أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مهند البراك - ماذا احدثت ثورة الشباب في المنطقة ؟














المزيد.....

ماذا احدثت ثورة الشباب في المنطقة ؟


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 12:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ بدء العولمة، حصلت تطورات عاصفة، غيّرت انظمة و سياسات اغلب دول العالم، عدا منطقتنا، التي واكبت انظمتها العواصف بتغييرات لم تمس جوهر ما، بقدر ما مسّت واجهات للحكم في سعي لتجميلها بمساحيق من سوق الخردوات . وعدا الحروب التي اجتاحت افغانستان و العراق و غيّرت انظمتها من الخارج، الاّ انها ادخلتها في عمليات مخاض، جلب لها جديداً و لكن باثمان باهضة هائلة ، فرغم ماتحقق في العراق باسقاط دكتاتوريته الرهيبة، الاّ ان قِيَمْ الدكتاتورية و شراهتها و استبدادها لاتزال تتحكم بشكل مؤسف، بعد اقتراب نهاية العام الثامن على سقوطها.
و فيما بقيت انظمة منطقتنا صمّاء في مواجهة رياح التغيير، تصوّر البعض بأن تلك الرياح لم تصل بعد الى المنطقة، وصوّر حكّام أن " التغيير انطلق اساساً منَّا نحن العرب و الشرق اوسطيون ؟" فحكم مبارك في مصر مثلاً ظهر كما لو انه كان عتلة التغيير الديمقراطي و التمدني في المنطقة ! فأهم الإتفاقات و لقاءات القمة و التغيير عقدت برعايته و دوره، مع التعتيم على اخبار معاناة شعب مصر الكادح بشبيبته و نسائه و مثقفيه، رغم كفاحهم الصعب الذي يخوضونه . .
حيث لم يأتَ انطلاق ثورة الشباب المصري في 25 يناير من فراغ، بل شكّل امتداداً وتواصلاً لأشكال النضالات الشعبية و العمالية و الطلابية، و لكن بلغة الفيسبوك هذه المرة التي كانت شرارة التغيير في الشقيقة الكبرى مصر بعد ان كانت البداية في تونس . .
و يرى فيها محللون بكونها ثمرة المد الإعلامي وتكنولوجيا المعلومات التي أتاحت انتقال الخبر والرأي بسهولة وزخم لم يُعهدا من قبل، و جعلت من التغيير شأنا داخليا ينبع من الشعب، و ليس مفروضاً عليه من فوق كما حدث في العراق حيث الديمقراطية لا تزال " محدودة جداً " في أحسن الأوصاف في وقت بدأت فيه عروش وكراسي الحكم ليس في المنطقة فحسب، و انما في العالم أجمع . . بدأت تهتز بفعل تدفق المعلومات الحديث من الفيسبوك إلى الهاتف المحمول.
ومن جهة اخرى، فإذا كان سقوط مبارك قد لا يعني دخول مصر عهد الديمقراطية، فإن الدينامية التي جاءت اثره، تمخضت عن موجة احتجاجات لشعوب المنطقة على انظمتها بسبب الفقر و الفساد و من اجل حرية الرأي . . يبدو انها لا رجعة عنها، للأسباب المذكورة آنفاً و لتداعي نماذج الدول التي التي لم تعد تصلح للتعاطي و التفاعل مع حياة اليوم المتسارعة و قوانينها التي تصاغ مجدداً .
و اثبت مسار الأحداث في مصر على ان دول الغرب قد توصلت الى أن زمن دعم الطغاة حرصا على استقرار جامد و ليس ديناميكي . . قد ولى . و ان عليها ان تتعايش في عالم اخذت تجتاح شعوبه الحرية ، و السعي لتتحكم بمواردها بما يحقق رخاء لها، الأمر الذي قد يصل بتلك الدول ان تقبل بجعلها شريكة لا تابعة . . مع ما يترتب عن ذلك من متاعب و صعوبات، منها عدم استعدادها لدعم من دعمته يوماً و لم يعد صالحاً بنظر شعبه في لحظة حرجة ما !
و يرى خبراء بأنه فيما تسير الأمور في مصر في اخراج يعكس تضامن الجيش مع الشعب ، وفيما يناشدون بعدم خذلان الشعب بالضغط على المؤسسة العسكرية حتى تفي بما تعهدت به من تسليم الحكم إلى المدنيين. فانهم يذكّرون المحتجين بضرورة التفكير في تحويل شعاراتهم ومطالبهم إلى برامج ملموسة تؤطرها أحزاب، خاصة وان السلطة القائمة أن عجزت او انهارت بتأثير الشارع ، لا يعني بالضرورة أنها ستسقط في يد من يستحقها .
من جهة اخرى، يجمع الكثيرون على ان أهم دروس ثورة الشباب في يناير، ان التغيير الذي حصل و الجدير بالإقتداء، بكونه لم يتم بقوة السلاح . . في اثبات يعكس ان الرئيس اوباما تخطى اساليب بوش الإبن ـ بلير، اللذين حملا الديمقراطية إلى العراق على متن الدبابات، فيما تغاضيا في الوقت نفسه عن انتهاك حقوق الإنسان في مصرِ صديقهما المقرّب مبارك (!) .
من ناحية اخرى تشير وكالات انباء الى ان انتقاد توني بلير للرئيس اوباما بسبب الخطاب الذي ألقاه في القاهرة في حزيران عام 2009 بدعوى أنه يهادن الإسلام السياسي في مصر، لم يعد في محلّه لأنه " بتخلصه من العجرفة الأمريكية، استطاع تغيير الموقف الشعبي في مصر تجاه الولايات المتحدة، وسهّل على حركة المواطنين إمكانية ان تظهر بصفتها تعبيرا عن الاعتزاز الوطني و القومي، وليس تظاهرة مناهضة للغرب. " (*)
و تشير الى ان تجذّر مفهوم الديمقراطية من الأسفل، وليس عبر فوهة البنادق كما حدث في حرب العراق، سيسرّع وتيرة جهود السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين للوصول إلى اتفاق بشأن حل قيام دولتين كتسوية لا رجعة عنها . .

17 / 2 / 2011 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) راجع صحيفة الإندبندنت البريطانية ، افتتاحية عدد 13 شباط 2011 .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر يناير: من الفتنة الدينية الى التلاحم الكفاحي !
- دولة المؤسسات كطريق للدكتاتورية !!
- شعبي تونس و مصر ينتظران الدعم !
- التفكير الجديد . . و وثائق ويكيليكس 3
- التفكير الجديد . . و وثائق ليكيليكس 2
- التفكير الجديد و وثائق ويكيليكس 1
- من -موقع رزكار- الى -عالم الحوار المتمدن- 2
- من -موقع رزكار- الى -عالم الحوار المتمدن- 1
- - سيدة النجاة - . . انهم يقتلون روحنا الحيّة ! 3
- - سيدة النجاة - . . انهم يقتلون روحنا الحيّة ! 2
- - سيدة النجاة - . . انهم يقتلون روحنا الحيّة ! 1
- نحو انقلاب، أم كيف ؟ ! 3
- نحو انقلاب، أم كيف ؟ ! 2
- نحو انقلاب، أم كيف . . ؟ ! 1 من 2
- وثائق - ويكيليكس - و تشكيل الحكومة الجديدة
- مخاطر العودة الى نظام - القائد الضرورة -
- مخاطر اللاإستقرار و قضيتنا الوطنية ! 2 من 2
- مخاطر اللاإستقرار و قضيتنا الوطنية ! 1 من 2
- مظاهرات الكهرباء و عجز المحاصصة الطائفية !
- صراع الكتل و مخاطر الإستبداد !


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مهند البراك - ماذا احدثت ثورة الشباب في المنطقة ؟