يا فاطمة .. الأمعاء الخاوية ستنتصر
حافظ عليوي
2004 / 9 / 4 - 11:56
لا ادري ماذا اكتب عن الاضراب عن الطعام الذي يخوضه المعتقلون الفلسطينيون في كافة فئاتهم وشرائحهم
هل اكتب عن البطوله ؟
! ام عن الوجع ؟ !
ام عن التاثيرات السلبية التي يعانيها المعتقل ويدفع ثمنها غاليا وربما لا تفارقه حتى بعد ان يغادر السجن .
ان تكتب عن تجربة الاخرين شيء جميل وليس من الضروري ان تعيش التجربة بنفسك حتى تكتب عنها فربما من يكتبون عن السعاده تكون حياتهم تعيسه او العكس لكن ان تعيش التجربه بنفسك فلا بد ان تكون صادقا .
بالرغم من مرور سنوات طوال على اخر اضراب عن الطعام خاضه المعتقلون الا ان وقائع ذلك الاضراب ما زالت لا تفارق ذهني واثارها ما زالت مطبوعه على اجساد الكثيرين والكثيرات من المعتقلين والمعتقلات فنادرا ما تجد سجينا او سجينه حتى بعد الافراج لا يعانون من وجع في المعده او تلف في الاسنان او غيره منه الاوجاع .
الاضراب عن الطعام هو السلاح الاقوى والاخير الذي يمتلكه المعتقلون امام تعسف جلاديهم وحفاظا على كرامتهم المستباحه اصلا ومجرد ان وضعوا في السجن وحرموا من الحياة الطبيعية بعيدا عن اسرهم وقراهم ومدنهم واماكن احبوها او كرهوها .
في اليوم الاول من الاضراب لا يشعر السجين باي آلام خاصه من اعتاد الصيام لكن في اخر الليل حيث الظلام والسكون والبرودة تبدأ الآلام وكل سجين او سجينه تنطوي على نفسها لا تتحدث عن آلامها حتى لا تستفز آلام الاخرين رغم يقينها ان الكل متألم وكان اتفاقا ضمنيا يمنعه من التحدث عن آلامه حفاظا على الاخرين تهرب من آلامها الى النوم لكنه نوم قلق تتخلله الاحلام المزعجة والكابوسية لكنها ليست ناتجه عن امتلاء المعده بل عن خوائها فيبدو ان آلامتلاء والخواء سيان وخير آلامور الوسط.
في اليوم الثاني هو الاصعب على الاطلاق ينتظر المعتقلون المضربون انتهائه على احر من الجمر فما ان تبزغ شمس اليوم الثالث حتى يتنفس المعتقلون الصعداء لانهم سيرتاحون من آلام الجوع.
يبدأ اليوم الثالث دون آلام في المعده لكن الجسم يبدو هزيلا ومستوى ضغط الدم منخفض وتصبح اقل حركة مؤذية للانسان ولاستمرار الحياة يحاول المضربون الاكثار من شرب الماء مضافا له قليل من ملح الطعام ليست هذه المره الاولى التي يخوض فيها الاسرى الفلسطينيون اضرابا عن الطعام ففي بداية الثمانينات خاضوا اضرابا مماثلا استشهد على اثره اثنان من المعتقلين هما :
راسم حلاوه وعلى الجعفري نتيجة لاعطائهما حليبا ساخنا عن طريق خرطوم يدخل من الفم او الانف الى المعده مباشره وقبل ذلك خاض المعتقلون اضرابا اخر استمر اكثر من اربعين يوما سقط على اثره عبد القادر ابو الفحم شهيدا لكن هذا الاضراب ربما يكون من اخطر الاضرابات التي تخوضها الحركة الاسيرة كونه ياتي في ظل ظروف دولية واسرائيلية بدات تتنكر شيئا فشيئا لقوق الانسان واصبح اختراق هذا الحقول هو القاعده وليس الاستثناء فبعد الحادي عشر من ايلول في نيويورك وواشنطن اصبح كل شيء مبارح باذن الحاكم الاوحد للعالم فمن افغانستان الى العراق وبينهما فلسطين .
حدثت اختراقات كثيره لحقوق الانسان ليس في جوانتانامو وابو غريب وكافة السجون الاسرائيلية فقط وانما طالت الانتهاكات كل بيت وكل النسان في فلسطين والعراق وافغانستان وغير مكان في هذا العالم الذي اصبح متفرجا فلا احد يحرك ساكنا دون اذن من الولايات المتحده حتى ان هيئات آلامم المتحده وعلى راسها مجلس آلامن الدولي اصبحت مجرد رقعه شطرنج تحرك الولايات المتحده قطعها حسب مصلحتها .
رد الفعل الاسرائيلي على الاضراب هذه المره جاء عنيفا وشرسا ابتداءا من تصريحات وزير آلامن الداخلي (هنغبي ) الذي قال ان حكومته لن تستجيب لمطالب الاسرى حتى لو اضربو ا حتى الموت وليس انتهاءا بما قامت به عصابات السجانين بالاعتداء الجسدي على السجينات ومحاولة تقسيمهن الى مجموعتين مستخدمة العنف وليس بعيدا عن ذلك تم الاعتداء على السجناء بالضرب في اليوم الثامن للاضراب لاجبارهم بالقوة على كسره ولم يكتفوا بذلك بل رفضوا نقل المصابين للمستشفيات واكتفوا بعيادات ميدانية لعلاجهم واشترطوا الوصول للمستشفيات بالتوقف عن الاضراب وقد حاول الاسرائيليون زعزعة الثقه بالمعتقلين عندما قاموا بنشر صور لمعتقلين ياكلون وتبين ان هؤلاء هم المعتقلون المرضى الذين اعفوا من الاضراب عن الطعام بسبب امراض يعانون منها ولا يستطيعون الاضراب لحاجتهم الماسة للحفاظ على حياتهم وآلامر الاشد خطورة هو تهديد المعتقلين الاطفال بالانضمام للاضراب وفي حال نفذ الاطفال تهديدهم واضربوا عن الطعام سيكون لذلك تاثرا مباشرا على صحتهم وونموهم اكثر من الكبار لكن ومع كل الألم الذي اشعر به لانني واثق من ان آلامعاء الخاوية ستنتصر .