أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد كعيد الجبوري - التغيير التونسي والعراقي والفرق بينهما














المزيد.....

التغيير التونسي والعراقي والفرق بينهما


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 20:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لا أعتقد تاريخيا أن الدنيا أنجبت مثل طاغية العراق المقبور صدام حسين ، فصدام يملك من الوحشية ما لا يملكه كل طواغيت الدنيا ، وهذا غير متأتي من كوننا عراقيون نتحدث عن طاغيتنا المقبور هكذا ، وربما يعترض أخوتنا العرب وغيرهم بأن طواغيتهم أكثر بطشا ووحشية من صدام حسين ، ولدي قناعة تامة أن صدام حسين بيّضَ وجوه أقرانه من الطواغيت بسلوكه الوحشي العدواني غير المسبوق ، وقد وزّع صدام ظلمه على كل العراقيين بالتساوي ، وحشيته طالت الكورد والعرب والتركمان على حد سواء ، ولم يدخر جهدا لذبح السنة والشيعة والمسيح وغيرهم ، وتجاوزت وحشية صدام صوب دول الجوار من العرب وغيرهم بحروب وتدخلات يعرفها الجميع ، لم يسلم من صدام حتى قياديّ حزبه المجتث ، وكنت أتمنى حينها أن تبدأ محاكمته بهذا الباب أي قتل ما يسمون رفاقه ، ولو كانت المحاكمة كما أرغب لكشفت أسرار وخبايا أراد المحتل عدم أبرازها وكشفها للعالم أجمع ، وقد أخطأ من قال سابقا لو اجتمعت طواغيت الدنيا وظلامها من كل الشعوب وأتينا بالحجاج بن يوسف الثقفي وحده لعدلهم أجمعين ، ابتدأ التاريخ الحديث بدكتاتور ألمانيا النازي هتلر الذي انتحر وجنب العالم شروره وشرور وقوفه بقفص الاتهام ، وصولا لشاوشيسكو ، وصدام حسين ، وأخيرا زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية .
آذار عام 1991 م حدثت انتفاضة شعبية عراقية عارمة ، بدأها جندي عراقي منسحب ، بل مهزوم من دولة الكويت ، وهو يصل لأحدى الساحات البصرية ويشاهد صورة جدارية لصدام حسين ، فما كان من ذلك الجندي البطل إلا أن يصوب مدفع دبابته صوب تلك الجدارية ويزيلها ليعلن بدأ الانتفاضة الشعبانية كما يسميها العراقيون ، وتعتبر هذه الانتفاضة من أشرف نهضة عرفها التاريخ العراقي الحديث ، ولأنها شعبية خالصة لم يتدخل بتفجيرها حزب علماني أو أسلامي ، لذا وقفت أمريكا وغيرها ، وبخاصة دول الجوار لإجهاضها ، ورأت أمريكا حينها الإبقاء على صدام حسين بضعفه أفضل من قادم وطني يقود البلاد ، ولو قدر لتلك النهضة الانتصار لكان حال العراق على عكس ما نراه الآن ، وأسفرت تلك الانتفاضة عن سقوط كل المحافظات جنوب بغداد ووقوعها بيد الثوار ، وأسفرت أيضا عن نهضة كردية ليتدخل المجتمع الدولي لاحقا لاعتبار إقليم كردستان محمية شبه أممية ، وأطلقت يد صدام ليعيث ظلما بهذه المحافظات المنتفضة ليخلف آلاف المقابر الجماعية ، بعد أن أعاد السيطرة على تلك المحافظات ، وهنا بدأ التحرك الحزبي للمعارضة العراقية لإقناع أمريكا لغزو العراق وإسقاط حكومة صدام حسين ، وكان لهم ما أرادوا ، وللتاريخ أيضا يجب أن نقول أن الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية أصدرا بيانا مشتركا وصل ألينا عبر تسريب مع القادمين للعراق ، ونتيجة لهذا أصبحت أمريكا هي من تتحكم بمصائر البلاد والعباد والى يومنا هذا ، الأصابع الأمريكية موجودة بمجمل مفاصل الحياة العراقية السياسية .
معلوم للجميع أن النفوذ العالمي يشمل الدنيا بما فيها ولها ، ومعلوم أيضا أن دول المغرب العربي يعتبر عرفا من النفوذ الفرنسي ، ولأن فرنسا درست التجربة العراقية الشاقة جدا ، لذا ارتأت التغيير بتونس الخضراء على غير الطريقة الأمريكية السيئة ، شاب تونسي خريج جامعي لا يجد عملا حكوميا يعتاش به أشعل بجسده الطاهر النار ليعلن موته وبدأ الثورة الشعبية العارمة التي أطاحت بحكومة بن علي ، الذي قرر الفرار كما هي عادة الجبناء ، وكما فعل شقيقه صدام حسين ، والفارق أن صدام ليس له وجها مقبولا عربيا أو عالميا ، لذا فر داخل العراق ليشي به أحد أقاربه لقاء مبلغ مالي كبير ، وبن علي حاول أولا الوصول لباريس التي رفضت استقباله وهي المفارقة الغريبة ، لأن بن علي هو صنيعتها المدلل ، ولكي لا تخسر فرنسا جمهورها التونسي لذا رفضت ضيافته عندها ، واستقبلته مع جزء من عائلته المملكة العربية السعودية .
أن التجربة العراقية الديمقراطية على هشاشتها ، قديرة أن تصل للدول التي تحكم بالنار والحديد ، أمس رميّ صدام حسين لمزبلة التاريخ ، واليوم تبعه بن علي ، وغدا سنرى ونسمع بكراسي كارتونية آيلة للسقوط واحدة تلو الأخرى .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور سعد الحداد شلال حلي متدفق
- المجالس الحلية
- يعيش البعث المجتث
- صناعة الدكتاتور
- دموع السيد طارق الهاشمي وقناعات السيد ظافر العاني
- الضربة القاضية ومدارس النقد الأدبي
- صوت الحقيقه / مهداة للصديق الشاعر عريان السيد خلف
- توظيف الشعائر الحسينية سياسيا
- البعث ، والحصان الخاسر
- اليسار العراقي وتوظيف الشعائر الحسينية
- حمد / مهداة لشيوعي العراق
- ( وقفوهم أنهم مسئولون ) تهنئتان
- ( لزكة مومن )
- ( صبرا أيها المتقاعدون إن موعدكم العذاب )
- ( أذهبوا فأنتم الطلقاء )
- ( السيد نوري المالكي وأحلامنا الوردية )
- ( المشاكس )
- الى السيد أسامة النجيفي وبرلمانه / ( أصرخوا لأجل العراق )
- ( العدها حبايب ...!!! )
- ( سطوح أهلنه ) / مهداة للشاعرة المثابرة الأخت وفاء عبد الرزا ...


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد كعيد الجبوري - التغيير التونسي والعراقي والفرق بينهما