أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الوف بن - لو انتصر جالوت














المزيد.....

لو انتصر جالوت


الوف بن

الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 15:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هآرتس - 10/11/2010: في النقاش الذي لا ينقطع عن صورة اسرائيل المشكلة في وسائل الاعلام الدولية، يُكرر زعم أن اسرائيل صورت ذات مرة على أنها داود والعرب على انهم جالوت، وانقلبت الامور في السنين الاخيرة رأسا على عقب فالفلسطينيون يُصورون انهم شعب صغير شجاع يحارب عن حريته بالحجارة والقنابل البدائية الجبّار الاسرائيلي، المسلح بسلاح ذري وبطائرات اف 16.
إن الرأي العام في الغرب الذي رُبي أجيالا على القصة من الكتاب المقدس، سيؤيد على نحو غريزي بطلا حسن الصورة، يهزم الجبّار صاحب الدرع والقاسي. والسبب مفهوم: إذ عندما قتل الفتى الراعي الاسرائيلي من بيت لحم المحارب الفلسطيني من غات، لم يحظ بالتكريم، وبالزواج بابنة الملك ووراثة التاج في المستقبل فحسب بل بالمنافسة في "تلذيع الوعي". يكتب المنتصرون التاريخ، وثبتت رواية داود على أنها الرواية الصحيحة.
لكن لنفترض أن جالوت انتصر، وأن الفلسطينيين أورثوا الأجيال التالية القصة. كانت ستُقرأ على هذا النحو تقريبا: شعب متطور أحدث أبناؤه العلوم والثقافة الغربية، التي جاءت في سفن من اوروبا الى شواطيء ارض اسرائيل، وانشأوا مدننا في الساحل وبمساعدة تقنية عسكرية متفوقة حاول أن يُخضع أناس الجبل البدائيين. وامتدت الحرب عدة أجيال الى أن تلاشى الجبليون وسيطرت مملكة الساحل على البلاد كلها.
أيُسمع ناشزا؟ هذا بالضبط هو الشأن: فليست الحقائق تقرر الوعي بل شكل عرضها، وتأطير القصة. اذا كانوا علّمونا أن الفلسطينيين كانوا غُرْلا (غير مختونين)، وأشرارا وخاسرين، فسننظر اليهم باشمئزاز ولن نصغي اليهم حتى لو ذكّرت أجزاء في قصتهم بروايتنا.
لم تتغير الحرب على الوعي كثيرا منذ ايام الكتاب المقدس. إن وسائل الاعلام الاجنبية التي ترسل التقارير من هنا جاءت لاستعراض الصراع، ولا تهتم باسرائيل بصفتها كيانا مستقلا. وهي ترى أن اسرائيل جزء من قصة عن الحرب والسلام، وليست دولة هاي تيك غربية متقدمة كما توصف في وسائل الاعلام الاسرائيلية. يميل تأطير القصة الى غير مصلحتها لان من يُسوّي اسرائيل بجالوت والفلسطينيين بداود يأمل في الخفاء انتصار الراعي على المحارب. إن المحاولة الاسرائيلية للاقناع بأننا نشبه الغرب، تبدو تقريبا مثل محاولة فلسطينية قديمة للقول ان شوارع عسقلان القديمة التي افتخر بها جالوت تشبه أثينا الأكثر تقدما وليبرالية من حقول بيت لحم التي رعى فيها داود.
إن الذرائع العادية لمشكلات اسرائيل في الدعاية سخيفة وتنحصر في الحماقات: فالساسة يتحدثون لغة انجليزية معوجة، ومُتحدث الجيش الاسرائيلي يؤخر الصور، والفلسطينيون كاذبون وغولدستون وغد. لكن حتى لو كان افيغدور ليبرمان فصيحا مثل آبا ايبان فما كان ذلك ليُساعد الصورة الاسرائيلية. تكمن المشكلة في التأطير حيث تُرى اسرائيل محتلة ومستوطنة شريرة والفلسطينيون محاربين من اجل الحرية بررة. يُعرض الاحتلال في افغانستان في الغرب على أنه حرب دفاعية عادلة للأشرار من القاعدة، ولهذا يُرى قتل المدنيين في تورا بورا شرّا ضروريا. وتوصف عملية "الرصاص المصبوب" بأنها انقضاض لا رحمة فيه على سكان أبرياء، ولهذا فان قتل المدنيين في غزة يُندَّد به على انه جريمة حرب. والزعم الاسرائيلي ان العملية كانت ترمي الى وقف اطلاق الصواريخ، وأن الحديث عن دفاع عن النفس، يُقنع الرأي العام في الغرب مثل قصة جالوت المخزونة تقريبا.
لا يعني هذا ان اسرائيل عادلة دائما لكن يصعب عليها أن تقنع بعدالة نهجها. لكنه في الظروف الحالية، تأطير القصة أقوى من الدعاية الاسرائيلية. ولن يُغير ذلك ألف شكوى تُقدم لـ "بي.بي.سي" و "سي.ان.ان" عن اخطاء في الاستطلاع. وستزيد العداوة لاسرائيل ومُتحدثيها، في الأكثر.
ماذا نفعل؟ الاستنتاج المطلوب هو أننا اذا أردنا أن نبدو في صورة جيدة في الغرب، فانه يجب أن نلائم السلوك للمعايير المعمول بها هناك وأن ندرك أن الحصار والاغتيالات والاستيطان ستظهر على نحو سيء. لكن يمكن تخيل نهاية اخرى ايضا لقصة الكتاب المقدس: يأتي ملك مصر عيمق هألا عشية المعركة الحاسمة، ويجمع طالوت ملك اسرائيل ونُقباء الفلسطينيين الخمسة في مؤتمر سلام، ويتفق معهم على خطة لتقاسم البلاد بين مملكتي الساحل والجبل. وكانت هذه النهاية توفر الكثير من الدماء والقتل، لكنها تبدو أقل بطولة وإثارة من القصة التي نشأنا عليها. وقد تكون لذلك أقل شعبية من أمل أن ننتصر وأن نكون على حق.



#الوف_بن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعته تمضي
- الشخص من وراء ليبرمان
- الموعد الثاني
- من حظنا أن لدينا صدام .


المزيد.....




- بعد ارتفاع أسهم تسلا عقب الانتخابات الأمريكية.. كم تبلغ ثروة ...
- وزير الخارجية الفرنسي: لا خطوط حمراء فيما يتعلق بدعم أوكراني ...
- سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت (فيديو)
- هل تعود -صفقة القرن- إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى ال ...
- المسيلة في -تيزي وزو-.. قرية أمازيغية تحصد لقب الأجمل والأنظ ...
- اختفاء إسرائيلي من -حاباد- في الإمارات وأصابع الاتهام تتجه ن ...
- أكسيوس: ترامب كان يعتقد أن معظم الرهائن الإسرائيليين في غزة ...
- بوتين يوقع مرسوما يعفي المشاركين في العملية العسكرية الخاصة ...
- -القسام- تعرض مشاهد استهدافها لمنزل تحصنت فيه قوة إسرائيلية ...
- للمرة الأولى... روسيا تطلق صاروخ -أوريشنيك- فرط صوتي على أوك ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الوف بن - لو انتصر جالوت