|
تأملات فلسفية غير متسقة في نقطة أوميكا !!!
عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 3182 - 2010 / 11 / 11 - 17:40
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
التلسكوب والميكروسكوب هما أدوات مناسبة جدا لإثبات الله بوصفه كقوة عظمى كتبت بسحر المعادلات الرياضية هذا الكون الجميل .. تلك الأدوات هي الوحيدة النافعة على أثبات هذا المجهول ( الذي فطر السموات .. ) ، قوة عظمى رائعة تعتبرنا نموذج علمي رائع ومشروع خلاق لسستم علوي مستقبلي .. هذا هو الفيصل الذي تستند عليه الفلسفة اللا أدرية ، التي تنص على استحالة الاتصال بالكائن الخفي الذي تحدثت عن الأديان كثيرا كذات مفردة مستقلة متحكمة جبارة متغطرسة في غالب حينها !!! اللا أدرية التي ابتدعها العالم هكسلي رفيق دارون واقرب أصدقائه كانت الحل الوحيد لإثبات وجود الله ، الله الذي يقف في نقطة وسط بين احتمالين ، موجود ونفس الوقت غير موجود !!! نسبة الــ 50 % كانت الحل الوحيد للعلم .. الصندوق جميل جدا ومحكم القفل مالنا نفكر في داخله ، لماذا لا نفكر في كيفية استخدامه لمصلحة البشر ، المتدينون ، بقوا واقفين جامدين تأكلهم الجراد كفزاعات مجوفة إمام هذا الصندوق ، أعطوه اسما وهوية وراحوا يفكرون بالنيابة عنه والنطق باســــــــــمه .. لكن أين الله من كل مايحدث في الوجود ، الوجود الذي اعتبره الكون الرحيب الواسع ، المجرات والنجوم البعيدة ، هذا الكون الرائع .. أين يوجد الله في صورة بعيدة تمثل مجرة متكونة للتو أو سديم على وشك الانفجار .. فلنتأمل مع البعض في رحاب الفيزياء الخيالية أو ماتعرف ( pseudo physics ) ، بصراحة كان لدي شكوكي الخاصة أمام تلك الأطروحات ، لكن الموضوع يســــتحق شيئا من السفر لعلنا نجد شيئا قد يثبت لنا الله في هذا الكون ، وقد نحدد له مكان فيه .. نهاية الكون وفق نظرية الانفجار الكبير ستحدث بعد عملية انكماش قسري بعد وصول التمدد الحاصل في المجرات لذروته .. الانكماش هنا سيحدث تجمعا لكل أجزاء الكون وإشكال الطاقة الأخرى ، نحو نقطة مركزية تتعطل فيها كل قوانين الفيزياء المعروفة ، يســـــمي بعض الفيزيائيين الخيالين بأن هذه النقطة أسمها ( نقطة اوميكا ) والتي بلورها العالم تيلر .. توصف نظرية نقطة أوميكا بأنها حالة التعقيد المنظم للكون ، تعقيد منظم لا يتفق مع التوزيع الغير متساوي للمادة في كل أجزاء الكون .. المادة في الكون تسير نحو نقطة مغلقة ، نقطة صفر تتوحد فيها كل أجزاء المادة المعروفة والغير معروفة ، نقطة صفر تتجمع فيها الذرات والطاقة والوعي والذاكرة والروح وكل شيء حتى نقطة وصفوها الفيزيائيين بأنها الله كتعبير رياضي ، هنا الله غير متحقق رياضيا ، وتحققه سيبدأ في زمن معين .. الوجود غير متزن ويسعى نحو الاتزان المطلق النهائي الذي يتزامن مع أعلى مراحل الوعي البشري ، الوعي البشري الذي سيذوب في نقطة اوميكا ، الوعي الفائق والذي قد يجوز تسميته بالسوبر وعي ( ليس الله ) ولكن كيان افتراضي يذوب في نقطة الصفر التي تلتهم كل الكون الغير متسق .. نقطة الصفر التي بدا عندها الكون وســـــينتهي عندها هي الوحيدة التي تعرق بأنها قيمة مطلقة ، قيمة نسميها هنا الله .. لكن في بين البداية والنهاية ثمة كون غير متسق ، كون عشوائي يتمدد بفظاعة كما يقول علماء الفلك ، الله أو نقطة اوميكا هي النهاية التي تتجمع فيها كل شيء ، الوعي والحب وكل أجزاء المادة والروح ككيان مجهول الهوية ، تتضمن نقطة اوميكا تطور الوعي المكافيء بشكل طردي لتطور الزمن في خطه الموجب ، يعني هنا الزمن ينمو وذاكرة حبلى تكبر وتكبر حتى تولد لنا الحتمية التي ننتظرها ، هنا تتحقق الكارما مع نقطة اوميكا ، الثواب التراكمي من نسيج حياتنا مع نقطة نهائية تبلور كل هذا التراكم ..... لا يفهم المتدينون هذا ، الزمن عندهم متوقف ، أنكروا بحماقة معادلة أينشتاين الخطية في سير الزمن وتطوره ، خلقوا لنا عالما رماديا من خرافة طامعة بتحويل العالم لمنفى حقير ، منفى يحكمونه بأسم رب خلقوه لنا من وهمهم ومن ســخافة فكرهم السطحي ، إله المال الذي يصرخ عطشا قضيب السلطان ، السلطان الذي أعلن نفسه هو نقطة أوميكا نفسها ، يحدثوننا عن أشياء نراه فقط كمناطق غير طبيعية في مقطع شعاعي في تصوير مفراس حلزونيلمزيد من المال ومزيد من التفاهة ، يشبه وحش جائع في غابة يمكث عندها الليل دائما ، رســــــموا لنا مدينة ملعونة خاوية إلا من روائح المزابل والفروج الملتهبة بعائلات بكترية من النوع المرقط ، بكتريا تعمل في دوائر الأمن المركزي المبارك من لدماغ شخص أعلن نبوته في مشفى نفسي ، اعلن بأن كل شيء يدور حوله ، اعلن بانه المهلك الماحي ، الرحمن الرحيم .... الله شيء رائع والدليل عالمه الرائع ، عالمه الذي سكن في من أحب ، سكن في ابتسامتها التي تخلق أكوان لي وتزيل أكوان .. كما تنص نظرية اوميكا ، النقطة المغلقة التي تولد وجود جديد !!! من رحمها ومن بطنها خرجت طفلا وثم كبرت وثم حدث انحناء في الزمن وضاجعتها !! حبلت مني وخرجت منها طفل رائع العينين ، علمتني بأن الحب هو نبض عضوي يســــتحق ان يعاش ، نبض وخفقان قد يحملنا لحلم رائع يعاش بشكل واقعي ، الحب هو أن تتبع حلمك للنهاية ، هكذا أخبرتني قبل قيام نقطة اوميكا !!! هكذا افهم الحب على طراز الله الفيزيائي !! الله المتراكم في كل شيء ، الحب على طريقة ابن عربي في وحدة وجوده الرائعة ..... لهذا قد تحمل لنا اللا أدرية كل ما نريده من عالم جميل يتحقق عبر ألحاد ملتزم وتدين ملتزم ، لأنها أعلنت نفســـها كفلسفة وسط بين الدين والإلحاد .
شـــــــــــــــــــــــكرا لكم .. واعتذار دافئ لمقالتي التي قد تصدع الرأس
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وليد مهدي .. كامل النجار .. الحوار بأكثر من لغة
-
الفنانة اسيا كاريرا .. سيرة مختصرة وقبسات من اقوالها
-
قريش .. القبيلة الذهبية !!!
-
فتاة الحانة .. قصائد لنبية !!!
-
الأغتراب الروحي عند نازك الملائكة
-
سوسن
-
المعتقدات الدينية للسيد أينشتاين
-
روح الله .. مقاربة بارا سيكولوجية واجتماعية
-
الفكر في زمن الكوليرا .. أخر كتابات السيدة هاجر
-
عراق مابعد عام 2003 .. الكعكة الفاسدة !!!
-
حينما حاولت ثقافة ال ( ...... ) نقد نظرية دارون
-
دفاع عن الإلحاد .. !!!
-
حفلة موت على طريقة ( حاحا وتفاحة ) في مدينة الكوت
-
مسرد ميثولوجي متواضع مهدى لزمن مبعثر
-
أبن الراوندي .. شيء واشياء أخرى !!!
-
دليل متواضع لسلامة الدماغ العربي غذائيا
-
مالذي يحدث في مسرحية TRIFLES لسوزان غلاسبل
-
أنقسام الله وإعادة تشكيله !!!
-
كافكا .. اللحضات الأخيرة لنسر
-
أثنولوجيا قطع الرؤوس عند العرب .. الطقس والجذور
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|