أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وهيب أيوب - متى ال - طوفان في بلادِ البعث -...؟














المزيد.....

متى ال - طوفان في بلادِ البعث -...؟


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 18:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الوقت الذي كان فيه نظام بن علي يعيش لحظاته الأخيرة، وكل العالم يتناقل أخبار فرار بن علي، انتقلتُ إلى الفضائية السورية لأستمع كيف يتعاملون مع تلك الأنباء وأحداث الثورة التونسية، فوجدتهم منشغلين بنقل أخبار الطوفانات والفيضانات في استراليا وبعض البلدان الأخرى، ربما أرادوا أن يُظهروا للسوريين بأن هول تلك الطوفانات ومآسيها سوف تنسيهم طوفان البعث وظلمه واستبداده، وفي اليوم التالي بعد تأكيد هروب بن علي وإعلان سقوط رأس النظام، انتظرتُ بدء نشرة الأخبار على الفضائية السورية، على غير عادتي، فقط لأستمع كيف سينقلون الخبر.. بدأتِ النشرة بخبر عن زيارة رئيس وزراء سوريا محمد ناجي العطري لنظيره العراقي، وأخذوا ينقلون الزيارة بكل تفاصيلها والشعارات القومية والوطنية البالية الكاذبة التي اعتدنا عليها من المدح والردح والتطويل في الكلام والنثر الممجوج، حتى مضى من النشرة ربع ساعة بالتمام والكمال، بينما تنقل كل فضائيات العالم في تلك اللحظات، هول السقوط المدوّي لـ بن علي ونظامه، ثم وفي أقل من دقيقة ونصف، أذاعوا انتقال السلطة في تونس، بحيث بيّنوا صورة رئيس الوزراء التونسي وهو يؤدي القسم، دون أي تفاصيل أخرى أو مشاهد مما يجري في الشارع التونسي.
هذه أبسط معاني الاحتقار الذي يمارسه النظام السوري الأشدّ استبداداً ودكتاتوريّة في العالم العربي تجاه هذا الشعب الراضخ للطغيان والاستهانة بكرامته وعقله حتى اللحظة.
ومضت الأيام سريعاً ليتهاوى رأس ديكتاتور فاسد آخر لأكبر دولة عربيّة، حسني مبارك، فيتظاهر النظام السوري بالبهجة والفرح بإعلان سقوط نظام كامب ديفيد، ولا يأتون على ذكر الاستبداد والفساد وبطش قوى الأمن ومخابرات النظام المصري بشعبه، والأعجب ولكن ليس بمستغرب، أن يمنعوا الجماهير السورية من التعبير عن فرحتها وتأييدها للثورة المصريّة، والسبب لا يخفى على أحد.....
وفي حركة التفافيّة من النظام في سوريا لاستباق الأحداث وما قد تجرّه عليه تداعيات سقوط بن علي ومبارك، يعلن عن توزيع معونات – من عطايا ومكرمات الرئيس طبعاً – لـ 415 ألف أسرة سوريّة فقيرة بقيمة 270 مليون دولار، وهو مبلغ يقوم بسرقته يوميّاً أصغر بعض الفاسدين في النظام ، محوّلين الشعب السوري إلى مجرّد متسوّلين على أبواب تلك العصابة التي نهبت أكثر من 150 مليار دولار من قوت وأموال الشعب السوري وحوّلتها لبنوك أجنبيّة، ثمّ يتصدّقون بـ 270 مليون دولار على 415 ألف أسرة.. بهذا المبلغ الزهيد قياساً بحجم النهب الذي يمارسه أركان النظام، يحاولون إقفال أفواه السوريين، يا للكرم الحاتمي ...!
أخشى بأن يوصم السوريون بأنهم في أسفل قائمة الشعوب المطالبة بالحريّة ومواجهة الاستبداد والفساد في بلدهم، وأن يضربوا الرقم القياسي في موسوعة "غينس"، كونهم أول الشعوب السائرة في المؤخّرة...! عِلماً بأن الأوضاع في سوريا، السياسية والاقتصادية والاجتماعيّة وحجم الفساد ومدى القهر والظلم والبطش من قبل أجهزة الأمن والمخابرات، وفي ظل قوانين الطوارئ والأحكام العرفية الظالمة التي يتعرّض لها الشعب السوري منذ عقود هي أشدّ وطأة وإيغالاً منه في تونس ومصر، وليس آخرها الحكم على الفتاة الشابة ابنة الـ 19 عاماً طل الملوحي بخمس سنوات سجن بسبب إدلائها ببعض الآراء في مدوّنتها على النِت. في ظلِّ صمتٍ رهيب وجبان يُخيّم على معظم المثقفين السوريين من كتّاب وفنانين وسياسيين، ما زالوا لا يتقنون إلا مسح الجوخ ولعق حذاء الحاكم والتغنّي بمزاياه وبمواقفه القوميّة وممانعته العتيدة...!
وسيرى العالم يوماً، إذا ما أفاق السوريون من سباتهم وسكوتهم المُستهجن، أن ما تمّ الكشف عنه من قمع وفساد وتخريب لدى النظامين الساقطين التونسي والمصري، أنّها مُجرّد أفلام كرتونيّة مقارنةً بما هو قائم في سوريا، وما يتعرّض له السوريون من إذلال لا يماثله إذلال.
استوحيتُ عنوان المقال "طوفان في بلاد البعث" من الراحل المخرج عمر أميرالاي، وكنّا في الجولان المحتل وفي مركز "فاتح المدرّس للفنون والثقافة" قد أقمنا في العام 2006 ما سُمّي "تظاهرة الفيلم السوري في الجولان" عرضنا فيه أفلاماً للمخرجين أسامة محمد والراحل أميرالاي، منها فيلم "طوفان في بلاد البعث" إضافة لحوارٍ مباشر عبر الهاتف مع المخرجين على مسمع الحضور في قاعة المركز.
وقد وجّهتُ سؤالاً للمخرجين، في معرض النقاش معهما، هذا نصّه:
وهيب أيوب: الأخ عمر أميرالاي، في أحد أفلامك تتحدّث عن التشققات والتصدعات في السدود في سوريا. وسؤالي لكما: هل هنالك أمل في الأفق القريب بانهيار تلك السدود؟
الجواب :
الجواب /عمر اميرالاي: "السؤال طبعاً فيه مجاز وفيه ذكاء لا شك، وهو من وحي المجاز الموجود في الفيلم كما أظن. ما حاولت تلخيصه في الفيلم عبر الترميز، أو بشكل أدق عبر المجاز أو الاستعارة، أن الموضوع ليس انهيار السدود، وإنما كيف يهيئ نظام استبدادي السرير لبديل استبدادي آخر. وهذا ما أردت قوله في فيلم الطوفان. السؤال هو هل أننا محكومون بأن تتوالى علينا إلى الأبد أنظمة الاستبداد، جيلاً بعد جيل، كي لا ننعم يوماً بلحظة حرية حقيقية خارج هذا الاستبداد الذي هو من صنع هذه المنطقة كما نعلم، ويبدو أنه يستهويها لآخر عمرها؟ الحلّ في رأيي ليس بسقوط السدّ الحالي، لأنّ خلف هذا السدّ تراكما هائلا من الكبت والحرمان والغضب ورفضا للفساد ولانعدام الأخلاق والكذب والشعارات، الخ. فهذه المياه التي يزداد ضغطها على هذا السدّ لا أحد يستطيع، سواء أنا أو أنت أو أي شخص آخر، أن يتصوّر إلى أي منقلب أو جحيم أو جنون سيأخذنا إليه انفجارها في حال وقوعه. هذا هو السؤال المرعب والمخيف الذي ألمحت إليه في الفيلم، والذي أحاول أن أغتاله كل يوم في مخيلتي لأنه مرعب بالفعل."
فلتكن إجابة الراحل أميرالاي عام 2006 هي خاتمة هذا المقال في العام 2011

الجولان المحتل / مجدل شمس



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرةُ النار البوعزيزيّة تتدحرج
- لبنان ليسَ وطناً
- احتراقُ البو عزيزي يُنبِتُ الياسمين
- لماذا فصلُ الديِن عن الدولة...؟
- إسلامٌ أحمرُ الظَلفِ والناب
- الديمقراطية المشنوقة
- الشمّاعةُ التي لا تهتَرئ
- - قشورٌ ولُباب -
- أخلاق ما بعدَ الفُراق
- قضاء سوري عابر للحدود والبحار..!
- الحارة وشبّاك -أم محمود-
- وُجُوهٌ مَسلوبة
- حَفنَةُ تنويرٍ وكُثبانُ التكفير
- الموتُ الآخر ل نصر حامد أبو زيد
- الهزيمةُ والعقل المأزوم
- مِحنَة القراءة وفَهم المقروء
- قصّة النظام في سوريا مع الجولان المُحتَلْ
- سقفْ الحرية منذ ما قبل وبعد سقيفة بني ساعِدة
- إسلام في خدمة العنصرية والفاشية
- إرضاع الكبير وصحن الحمّص والجلباب...فماذا بعد؟!


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وهيب أيوب - متى ال - طوفان في بلادِ البعث -...؟