كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 01:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشعب الجائع والعاطل والمحروم من الكهرباء والماء الذي يعيش في وسط النفايات وليس في حي الخضراء الذي يسكنه المالكي وغيره يتظاهر ويطالب بالاستمارع إلى رأيه ومطالبه والاستجابة له. فماذا كان موقف وجواب الشرطة العراقية حتى الآن؟ كان الرصاص في البصرة وفي الحمزة والديوانية, وفي كل مكان رفع الشعب شعارات عادلة ومشروعة يقرها الدستور العراقي, هو الجواب الذي قدمته الشرطة العراقية!
ولكن مخطي جداً من يعتقد أن الرصاص الذي انطلق من بندقية هذا الشرطي أو ذاك بقرار من هذا الشرطي أو ذاك, بل كان القرار قد صدر عن رئيس الوزراء نوري المالكي ولا يمكن أن يصدر عن غيره. حتى وزير الداخلية, إن وجد, لا يحق له ذلك, بل الرصاص في كل الوزارات السابقة واللاحقة لا يمكن أن ينطلق إلا بقرار من رئيس الوزراء, إنه نوري المالكي وليس غيره من أصدر تلك القرارات في البصرة أو في الحمزة, وهو نفسه الذي أصدر القرار بالهجوم على نادي أشور بانيبال الثقافي ولا يمكن أن يكون غيره, وهو الذي دافع عن هذا القرار في خطابه بمناسبة عاشوراء.
إن الأساليب القمعية التي يمارسها نوري المالكي ضد المتظاهرين تؤكد ثلاث حقائق مهمة, وهي:
1. إنه يتجاوز بفظاظة شديدة على الدستور العراقي ولائحة حقوق الإنسان الذي يعطي الحق للمواطنة والمواطن أن يحتجوا ويتظاهروا ويعلنواعن مواقفهم بكل حرية.
2. إنه يخشى أن تتطور هذه المظاهرات الاحتجاجية إلى حملة شعبية شاملة في كل أنحاء العراق ويمكنها أن تسقط حكومته المشلولة إلى الآن عدا قرارات ضرب المظاهرات الصادرة عنه لا غيره.
3. إن نوري المالكي يسير بسرعة عجيبة نحو النهج الذي مارسه نوري السعيد في قمع الحريات والحقوق الديمقراطية للشعب العراقي. وكان مصيره مأساوياً حقاً لا نتمناه لأي إنسان.
وإذا كان نوري السعيد قد مارس تلك السياسات بالتنسيق مع السفارة البريطانية والبلاط, فإن التهمة الآن تتجه صوب المالكي بأنه ينسق كل ذلك مع الأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية التي يترأس الجعفري ويترأس هو أحدها ومع المرجعيات الدينية. ولكن المرجعيات الدينية قد حذرته بصورة مباشرة وغير مباشرة عن طريق ممثل السيستاني في كربلاء, حين أشار إلى أن الغضب يتراكم في صدور الناس وخاصة الشباب. وهو يدرك أن الغضب المتراكم يشمل الفقر والجوع والكهرباء والبطالة والحرمان ومصادرة الحرية الفردية وقتل المسيحيين والصابئة المندائيين والمسلمين سنة وشيعة على أيدي الإرهابيين او قتل المتظاهرين على أيدي الشرطة العراقية.
إن على المالكي أن يدرك بأن التجويع والفقر وتفاقم الفساد المالي وأسلوب القمع الوحشي وقتل الناس بالرصاص سيكون وبالاً وثمنه باهضاً عليه وعلى النظام الذي يقوده في العراق.
إن الشعب العراقي لن يسكت على الدم الذي ينزف من أبنائه وبناته لا على أيدي الشرطة فحسب, بل وعلى أيدي الإرهابيين الذين اقتنصوا الفرصة في الصراعات المستمرة على المناصب الوزارية لقتل المزيد من الناس.
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟