أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد مهدي - روبرت فيسك : الغربُ لا يريد ُ ديمقراطيةً في تونس ولا ايَ بلدٍ عربيٍ آخر !















المزيد.....

روبرت فيسك : الغربُ لا يريد ُ ديمقراطيةً في تونس ولا ايَ بلدٍ عربيٍ آخر !


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3255 - 2011 / 1 / 23 - 17:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



-1-

ليس خافياً على المتابعين الإعلاميين والمراقبين السياسيين المحايدين هذه الحقيقة ، حقيقة أن تصريحات الخارجية الامريكية تجاه وصف بن علي للإنتفاضة الشعبية التونسية بانهــا لإرهابيين إنما كان الصمت ..!
الخارجية الامريكية التي تتباكى على حقوق الإنسان في لبنان وايران تصمت على ضحايا تونس ما دام خادمها بن علي في راس السلطة ولم تطلق إلا تصريحات مرتبكة بعد الإطاحة به في الإشادة بخيار الشعب التونسي لتحفظ ماء وجهها لا اكثر ..
لستُ أنا هذه المرة من يقولُ هذا الكلام ، إنــه " روبرت فيسك " مراسل صحيفة الإندبندنت البريطانية لشؤون الشرق الاوسط ، صاحب الخبرة في دراسة السياسة الامريكية و الغربية في العالم العربي والإسلامي لمدة تمتد في خمسة وثلاثين سنــة .. !
لم استغرب في الحقيقة تصريحات فيسك ، فهو معروف ٌ بصراحته ووضوحه وتجاوزه " فوق " الخطاب السياسي الغربي المعلن و إعتماده في تحليلاته ورؤيته على الموضوعية التامـة في دراسة و " تفكيك " الاجندة السياسية الغربية غير المعلنــة ..
كان ينطلق من رؤيته العامة التي تبحث في الاجندات الغربية غير المتداولة إعلامياً ، لم استغرب في حقيقة الامر " سطحية " احد المحاورين الاكاديميين العرب الذين استضافهم برنامج " اجندة مفتوحة " على البي بي سي العربية مع روبرت فيسك وآخرين ...
الاكاديمي الذي كان يتحدث من " جامعة تونس " كان يرى أن بعضاً من الدول الغربية تريد ان ترى تونس والبلدان العربية " ديمقراطية " ، فما كان من السيد فيسك إلا ان يضحك معقباً طرحـه التفصيلي بشان مسار السياسة الغربية في الشرق الاوسط خلال الثلاثين سنة التي مضت ، بدءاً من الجزائر وصولاً إلى غزة حيث إن الخطاب الغربي المعلن هو الخوف على الديمقراطية ان يسرقها الإسلاميين ، لكن فيسك وضح بشكل سلس إن الغرب يفضل الديكتاتوريات في المغرب العربي والشرق الاوسط حتى يسهل التحكم بها لضمان المصالح الغربية وليس الخوف من الإسلاميين فقط ، وقد ساق مثال تتابع الاحداث التونسية وصمت الولايات المتحدة وخوفها الصريح والواضح من امتداد رياح التغيير إلى الجزائر والمغرب خصوصاً ، وهو ما تلفظ به متهكماً في هذا البرنامج :
وقانا الله ان يتم تصدير الثورة التونسية إلى المغرب والجزائر ..!
كأن " الاستاذ " المتحدث من تونس كان تحت تاثير " مخدر " من نوعٍ ما ، إذ لم يكن يرى الاستراتيجية والاجندة الغربية التي عبر عنها " روبرت فيسك " ، هذا الشاهد من اهلهــا ، الذي قال بكل وضوح وصراحة :
الغربُ لا يريد ُ ديمقراطية ً في تونس ولا اي بلد ٍ عربي ..!

-2-

أزمتنا في حقيقتها هي ازمة نخب ، النخب المثقفة والمتخصصة ، فهي التي تروج لإنسانية السياسة الغربية في خلط مضطرب بين " الحضارة الغربية " و " السياسة الغربية " ..
لا احد ينكر إنسانية الغرب كحضارة قياساً بأي حضارةٍ اخرى في التاريخ ..
لكن من سخف التمني هذا الخلط الذي تبديه النخبة التي تعيش في داخل البلاد العربية او المغتربة في المهجر في تلميع صورة السياسة الغربية بخداعٍ يتقبله المتلقي العربي لانه يخلط بين المؤسسات المدنية اللاسياسية الغربية مع السياسة البرجماتية الامبريالية للغرب والولايات المتحدة تحديداً كما تتصور بعض النخب التونسية التي لم تدرك بعد ان السي آي إيه ( CIA) بدات جدياً بدراسة الشارع التونسي لغرض بلقنته أو لبننته أو عرقنته .. بدليل :
الغربُ كله ، يضغط على " الشارع التونسي " اليوم للقبول بحكومة انتقاليـة تحت مبررات ودوافع مختلفة لاستغلال بقايا مؤسسات بن علي لتمرير مشروعهــا الفوضوي الخلاق ، الترياق العام الذي تستخدمه الولايات المتحدة الامريكية في مثل هذه الحالات ... تنظيم القاعــدة أو حتى اختلاق تنظيمات راديكالية جديدة مختلفة المشارب والتوجهات كما فعلت وتفعل في العراق ولبنان وافغانستان وباكستان والجزائر !
خصوصاً وان الاستخبارات الغربية ، كالفرنسية على سبيل المثال ، لها تواجد فعلي في شمال افريقيا ومتورطة بطريقة او اخرى في اي مشروعٍ امريكي لتخريب اي مجتمع في البلاد العربية فرنسية الثقافة النخبوية مثل تونس وعموم المغرب العربي ..
قد لا يستوعب الاخوة التونسيون مثل هذا الكلام اليوم ، لكننا نعلنها للتاريخ وللحوار المتمدن ان سيأتي اليوم الذي تبدا به سلاسل التحولات الدراماتيكية للحراك الجماهيري في شمال إفريقيا ليتحول إلى فوضى دموية تحرق الاخضر واليابس .. ما يحتاجه الغرب اليوم فقط هو " بعض " الوقت لان الثورة التونسية مفاجئة وغير متوقعة واطاحت بديكتاتور بالنسبة لاميركا هو الاوفر حظاً في البقاء حاكماً ابدياً لتونس من محمد حسني مبارك في مصر، لهذا السبب ، يستلزم الولايات المتحدة الامريكية الوقت الكاف للتخطيط و " طباعة " ما يلزم من دولارات ، والتي قد يلزمها بضعة أشهــر قبل ان تصل إلى " رعاع " الشارع التونسي ، ولا يخلو بلدٌ من بلدان العالم من هؤلاء " الكلاب " الذين يحتاجهم الغرب لاغتيال الثورة في تونس عبر نشر الفوضى وتفجير السيارات المفخخة بالاسواق والاماكن المزدحمة لتتبنى فيما بعد " جهة ما " العملية عبر الإنترنت .. وغالباً ما تكون هذه الجهات منشقة عن حركات وتنظيمات سياسية لها وجود فعلي على الساحة , ونادراً ما تكون جديدة مستحدثة ..
إنها الدراما العراقية اللبنانية الباكستانية الافغانية نفسها ، هي كل ما تستطيع الامبريالية فعله لاغتيال اي ثورة أو صفوف مقاومة في اي بقعة من العالم كما علمنــا التأريخ منذ انتصاف القرن الماضي في ظلال الحرب الامبريالية الغربية مع المعسكر الاشتراكي الشرقي ..
وهذا الكلام لا اقوله انا ، وانما الكثيرين امثال فيسك و وين مادسون من مراقبين وخبراء منصفين في الغرب نفســـه .

-3-

نهيبُ بشبابنـا في تونس الخضراء , أن ليست تونس وحدها امانة في اعناقكم ، كل تاريخ الامة بين ايديكم ، عيوننا كلها تتجه إليكم لتؤدوا رسالتكم التاريخية التي جائت بموعدها مع القدر ..

انتم اكثـر ابناء هذا الجيل ثقافة ً وتعليماً ، انتم قلبُ هذه الامــة ، اقطعوا على الامبريالية الطريق ، اكسبوا الوقت ولا تمهلوهم يوماً حتى يتمكنوا من اغتيال الثورة بتنظيمات الجريمة التي تسعى لبث الفوضى وتشويه صورة الثورة حتى يحصل ما حصل في العراق عندما ترحم العراقيون على نظام صدام حسين .!
ستفعل اميركا المستحيل كي تترحموا بعد اشهر على بن علي وزمرته ، ستحاول اميركا بمعونة الانظمة في دول الجوار أن تحول تونس إلى محرقة كما حصل في الجزائر قبل ما يقارب العقدين ..

نثق بانكم بقدر هذه المسؤولية ، ونثق بانكم تمتلكون من الوعي بحقيقة ما يحاول الغربُ فعله ما يؤهلكم إلى ان تكونوا مناراً تقدمياً جديداً للامــة .. رصوا صفوفكم .. ولا تسمحوا بالتفرقـة واخمدوا اي صوت ٍ ينادي بالتفرقة و فصم العقد السياسي والاجتماعي بما اوتيتم من قوة ، الثورة ولكي تحافظ على نفسها لابد ان ترص الصفوف ولا تسمح بالإخلال مهما كانت المسوغات ..

فهناك اصواتٌ خسيسة تدعوا باسم " النور " إلى فك التلاحم بين الشيوعيين والإسلامويين " الظلاميين " كما يدعون ..
يا شباب تونس الثورة ، تونس حنا بعل والامل ..

ثقافتنا اسلامية ، وثورتكم شعبية تاريخية أذن الله بها ان تكون عنواناً للحاكمية الجماهيرية الشعبية ، لم تولد من رحم التبعية لاجندات الغرب ، انتم ستكونون المرتكز التاريخي السياسي الجديد ، ثورتكم هي ثورتنا جميعاً وستكون طريق خلاصنا اجمعين ..
فليرخص لعينييهــا كل شيء ..وعلى مسابل دمهــا لنغني منشدين نشيد الحرية الخالد ، عسى ان يرحم هذه الامـــة ُ القدر ، و عسى ان تتحقق نبؤة محمد بن عبد الله في خلاص " العرب " من اعنتها بعد أن تكون كالغنم غثاءً اسيرةً في عنان العجم ..!
وتعقيباً على ما قاله فيسك ، وهو ما لم يقله وربما خاف ان يقوله :
الغرب لا يريد لتونس الديمقراطية ، ما يريده لها ولاي بلد عربي آخر هو الخضوع والخنوع كدول الخليج ولو استلزم الامر إعادة رسم خريطة تونس او الجزائر او المغرب او العراق باللون الاحمر وتحويلها إلى بركٍ دموية في الخريطة الجيوسياسية الدولية ، هذا هو العقل السياسي الغربي ونرجو عدم الخلط بينه وبين الغرب كشعوب وحضارة ..

******



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -4-
- محمد حسنين هيكل يحكم بالإعدام شنقاً على انتفاضة الخبز والكرا ...
- الانتفاضة ُ التونسية و طريقُ الثورةِ الجديد : حاكمية الامة
- صفعة ُ جماهيرَ تونس : ردها إن استطعت يا بيت اميركا الابيض
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -3-
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -2-
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -1-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -4-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -3-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -2-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -1-
- الماركسية ُ والتنويرُ المزيفُ
- أتنويرٌ هذا أم تبشير يا سيدة وفاء سلطان ؟
- تعالوا نتعلم التنوير
- الماركسية وأسطورة عدوانية الإسلام
- تنويريون تحت الطلب
- الاصولية الغربية المتسترة بالتنوير , كوابيسٌ وأوهام
- الديالكتيك و- التنوير - الانتهازي
- الاتجار بالعلمانية : تعليقات وردود
- الاتجار بالعلمانية : كامل النجار انموذجاً


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد مهدي - روبرت فيسك : الغربُ لا يريد ُ ديمقراطيةً في تونس ولا ايَ بلدٍ عربيٍ آخر !