جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 3175 - 2010 / 11 / 4 - 12:00
المحور:
الصحافة والاعلام
في احد الايام روى لي واحد من الاصدقاء . اؤلئك الذين استهلكوا ربيع العمر في دول غرب اوربا . ان احد القنوات التلفزيونية السويدية ظلت تعرض على يمين شاشتها لفترة طويلة طريق مبلطا بالاسفلت في وسطة حفرة مفتوحة. ثم تاتي دمية على شكل فتاة صغيرة تسقط في تلك الحفرة . ولم نفهم نحن الغرباء الجدد عن هذة الدولة لغتا .موروثا وتقاليد ماذا تعني هذة العملية . وحين استفسرنا عن هذة الدراما مع من سبقونا الى ارض الغربة عرفنا بعد ذلك ان طفلة سويدية سقطت في حفرة مجاري نسيت مفتوحة بعد تنظيفها من قبل العمال . وتسبب هذا العمل في استقالة وزير البلديات بسب الضجة الاعلامية التي احدثتها تلك القناة التلفزيونية ايام السبعينات ووصل امر تلك الفضيحة الى استقالة رئيس الوزراء السويدي. وحين نقارن امر تلك الفضيحة البسيطة جدا مع الفضائح التي تحدث في بلاد الشرق والطوطم في عالم المقارنات يكون وجودها اشبة بالعدم . لان عقل الشرق لازال يتسيد على الرقاب بنظرية الحكم الابوي في الجسد الديمقراطي الزائف . لان ديمقراطيتة المكتسبة بالتلقيح الاصطناعي لم تولد بعد اجسامها المضادة التي تحمي في المقام الاول حرية الفكر وتخلق انسانا جديدا على مقاساتها كما صنعت في اتجاهها الغربي .
ولان جوهر الديمقراطية هنا مختلف عن كل الديمقراطيات فهي اسم مجرد مصاب بالخواء وفكرة تصورية ليس وجود حقيقي في عالم الواقع . فهي لم تنشا من رحم الوجود وجدل حقيقي من حركة المادة المتطورة . بل كانت اشبة ببضاعة مستوردة من قبل تاجر . لهذا كانت ديمقراطيتنا تحتاج الى عرابها الحامي المتمثل بدبابة ابرامز . ولان عقل الشرق المحتكر للايدلوجيا والتفكير دائما على صواب لا ياتية الباطل من يدية ومن خلفة فان عدوة الاول يكون النقد وحرية الكلام والتعبير . لذلك كان كم الافواة شرقيا بامتياز وظل الشرق وبائا خطرا على كل جسد البشرية بسبب افكارة الماقبلية والتي لاتقبل النقاش .لذلك فانا لانستغرب ابدا ان تقفل قناة هنا وقناة هناك . وربما تكون البغدادية رقما بسيط في سجل اعداد لامنتهية . وان كانت البغدادية ببرامجها الصباحية المنغمسة وسط الجمع قد كشفت شيئا اشترك كل فية العراقيون على اختلاف مللهم.طوائفهم ومدنهم الا وهو (الماساة) . فكلهم متذمر امام العدسة المباشرة ينشد الالم .المرارة. الجوع .المرض . العوز . الفاقة . التسول .وامام كل هذا الكم الهائل المستمر بالنياح والعويل تستمر الماساة بلا انقطاع . ولم تعد الكلمات تعطي مردودها المباشر لتغيير الواقع حين تسد امامها الاذان وتنغلق حدقات النظر . لذلك نقول للبغدادية السائرة في طريق (علي بن ابي طالب) الصعب كما يقول المثل العراقي بالعامية ( ماظل حجي يسوة العتب )
جاسم محمد كاظم
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟