أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - إحذروا هؤلاء














المزيد.....

إحذروا هؤلاء


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يظهر من واقع ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين ... الخ دول المنطقة في القريب العاجل، سوي ان القاسم المشترك الاعلي والرابط بين كل هذه الدول هو مناخ الاستبداد السياسي ومن تحت عباءته يجري الفساد ونهب الثروة لصالح اسر بعينها. وظهر من واقع الثورات ان هناك تراكما من القمع والقهر لم يعد ممكنا التحكم في سيولته لدي الكتل البشرية المختزنه له في شوارع البلدان الثائرة. المشترك بين هذه الدول ايضا هو تشابه، ان لم يكن تطابق، قوي الامن الداخلي وتحديد مهامها الوظيفية في حماية السلطات الفاسدة وليس حماية المواطن أو الوطن. لهذا قامت منذ اللحظة الاولي بقمع المتظاهرين الذي وصل الي حد ضربهم بالسلاح والدهس بالسيارات الي آخر كل المشاهد المروعة التي بثتها وسائل الاعلام المتعددة.


فالمشترك بين هذه الدول ليس التحدث بلغة واحدة او دين واحد او تاريخ مشترك كما ادعت نظمها الفاسدة انما في انقسام المجتمعات الي سلطة تدعمها البلطجة الامنية والاعلامية والاجرامية لخدمة التجويع والافقار للمواطن وشعوب لا تملك الا الثورة في نهاية المطاف. فرغم الحقن العنصري و الديني لفكرتي الامة العربية او الامة الاسلامية الا ان شعارات الثورة التي اخرجت المكبوت الداخلي خلت تماما من هذه التوصيفات. وهو امر يجعل ما جري في بلدان الثورة ينطبق مع مبادئ الثورة الفرنسية بقدر ما كانت تحمل من مطالب الحرية والمساواة الغائبة. ليس هناك إذن من خصوصية ثقافية للمنطقة تجعل شعوبها محرومة من الحريات التي يتمتع بها كثير من شعوب العالم.

ولان المجتمعات الثائرة كانت تخلو بكليتها من تشكيلات سياسية متبلورة حول طبقات اجتماعية محددة الملامح لها مصالح ضمن المصلحة العامة للوطن فان المطلب المشترط كان حول حق المواطنة والحرية الذي لن يتحقق الا بزوال السلطة التي حرمتهم من مواطنيتهم داخل اوطانهم.
الحرمان من المواطنة هو ارث ديني من بقايا الحكم بالدين دعمته وروجت كل السلطات الدينية التي حكمت المنطقة لقرون طويلة. ولعل شلال تكوين الاحزاب الدينية في مصر بعد نجاح ثورتها في خلع راس النظام يثبت طرحنا بان فقدان المواطنة كان مرهونا بحكم الفساد او الحكم بالدين وبافكار الاخوان المسلمين والمنشقين عنهم. وتسارع الجماعات الاصولية المتشددة في تكوين احزاب هو دليل علي ان المواطنة القادمة والتي طالبت بها هتافات الثورة هي اكبر خطر استشعرته بقايا النظام وجماعات الاسلام السياسي التي لازالت تعمل في الخفاء لعودة عقارب الساعة الي الوراء. فالمواطنة ستعيد حقوقا سلبها الحكم بالدين ولهذا يسعي من يفضل الحكم بالدين الي تشكيل احزاب ليحكم بمرجعية دينية لتحطيم منجزات الثورة. وسارع الاخوان باعلان تشكيل حزب واخذ حزب الوسط المنشق عن الاخوان تصريحا بتكوينه واعلن بعضا من زعماء الجماعات الدينية سرعة تشكيل احزاب لها. من كل هذه المظاهر تنضح ريح الثورة المضادة التي يستحيل تبرئة النظام الذي لازال في السلطة منها.

فغياب شعارات الدين في هتافات الثورة رغم احتقان المجتمع المصري بالفتن الطائفية والتدين بكل اشكاله العاقلة والمجنونة تلازم معها غياب الشعارات القومية والعروبية الممروض بها جميع مجتمعات الثورة. فليس غريبا ايضا ان يسارع عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية والمدافع عن فكرة القومية العربية باعلان نيته في ترشيح نفسه لرئاسة مصر في الانتخابات القادمة.

عمرو موسي يعرف كثيرا عن فضائح الحكام والحكومات العربية ويعلم انه لم يقدم شيئا بجلوسه في منصبه الحالي وانه مكبل بافكار العروبة ان لم يكن الاسلام السياسي ايضا. فقبل ان يتقدم لشغل منصب رئاسة المصريين عليه ان يفتح ملفات الجامعة ليبرأ نفسه من فشله المزمن اثناء رئاسته لجامعة فاشلة. فالفاشل لا يصلح لرئاسة وطن قرر الغاء الفشل والفساد. عليه ان يقدم حيثيات كفاءته التي لا نجد من ريحها شئ. مسارعة عمرو موسي والاخوان وجماعات الاسلام السياسي ليس فقط عودة الي ما قبل يوم 25 يناير 2011 انما عودة الي عصور المماليك والحرملك واولي الامر والرعية التي كان دائما الفقر والجوع والخوف والظلم من نصيبها.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوكر
- وسقطت الابوه السياسية
- عندما يصاب المفتي بالهلع
- جلد الحية... وقبل ان يرحل الدكتاتور
- تونس وخرائط النوايا والاولويات
- الفتنة الطائفية صناعة محلية
- علي ماذا اقسم البشير؟
- العمرانية ونهاية عصر الشهداء
- كيف نفهم الجرائم الاصولية الاخيرة
- اغلاق مؤقت باذن الله وباذن السلطة
- تحالف الاصولية الاسلامية مع الصهيونية اليهودية
- السلف وسذاجة الفكر
- قمة فضح العرب
- ما قد حدث للمصريين
- أزمة النص عند العرب والاسلاميين التاريخية
- انسدادات حوارية ومحاولة محموده للحل
- سؤال قديم مكرور
- في ذكري العام التعس 1952
- نصر ابو زيد الحاضر دائما
- بين هايزنبرج وعمارة


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف 3 مدمرات أمريكية في البحر الأحمر بـ2 ...
- رئيس وزراء باكستان للعالم: ما يجري في غزة -إبادة منهجية للشع ...
- أسبوع البيئة: حلول السوق المبتكرة لمواجهة تغير المناخ
- وزير الصحة اللبناني: مبان استهدفتها إسرائيل في الضاحية الجنو ...
- محافظة نينوى شمال العراق تحتضن معرض الكتاب الدولي تحت شعار - ...
- هولندا ترسل طائرات إف-16 التي أخرجتها من الخدمة إلى أوكرانيا ...
- مسؤول دفاعي أمريكي يزعم غرق غواصة هجومية نووية صينية جديدة ف ...
- الفصل الواحد والسبعون - علي عسكر
- نتنياهو يطلب الانتظار لمعرفة ما إذا كانت عملية اغتيال نصر ال ...
- ضربات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ووسائل إعلام تقو ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - إحذروا هؤلاء