أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - إيمان أحمد ونوس - القتل بحجة الشرف والإجهاض كلاهما قتل ولكن!.














المزيد.....

القتل بحجة الشرف والإجهاض كلاهما قتل ولكن!.


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 09:17
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


يُعتبر فعل القتل بكل أشكاله مستهجناً ومرفوضاً لدى جميع الديانات والمجتمعات الإنسانية على مرّ العصور، لكنه يُمارس كل يوم وبأشكال متعددة في جميع هذه المجتمعات.
ويُعتبر الإجهاض أحد أشكال القتل التي ترفضها القيم والأعراف الدينية، معتبرة إياه قتل نفس بدون وجه حق، ولذا فهي تحرّمه لاسيما بعد مرور مدة محددة من الحمل، وهذا ما هو متأصّل أيضاً في الأعراف الاجتماعية المحافظة، تدعمه القوانين القضائية- قانون العقوبات السوري- التي حرّمت كل وسائل الإجهاض بشكل مباشر، إضافة إلى أن قانون تنظيم مهنة الطب قد حظر على الطبيب إجراء عملية الإجهاض ما لم تكن لإنقاذ حياة الحامل، إذ تصل عقوبة الإجهاض إلى سبع سنوات، وربما يُمنع الطبيب من مزاولة المهنة.
لنلاحظ هذا التشدد في مسألة الإجهاض، والذي يُعتبر في كثير من الحالات ضرورة لا بدّ منها لأجل التخلّص من حالات مرضية كالإعاقات التي تؤرق الأسرة والمجتمع، وتؤثّر سلباً على تطور مستوى التنمية في البلد، ورغم ذلك يرفضها المجتمع والدين، وهذا ما بدا جليّاً في مسلسل وراء الشمس.
هذا التشدد الاجتماعي والديني الرافض لقتل جنين في رحم أمه حتى لو كان معوقاً أو مريضاً، باعتباره جريمة قتل نفس بغير وجه حق حتى لو كان في حياته ضرراً لذاته ولأسرته، ومعيقاً لتقدّم الأسرة تنموياً واقتصادياً، هذا التشدد يُقابله تشدد اجتماعي وصمت ديني من قبل رجال الدين يعزز قتل المرأة إن هي شذّت عن قوانين وأعراف المجتمع الداعية إلى تبعيتها الدائمة والأزلية لرجال القبيلة بكل مراحل صلتهم بها، تلك القيم التي تعتبر جسد المرأة معياراً وحيداً للشرف، فإن أخلّت في الحفاظ على شرف القبيلة تحت أية ذريعة( الزواج من خارج الطائفة)، أو أظهرت تمرداً ما قد يكون للمطالبة أو الحصول على حق من حقوقها(الإرث مثلاً) كان قتلها حقاً مُشهراً في وجه تمردها.
ألا يُعتبر الأمر مثيراً للاستغراب، بقدر ما هو مثيرٌ للاستهجان..؟
إذ أن حياة جنين في رحم أمه أهم بكثير من حياة إنسانة قد لا تكون ارتكبت إثماً بالمعنى الأخلاقي عندما تتزوج بإرادة حرّة لكنها منفردة متمردة على أعراف القبيلة، أو أن تكون ولسبب ما قد فرّطت بشرف القبيلة!!!! وغالباً ما يكون الدافع لمثل هذا التفريط هو سوء التربية، والجفاء في العلاقة ما بين الأبوين والفتاة.
ولطالما أن كل الديانات السماوية قد حرّمت القتل، ألا يرتكب أولئك القتلة إثماً وعصياناً دينياً خصوصاً أن الدين الإسلامي قد فرض وجود أربعة شهود لواقعة الزنا مثلاً، وهل يُعقل أن تتم تلك العملية على الملأ حتى يكون هناك شهوداً...
ألاّ يُعتبر هذا الفرض الإسلامي في منتهى الحرص والحذر تجاه اتهام المرأة بما يُفضي إلى قتلها، أو إلى تدمير أسرتها وتشريد أطفالها في حال كانت أماً..؟
ثمّ ألا يحتّم هذا الوضع على رجال الدين أن يتشددوا بمعاقبة من يقوم بفعل القتل في مثل هذه الجرائم ضدّ المرأة كما يتشددوا في حالة الإجهاض...؟
صحيح أن العرف والتقليد في هذه المسألة قد طغى وتجاوز القانون والدين والشرع، لكن عندما تكون هناك مواجهة دائمة ومتشددة من رجال الدين مرّة تلو الأخرى، ألا يمكن أن يخفف هذا من تلك الجرائم...؟
أليست مفارقة عجيبة بشان تعامل رجال الدين والمجتمع مع المسألتين..؟
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فيما يخص قانون العقوبات، ألا تُعتبر العلاقة مع المسألتين( الإجهاض وجرائم الشرف) علاقة تحمل الكثير من التمايز والتمييز ضد المرأة..؟ ألا يُعتبر تفريطاً قانونياً بحياة المرأة ككائن إنساني تعهدت كل المواثيق والاتفاقيات الدولية والدساتير على حماية حياتها..؟
فمتى يرى المجتمع ورجال الدين والقانون أن قتل المرأة بحجة الشرف مسألة تحتاج إلى تحريمها بغير وجه حق من خلال التشدّد حيال من يقوم بتلك الجريمة...؟
أما آن الأوان لصياغة قانون يمنع عن الأفراد تقمّص دور القضاء والقانون عندما يمتشقون سيوف القتل مشهرة في وجه النساء....؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأجور.. ما بين اقتصاد السوق والوضع المعاشي والاجتماعي
- /DNA/ محدداً للنسب... والبنت قاطعة للميراث
- ليكن المرسوم رقم/1/ دافعاً قوياً للمضي في نضالنا من أجل المز ...
- تعميم وزير العدل هل نعتبره مقدمة لتغييرات قانونية إيجابية.؟
- ما زالت حياة المرأة قرباناً لحرية الاختيار.
- هل سيشهد المجتمع المدني مكانة لائقة بعد الهبّات الحكومية
- إلى متى ستبقى الطفولة في سورية مغتصبة...؟
- تعديل المادة/308/ والتمسّك بالمادة/192/ قوّض الآمال بقانون أ ...
- القوانين الاجتماعية والتشريعية- القضائية تُصنّع المجرمين بدع ...
- عام مضى على اغتيال القضاء السوري لزهرة العزو
- مسألة المواطنة... كرامة قبل كل شيء
- جائزة ابن رشد جديرة بالحوار المتمدن
- هل نحن مواطنون حقاً...!!؟؟ أجل... لكن مع وقف التنفيذ.!!!
- التبرعات هل تحلُّ مشكلات الفقراء..؟
- ظاهرة تسوّل الأطفال ظاهرة منظمة في سورية
- احذروا الشجار أمام الأبناء
- تأجير طفلات صغيرات كخادمات، وأسئلة برسم المعنيين
- أمومة المرأة وأنوثتها ليست أساساً للتمييز.
- - يا رضا الله ورضا الوالدين- دعاء تلاشى على إيقاع الثقافة وا ...
- محامية تلوذ بالصحافة بحثاً عن حلول وتستجدي الإنصاف من القضاء


المزيد.....




- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - إيمان أحمد ونوس - القتل بحجة الشرف والإجهاض كلاهما قتل ولكن!.