|
هل هي عنصرية أوروبية جديدة: ميركل تفتح النار على المهاجرين والمسلمين؟
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 11:49
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
اعتدنا أن تأتي الملاحظات لنقل "العنصرية" التي تطال وجود العرب والمسلمين في الغرب من بعض الأفراد وحليقي الرؤوس الـSkin-Headed في أوروبا وبعض الفاشيين العنصريين، والأحزاب الأخرى والجمعيات، وشخصيات من الصف الثالث أو الرابع في الواجهة السياسية كأعضاء في البرلمانات الأوروبية وأشهرهم طراً الصومالية المسلمة "المرتدة"، التي وصلت كلاجئة إلى هولندا في العام 1992 وأصبحت نائبة البرلمان الهولندي سابقاً، غير استقرت في أمريكا مؤخراً إيان على هيرسي،Ayaan Hirsi Ali وأصبحت نجمة تلفزيونية وإعلامية، والتي كانت قد وجهت انتقادات حادة للإسلام، ووضع المرأة فيه وتركيز وتسليط للضوء على معاملتها المجحفة حسب أقوالها واضطهادها وازدرائها الكبيرين على نحو خاص، كما هاجمت وحذرت كثيراً من خطورة تواجد المسلمين في الغرب وخطرهم على الحضارة الغربية وعدائهم لكل ما هو غربي، ولا بد هنا من التعريج، أيضاً، على زميلها النائب البرلماني "المشاغب" الآخر زعيم اليمين الهولندي ورئيس الحزب اليميني المتطرف “الحزب لأجل الحرية PVV)) ، ومخرج فيلم “فتنة” الشهير غيرت فيلدرز Geert Wilders (47) عاماً، September 6, 1963 ، (يالهذه السبتمبر التي تلاحقنا وتقض مضجع الجميع)؟ الذي حوكم مؤخراً بتهمة التحريض على الكراهية العرقية غير أن المحكمة برأته من هذه التهمة قائلة إنه يوجه انتقاداته للإسلام كعقيدة وليس للمسلمين، هكذا، ناهيكم عن عشرات الشخصيات هنا وهناك، أشهرها أيضاً في أمريكا القس تيري جونز مؤخرا الذي أعلن مؤخراً عن عزمهً على حرق نسخ من القرآن في ذكؤى أحداث سبتمبر داعياً، بكل صراحة ومن دون مواربة، إلى اعتبار يوم الحادي عشر من سبتمبر / أيلول الأسود يوماً عالمياً لحرق القرآن، في تعبير صارخ عن نمو تيار قوي معاد للمهاجرين في المجتمعات الغربية بدت ملامحه تتوضح على نحو كبير في الآونة الأخيرة، لكن أن تأتي تلك الملاحظات التي تعتبر غير مسبوقة من زعيمة لواحدة من أكبر دول ودعائم الاتحاد الأوربي، التي تحتل المركز الثالث على قائمة أقوى الاقتصادات العالمية، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل Angela Merkel (56 عاماً)، زعيمة الحزب الديمقراطي "المسيحي"، (هل ثمة إيحاءات ومضامين في كونها زعيمة لحزب ديمقراطي مسيحي؟)، وتتولى منذ 22 نوفمبر 2005 منصب المستشار في ألمانيا، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب فيها، ميركل هذه خرجت عن صمتها وعن "وقارها" الدبلوماسي المطلوب لتحذر في تصريحات مشوبة بالألم والحسرة من وجود المهاجرين، وأغلبهم من العرب والمسلمين الأتراك، وخيبة أملها المرة من عدم قدرتهم على الاندماج، داعية إلى مزيد من الاندماج في المجتمع الألماني مقرة بفشل النموذج متعدد الثقافات. وكانت المستشارة الألمانية قد جددت مطالبها للمهاجرين المقيمين في ألمانيا بتعلم اللغة الألمانية وقالت في مؤتمر لشباب التحالف المسيحي الديمقراطي في مدينة بوتسدام: هؤلاء الذين يريدون أن يشاركونا عليهم ليس فقط احترام قوانيننا بل أيضا إجادة لغتنا . وكانت ميركل قالت خلال المؤتمر الإقليمي لحزبها المسيحي الديمقراطي، الذي عقد مساء الأربعاء الماضي في مدينة هاله في شرق ألمانيا: من يريد أن يعيش معنا عليه بالطبع إجادة الحديث باللغة الألمانية . وتابعت المستشارة أمام الحضور الذين قارب عددهم نحو 1000 عضو من أعضاء الحزب المسيحي في قضية الاندماج قائلة: اللغة هي الشيء الأهم وليس هناك مجال للأعذار في هذا الشأن .ألقدس العربي 17/10/2010). ولاشك أن مثل هذه التصريحات تعبر عن تيار مجتمعي وحزبي وربما عقائدي وإيديولوجي بدأ يتذمر من "هؤلاء" المهاجرين الذين قالت ميركل في سياق متصل أنها "كانت تتوقع عودتهم لبلدانهم الأصلية بعد انتهاء الأعمال والمشاريع التي قدموا من أجلها"، ولا تنقص أحد هنا الحصافة الذكاء لقراءة ما في مضامين هذه المفردات من رغبة "برحيل" وبالتعبير المهذب، إن لم نقل بطرد هؤلاء المهاجرين، أو على الأقل توجيه دعوة إليه لترك ألمانيا للألمان وشأنه، كونه من المستحيل على ما يبدو باندماجهم وتخليهم عن ثقافاتهم ولغتهم الأم. ومن الجدير ذكره أن معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة وبريطانيا، تشترط اليوم إتقان المهاجر للغة البلد التي ينوي الإقامة بها أو الحصول على جنسيتها على عكس ما كان دارجاً في السابق، وحيث يتواجد اليوم في "ألمانيا عدد الأميين من يبلغ 4 ملايين، ولم يتغير هذا الرقم منذ 20 سنة"ـ (الشرق الأوسط 8 يوليو/تموز 2010). صفعة عنصرية أخرى كان قد وجهها سابقاً بيتر تراب، من الاتحاد الاجتماعي المسيحي، وهو الحزب البافاري الشقيق للحزب الديمقراطي المسيحي، فبعد اختبار اللغة الألمانية، واختبار المعلومات العامة حول تاريخ ألمانيا وجغرافيتها ودستورها، للراغبين في نيل الجنسية الألمانية، ، طرح وعلى نحو عنصري لا يخلو هذه المرة من فجاجة ضد المهاجرين الذين يشكل المسلمون غالبيتهم المطلقة، قضية اختبار الذكاء للأجانب عند التعامل معهم على المستوى الوطني. هكذا، في واحد من أشد الإيحاءات العنصرية تذكر بأدبيات وخطاب حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني والمعروف للعامة باسم الحزب النازي الهتلري. (من الجدير ذكره أن بعض العرب كان يطلق اسم أبو علي على هتلر، حباً به وتكريماً له، لأنه كان يزمع حرق اليهود "لهم" وتخليص العالم منهم، وهذا حسب روايات وكلام شفاهي كنا نسمعه ولست في الحقيقة متأكداُ من مدى صحته). المسألة ببساطة: المهاجرون إذن لم يندمجوا ولن يندمجوا وبتحد مطلق للغربيين وثقافتهم وهم بين "أحضانهم" يأكلون طعامهم ويبصقون في صحنهم، ما قابله رد الفعل الغربي العنيف هذا. فهل يمكن الحديث في ظل كل هذا عن تنامي نوع من "المد العنصري" وصل حد الجهر به، علناً، من القمم السلطوية والرموز العامة في أوروبا لم يعد بالإمكان السكوت عنه، بعد ما لاح من عملية رفض جماعي للثقافة وطريقة العيش والحياة الغربية من قبل الغربية وإشكالية الرفض الثقافي هذه وتداعياتها من عدم الاندماج هي إشكالية معقدة ومؤرقة وقائمة وتتدارسها اليوم مراكز أبحاث غربية بعناية واهتمام واستفاضة ويبدو أن لا مجال لإحراز أي نوع من التقدم الإيجابي حيالها ما قد يهدد بنية المجتمعات الغربية في حال استمرت الهجرة والتكاثر السكاني للمهاجرين بوتائره الحالية؟ وهذه التصريحات بحد ذاتها تعتبر ترويجاً وترويضاً ربما،تهيئة، وتمهيداً، للرأي العام الأوروبي، للبدء بسلسلة من الإجراءات التنفيذية والعملية ضد المهاجرين في أوروبا، قد تكون بإصدار سلسلة من القوانين الصارمة من للشروع في عملية "ترانسفير" جماعي، بعد أن ضاق الأوروبيون على ما يبدو ذرعاً بهم، وبعدما فشل هؤلاء المهاجرون في الخروج من جلودهم الأصلية الشرقية على الغالب، ورفض للثقافة الأوروبية، أو في تحقيق أي قدر من الاندماج يؤهلهم للعيش والإقامة بشكل طبيعي وعادي في الغرب؟
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا تفشل الدول لدينية؟
-
هل انهزم العرب السنة أمام الشيعة الفرس؟
-
ريادة إعلامية سورية
-
الحوار المتمدن وجائزة ابن رشد
-
أحمدي نجاد في لبنان: يا مرحباً
-
لماذا لا يقدم شهود الزور للمحكمة الدولية؟
-
وطار وزير الثقافة السوري
-
أنا طائفي إذاً أنا موجود
-
لا لمرجعية أو مجلس للطائفة العلوية
-
ابشر بطول سلامة يا خلفان
-
تدجين الخطاب الديني: ماذا بعد دروس الداعية الكويتي ياسر الحب
...
-
سورية والعنف المدرسي: الواقع والآفاق
-
إيران والعرب: المقارنات المستحيلة
-
بيل غيتس وأثرياء العربان
-
فضيحة الإهرام: السقوط التاريخي للإعلام الرسمي العربي
-
تراجع القس فلماذا لم يتراجع الإمام؟
-
خرافة الديمقراطية الإسلامية
-
إزعاج الكنائس وأصوات الآذان وتفاعلات القراء
-
لماذا لا توضع موسيقى بدل أصوات الآذان؟
-
خطأ التقديرات: هل يدفن مسجد قرطبة أحزان 11 سبتمبر؟
المزيد.....
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
-
زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
-
خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا
...
-
الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد
...
-
ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا
...
-
وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا
...
-
-فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|