أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - السلوك والرواسب الكامنة














المزيد.....

السلوك والرواسب الكامنة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11 - 15:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


على الرغم من أن سلوك الفرد مرتبط بعوامل المحيط من قيم تربوية ومكتسبات معرفية لكنه لا يخلو من تأثير ضمور بعض خلايا الدماغ أو وجود خلل في السلسلة الجينية، فكلما كانت السلسلة الجينية طويلة ابتعدت عن عالم الحيوان وإن قصرت اقتربت أكثر من عالم الحيوان. ومن ثم فإن حجم الرواسب الكامنة في الذات يكون كبيراً أو قليلاً، لكن حجم المكتسبات التربوية والمعرفية أو ضعفها تزيدها أو تقللها.
إن سلوك الإنسان على نحو عام سلوكاً قصدياً تحركه الرغبات الكامنة وعوامل المحيط والمكتسبات التربوية والمعرفية وتتحكم به خلايا المخ والجهاز العصبي السليمة ليكون سلوكاً سوياً يتوافق مع السلوك العام للمجتمع.
يخضع تفسير السلوك إلى وجهات نظر فلسفية كثيرة، فوجهة النظر الأولى تجد أن الطبيعة الخلقية للإنسان غير مكتملة النمو على نحو كلي لوجود أعضاء ضامرة من بقايا أصلها الحيواني. وبذلك لا يمكن عدّ البشر كائنات عاقلة على نحو كلي لتباين أزمنة تطور السلاسل الجينية وحجم الرواسب الكامنة ومن ثم آليات تحكمها وضبطها للسلوك فكلما أمكن تحديد النسبة المئوية للأعضاء الضامرة في الكائن البشري أمكن تحديد حجم رواسبه الكامنة ومن ثم تحديد امكاناته التحكم بالسلوك وضبطه.
يعتقد (( مييجنيكوف )) أن العدد الكثير جداً من الأعضاء الضامرة المتبقية في جسم الإنسان يدل على أصله الحيواني ويعدّ برهاناً إضافياً على التفسير الفلسفي للطبيعة البشرية ".
وجهة النظر الفلسفية الثانية تبحث في عقلانية الإنسان من عدم عقلانيته وجرى تصنيفه كائناً عاقلاً لتمييزه عن الحيوان لكن عقلانيته نسبية لأنها مرتبطة بسلامة خلايا المخ ومن ثم سلامة آليات التحكم والضبط الذاتي التي تحكمها عوامل المحيط الخارجي والرواسب الكامنة في الذات وتأثرها بالتوجهات التربوية من غرس مبادئ تربوية أو انتزاعها من الذات وعوامل المكتسبات المعرفية التي تقلل مساحة الرواسب الكامنة أو تزيدها ومن ثم تضعف آليات الضبط والتحكم أو تقويها للتحكم بالسلوك الذاتي ليكون منسجماً مع السلوك العام للمجتمع.
يجد (( باريتو )) " أن الإنسان كائن غير عقلاني بالأساس، فالتاريخ لم يزده تطوراً عقلياً كونه مازال منصاعاً إلى رواسبه الكامنة ".
أما وجهة النظر الفلسفية الثالثة فإنها تصف الإنسان كائناً عاقلاً على نحو عام لكنه لا يستخدم آليات عقله لاحكام السيطرة على سلوكه اليومي ويتصرف على نحو متعارض تماماً مع السلوك العقلاني للمجتمع. وبذلك معظم الكائنات البشرية تحكمها سلوكيات منافية للعقل لعدم قدرتها التحكم على نحو ذاتي في ضبط سلوكها ليتوافق مع السلوك العام للمجتمع، لذلك يجب فرض السلوك العقلاني عليها بالقوة للحفاظ على النظام الاجتماعي. يعدّ استخدام القوة لفرض النظام الاجتماعي مبرراً لأن معظم البشر يتصرفون على نحو منافي للقيم العامة والسلوك العقلاني ويتحايلون على النظام الاجتماعي لتمرير سلوكهم غير السوي المؤذي لأقرانهم البشر.
يعتقد (( ميكافيلي )) " أنه على الرغم من أن البشر كائنات عاقلة فأنهم يتصرفون على نحو منافي لأحكام العقل بعدّهم متقلبون، وكذابون، ومنافقون، وجبناء، وشرهون ".
تستند وجهات النظر الفلسفية السابقة الذكر في تفسيرها لسلوك الإنسان اليومي وممارسته في المجتمع إلى أن الرواسب الكامنة في الذات والمرتبطة أساساً بتطور سلسلة الإنسان الجينية من عدم تطورها التي تحكم سلوك الفرد ليتوافق مع السلوك العام للمجتمع. وبذلك فإنها تقر أن ليس كل الكائنات البشرية مخيرة بسلوكها وإنما مسيرة بأحكام رواسبها الكامنة ويجري أحياناً إغفال تأثير عوامل المحيط من غرس تربوي ليكتسب الفرد عضويته في المجتمع، فضلاً عن مكتسبات الذات المعرفية التي تقلل حجم الرواسب الكامنة ومن ثم زيادة فعالية آليات التحكم بالسلوك وضبطه على نحو سوي ليكون منسجماً مع السلوك العام للمجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلوك الموروث ( الاستجابة والتحكم )
- علم النفس الثقافي الاجتماعي
- علم النفس الثقافي
- علم النفس المعرفي
- علم النفس التربوي
- علم الطب النفسي
- علم النفس ( الهدف والغاية )
- انفصام الشخصية
- التخلف العقلي
- مرض الذهان العضوي والاكتئاب
- تقمص الشخصيات في الحلم والكابوس
- اضطراب الحلم والكابوس
- اضطرابات الوسواس القهري والانشقاقي
- الاضطراب العصبي
- حالة القلق
- الشخصية السوية
- الشخصية السوسيوباتية والعدوانية
- اختلال ضمير السيكوباتي
- شخصية السيكوباتي وصراعها مع المجتمع
- الشخصية السيكوباتية


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - السلوك والرواسب الكامنة