|
الإنتفاضة من أجل فصل الدين عن الدولة
واصف شنون
الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 09:03
المحور:
المجتمع المدني
لقد عاش العراقيون عقودا من الحرمان وعدم الإحترام وغياب الكرامة الإنسانية بسبب سيطرة العسكريين الفاشيين الريفيين الأنانيين على مقاليد الحياة المتنوعة، ومنذ اوائل الستينيات حين تفجرت الثروة النفطية في الكويت ، البلد الصغير المجاور الجنوبي للعراق ، نجد المواطنين الكويتيين هم اكثر كرامة واعلى احتراما من باقي العراقيين بمختلف فئاتهم وتنوعهم ، مما ادى ذلك الى الهجرة الدائمة للعقول العراقية ، وحين نختصر الزمن ، ونقفز على الحاضر نجد ان العراقيين يعيشون باسوء حال من ستين وخمسين عاما مضت ، وهنا يجب التحليل والوقوف في التحليل لماذا ، خاصة والشعوب الحيوية ترفض الإستعباد والهوان.
****
لقد ربطت ايران جارة العراق الشرقية نفسها بعقد مقدس ومذهبي مع مدينة النجف العراقية المقدسة ، التي تم فيها دفن الأمام الرشيدي الرابع علي بن ابي طالب وهو رجل من أهل مكة اي من الحجاز ، وبسبب مقربته لصاحب العقيدة الإسلامية محمد بن عبدالله الذي هو بدور ه حجازي الأصل والفصل ، فأن ارض النجف ومن حينها اصبحت ارض مقدسة يتم فيها دفن الموتى من ذي الحظوة واولادهم ونسائهم حتى اصبحت عادّة وشملت العموم والملايين بما فيهم المشردين سوى الغجر والشاذين والنساء المتمردات !!وأمثال كاتب السطور ، بل بات دفن الميت تقليدا ً وطقسا ً دينيا ً بالنسبة للشيعي وأهله وعشيرته، وكان اخر من دفن في هذه المقبرة صديقي الملحد الشاعر كمال السبتي الذي ربما لم يزر النجف في حياته، والفكرة برمتها حسب رأيي هي تجارية ناصعة واحتكارية باهظة انتجت سلبيات هائلة في العراق واهمها انعدام اهمية الموتى وتأثيرهم الإلهامي على الأجيال في استخلاص العبّر من خلال الترابط بين المدفون الجد والأب واجياله.
****
ان رفض الدفن لجثة السنيّ في النجف، او الإحتجاج على ذلك الإحتكار لايعد رفضا ً او خرقا ً دينيا يؤذي القيم الإسلامية ، بالنسبة للقانون و حسب الإتفاقية الدولية لحقوق الإنسان ، بينما يعد عدم تسامح المذهب الوهابي السعودي مع الأديان والعقائد التي تخالفه في اتخاذ العقائد والمذاهب والطرق الحياتية هو نوع من تقاليد الشعوب والأمم واحترام خياراتها .
****
وفي اربع مرات كرر الرئيس الأميركي " اوباما" كلمتي (انتفاضة الكرامّة ) وكان يخص فيها المجتمع المصري والشباب المصري ، فالشعب كما قال اوبوما لم يكن مثله في السابق بل مصر تصنع دائما تاريخا ليس دمويا ،فشباب الثورة ومن ثاني يوم بدأوا بتنظيف ساحة التحرير .
إنها ثورة شباب يجب ان نمشي امامهم نحن (الحرس القديم )مثل عنزات ويضربون فينا في مؤخراتنا السمينة فنحن اول العنزات التي فاحت رائحة موتها السياسي الواقعي ، انا ،العنزة السمينة رقم واحد ولو اني غير سياسي محترف !!.
****
الأن العر اق هو بصدد ليس خلق ماذا يريد ؟؟، بل اهميته في الإنتصار الذاتي ، كمرحلة ديمقراطية وماذا انجز، لم يتم انجاز اي شيء خلال 8 اعوام ، والمثل الأنكليزي يقول،"ابق فمك في العضّة حتى يصرخ المعضوض".
****
فكتابة الإنشاء والتعبير عن العواطف لاتجدي نفعا ً ، بعضهم تحدثوا عن نصوص الدستور العراقي المزدوج الذي ينفي بعضه بعضا مثل الديمقراطية والإسلام!!فالديمقراطية في رأي انا ،هي الميني جوب "تنورة قصيرة جدا " أما الإسلام فهو النقاب بعينه!! ،وبعضهم تحدثوا عن كيفية الخروج من القفص الديني الى الهواء الملوث اساسا بالدين الإسلامي وتعصبه حسب الطوائف والأحزاب والشيوخ والمرجعيات ، والقضية الكبرى هي مصالح اقتصادية جبارة ترتبط ارتباطا وثيقا بوجود عتبات مقدسة واماكن مقدسة بل مدن مقدسة وهي في المغهوم التجاري الحديث (سياحة دينية) والسياحة عليها توفير جميع مستلزمات الزوار ومتطلباتهم وخاصة (القدسية ) منها ،فمسح الوجوه بفضلات قرابين الإمام من الحيوانات المذبوحة والمسيرات الطائفية المليونية واللطم الإبداعي مع اصوات "الرواديد" الحلوين مثل المطربين والملايات الجميلات ذوات الصدور النافرة المجملة( بأحدث طرق تكبير الصدور وتضييق المهابل والعيون المفتوحة الغامزة اللامزة بحواجب مبتدعة ، هذه حقيقة بل حقائق لايمكن مشاهدتها وتصورها سوى في بلد النفاق والشقاق الديني والعرقي والمذهبي والثقافي والتجاري الراسمالي النفعي غير الأخلاقي والإنساني الذي يدعى بالعراق ،
حينما وقعت على بيان فصل الدين عن السياسة وتسلسلي رقم 87 ، كنت يائسا ليس من الشعب الذي ُيحبذ الخرافة والوساخة والإغتصاب والكشخة والنفخة وكل الفوارغ والسخافات وتخليه عن الوجدان والضمير والمدنية والعمق التاريخي ، بل من ثقافته البكائية المنافقة غير العادية ،وصناعته وزراعته الميتتان بسبب الكسل وعدم التحدي والإعتماد اساسا ً على التموين ، وتجارته غير الوطنية التي تبيع الأخضر والحي والنابض وتشتري فاقد الصلاحية من بلدان الصحراء ،وانهيار كرامة الإنسان فيه منذ زمن بعيد ،وقعت ُ واهما ً وكأني شابا ً يريد ان يحقق الشيوعية المندثرة أوالمشاعية القرمطية اليوم واليوم فورا ً دون تأخير على عناد اميركا والأمبريالية والصهيونية والأكراد والهنود واليونانيين والصرب وكذلك دبي وابو ظبي ، هكذا جرى !
وكذلك على عناد ايران ،ولاية الفقيه وهذا هو مطلبي الوحيد في الحقيقة !!
#واصف_شنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوهام الملاّ خامنئي ...
-
مصر : يا ظالمني ... ثورة من أجل الحياة
-
تونس شكرا ً ..للفرح
-
الإرهابيون: ُمسلمون ُيطبقون نصوصا ً دينية
-
المآساة المستمرة *
-
إرهاب العمائم في فضيحة – بول الأدباء - !!
-
العراق : مجتمع محافظ متدين أم خربان منحطّ ..؟
-
معمّمون لكن متمردون
-
الخوف من ( السعلوّة ) ...*
-
تشيلي تهزم الموت 33 مقابل صفر *
-
الشعور بالخجل العام !!
-
مَنْ يُدخل البعير في خرم إبرة؟؟
-
إنسانية غير معقولة
-
ثقافة سياحية
-
كريستيانا كينالي : الفشل المحتوم
-
أكو -لو- ماكو *-ستيفن هواكينغ ونفيه لخالق الكون-
-
الدين والدم والدموع
-
شجاعة العراقي جمال ايليشع
-
تلك البلاد...
-
الوعي الإنتخابي في استراليا
المزيد.....
-
المقررة الاممية البانيز: مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت غير كا
...
-
شاهد.. مواقف الدول المرحبة بقرار اعتقال نتنياهو وغالانت
-
لماذا لم تعقب الحكومات العربية على قرار اعتقال نتنياهو؟
-
تظاهرات بفرنسا تدعو لتطبيق قرار اعتقال نتنياهو وغالانت
-
صحيفتان بريطانيتان: قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نت
...
-
كاميرا العالم توثّق الوضع الإنساني الصعب بدير البلح وسط غزة
...
-
أول دولة أوروبية تدعو نتانياهو لزيارتها بعد مذكرة الاعتقال م
...
-
-اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام
...
-
-نقل لاجئين سوريين من مساكنهم لإيواء أوكرانيين-.. مسؤول ألما
...
-
ألمانيا: انتقادات حادة لشركات خاصة تدير مراكز إيواء اللاجئين
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|