أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد مهدي - وصايا للثورة في مصر***















المزيد.....

وصايا للثورة في مصر***


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 11:24
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


-1-
ما نوصي به الشباب والنخب السياسية من هؤلاء الثوار ، أنتم لستم بمعتصمين في الميدان ، لستم مجرد متظاهرين .. انتم ثوارٌ بواسل قاهرين ..
لقد اسقطتم النظام وحطمتم اسطورة امنه المركزي وشرطته الفاسدة ، كاد مبارك ان يهرب لولا أن قام الثوار بتسليم القاهرة للجيش ، ما كان الجيش ليسيطر على الوضع لولا تعاطفكم معه ، لو استمر زخم الثورة في جمعة الغضب لترك الجيش دباباته ورحل ليرحل بعده مبارك مباشرة ، وهذا درس يتعلمه الثوار القادمون في المغرب والجزائر.
لا نريد تحريض الشعب المصري ضد جيشهم ، لكن عاطفتهم تجاهه ضيعت عليهم نجاح الثورة في جمعة الغضب أن تحقق هدفها الكبير برحيل مبارك وكل رموزه الآخرين الذين اخذوا بالصدمة التي استفاقوا منها بعد سيطرة الجيش على الوضع خلال الايام التي تلت ..
الثورة بدأت تتآكل مطالبها تدريجياً ، والجيش هو السبب ، إذ عاد مبارك ونظامه لتفكيره القديم البدائي في الحكم ، الترويع .. والتجويع .. والتخريب .
هاهو يختلق الاساطير عن " مؤآمرة " ضد مصر لكي يختلق المبررات امام الراي الدولي والشعبي المصري لإظهاركم كمجرمين يزج بهم في غياهب السجون ، فلا تخافوا وانتم الاعلون ، ثورتكم ماضية نحو الخلاص وتضحياتكم لن تذهب سدى ..
فبأمثالكم تنهض الامم ، وبمخاض دمكم يولدُ عصرٌ جديد ، وبحقٍ فانتمُ ابطالٌ غيروا مجرى التاريخ ..
لن يعود العالم بعد ثورتكم الكبرى هذه كما كان قبلهــا ..
ما نريد قوله يا شباب مصر ، انتم ثوار ولستم متظاهرين محتجين معتصمين لديكم مطالب بالإصلاح ، الإصلاح مسؤو لية النظام نفسه .. والنظام الذي لا يقبل بالإصلاح إلا بالف شهيد واربعة آلاف جريح فهو نظام قمعي يراوغ لتثبيت نفسه مجدداً ليعاود الإنتقام من الثورة وثوارها .. وقد لمستم هذا بعد خطاب مبارك العاطفي الذي سبق محاولته الإنتقامية البشعة يوم الثلاثاء جعل ميدان التحرير مثل ساحة بكين الحمراء !
لا تخونوا دماء الشهداء وتقفزوا من مادةٍ دستورية إلى اخرى ..
ثورتكم هي ثورة الحرية على النظام ودستوره ، وسقف مطالبكم الاول هو اسقاط النظام وابعاد مبارك عن البلاد ، وفيما بعد تضحياتكم ودماء شهدائكم ... يجب أن يحاكم مبارك ، خيانة أن تتركوه يرحل .. وهو اقل ما يلزمكم من الوفاء لدماء الشهداء ، كذلك وكما تعرفوه ، لن يترككم وشانكم لو بقي في السلطة .. حتى ولو قدم ضمانات امام العالم كله ، لان الغرب مع مبارك يتآمر عليكم ..
سيزج بكم في السجون بتهم العمالــة ، وكلنا يعرف بانكم الانقى والاطهر من هذه التهمة ، قلوبكم اكثر وطنية من كل المصريين ، اما قلب مبارك وازلامه ، فهي لا تعرف إلا خيانة التاريخ والامــة ..

-2-

اليوم هو الثاني عشر لهذه الثورة ...
والعالم كله لا يزال يترقب ما يحصل ، وعينه لا تزال على الميدان و شبكات التلفزة تراقب ما يجري في مصر كلها أولاً باول ..
ما تحتاجونه هو التنسيق بين التظاهرات ، خصوصاً تظاهرات السويس والاسكندرية والقاهرة ..
إذا شعرتم أن موقف ميدان التحرير يضعف ، فعليكم أن " تشعلوا " الاسكندرية والسويس تحت ارجل الامن والشرطة ، ولا تجاملوا الجيش ولا تبدو التعاطف معه واعتبروا حياده سلبياً ..
على الجيش أن يعي بانه مقصر تجاه شعبه ، وعليه أن يعي ايضاً ان قيادته الممثلة بمبارك هي قيادة غير شرعية ..
توعية الجيش هي مسؤوليتكم ، اقرعوا يفتح لكم ، اقرعوا على مسامع جيشكم أنهم مقصرون وعليهم أن لا يطيعوا مبارك ولا طنطاوي أو عنان الذين يتلقون الاوامر من البنتاجون كما تبين هذا من الإعلام الذي واكب احداث الثورة ..
استعملوا المنشورات ، الكتابات على الحائط .. ، يجب أن يقتنع الجيش بأن الشعب هو الشرعية والنظام الحاكم مجرد " بلطجية " يمتهنون القتل والخداع والكذب ..
اطلبوا من الجيش أن يتذكر عبد الناصر وحبه لشعبه ، كيف قدم استقالته فاعادته الجماهير ..
نفس هذه الجماهير تلفظ اليوم مبارك ، مبارك ليس قائداً حقيقياً للجيش ..

-3-

مبارك ونظامه لم يقدموا تنازلات لولا الملايين التي نزلت للشوارع ، ولولا شعور مبارك بانه فقد السيطرة على الشارع المصري ..
عمر سليمان زل لسانه في آخر مقابلاته وقال :
بناء جهاز الشرطة يحتاج إلى اشهر ..
هم يعون تماماً بأن المنظومة القمعية لم يعد بمقدورها ارتداء الزي الرسمي اثناء المظاهرات الكبرى سواء من الشرطة أو الامن المركزي ، يجب أن يبقى هؤلاء يعيشون في رعبٍ دائم ٍ من شعبهم ..
الشرطي ورجل الامن يخشى الشعب اكثر من خشيته للنظام ، يجب أن تحافظوا على زخم الثورة وتبقوا هؤلاء في خوفهم المزمن منكم ..
نظام مبارك يمارس معكم سياسة النفس الطويل ..
فلتكن ثورتكم هي ثورة النفس الطويل ، لا تعولوا على " الغرب " أن يضغط على مبارك لتسليم السلطة ، الغرب يراقب ثورتكم وحين يشعر ان الزمام بايديكم يصرح اوباما وكلينتون بان السلطة يجب أن تنتقل " الآن " ، لكن ، حين تفقد الثورة زخمها وقوتها وحضورها في الشارع .. ستعود اميركا واوربا إلى صمتها القديم تجاه مبارك الذي سيدعمونه ويسدوا إليه بالنصح والخبرة لمنع تكرار هذه الثورة مجدداً !
لتمضي ثورتكم إلى آخرها ، لتطيح باجهزة قمعه التي يجب ان تقاوموها بما اوتيتم من قوة يوفرها لكم زخم التجمعات البشرية الكثيفة التي لاطاقة للنظام بمواجهتها ..
يبقى أن نذكركم بمسألة هامة :
ما جرى في ميدان التحرير في قلب القاهرة وامام المجتمع الدولي يؤكد ان هناك " مؤآمرة " للإلتفاف على الثورة الشعبية المصرية .. مشهد الخيول في ساحة التحرير لا يناظره إلا مشهد الخيول التي تنزل في القدس لتفريق المتظاهرين في فلسطين ..
النظام المصري واجهزة مخابرات اخرى تسعى لمصادرة الثورة عبر التخريب وآخرها تفجير محطة انابيب الغاز ، محاولة خلق مبررات لاعتقالات في صفوف الشباب ..
ومن ثم , توجه تهمة " العمالة " لاسرائيل أو ايران وحزب الله لكل ثوري يرفض الظلم من هؤلاء الشباب ..
هذا السيناريو القبيح الذي كان يمارسه صدام في العراق ، لجأ إليه مبارك كحلٍ أخير ..
لابد ان نتحرك باسرع وقت .. لقطع الطريق على سيناريو تحويل الثورة الشبابية المصرية إلى مؤآمرة اخوانية إيرانية في اكبر عملية خداع يمارسها النظام المصري ، وهو بارع جداً في الخداع ، ولكننا نثق بان فجراً جديداً اطل على الامة والشباب في مصر سيكملون هذا الطريق حتى آخره مهما حاول هذا النظام ودوائر المخابرات الدولية التي ترشده للخروج من نفق الثورة المظلم ..
شبابنا ماضون في ثورتهم حتى تحقيق الخلاص تحت نور الصبح المبين ، صبح الحرية والكرامة .
فلتبارك ثورتكم ما بقيت ، وليكتب التاريخ مصراً وشعبها في الآبدين ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميدان التحرير : رمزُ ثورةِ هذا الجيل وميزان رؤيته الجديدة
- مبارك يحزم حقائبه
- روبرت فيسك : الغربُ لا يريد ُ ديمقراطيةً في تونس ولا ايَ بلد ...
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -4-
- محمد حسنين هيكل يحكم بالإعدام شنقاً على انتفاضة الخبز والكرا ...
- الانتفاضة ُ التونسية و طريقُ الثورةِ الجديد : حاكمية الامة
- صفعة ُ جماهيرَ تونس : ردها إن استطعت يا بيت اميركا الابيض
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -3-
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -2-
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -1-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -4-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -3-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -2-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -1-
- الماركسية ُ والتنويرُ المزيفُ
- أتنويرٌ هذا أم تبشير يا سيدة وفاء سلطان ؟
- تعالوا نتعلم التنوير
- الماركسية وأسطورة عدوانية الإسلام
- تنويريون تحت الطلب
- الاصولية الغربية المتسترة بالتنوير , كوابيسٌ وأوهام


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد مهدي - وصايا للثورة في مصر***