جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 11:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
أيتام العهد البائد في مصر وحلفاؤهم
لا يختلف عاقلان أن انتصار ثورة 25 يناير المجيدة في مصر، قد فتح الأبواب على تغييرات جديدة في الشرق الأوسط برمته، لما تمثله مصر من ثقل اقليمي، يترك انعكاساته على السياسات العالمية كلها، لذلك فان المعادين للثورة من أيتام العهد السابق، وحلفاؤهم وشركاؤهم خارج مصر، الذين يتحسسون رؤوسهم، ويعيدون قراءة تاريخهم الأسود، ويمنون أنفسهم المريضة بفشل الثورة، ولشدة رعبهم من الانشداد والتأييد الجماهيري الهائل للثورة، والتأييد الساحق الذي تحظى به من شعوب المنطقة، ومن الشعوب التي تنشد الحرية في العالم أجمع، فانهم يحاولون التحريض على هذه الثورة، في محاولة منهم للتشكيك بنقائها، وتأثيراتها الاقليمية، وآخر تقليعاتهم هو تركيزهم على أن الثورة ذات مطالب اجتماعية تتعلق بالحياة الداخلية في مصر، وأن لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية، والبعد القومي العربي، وهم بهذا يذكرون بالمثل القائل:"أرادوا شتيمة التفاح فقالوا له: يا أحمر الخدين" فهل وصل الغباء بأعداء الثورة الى درجة الاعتقاد بأن تحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب المصري سيضر بقضية العرب الأولى، وبالأمن القومي العربي؟ فأمنية العرب جميعا هو ان تعود مصر لشعبها، بعد أن سلبوها منه لأكثر من ثلاثين عاما، واذا كانت أمّ الدنيا وشعبها بخير ، فان العرب جميعهم سيكونون بألف خير، فلا عرب بدون مصر، ولا مصر بدون العرب.
ومما لا شك فيه أن المارد المصري الذي انطلق من قمقمه بثورته الظافرة المجيدة، لن يتوقف عن هيجانه الا بتحقيق مطالبه العادلة، وهو متنبه ويقظ للدسائس والمؤامرات التي تحيق به، وسيقضي عليها في مهدها، تماما مثلما قضى على نظام القمع والنهب والسلب والقتل، فدماء شهداء الثورة وجرحاها وأنين أسراها تنير طريق الثائرين....وشعب مصر العظيم يعرف ما يريد، وقادر على تحقيقه، فالزلزال لا يزال في قمة غليانه، ولن يضير السحابَ نباحُ الكلاب.
17 شباط-فبراير-2011
مدونة جميل السلحوت:
http://www.jamilsalhut.com
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟