سامر عنكاوي
الحوار المتمدن-العدد: 3175 - 2010 / 11 / 4 - 16:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رحل الحبيب عنوة في مجزرة كنيسة سيدة النجاة
أيه سعد أدور الساعاتي أأبكيك وانت الحي رغم موتك ورغم الارهاب!
سامر عنكاوي
رحل عنا سعد الوديع برصاص غادر ارهابي في كنيسة سيدة النجاة ذلك الوجه الجميل الضحوك الذي عند رؤيته تتبدد كل غيوم الحزن التي تعتصر قلبك, ذهب الوجه الذي تعلوه ابتسامة تلقائية لا تفارقه, رحل الكريم الذي يفيض كرما كنهري دجلة والفرات, غادرنا المحب المساعد الذي جُبل على التسامح لحد البكاء, تركنا من لم يفكر بالاساءة لمبغضيه, شهم مخلص لا يتوانى عن مد يد العون, يعشق النكتة والطرفة, عنوانا للمحبة والسلام, لم نشبع من رؤيته لتشردنا في المنافي نتيجة معاداتنا للاستبداد الصدامي, طيبته فائقة تجعلك حائرا في زمن فقد الكثير من نقائه.
نعيش حاضرا توغل في القسوة, توغل العنف فيه, وتعمقت التفرقة وسادت الطائفية كمبدأ, والعنصرية والتمييز كأساس للتقييم الى حد التصفية الجسدية واراقة الدماء البريئة, رحل دون كلمة وداع او نظرة حانية الى امه الثكلى التي انجبت ابنين سلوان ادور الساعاتي وسعد ادور الساعاتي, قتل سلوان في الحرب العراقية الايرانية كوقود لحروب اشعلها الطاغية المقبور ولم تكن لنا يد فيها, وفقدت زوجها بعده مات متحسرا و اسفا على وفاة ابنه الشاب, واليوم تفقد بكرها وضوء عيونها سعد ادور الساعاتي الذي سحقه ارهاب عنف التطرف الديني الطائفي وسحق معه العشرات من المسالمين العزل بلا رحمة, عزّلا لم يحملوا سلاحا بحياتهم ولا يوجد غيرالمحبة في قلوبهم, سعد الذي لم يمض على زواجه الا اشهر قليلة وقد تكون زوجته حاملا بابن سيولد يتيما يحلم ابدا بلقاء والده.
سالت دماء كثيرة على ارض الكنيسة, دماء زكية لا تعرف الجاني ولم تخطئ بحقه ولم تؤذه ولم تكن تزاحمه على سلطة او مال او مركز, الكل يعرف بان المسيحيين ليسوا طرفا بالصراع الدموي الدائر بالعراق, كانوا كما الصابئة والايزيدية والشبك وغيرهم ضحية منظومة عقائدية تكفيرية ترى بدون تفكير او منطق او عقل بان كل الآخرين كفار وملحدين وأعداء الله, وعندما تسنح الفرصة يجب تصفيتهم جسديا والمكافأة عظيمة عند الله, من عديد الحوريات الى الغلمان وصولا الى الخمر بدل الماء, وقد سنحت الفرصة لقتل مسيحيين مسالمين في كنيسة, صحيح ان عددهم محدود ولكن لا باس وذلك اضعف الإيمان!!
نم قرير العين يا سعد ويا شهداء مجزرة كنيسة النجاة فالعراق بخير وكنتم الفداء
أسئلة تلح وتطرح نفسها :-
أناس يصلون في كنيسة هل الصلاة ذنب لا يغتفر ومن العظائم لتكون عقوبتهم الموت؟
واذا كان الذي يصلي يقتل؟ فما عقوبة القاتل او السارق او الفاسد في عرف هؤلاء؟
لماذا هذا التبذير بالوقت والجهد والمال والتخطيط والتعب والتضحية وباعز ما يملك الانسان (حياته) من اجل قتل ابرياء؟
هل يمت هؤلاء الى الانسانية بصلة؟
كيف تمكن هؤلاء الاوباش من قتل عشرات الاطفال والنساء والشباب والرجال بدم بارد وبلا مبالاة وبوحشية نادرة؟
ما هو الدافع القاهر لارتكاب جريمة بهذا الحجم؟
ماهي الايديولوجيا او العقيدة التي يؤمنون بها؟
على عاتق من تقع المسؤولية؟
نتمنى ان تكون هذه خاتمة الاحزان للعراقيين
#سامر_عنكاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟