أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الطيب آيت حمودة - ثورة مصر في الميزان .















المزيد.....

ثورة مصر في الميزان .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 11:44
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الثورات يخوضها الشباب غالبا ، فهم محققوا الأمل والطموح ، مكسروا جدران الخوف والخنوع ، وشباب تونس وبعده مصر أثبتا قدرتهما على التغيير ، في بلدان ما كان أحد يتوقع زحزحة أنظمتها الإستبدادية ، فكانت ثورة تونس الرائدة ،ولحقتها ثورةالخامس والعشرين من يناير ضد فرعون مصر مجلجلة صابرة مثابرة في ( ميدان تحريرها ) من يوم غضبها الكبير إلى يوم الرحيل والتحدي ، سقط مئات الشهداء ، وجُرحت الآلاف وكل شيء يهون من أجل الكرامة والحرية لأبناء مصر المستقبل .
***ولا شك أن المتتبع لسيناريو تطور الثورة بتشعباتها ومؤثراتها يستنتج جملة من الملاحظات والقناعات والعبر التي يسترشد بها حاضرا ومستقبلا في إنجاح الثورات المستقبلية ضد الأنظمة الإستبدادية .
** الأنظمة القائمة في ( الوطن العربي ) هي أنظمة استبدادية توظف كل إمكانيات البلاد لصالحها وصالح تُبعها وخادميها وليس لفائدة شعوبها ، وتُقسم المجتمعات إلى مناصرين لها ومعارضين ، ولا تتوانى في تجنيد أتباعها ضد الخصوم ( المعارضة ) بأساليب لا ترتسم حتى في الأذهان ! وهو ما وقع على أيدي بلطجة النظام ،وتكرر في التهجم على الميدان بما يعرف بموقعة ( الجمل ) .
** النظم الإستبدادية تناصر بعضها ، لأن سقوط أحدها يعني سقوطهم الحتمي جميعا ، وهو ما برز بوضوح في مناصرة السلط في السعودية ، والبحرين ، والأردن ، والإمارات المتحدة ، لحسني مبارك ، ناهيك عن مناصرة أنظمة المغرب الكبير في ليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا له في السر لا العلن .
** الدول الغربية مواقفها تنبني على المصلحة ، فمواقفها متذبذبة لأنها انتهازية في تأييدها ، فهي تنتظر المنتصر للتصفيق له ، وهي لا تساير منطق الثورة إلا مرغمة خوفا من نظام جديد ينبذها ويحارب مصالحها ، فهي غالبا لا ترتضي لنا سوى الديكتاتوريات لما لها من مصالح تعود عليها بالنفع الوفير لوجيستيا وماديا .
** الشعوب اليائسة من الإصلاح بأوجهه المختلفة ، لها قابلية للثورة ، فيكفيها سبب بسيط ( مباشر) لتفجير نقمة عارمة ( فإحراق محمد البوعزيزي لنفسه ) فجر ثورة أسقطت نظام بن علي ! .
** الثورة يخوضها الفقراء ، والبسطاء ، والطبقة المتوسطة ، الذين ينشدون الأحسن والأقوم ، أما المستفيدون والحالبون لخيرات الوطن فهم ضد الثورة التي كثيرا ما يصفون القائمين بها ( بالمرتزقة ، عملاء الخارج ، وبالبلطجة وشذاذ الآفاق ومنفذوا أجندة خارجية ....... أما المستفيد منها فسيكونون غالبا من الإنتهازيين الذين ينتظرون الفترة المناسبة لتبنيها والإننقضاض على مغنمها .
** الأنظمة العربية التي بدأت بوادر الثورة فيها ، مطالبة بإجراء تغييرات وإصلاحات في نظمها ، وأن تقوم بإصلاح نفسها بنفسها قبل أن تجبر على التغيير مكرهة ، أو قبل أن تتعرض لطوفان الثورة على شاكلة ما وقع في تونس ومصر ، وما على الحكام سوى الإعتبار بما يمكن الإعتبار به ، قبل فوات الأوان ، لأن سقف المطالب اليوم ليس حتما نفسه غدا ؟!!.
** وسائل الإعلام الرسمية عند العرب تخدم أجندة أنظمتها وليس شعوبها ، وهو ما أظهرته تغطية قنوات النظام التي أبانت عن تعتيم إعلامي مقصود ، وتشويه مبطن للثورة ، وبإجراء مقارنة بين ما تقوله وما تنقله وسائل الإعلام الأخرى يتضح البيان .
** نجاح الثورة يستدعي شمولية الطرح الذي ينبني على طموحات الشعب بكامله ، دون الخوض في خصوصياته ، وهو ما يساعد على لم الشمل، وتوحيد المشتت الحزبي الذي تغذيه الأنظمة من باب فرق تسد ، ولا شك في أن نجاح الثورتين التونسية والمصرية مردهما هو عدم انشغالهما بالمطالب الحزبية الضيقة وإنما بما ينفع عموم الشعب من عيش كريم وحرية مسؤولة ، وعزة نفس ، دون تمييز بين أبناء البلد الواحد ، وإن اختلفوا في المعتقد واللون واللسان والتوجه والثقافة .
** إسقاط الأنظمة ليس بالأمر الهين ، فهو يحتاج إلى شدة بأس وقوة إرادة ، فكل حيل النظام سقطت أمام تصميم شباب الثورة ، وكادت الثورة أن تجهض على يد بلطجة النظام وأذياله لولا قوة إرادة الشباب ودفاعهم المستميت على ميدانهم التحريري.
***شباب مصر وعي بالذات .... وحب للوطن .
الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام المرئية من( ميدان التحرير ) أبانت عن حس وطني ، ورغبة سلمية في التغيير ، فلولا أوباش ومرتزقة النظام الحاكم بزحفتهم( الجملية ) وأسلحتهم البيضاء ، وقنابلهم المحرقة التي جوبهت بمقاومة شجاعة ، لما سقط أبرياء ، ولتحققت الثورة بأيسر الخسائر و بانقلاب أبيض ، ومهما كان ويكن ، فإن عبقرية الشباب استطاعت أن تستقطب الأنصار ، وتزيد من عددهم ، وحولت ميدانها ( ميدان التحرير) إلى قبلة لطالبي التحررونشدان التغيير ، فكانت الباحة مرتعا خصبا للتنديد بالنظام والمطالبة بإسقاطه حضاريا وسلميا ، عبر تجمعات متباينة في تعابيرها ، غناءً ورسما وشعرا وتنكيتا ورقصا ، فغدا المكان مهرجانا متعدد الإختصاصات ، فهو أشبه ( بساحة جورج بومبيدو ) أو ( ساحة مراكش) الشهيرة بثرائها الثقافي ورقصاتها القناوية .
***ما بعد ثورة مصر .....
تقاس قيمة الثورة بما ستحدثه من تغيير في عقلية شعوبها والشعوب المجاورة ، وتأثير ثورة مصر سلبا وإيجابا ستظهره أيام المستقبل ، وإن بدت ملامحها في الظهور خلال حراك في اليمن ، والجزائر ، والأردن ، غير التأثير الأنجح سيتضح عندما تتكلل ثورتا تونس ومصر بالنجاح في تحقيق المبتغى منهما . وكثيرا ما قيل بأن تجربة تونس لن تتكرر ، وأن مصر عصية على التغيير ، وهاهي إرادة الشعوب تجهض كل الأقوال، وتفسد كل الآراء ، ليتبين صدق نبوة الشابي( أبو القاسم ) بأن إرادة الشعوب من إرادة القهار العليم الحكيم .
*** صفوة القول أن ثورة مصر رائدة في سلميتها ، رائدة في استقطاب المؤيدين لها ، رائدة في عفويتها ، رائدة في تحويل ملمح ثورة افتراضية على صفحات الفايسبوك والإنترنيت إلى ثورة أطاحت بأكبر فراعنة وطغاة هذا الزمان ، رائدة في اختيارها وسيطرتها على (ميدان التحرير ) الذي لم تغمض للعالم عين في متابعة مستجداته و مفجآته المتعددة ، التي انتهت بالخبر اليقين ( خبر تنحي مبارك ) عبر خطاب مقتضب لنائبه عمر سليمان ، الخبر الذي ولد فرحة عارمة في كل البلاد المصرية والعربية والعالمية .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الريس بين التنحي الرحيم .... والتنحي الرجيم ؟!!
- من يوم الغضب ...إلى يوم الرحيل .
- في ميدان التحرير.....مصر لمن غلب !!
- المظاهرة المليونية .... وخطاب حسني مبارك ؟؟
- في مصر ... جيش ، شرطة ، بلطجة ..وأشياء أخرى .
- .... مصر ثانيا .... فمن الثالث ؟
- ثورة تونس ! ... ياصاحبة الجلالة والعظمة!
- علي الحمامي والقومية المغربية (*) .
- من يريد إجهاض ثورة تونس ؟
- دستور الجزائر 1963 ، من منظور أول رئيس للمجلس التأسيسي الجزا ...
- ثورة يناير بتونس ... دروس وعبر .
- عبد الرحمن اللهبي ، الهلاليون وانتفاضة شعب تونس ... وأشياء أ ...
- انتفاضة تونس في طريقها إلى التتويج .
- الشباب الجزائري ..... وظاهرة الهدم الذاتي .
- الجزائر تحترق ، والشعب يختنق ، وقادتها ساكتون .
- العروبة والإسلام ...تكامل أم تنافر ؟ (2/2)
- العروبة والإسلام ...تكامل أم تنافر ؟ (1/2)
- ألفة يوسف .... وحيرة مسلمة .
- السبي في الإسلام ...رذيلة منكرة ( ردود وحدود).
- السبي في الإسلام ... رذيلة منكرة .


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الطيب آيت حمودة - ثورة مصر في الميزان .