير ، فأعاد وضع الهاتف على المصطبة . إستلقى على الفراش ، و صار يضرب أخماسا بأسداس . هل يمكن أن يكون قد أغفل إسماً رابعاً محتملاً ؟ فتّـش طويلاً في دهليز ذاكرته عن إسم ثالث محتمل ، و لكنه لم يظفر بطائل . كل البقية متزوجات ، أو باكرات لم يسمح لنفسه بمسافحتهن . ما الحل ؟ من هي صاحبة هذه الرسالة المنكودة ، إذن ؟ دخل إبراهيم مجددا بالشاي .
- شاي تهدير جديد ، و محلّى حسب المطلوب ! - شكراً برهوم ، ضعه على المصطبة لطفاً . أنني أحسُّ بالإعياء !
جلس إبراهيم إلى جانبه على السرير ، و سأله :
- هل لديك حسبة ما ، بابا ؟ - حسبة ؟ لا ، لا . - أراك مهموماً ! - إنها مشاغل العمل !
إلتفت إبراهيم نحو المصطبة ، فلمح جهاز الهاتف المحمول الجديد لدى أبيه . تناوله بيده ، و راح يقلِّبه و هو يقول :
- بالخير ، بابا ، متى إبتعت هذا الجهاز الجديد الرائع ؟ - قبل أسبوع ! - يبدو أنه أحدث صيحه ! بكم أشتريه ؟ - بثمانمائة دولار ! - هِمْ ، يسوى ! مبروك عليك ! - هل تريده ؟ خذه ، مبروك عليك ! أنني أعني ما أقول : خذه هدية مني إليك ! - لا ، لا، شكراً . يجب أن يبقى عندك جهاز يليق بك ! ما هذه الرسالة ؟ - هم؟ - لابد أنها من تلك القحبة السافلة ! - هم ؟ ممن ؟ - تلك القحبة السافلة ! لقد أرسلت نفس الرسالة إليك ! لا بد أنها تعلم أنك أبي أنا ! - أخفظ صوتك ! مَن هي ! - عاهر تبيع الهوى ، و نصف أغنياء البلدة ناموا معها . الآن عرفت لم أنت مهموم ! كلبة بنت الكلب ! - ها ، ها ، ها ! من هي ، و ما هو الموضوع ؟ - شوف بابا ! قبل سنتين ، أخذني صديقي الدكتور حيدر إلى بيت هذه القحبة السافلة . تمتعنا معها ، و دفعنا لها أجرتها حسب الأصول ، و غادرنا ؛ و لم أرها ثانية منذ ذلك الحين ! كان هذا حوالي قبل سنتين ، و هذا هو كل شيء ، أقسم لك ! - و كم دفعت لها في حينه ؟ - مائة و خمسون ألف دينار ! - عظيم ! - لكونها قطعة لذيذة ! شابّة و خارقة الجمال ! وهي لا تجامع سوى أغنى الأغنياء ! - عظيم ! - بقي صديقي الدكتور حيدر على علاقة مستمرة معها ، و أبلغني بأنها تسأله عني ، و تطلب منه أن يستصحبني معه في زياراته لها . - عظيم ! - كنت قد قررت عدم زيارتها مجدّداً لتعرفي على حبيبتي قبل الخطبة ، و لخوفي أن أصاب بالأمراض الجنسية قبل الزواج ، فتحججت له بارتفاع سعرها . - عظيم ! - بعدها إتصل بي الدكتور حيدر و أبلغني أنها مستعدة لعمل تخفيض كبير و خاص لي ، فاعتذرت مرة أخرى . ثم علم حيدر بخطوبتي قبل حوالي الشهر فأبلغها بذلك ، و قال لي أنها تخاصمت معه لدى سماعها بخبر خطوبتي ، و طلبت منه إقناعي بزيارتها مجدداً ، و إلّا فستمتنع عن إستقباله في دارها مجدداً ! توسّل إليّ الدكتور حيدر لزيارتها معه مجدداً ، و لكنني رفضت ذلك رغم تكرار محاولاته معي ! - عظيم ! ولماذا كل هذا الإلحاح عليك أنت بالذات ؟ - لأنها لا تريد خسارة زبائنها المريَّشين ! - صحيح ؟ - أرجوك يا بابا صدقني . الحقيقة هي ما قلت لك . - عظيم ! - بعدها ، بدأت تتصل بهاتفي الذي أخذت رقمه من الكتور حيدر ، و تطلب مني زيارتها ! - عجيب ! - و الله يا بابا ! انها إمرأة مخبولة ! و عندما تكررت إتصالاتها المزعجة ، لقّمت جهاز الهاتف بحجب مكالماتها . و قبل أسبوع بدأت ترسل لي عدة رسائل تدعي أنها حامل مني ، و تهددني إمّا بالشكوى ضدي ، أو أن أقوم بزيارتها ! - عجيب ! - و الله ، بابا . ثم أنها أرسلت نفس تلك الرسائل لخطيبتي ! - عجيب ! و كيف عرفت برقم هاتفها ؟ - و الله ، لا أعلم ! - و ما كان رد فعل خطيبتك ؟ - غضبت عليّ أولاً ، و وبّختني ، ثم شرحت لها حقيقة الأمر بالتفصيل الممل ، فاقتنعت بعد عناء شديد ، و تصالحنا ! - عظيم ! و كيف عرفت رقم هاتفي أنا ! - و الله لا أعلم ! هذه الكلبة علاقاتها واسعة ، و بمقدورها هتك كل الأسرار ! لا بدَّ أنها تريد تخريب علاقتك بي بعد أن فشلت في أفساد عرسي ! كلبة بنت الكلب ! لقد فعلت نفس الشيء مع زوجة الدكتور حيدر ، و دفَعَتْها لتطليقه كي يتفرّغ لها . و فعلت مثل ذلك مع محافظنا السابق ، و جعلته يطلق زوجته . ذلك هو ديدنها مع كل زبون منتفخ الجيب لكي لا يتركها فتنقص وارداتها . و الله يا بابا ، إنني لشديد الأسف على هذا الإزعاج الذي لا بد أن تكون قد سببته لك تلك الساقطة بسببي ! - هل أنت متأكد كل التأكد من أن هذا هو رقمها ، و أنها هي الطرف المرسل للرسالة ؟ - متأكد ألف بالمائة ! اليوم أنا استلمت نفس هذه الرسالة منها ، و كذلك خطيبتي ، و ربما حتى "كوفي عنان" و "بوش" . و سأريك إياها الآن كي تتيقن من صحة كلامي هذا !
أخرج أبراهيم هاتفه المحمول من جيب بنطاله ، و نقر بإبهامه على بضع أزراره ، و فتح الرسالة !
- هاك يا بابا، أنظر بنفسك !
تناول جبّار الجهازين ، و قارن الرسالتين ، و تيقّن بسرور داخلي بالغ من تطابقهما حرفاً بحرف ، و رقماً برقم ! رقص قلبه ، و جرَّ نفساً طويلاً بهدوء ، و مسح الرسالة الواردة إليه ، ثم أغلق هاتفه ، و أعاد الثاني لأبنه . و راح يرتشف الشاي بتلذذ . - أرى أنك قد صدقتني الآن . - بالطبع يا عزيزي ! فأنا ثقتي بك لا حدود لها ، و لكنني منزعج من شيء واحد فقط . ما هذه العادة السيئة التي أصبحت لديك مؤخراً ، ها ؟ لماذا تتعمد تكرار الكلمات غير اللائقة مثل : "ساقطة" ، "قحبة" ، "كلبة" و غيرها من الألفاظ النابية عندما تتحدث عن هذه المرأة ؟ ألم تبعث السرور في قلبك يوماً ما ؟ - نعم ، و لكنه سرور لحظات سرعان ما انقلب إلى زقّوم دائم تجرعت مرارته طوال سنتين بسبب أحابيلها . كل أفراد عائلتها معروفون بالخبث الشديد : هي و أمها و شقيقاتها ، و كلهنّ يشتغلن ببيع الهوى . عائلة من المومسات العريقات بالعهر ، أماً عن جدة ! صدقني يا بابا ! - ها أنتذا تكرر مرة أخرى اليافطات اللفظية غير اللائقة ! مومس ؟ أليس لديها أسم خاص بها ؟ - بلى ، أسمها "أ- " و تكنّى "أم حـ -" . - "أم حـ -" ؟ و هل لديها أولاد ؟ - نعم ، فهي متزوجة ، و لديها ولدان ! - متزوجة ؟ - نعم ، و زوجها هو قوّادها ، و هو أمين الصندوق الحريص على قبض موارد العائلة كاملة غير منقوصة كل يوم . لقد شيَّد من فرجها ثلاث عمارات ، و الرابعة تحت الإنشاء . و إذا ما شحَّ واردها يوماً ، فإنه لا يتورع عن تبريحها بالضرب العنيف بعصا الرمّان المهيأة لهذا الغرض ! - إحمم ، حمم . أسمع برهوم ، دعنا من هذا الكلام الفارغ كله ، و انسه . البيوت أسرار و لا يجوز لنا أن ندس أنوفنا في شؤون الغير ، و إيّاك و أستخدام الألفاظ النابية مرة أخرى في الحديث عن النساء لأنها لا تليق بك ، ولكونهن أنوار الرحمن ، كما ينبغي لك أن تحسن علاقتك بخطيبتك باستمرار ، و أن تكسب ثقتها بالحفاظ على مصداقيتك تجاهها ، واضح ؟ - واضح يا بابا . - أما ما أريده منك الآن فهو أن توصلني إلى مضيف عمّك أبو حامد في "عـ - " ، فلدي مسألة مهمّة يجب علي حسمها معه اليوم . إنها مسألة حياة أو موت ! - حاضر يا بابا !
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|