تتساقط أنظمة الفراعنة كسقوط أوراق الخريف

خسرو ئاكره يي

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تتساقط أنظمة الفراعنة كسقوط أوراق الخريف
يسعدني أن أهنأ نفسي والمجتمع الأنساني بشكل عام وشعوب تونس الخضراء وارض كنانة مصر الحبيبة (أم الدنيا) بأنتصاراتهم الباهرة على أنظمتهم الدكتاتورية واقلاعهم لشجرتين خبيثتين ملعونتين المتمثلة بالأنظمة الشمولية الدكتاتورية الفاشية المتسلطة على رقاب الشعوب الخاضعة لأنظمتهم الاستبدادية الخيانية بحق شعوبهم من تسلطهم العائلي وسرقتهم لثروات البلد في وقت يعاني الملايين من ابناء الشعب بالفقر المدقع ، تلك الانظمة التي نمت وتجثمت على صدور ابناء البلد .
ان الرئاسة والقيادة لها اسسها الموضوعية التي لا يمكن الخروج عليها لكي تحافظ على قدسيتها من قبل ابناء الشعب فهي مسؤلية تأريخية تقع على القائمين بها وبحدود وفاعلية ترسم خطوطها الانظمة والقوانين المشرعة في الدستور عليه يجب ان يكون الرئيس او القائد ملتزما" بالقسم الذي أقسم به امام الشعب بالمحافظة على مكتسباب الشعب والتمسك ببنود الدستورمجردا" من المصالح الشخصية والعائلية والحزبية وان يضع في مقدمة برامجه في ممارسة عمله مصلحة الشعب فوق كافة المصالح ويقوم بترجمة افكاره الى قيم انسانية تنعكس على المواطنين بمواقفه المبدئية من خلال تضحياته خدمة لأبناء الوطن دون تفرقة وتميزوفي كافة المجالات من حيث تأمين الخدمات وتوفير حياة رغيدة حرة كريمة يشعر بها المواطن عن مدى تقدير كرامته وتوفير الاجواء الملائمة في التعبير عن رأيه دون ملاحقته وأضطهاده من قبل الاجهزة القمعية التي زرعها الرئيس او القائد بين اوساط الشعب خدمة لبقائه وحمدا" لعظمته وشكرانا" لسخائه لأزلامه وحاشيته . من دون ذلك ينعكس على الرئيس او القائد بخروجه عن المسار الحقيقي في خدمة الشعب الى كارثة حقيقية تبتلي بها الخاضعين لسلطته وتتحول الحياة للأكثرية من الافراد الى جحيم من المعانات معانات الفقر وتعرضهم الى الاضطهاد والاستبداد والملاحقة وزجهم في السجون والاعدامات واعدام الحريات وفقدان الحقوق فيصبح الرئيس كابوسا" حقيقيا" على صدور ابناء الشعب تتحين الفرص للانقضاض عليه بأي وسيلة ممكنة وظروف ملائمة كونه لم يمثل ارادة الشعب ويقدم خدماته بشكل عادل للجميع دون استثناء .
فالرؤساء وقادة الامم في حقيقة الامر امام امتحان صعب من قبل الخاضعين لسلطاتهم فأما ينعم بمزيد من القدسية في موقعه من قبل الشعب لكونه التزم بالمهمات الموكلة اليه بجدارة ونجاح باهر تمكن من خلال فترة رئاسته وقيادته من تحقيق طموحات الاغلبية العظمى من ابناء شعبه بنشر العدالة الاجتماعية والمساواة واطلاق الحريات وتأمين الحقوق واما ينقلب عليه الامر سوء" ولم يبقى لموقعه قدسية تذكر بل العكس صحيح يصبح مكروها" من قبل الشعب ومستهدفا" الى حين قيام الساعة بتهيأة الظروف الملائمة للانقضاض علية ورميه في مزبلة التأريخ .أن عاصفة التغير قادمة بوجه الانظمة الدكتاتورية المستبدة وليس هناك من مانع يعترض سبيلها .
شهد العالم احرار تونس ومصر كيف انهم استفاقوا من هفوتهم واعتزموا الامر على القيام بمظاهرات سلمية حضارية نظيفة تنادي بأسقاط انظمتهم القمعية ولقد تمكنوا من مواصلة ثورتهم الشجاعة بأدامة الانتفاضة المباركة بمزيد من المنتفظين ودمائهم الطاهرة وعدم تراجعهم عنها حتى تحقيق الهدف بسقوط رؤسائهم وانظمتهم القمعية من سدة الحكم وتمكنوا منها بعد تقديمهم لكوكبة من الشهداء دفاعا" عن اهدافهم المشروعه ولقد تحقق لهم ما ارادوا فرفع الغطاء عن الممارسات القمعية لرؤسائهم وكشفت الحقائق عن ارصدتهم المسروقة من ثروات البلاد والتي تقدر بالمليارات في وقت يعاني ابناء الشعب من حالة الفقر المدقع.
ثورات جبارة في العهد الحديث يشهد لها التأريخ المندلعة من صميم الارادة الفولاذية لأبناء الوطن من الكادحين والمستضعفين الخاضعين لأنظمتهم القمعية لقد انتشرت في العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص نبأ تنحي حسني مبارك عن السلطة وخروجه من القاهرة تحت ضغط الثوار كالبرق وخرجت المسيرات الشعبية ليس في مصر فحسب بل في العواصم العربية دعما" وتأيدا" ومباركة لأبناء مصر بنصرهم التأريخي على سلطتهم القمعيه وذلك للمعانات المشتركة التي تعاني منها تلك الشعوب من انظمتهم القمعية وهذا ما يثبت بأن العالم لم يعد كما كان وتبقى سلطة الرؤساء والقادة في مأمن من الانتقاد وقيام ثورات شعبيه ضدهم وعلى انظمتهم الرجعية ان ثلاثون عاما" من السلطة وقيادة البلد من قبل حسني مبارك لم تجعله يقف امام ثورة ابناء الشعب ثلاثون يوما" بل اصبح حياته وحياة عائلته وحاشيته ترتجف من الاتي من الزمن باحالته وافراد عائلته وحاشيته وازلامه الى المسائلة امام القضاء للجرائم البشعة بحق الشعب وسرقاتهم الخسيسة لثروات البلد .
ان ماحدث في تونس ومصر وعدم تمكن الانظمة الرجعية في المنطقة من المدافعين عن صاحبهم مبارك ولم تتمكن المخابرات الامريكية والاسرائيلية من المحافظة على عرش فرعون مصر في مواجهة الثورة العارمة التي انتلعت فيها بسواعد ابنائها البررة تنتظر عواصم اخرى عربية وغير عربية من انتقال العاصفة اليها والاطاحة بأنظمتهم الرجعية المضطهدة للخاضعين لسلطاتهم القمعية ان ارادة الامم والشعوب اقوى من نار السلطات القمعية ومن بؤر أجهزتهم القمعية تهنأة من الاعماق بأنتصار ارادة شعوب مصر وتونس على قوى الشر من الانظمة القمعية الى مزيد من الانتصارات لأرادة الشعوب على انظمتهم القمعية وان خارطة المنطقة بشكل عام على ابواب تحول جديد في العلاقات مع بعضها البعض بعد ان سقط نظام عميل لأعداء الامة وارادتها ولقد بدأت فعلا" قيام المظاهرات في بلدان عربية اخرى كالجزائر واليمن والاردن والعراق وتلحق بها عواصم اخرى اقتداء" بشعوب تونس ومصر تعبيرا" عن رغبتهم في الخلاص من انظمتهم القمعية وعلى جنوب كوردستان ان تراعي الاحداث وتعيد النظر في مواقفها المتباينه مع طموحات ابناء الشعب وليس هناك من ذريعة تشير اليها لكي تبقى الامور كما هي عليه الان غير المصالح الحزبية الضيقة والعائلية ان الانتقادات الموجهة الى السلطة تعبر عن طموحات مشروعة لأبناء الشعب بتوفير الحريات ونشر المساواةوالعدالة الاجتماعية واطلاق الحريات والمحافظة على ثروات البلاد وعدم الاسراف بها الاوفق اسس وقوانين مشروعة وعدم التجاوز عليها لمصالح شخصية وحزبية وعائلية .
لقد صدر قبل ايام بيان من حركة التغير من سبعة نقاط ليس فيه غيردعوة الى الاصلاح وترميم البيت الكوردي حيث بموجب كل القوانين يحق للمعارضة توجيه الاتهام للسلطة على اثر النقاط السلبية والممارسات الخاطئة التي تقع فيها السلطة فدعوتها الى حل الحكومة واجراء انتخابات مبكرة ليس بالامر الجديد في النضال السياسي من قبل احزاب المعارضة وهناك جملة من الاسئلة يمكن توجيهها الى السلطة ومنها ما جدوى وجود البرلمان ان لم يتمكن من القيام بأهم وظيفته بأستدعاء رموز السلطة التنفيذية من الوزراء الى البرلمان للمسائلة عن كيفية ادارة امور الوزارة خصوصا" اذا ثبت بأن هناك تقصير في العمل واختلاس بأموال الشعب ؟ اذا آمنا بأن عضو البرلمان يمثل كافة ابناء الشعب ومن هذا التمثيل يحصل على الحصانة اذا" هل يحق ان تسيطر عليه التوجهات الحزبية الضيقة ؟ حكومة تقر بوجود الفساد هل تستحق ان تواصل تلك الحكومة سلطتها ام يجب الاسراع بتغيرها ؟ صرح السيد الدكتور برهم صالح اذا اردت ان تسألني عن الادارة سأقول لك بأن هناك ادارتين . ثم هل هناك ما يلزم وعلى اثر بيان من حزب معارض ان تقوم الجهات الاخرى بالتحشد واعلان الانذار لقواتها ونشر الدبابات في شوارع السليمانية والتي تسبب في اثارة القلق لدى ابناء الشعب من المخلصين المؤمنين بأهداف امتهم في التحرير الكامل الا ينبغي على السيد رئيس الاقليم ان يحال اؤلائك المسببين لتلك القلاقل وحالة من الذعر لدى المواطنين الى القضاء لدورهم السلبي في مواجهة الحدث وخلق اجواء من التوتر بين ابناء الشعب ؟ اليس سيادته ذكر عدد مرات بأن القتال الكردي الكردي لم ولن يحدث بعد اليوم ؟ ثم لمن اقدم السادة والقادة المسؤلون على انزال الدبابات الى الشوارع واعلان الانذار بين صفوفها ؟ هل للدفاع عن الكرد في جلولاء وسعدية وخانقين والتي تتعرض للتعريب والى يومنا هذا ومناطق اخرى من كوردستان ؟ هل لفرض ارادة الشعب على اعدائها بأعادة المناطق المستقطعة من كوردستان ومنها مدينة كركوك ؟ ام ضد ارادة نصف مليون نسمة من ابناء كوردستان الذين صوتوا لقائمة التغير ؟ وهل يخدم تلك الاجراءات القضية الكوردية على المدى البعيد ؟ اليس معانات من الجروح العميقة للقتال الكوردي الكوردي ماثلة للعيان بعد ؟ هل نحن بحاجة الى مزيد من الخلافات لكي نثلج بها قلوب الاعداء ؟
اتمنى لمنطق العقل السيطرة على الامور ونبذ الخلافات الجانبية والعمل من اجل تعزيز الموقف الكوردي في الداخل والخارج واللجوء الى القضاء في حالة وجود خلاف وظهوره على السطح وان يكون القانون سيد الموقف في الحكم والقضاء بين الاطراف المتصارعة خدمة للقضية الكوردية التي تتربص لها الاعداء من كل حدب وصوب ، علينا ان لا نقبل بعد اليوم الركون الى دعوات الاعداء ومختطاتهم التآمرية علينا ان نعي جيدا" بحجم المؤامرات التي تحاك ضدنا في الداخل والخارج لنكن جميعا" عند مستوى المسؤلية التأريخية امام امتنا المجزأة واهدافها في التحرير من سيطرة الاحتلال والاستعمار واضطهاد الانظمة المحتلة لكوردستان ولنجعل من جنوب السودان مثالا" حيا" لأرادة الشعوب في تقرير مصيرها ونقتدي بهم في الدعوة الى التحرير واعلان السيادة الكاملة على وطننا كوردستان لا يتحقق الطموح في التحرير الا بوحدة الموقف في الكلمة والعمل في مواجهة الاعداء .
خسرو ئاكره يي ------------------------- 12-2 -2011

#خسرو_ئاكره_يي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات