أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - دكتاتور آخر يرحل















المزيد.....

دكتاتور آخر يرحل


محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقـد حسـم الشـعب المصـري اليوم الجمعـة الحادي عشـر من شـباط بعـد مظـاهـرات مليونية اسـتمرت 16 يومـا منذ الخامس والعشـرين من كانون الثاني وسـقط فيهـا أكثر مـن ثلاثمـائة
شــهيد وآلاف الجرحى، حسـم مصـير حكـم ونظام الدكتاتور حسـني مـبارك وأودعه بـدون
رجعـة لمـزبلة التاريخ بعـد ان اذاق شـعبه صـنوف العذاب والهـوان وخـدم لثلاثين عـامـا مخططـات الاعـداء وفي مقـدمتهـم إسرائيل، وقد كانت آخر فضاعا ته اسـتخدام المجرمين مـن البلطجيين وراكبي الجمال والحمير والبغـال وحاملي السـيوف والهراوات ضـد الملايين مـن الثوار المتظاهـرين سـلميـا ، فتحية مـن الأعماق لشـباب مصـر وثوارهـا والخلود لشهدائها الميـامين.

إن زلزال ثـورة مصـر بقـيادة الشـباب المصـري المثقف والواعي والتي اشـترك فيهـا الملايين ومن جميع الأطياف سـيهز العـالم ويضـع المنطقـة على طـريق الحـرية ونتمنى أن تضـع نهـاية لعهـود الذل والامتهـان لحقـوق أبناء شـعوب بلـداننـا ونحن نشـعر بحق بالفرح لهـذا الانجـاز الفـريد الذي حققه شـباب مصـر وشـعبه والتي ليس لهـا مثيل في تـاريخ الشـعوب العربيـة وقـد يكون في تاريخ العـالم وهي ثـورة برهنت على انـه قـد يمكن للطغيـان والدكتـاتوريـة قمـع الشـعب واضـطهـاده ولكن لا يمكـن إطفاء جذوة الثـورة في قلوب الشـباب والمظلومين من شـتى فئات الشـعب.

هنـاك أبعاد وتداعـيات ايجـابية بعـيدة الأثر على كـافـة دول وشـعوب منطقـة الشـرق الأوسط وهناك معسـكر للذل والهوان المسـمى بدول الاعتـدال قـد تهـاوى وهناك معسـكر من الحكـام العرب يخدم إسرائيل والصـهيونية والاسـتعمـار قـد انهـار ممـا سـيوفـر فرصـا حقيقيـة لشـعوب المنطقـة المتطلعـة إلى اسـتعادة كـرامتهـا وحريتهـا وحقـوقـهـا وعلى حفنـة الحكـام العـرب الدكتـاتوريين المتسـلطين على رقاب شـعوبهم ومقـدراتهم أن يقرؤوا ويسمعوا ويكفـوا عن أوهامهم في أن حكمهم وقمعهـم سـيدوم إلى مـا لا نهـاية لان حسـاب الشـعب العسـير قـادم لا محـالة .

تعتـبر مصـر اكبـر دولـة عـربيـة ولكن حكـامهـا فرضوا على شـعبهـا التخـاذل والخنوع لأكثر مـن أربعين عـامـا خـدمـة لإسرائيل والامبـرياليـة وكـان الغـرب يدعـم بقـاءهـم في الحكـم عـبر انتخـابات مـزورة وصـناديق انتخـابات تضـمن لهم الحكم بنسـبة 99.9 % والتمهـيد لاسـتخلاف ابنـه وكل ذلك عبـر إفقار الشـعب ونهب ثرواتـه ومصـادرة حريـاته التسـلط عـبر قانـون الطوارئ ، وكـأن لا خلاص منهـم إلا بالقـبـر وقـد كلف كـل ذلك مصـر أثمانا باهظة ولعب هـذا الدكتـاتور دورا عـربيـا قـذرا سـواء في التمهيـد والمسـاعدة على احتلال العـراق وجعل منطقة الخليج مـرتعـا للقـوات الأمريكية والأجنبية أو خـدمـة إسرائيل في إخضاع الفلسطينيين والمسـك ببوابـات سـجن شـعب غـزة.و لقـد أثبتت ثورتـي مصـر وتونس بان الشـعوب أقوى مـن الطغـاة.

لقـد نجح حسـني مبارك طيلة ثلاثين عـامـا ببيع كـذبـة للغرب مفـادهـا بان حكمـه هـو الحـاجز القـوي الذي يمنع صـعود المـد الإسلامي في مصـر وبقية البلدان العربية وكـان الغرب لتوهمه بان مبارك حليفهم القوي المسـتقر مسـتعدا مقـابل ذلك السـكوت عن قمع نظامه البوليسـي وتزويره الفض للانتخابات وتجويع شـعبه وإفقاره ونهب ثرواتـه وكان الغربيون يدافعون عـن نظامـه حتى آخر لحظة إذ نجـد مثلا توني بلير في مقابلة في السـي ان ان - كمـا يشـير روبرت فيسـك في مقالة قبل أيـام في الاندبندنت – مجيبـا على سـؤال عـن إمكانية مقـارنة حسـني مبارك بصـدام حسـين بقوله " كـلا إن صـدام حسـين قـد أفقر بلدا كان مسـتواه ألمعاشي أعلى مـن بلجيكا إلا أن مبارك قـد رفع الدخل القـومي لبلده بنسـبة 50% خلال خمسـة أعوام ، في حين مـا كـان ينبغي أن يقـوله بليـر – كمـا يذكـر فيسـك – إن صـدام قـد قتـل عشـرات الآلاف مـن شـعبه في حين أن مبارك قـد قتـل أو شـنق أو عـذب بضـعة ألاف . إن مشـكلة توني بليـر هي أن قميصه ملطخـا بدمـاء ضحايا حرب احتلاله وبوش للعـراق قـد لا تقـل عـن الدمـاء التي برقبة صـدام فلذلك حسـب بلير علينـا اليوم أن نحكم على الدكتاتوريين وفق سـجلهم الاقتصـادي فقـط . إما اوبـامـا فقـد اسـتطرد أكثر عندمـا وصـف مبارك بأنه " رجل فخـور ووطني عظيـم " .

يتميز هـذا الحـدث المـدوي بكونـه ثـورة مـن صـنع الشـباب المصـري ونـأمـل أن يكـون للشـباب دورا بـارزا فـي قيـادة المـرحلة القـادمـة لتلبيـة تطلعـاتهـم ليتمتع الشـعب بالحـرية والعيش الكـريم حيث سـتتوفـر ثقـافة وطنية جديدة ومؤسـسـات جـديدة ومفـاهيم وطنية جـديدة تحـارب الفسـاد والرشـوة وسـرقة ثروات الشـعب ولا يوجـد شـك في أن قـلاع أخرى في المنطقـة للقمـع والاضـطهـاد سـتنهـار كـونهـا عـاجزة عـن اسـتخلاص الدروس بسـرعة لتلبي مطالب شـعوبهـا الملحة وتواصـل بتسـخير كـل شـيْ لخـدمـة الدكتـاتور والتسـبيح بحمـده والدعـاية لمكرمـاته واسـتخدام الحزب المسـيطر كحزب الحاكـم وليس حزب الحكم كمـا كـان حزب البعث الفـاشـي في العـراق والذي انتهى إلى غير رجعة وكذلك سـيكون مصـير أي حزب حاكم جـديد يتسـلط على مقدرات الشـعب ويكون خادمـا للحـاكم والدكتـاتور.

تتطلع شـعوب المنطقـة شـانهـا شـان شـعوب العالم إلى حياة حـرة كـريمـة يمكن أن تتحقق مـن خلال انتخـابات ديمقـراطية فعـلية مـن شـانهـا أن تسـد الطـريق أمام القـوى المتطـرفة أو الفئات الانتهـازية والمشـبوهـة التي تسـتغل حـرمـان الشـعب مـن ابسـط الخدمـات وكذلك حرمـانه مـن حقوقـه وتجويعـه وتجهيله بهـدف السـيطرة عليه واسـتغلال مشـاعره وعواطفـه المذهبية والعشـائرية والقـومية.

لقـد خسـر شـعبنـا العـراقي فرصـته في ثـورة شـعبية عقب انتفاضـة آذار 1991 والتي كان يمكن أن تفتح عهـدا جـديدا ليس لشـعبنـا فقـط بل ولشـعوب المنطقة أيضا ولكن تضافرت أسباب وعوامل كثيـرة أدت إلى إجهاض تلك الانتفاضـة العـارمـة التي شـملت كـافة محافظـات العـراق واسـتهدفت الخلاص مـن حكـم الدكتاتور المجـرم صـدام حسـين، ولكن نتمنى أن لا يمـر وقت طويل إلا ويلحق الشـعب العـراقي بركب النهضـة التاريخية الثوريـة التي هلت على شـعوب المنطقة مـع إطلالة عـام 2011 عـبر الخلاص مـن كـل الفاسـدين والمرتشـين والمزورين وكذلك اسـتنكار مـوقف الرئيس العـراقي الذي اختـار أن يؤيـد دكتـاتور مصـر قبل سـقوطه وان يعادي ثورة الشـعب المصـري ولا أدري هـل لجهـل أم لغبـاء كـان اختيـاره الوقـوف في صـف العمـلاء والمشـبوهين مـن حكـام السـعودية والأردن واليمـن فبئس الاختيـار.

لنتعلـم الدروس مـن ثـورة شـباب وشـعب مصـر ولنسـرع في معـالجة الفشل المسـتشـري على كـافة أصعدة النظـام الحاكم في العـراق ولنضـع حـدا للنهب المنظم وسـرقـة ثروات العـراق تلك السـرقة المنظمـة بقوانين تحـدد رواتب خيالية آو فلكية لأزلام الحكم مـن الرؤسـاء ورهطهم والوزراء والنواب ، تلك الرواتب والمخصصـات التي تستنزف ربع ميزانية الدولـة ولا يوجـد مثيل لذلك في أي بلاد مـن بلـدان العـالم.

إن على شـعبنـا أن يتظـاهـر عـلى الأقل إن لم تكن ظروف الثورة قـد نضجت بعـد ، لإيقاف هـذا النهب المنظم مـن فئـات غير كفوءة عجـزت عـلى مـدى أكثر مـن سـبع سـنوات تحقيق ابسـط الخدمـات أو إعادة بنـاء المؤسـسـات أو القضـاء على الفقـر الذي تجاوزت نسـبته 35% وكذلك محـاربة الطائفية والمحاصـصة الكريهة التي تكرس النهب والفسـاد عبر غياب الرقابة أو معارضـة برلمـانية تعتبر مـن مسـتلزمـات الحكم الديمقـراطي.

لقـد انتصـرت ثورة الشـباب والشـعب المصـري في سـاحة التحـرير بالقـاهـرة وعلى حكـام المنطقـة الدكتـاتوريين أن يدركـوا بأننا في عصـر الثورات الشعبية ، وسـتكون هـذه الثورة
مصـدر الهـام لثورات عـربية قادمـة لا محـالة



#محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية لشعب تونس وثورته الياسمينية
- ويكيليكس وما أدراك ما الويكيليكس
- غزو العراق وكآبة توني بلير
- انتخابات السابع من آذار وآمال الناخب العراقي
- القائمة المغلوحة
- ستة سنوات من الاحتلال والمعاناة مستمرة
- ثورة 14 تموز بتجرد وعفوية
- هل ستكون الذكرى الخمسين لثورة الرابع عشر من تموز حافزا لرفض ...
- عام سادس من الخيبة والفشل
- هل تستحق البصرة كل هذا الدمار
- اختلاسات وفساد ادراي في مؤسسة الشهداء
- من معاهدة بورتسموث 1948 حتى المعاهدة الأمريكية في 2008
- معاناة المرأة العراقية.... هل لها من أخر ؟
- عشرة محطات عراقية لعام 2007
- سيد مقتدى ... أطلبك دم ابنتي
- جدار الفصل المذهبي
- اريعة سنوات من الخراب والدمار
- نفط العراق للعراقيين
- مؤتمر بغداد وتدويل القضية العراقية
- أنقذوا الشعب العراقي من محنته بعد ثلاثة سنوات من الاحتلال


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - دكتاتور آخر يرحل