صالح سليمان عبدالعظيم
الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 08:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من حسن حظ أو سوء حظ الثورة في مصر أن أعداءها كُثر؛ من حسن حظها لأن ذلك بالتأكيد يشد من عودها ويمدها بالإصرار على مواصلة الدرب وإسقاط النظام العميل، ومن سوء حظها لأن ذلك يجعلها في مواجهة كم هائل من المؤامرات التي تواجهها من الخلف والأمام. لم يكن مقدرا للثورة في مصر أن تستمر على هذا المنوال وهذا المنحى، لكنها استمرت وانتصرت. لقد ارتفعت وانخفضت آمالنا وطموحاتنا بين يوم ويوم آخر، لكن الأمر الذي لا شك فيه الآن أن الثورة سوف تنجح بغض النظر عن حجم المؤامرات التي تحاك ضدها وذلك لعدة أسباب:
1- أن التلاحم الشعبي في مصر غير مسبوق على مسار تاريخنا؛ فرغم صدارة الشباب إلا أن الجميع يشعر بالعار إذا لم يحج إلى ميدان التحرير ويشارك بما يستطيع المشاركة به.
2- أن المؤامرات أصبحت مكشوفة تماما للقاصي والداني، بل إن الشعب أصبح قادرا على الفرز السياسي بشكل غير عادي، فالذاكرة الشعبية لفظت رموزا عديدة للسلطة من ميدان التحرير؛ ميدان الثورة والعزة والكرامة المصرية.
3- أن المؤامرات اتسمت بالصبيانية من جانب النظام العفن المتهالك، فما زال النظام وأزلامه يفكرون ويمكرون بعقلية الفساد التي استأسدت على مقادير الشعب طوال عقود طويلة.
4- أن القوى الداخلية للنظام انكشفت تماما وأصبحت محددة في بعض الأفراد، وليس المؤسسات، المتناثرين هنا وهناك والذين مازالت تتملكهم أوهام العودة بقاطرة الثورة إلى الخلف.
5- أن النظام ورموزه المنتهين بحكم التاريخ وبفعل البيولوجيا أصبحوا مادة شائخة وشائهة، وعلينا هنا أن نقارن بين لهيب الشباب وحماسته في ميدان التحرير وبين القادة ذوي الشعور المصبوغة المتهالكة حناجرهم المتآكلة أرواحهم.
6- أن القوى الرجعية العربية على اختلاف مستوياتها ترتعد ليلا ونهارا وتحيك مؤامراتها لا خوفا على شعب مصر مما تدعيه من حدوث فوضى عارمة ولكن خوفا على عروشها وكراسيها وهبات شعوبها القادمة إن آجلا أو عاجلا.
7- أنه لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل بقادرتين على فعل أي شيئ تجاه الثورة في مصر، وما تضارب أحاديث المسئولين الأميركيين والإسرائيليين إلا دلالة على عجزهما وعدم قدرتهما على فعل أي شيئ تجاه طوفان الثورة القادم من مصر إن آجلا أو عاجلا.
#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟