احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 14:14
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أن القوى الإقليمية تلعب دورا رئيسيا في الساحة العراقية رغما عنا وان كانت القيادة السياسية تنكرها، فلا تستطيع القيادة السياسية العراقية مهما كانت درجة وطنيتها أن تقف في وجه تغلغل القوى الإقليمية في التأثير على القرار السياسي من خلال القوى الحزبية التي تلهى وتغنى من كرم الدول الجوار وبالمقابل عليهم واجبات أن ينفذوها ولا يملكون سوى الإجابة بنعم سيدي.
جاهل من يظن ان استقبال القيادات الأحزاب في الدول الجوار بالحفاوة التي نشاهدها على الشاشات الإعلامية بدون ثمن وقد أعلنت بعض القيادات السياسية عمالة زملائها وحلفائها للدول الجوار وهددت بكشفهم, نحتاج الى ويكيليكس عربية لفضح الادوار.
أن إعلان مام جلال بأن تركيا وقفت ضد ترشيحه كان كافيا أن تأمر الحكومة التركية عملائها في العراق بتعطيل الإحصاء السكاني الى إشعار آخر. فلا يتمكن الرئيس الوزراء المكلف نوري المالكي في هذه المرحلة الحرجة وهو يشكل الحكومة أن يقف بوجه القوى السياسية الواقعة بدرجة او أخرى تحت سيطرة الدول الإقليمية وينفذ الإحصاء السكاني رغما عنهم والا ضاع كرسي رئاسة الحكومة بعد صراع لفترة ثمانية اشهر من اجل الكرسي وكل يعلم أن الإحصاء السكاني لمصلحة أمن واقتصاد العراق وليس لمصلحة الكورد ضد التركمان.
استغرب من أن القيادة الكوردستانية لم تستفد من تجاربها السابقة من نقض العهود الحكومات المركزية في كل ما يخص كوردستان وحتى حكومة المالكي والائتلاف العراقية، فكان لدور كاك مسعود المحوري في حل إشكالية تسمية رئيس الحكومة والقبول بالمجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية برئاسة علاوي الفضل في تسمية المالكي رئيسا للوزراء وإقرار المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية لعلاوي ولكن باع المالكي وباعت قيادات ائتلاف العراقية دور كاك مسعود المحوري بثمن بخس لترضية بعض الأجنحة في الائتلاف العراقية وترضية للحكومة التركية التي استشاط غضبا من تعليق مام جلال في إبراز فشلها في العراق.
أن لعبة المماطلة والتسويف واضحة وضوح شمس آب فهل آن الأوان أن تتعظ القيادات السياسية الكوردستانية وتضع حدا للمهزلة القوى القومية العنصرية المرتبطة بالدول الجوار برفع شعار نكون او لا نكون بجدية وثقة ويثقفوا الجماهير الكوردستانية بالمخاطر تعريب كوردستان فأخشى على مستقبل القوميات الكوردستانية وبما فيهم التركمان أن يصبح كمصير المسيحيين في مدينة الموصل والأجزاء المستعربة من محافظة نينوى.
انصح القيادة الكوردستانية أن لا تضيع هذه الفرصة المثالية لفرض احترام العهود على الحكومة المركزية والقوى السياسية بانسحابهم من اللعبة السياسية وتعزيز فرض سلطتهم على المناطق المستقطعة من كوردستان قبل أن تتشكل الحكومة المركزية وقوات فرسان جديدة تحت اسم قوات الصحوة. ان تنامي قوة الحكومة المركزية تقابلها اضمحلال لفرص في مقاومة تعريب كوردستان هذا ما عانيناه من الحكومات المركزية في بغداد منذ تشكيل الدول العراقية.
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟