أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - مذكرات السياسيين وكتابة التاريخ














المزيد.....

مذكرات السياسيين وكتابة التاريخ


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3184 - 2010 / 11 / 13 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يسعى المعهد الفرنسي للشرق الأدنى لتفعيل شراكة علمية وبحثية لإعادة كتابة تاريخ بلاد ما بين النهرين بكل قومياته ودياناته واللغات المتداولة وتقاليد شعبه المتنوع ، وقد وصف البعض هذه الخطوة بالرائدة خاصة إن هذا المعهد الذي تأسس عام 2003 برعاية من وزارة الخارجية الأوروبية و المركز الوطني للبحث العلمي وله فروع معتمدة رسميا في عمان و دمشق وحلب وبيروت واربيل ويشرف على تدريس 120 باحثاً،ولديه شراكات واتفاقيات مع أكثر من 30 مؤسسة أجنبية تهتم بشؤون التاريخ بمختلف مراحله وحقبه.
ويتضح من هذا بأننا على وشك بداية مرحلة إعادة كتابة التاريخ ، هذه المهمة التي تبنتها كل الأنظمة السياسية ليس في العراق فقط بل في عموم المنطقة العربية ، لا سيما أن التاريخ يمثل ركيزة مهمة من ركائز وعقائد زعماء السياسة ومحاولتهم الجادة لتسخير التاريخ وفق إرادتهم دون أن يمنحوا المؤرخ الحقيقي المصداقية في نقل الوقائع كما حصلت لا كما يريدون.
والمتابع لحركة التاريخ ومصادره في الوطن العربي سيجد نفسه يفتقد حلقة مهمة جداً وهي ( المذكرات السياسية للزعماء) هذه المذكرات التي لم يكتبها أحد ولم يفكر في كتابتها أي زعيم عربي لأساب عديدة أولها: أنه يزال عن كرسي الحكم مباشرة لقبره فتدفن معه أسرار حقبته بإيجابياتها وسلبياتها ، الشيء الثاني وهو الأهم في عدم كتابة هؤلاء الزعماء مذكراتهم ويتمثل بأنها لا تحتوي على ما يمكن الإشارة إليه أو ما يمكن أن نسميه حركة تاريخية بمعناها الأكاديمي ، بقدر ما هي يوميات بوليسية ومشاهد من مطاردات الخصوم والتنكيل بهم وبالتالي: فهي أسرار لا يرفع، الحجاب عنها.
لهذا فأنه لن تتاح لدارسي التاريخ العربي تلك الصفحات لهؤلاء الذين نسجوا وصاغوا حوادث سواء أكانت مأساوية أو مفرحة ، عكس الغرب الذي يضع السياسي فيه كتابة مذكراته من أولوياته لأنه يخرج من السلطة بطريقة تختلف كثيرا عما هو سائد في بلداننا العربية، وقد طالعنا جميعاً مذكرات توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ، وهذه الأيام طالعنا مذكرات جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكي ، وقد تحلى الرجلان بجرأة كبيرة في نقل الصورة كرواية تاريخية بعيدة عن التجميل والتزويق ، بل كتباها بأبعادها وكما حدثت بعد فترة توليهما السلطة في بريطانيا وأمريكا في وقت واحد ، أي انهما وثقا سنوات حكمهما وهم أحياء دون أن يسمحا لأحد بالكتابة عنهما بعد عشرات السنين وقد يضيف أو يزيل حسب مقتضيات ذلك الوقت . مشكلتنا نحن ومن يدرس التاريخ في عالمنا العربي أنه يستقي من مصادر غربية ومن مستشرقين والبعض من وثائق كوثائق وزارة الخارجية البريطانية ومراسلاتها اليومية كمصادر لكتابة التاريخ رغم إن هذه الوثائق هي سياسية وكتبت لمرحلة بعينها وقد تكون خاضعة لحسابات الكذب والتهويل، وبالتالي لا يمكن اعتمادها مصدرا نحتكم إليه في إعادة كتابة تاريخنا ،وخاصة ما يتعلق بتاريخ العراق الذي أعيدت كتابته أكثر من مرة خلال القرن الماضي آخرها عام 1982، فيما عرف حينه بمشروع إعادة كتابة التاريخ ، وبالتأكيد لا يمكن اعتماد ما أنجز عام 1982 مصدراً بقدر ما هو تغييب لتاريخ القوميات الأخرى في البلد، وفي مقدمتها الشعب الكردي والتركماني والأقليات الأخرى، علماً أن النظام الشوفيني الذي حكم العراق تعامل مع هذه القضايا من منظور امني وليس تأريخياً من شأنه أن يحفظ لهذه القوميات جذورها التاريخية ، لأن غايته تهميش وإقصاء القوميات الأخرى .
فلماذا لا نفتح ملفات وزاراتنا، لاسيما إن الكثير من الدول العربية بات عمرها قرناً من الزمان وفيها من الوثائق ما يشابه ما موجود في بريطانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها من البلدان التي نكلفها لتقرأ تأريخنا وتكتبه من جديد وربما هذه المرة وفق رؤيتها هي وليست رؤيتنا . نحن نعيش محنة كتابة التاريخ وسنظل نعيش هذه المحنة طالما تركنا الآخرين يفتشون لنا عن تاريخنا ، وطالما ظلت دراساتنا وبحوثنا تعتمد في مصادرها على أقوال ورحلات المستشرقين.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يتفاوض نيابة عن العراقية؟
- محو الأمية من جديد
- لا تكتبوا مذكراتكم .. قدموا اعتذاركم
- جديد الجامعة العربية
- العلمانية بين النقاش والتطبيق
- مأزق تشكيل الحكومة
- القاعدة وصناعة الاعداء
- تخبط الإرهاب
- اا سبتمبر الاسباب والتداعيات
- من شجع القس تيرى جونز ؟؟؟
- مستقبل العلمانية في العراق
- المنهج العلمي الاسلامي في التحديث
- حروب الألفية الثالثة
- الجد الخامس
- الإرهاب وسيلة أم غاية ؟
- القرصنة من سواحل الصومال الى خور عبدالله
- المجتمع المدني العراقي
- ملامح الثورة الجديدة
- كيف نقرأ الثاني من آب ؟
- الأجندة العراقية والأجندات الخارجية


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - مذكرات السياسيين وكتابة التاريخ