أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات المحسن - الوزيرة بثينة شعبان والأسرى















المزيد.....

الوزيرة بثينة شعبان والأسرى


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 946 - 2004 / 9 / 4 - 11:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا تدفعني في مقالي هذا رغبة سياسية خالصة للتدخل في الشأن السياسي السوري بقدر ما يدفعني عملي واهتمامي بمجالات ونشاطات الحركات الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني، ولذا أسعى أن لا تكون مقالتي موضوعة شخصية بحتة مع السيدة الوزيرة بالقدر الذي تكون قراءة تفكير غير عقلاني ومراوغ يستطيبه الخطاب السياسي العربي. ومن خلال مقال السيدة شعبان الذي نشر في جريدة الوطن العمانية وأعيد نشره في صفحة إيلاف أحاول تبيان المعايير المزدوجة التي تعالج وتقرأ بها الوقائع من قبل المثقفين والرسميين العرب .وأرغب بكشف كمية التظليل الذي يراد بها لوي عنق الحقائق وتبرئة النفس ورمي المساوئ في ساحة الآخرين .
بضمير مستريح طافح بالعواطف الحارة تستعرض السيدة بثينة شعبان وزيرة المغتربين السورية محنة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية .لا ولن أخالفها الرأي في جميع ما جاء بمقالها، ولها كل الحق بما استعرضته وتحدثت فيه. فهؤلاء الأسرى يستحقون مثلما جميع الشعب الفلسطيني ليس فقط استعراض أوضاعهم المأساوية وتعرية أساليب المحتل الإسرائيلي القاهرة والمجحفة وإنما يجب الوقوف بجانبهم وتقديم العون المادي والمعنوي لهم بما يوازي المحنة وحجم الجريمة التي يتعرضون لها.ولكن ولتسمح لي السيدة الوزيرة أن أستقطع من مقالها بعض الفقرات لأستعرض من خلالها مسائل حيوية تتعلق بآخرين يتعرضون لشتى أنواع التعذيب والاضطهاد والإذلال دون أن تذكرهم وسائل إعلام أو منظمات وهيئات دولية وحتى السيدة الوزيرة والحكومة التي هي جزأ منها تعتم على وجودهم وتمنع ذويهم من زيارتهم وهم يعيشون داخل زنزانات باردة ووسخة لا تدخلها الشمس وبأوضاع مزرية ويحملون مختلف الأمراض وهم في محنتهم لا يختلفون عن السجناء الفلسطينيين في العذاب وسؤ الأوضاع.

أعتقد أن وجهات النظر حول الظلم والجور والقسوة والألم والمعاناة الإنسانية لا يمكن أن تتجزأ ولا يمكن تبريرها بحجج خاصة وحصانة يفلت منها ذلك وتطال أخر.والنظر الى الكرامة الإنسانية عند البشر الأسوياء لا تتجزأ أيضا .أعتقد أنك توافقيني هذا القول وبحكم موقعك الوظيفي فأنت تدركين صعوبة الغربة والتغرب والأوضاع المؤلمة التي يعيشها المغترب بعيدا عن أهله ووطنه ولكني لن أتطرق معك اليوم حول مشكلة الآلاف من أبناء الشعب السوري الذين يتخوفون من دخول سوريا بسبب آرائهم حول أوضاعها السياسية والاقتصادية ولكني أريد أن أناقش حقيقة ما احتواه مقالك من جمل كان من الموجب تمعنها وتدقيقها كونها تقترب كثيرا من وقائع ومجريات تحدث في سوريا ذاتها وبواسطة آليات وأفعال تقترفها ذات السلطة التي أنت وزيرة فيها.
وقبل أن أدخل في عرض الفقرات والمقارنة، استميح الوزيرة عذرا لأذكرها بأن عدالة القضية الفلسطينية تأتي من طبيعتها الأخلاقية وأن مساندتها تأتي من ضمائر حية وشريفة وقادرة على وضع المعايير في نصابها الصحيح والوقوف مع الحق في أي جانب كان وعلى أية مستويات. وأن تلك الضمائر تعرف أن لا تجزئة في مثل تلك المواقف، وهؤلاء الأسرى سجناء ضمير وحق إنساني. أي أنهم سجناء رأي ولذا على العالم الحر وجميع هيئاته الوقوف معهم دائما بصدق ونبل وتجرد ، وأيضا مع جميع سجناء الرأي في جميع بلدان العالم حتى وأن كانوا مخالفين وذوي أراء متطرفة عدا من يفضل الصراع العشوائي بالسلاح ولغة الدم والعنصريين والفاشيين .
في جملة تتحدث السيدة الوزيرة ((حين قرّر الأسرى الفلسطينيون المقاومون للاحتلال الإضراب عن الطعام لم يكن هذا القرار نتيجة حبّ بتعذيب الذات أو رغبة في الاستشهاد والتخلص من الثمن الذي يدفعه المقاوم المُختطـَف أو الأسير كلّ يوم من حياته دفاعاً عن الكرامة والهوية، بل كان هذا القرار نتيجة مريرة للمعاناة من أساليب التعذيب التي يمارسها الجلادون الإسرائيليون على كلّ من قال لا للاحتلال ومحاولة مستميتة للفت أنظار العالم لما يتعرض له الأسرى من تعذيب وإذلال وإهانة وألم إنساني لم يعودوا قادرين على تحمله. )) نعم وهذا القول دقيق وقولة حق ،فالتعذيب وإهانة الكرامة الإنسانية والأوضاع المزرية التي يوضعون فيها هي سبب الإضراب ولكن السيدة الوزيرة تغمض عين وتفتح عين ولا تلتفت لما يدور بالقرب منها في الحارات والبقاع السورية حيث يدار تعذيب وإهانات وتعديات يومية على العشرات بال المئات من سجناء الرأي الذين تحتجزهم السلطة التي هي وزيرة فيها .
ربما ليس من اختصاص وزيرة للمغتربين الحديث عن أقدم سجين رأي في العالم يقبع تحت سطوة القهر والتعذيب اليومي دون محكمة أو تهمة محددة على بعد بعض الكيلو مترات من مكتبها الفخم.لن أتحدث عن أسماء وربما لو طلبت الوزيرة أسماء هؤلاء من جهاز المخابرات السوري فلسوف تتعرض لما لا يحمد عقباه أو بأبسط الحالات يشكك بولائها للدولة السورية. ولكنها تستطيع وهي وزيرة للمغتربين من الحصول على قائمة طويلة بهؤلاء من بعض المغتربين السوريين ممن تمنع السلطات السورية دخولهم الى بلدهم بسبب خلافهم معها بالرأي.
يمكن وحسب توصيف مفهوم الغربة وقسوتها وحرمان الكثير من المغتربين السوريين من لقاء أقاربهم وأصدقائهم في الداخل اعتبار هؤلاء سجناء رأي أيضا بحسب أعراف ميثاق حقوق الإنسان وملحقاته التي وقعت عليه الحكومة السورية.وجميع البشر في المعمورة لم يسمعوا عن إضراب لسجناء رأي في سوريا ولا يعرف عن أوضاعهم والظروف التي يعيشون فيها، وعتم على أساليب التعذيب البشعة المقترفة بحقهم وكيف يرمون في السجون دون محاكمات أو تهم محددة ويمنع ذويهم من مقابلتهم أو توكيل محام للدفاع عنهم.وتمتنع السلطات السورية عن معالجتهم كجزء من عملية التعذيب بالرغم من أن أوضاع السجون السورية والتعذيب اليومي تجعلهم عرضة لشتى أنواع الأمراض المزمنة والعاهات الجسدية.

تستمر السيدة الوزيرة وبتساؤل محق وصرخة تحمل بين طياتها مشاعر الألم الإنساني مطالبة العالم الحر بالتدخل العاجل مستشهدة بشجاعة السيد حفيد المناضل والبطل الإنساني العظيم غاندي حيث تقول ((ويتساءل المرء وهو يتابع قضية المناضلين من أجل الحرية والاستقلال في فلسطين ومن أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي العنصري البغيض عن ديارهم. أين هو العالم الحرّ والعالم المتحضّر كما يسمونه هم وأين هي منظمات حقوق الإنسان التي لم تكلّف نفسها عناء الوصول إلى السجون للكشف على حالة هؤلاء المناضلين ولفت أنظار العالم إلى الوحشية الإسرائيلية المفروضة عليهم وعلى أسرهم وشعبهم؟ وها هو حفيد غاندي أرون غاندي ينضمّ إلى الأسرى الأبطال في مقاومتهم السلمية للاحتلال احتجاجاً على الإرهاب الإسرائيلي. ))
صرخة حقيقية أستطيع أن أضم فيها صوتي الى صوت السيدة الوزيرة وأطالب تلك الهيئات والمنظمات لأخذ دورها المسؤول والكشف عن ذلك الجور والظلم الذي يحدث يوميا في السجون الإسرائيلية ولكني ألتفت بدلا من الوزيرة لأناشد السيد حفيد غاندي بأن يستمر في عمله النبيل هذا ولا يقصره على إسرائيل ففي الجوار الكثير من هذه الجرائم والبشاعات الأكثر هولا وخرقا لحقوق البشر وأطالبه بأن يحشد جهوده وأن يجمع حشد كبير من أعضاء منظمات إنسانية دولية لزيارة سوريا وباقي البلدان العربية للإطلاع على أوضاع السجون فيها.في ذات الوقت أطلب من سيدتي الوزيرة بصفتها الرسمية ،أن توجه ذات النداء الى العالم الحر والمتحضر ومنظمة العفو الدولية ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وكذلك ما يشابهها من منظمات غير حكومية مع وسائل إعلام حرة والسيد حفيد غاندي،تدعوهم لزيارة السجون السورية ومعاينة ليس فقط أوضاع سجناء الرأي وإنما أيضا الوضع الإنساني للسجناء العاديين أيضا ،وأن تكون تلك الزيارات دورية ومفتوحة دون ضغوط مع كشف كامل للسجون السرية والعلنية وأقبية التعذيب لأجهزة المخابرات والأمن والشرطة .أن تلك الدعوة سوف تكون منصفة للجميع وتضمن الحقوق الأخلاقية لمن يريد إنصاف شعب محتل وسجنائه الذين يقعون تحت طائلة التعديات والتعذيب.وعند هذه الدعوة يظهر جوهر الحقوق الإنسانية ويضع العالم المتحضر ومنظماته تحت طائلة المسؤولية ويكشف فلسفته وقيمه حول مسائل شائكة من مثل رفضه للتعذيب والعنف والإرهاب . وليبرهنوا على عكس ما قالت السيدة الوزيرة . ((برهنت أن النبل والأخلاق والموضوعية أصبحت قيماً نادرة وأن ادّعاء القيم إنما يتم فقط لتحقيق أهداف سياسية أو مالية وأن الحقيقة غائبة عن الأبصار والبصيرة.)).
وإذا كان السجناء الفلسطينيون يعانون الأهوال وقسوة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ويقبعون في السجون الإسرائيلية دون أن تعرض وسائل الأعلام أحوالهم المزرية فأن سجناء الرأي وغيرهم من السجناء في جميع الدول العربية دون استثناء يعانون من إجحاف وسائل الأعلام بشكل مزدوج وبالغ البشاعة والتحقير .فالأهداف السياسية والمصالح المشتركة وسياسات تبويس اللحى والعلاقات النفعية وازدواجية المعايير وضعتهم في حالة تغييب كامل ومتعمد ولم يجدوا من يعينهم أو يتحدث عن أوضاعهم فلا منظمات حقوق الإنسان العربية تجرأ على تبني قضيتهم خوفا من الاتهامات والمنع والاعتقال ،ووسائل الأعلام العربية تتوافق مع سياسات حكوماتها وتمتنع عن خرق الخطوط الحمراء التي وضعت لها.حتى الوسط الثقافي العربي غير الحكومي يتعامل مع ملف سجناء الرأي العرب بمعايير لا يمكن تسميتها بغير معايير (غير أخلاقية ) حيث يهمل رفيق الكلمة والرأي والصديق والأخ والرفيق ليموت كمدا في سجنه دون أن يذكر أو توجه لجهات اعتقاله كلمة اعتراض بسيطة .وكذلك تقف دون حياء منظمات وروابط أدباء وكتاب ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان العربية مكتوفة الأيدي تتهيب إثارة غضب السلطات خوفا على مصالح فئوية وشخصية أو تتهرب من المسؤولية الأخلاقية خوفا من أن يمنع عنها حضور مؤتمر أو تجمع أو احتفال أو السفر لذلك البلد أو أن تمنع أو تتعرض للاعتقال في حالة مرورها عبر حدوده .
ألا توافقيني سيدتي بأن مصائب سجناء الرأي في العالم العربي تفوق جميع المصائب الذي يعانيها غيرهم في باقي بلدان العالم وأن أعدادهم تفوق بشكل فاضح جميع أعداد سجناء الرأي في جميع أنحاء المعمورة ويعانون من أهوال لا طاقة لبشر عليها ويتعرضون لشتى أنواع التعذيب دون أن تسمع أصوات أوجاعهم وآهاتهم ويهملهم الجميع بعد أن تتعدى سنوات حبسهم العقود دون نصير ومعين أو علاقة بالعالم الخارجي.
سيدتي الوزيرة ربما لم تشاهدي أو لا ترغبي في مشاهدة منظر رجل أو امرأة في ساعة تعذيب حين يوضعا داخل إطار سيارة يتدحرج بهما لعشرات المرات ،أو أن يقبع السجين عاري في صندوق صغير أو كيس مع قطة مرعوبة تحاول الإفلات.وربما لم تشاهدي أو تسمعي عن الخنفساء السوداء التي توضع فوق رأس حليق ثم يغطى الرأس بصفيحة لتفعل الخنفساء فعلها في هرش الرأس الحليق. ولم يحالفك الحظ للتمعن بالجسد المعلق بالسقف وهو يتلقى ضربات الأنبوب البلاستيكي المحشو بالأسلاك.هذه عينة بسيطة من تعذيب يحدث بجوارك وربما لم تسمعي أصوات هؤلاء وصراخهم وآهاتهم ولا تعرفي نوع الإهانات التي تعرضوا ويتعرضون لها بعد أن يصابوا بالجنون أو الأمراض المزمنة والعاهات الجسدية.هذه العينة من التعذيب يا سيدتي الفاضلة لا تشكل ألا نموذج غبي وبسيط جدا لما كان يقوم به جلاوزة صدام من بدع التعذيب التي صمتت وسائل الأعلام العربية وأغفلتها خوفا من خدش وتصدع الأخوة والحياء والأخلاق العربية. اسمحي لي أن أروي لك قصة تعذيب فاضل البراك بعد أن دار الفلك ضده وأصبح مثل ضحاياه ،والبراك مسؤول دائرة الأمن العامة العراقية وقريب صدام وقد أعدم بعد أن وجهت له تهمة الخيانة والعمالة للاتحاد السوفيتي الذي كانت مؤسساته الأمنية تعطي الدروس لآلاف البعثيين في نوعية ونماذج التعذيب وقام الرفاق البعثيون بعد ذلك بتطويرها بما لا يتحمله العقل البشري.
في غرفة صغيرة وسخة قبع فاضل البراك منتظر مصيره وقد تكفل لاحقا نادله أو من يجلب له الأوراق والشاي ويمسح أحذيته ويرتب فراشه ويكوي ملابسه. حيث كان فاضل البراك ينام جل لياليه في مقره الرسمي ويستخدم ذلك الشخص لخدمته .قام ذلك التلميذ النجيب بأمر تعذيب البراك بشهية مفتوحة وبأساليب فاقت ما تعلمه على يد أستاذه فاضل البراك.بعد أيام من التعذيب الوحشي وكان البراك منهارا تغطيه الدماء دخل عليه صاحبه (خادمه وتلميذه سابقا ) ليسأله عن سبب كثرة الأوساخ في الغرفة ولماذا لم يقم بتنظيفها .طلب فاضل البراك من جلاده جردل ماء وقطعة قماش ليقوم بتنظيف الغرفة ، فما كان من صاحبه وجلاده غير أن يأمره بمسح أرضية الغرفة وتنظيفها بلسانه وهذا ما قام به فاضل البراك .
سيدتي العزيزة تشعرين الآن بالغثيان أم أنك تفكرين بنوعية عقل ذلك الرجل وكيف تفتقت عنه تلك الوسيلة الغريبة والبشعة للتعذيب، وأي عقل مريض مبتكر لوسائل لا تخطر على بال الآخرين من البشر، ولكني على يقين أن الآلاف من شاكلة ذلك العقل يتواجدون في جميع سجون العالم العربي .ولن أذكرك بالمقابر الجماعية وعمليات الاغتصاب المنظم أو المثرمة التي وجدت في أقبية المخابرات العراقية حيث تثرم وتقطع أجساد سجناء الرأي وترمى لحومهم في نهر دجلة ناهيك عن الإعدام بالديناميت وغيرها من وسائل القتل الجماعي.
لم تكن وسائل الأعلام العربية تذكر تلك القسوة والجرائم وتمتنع عن ذكر ما يردها من أخبار من داخل العراق وتناصب العداء كل من يورد مثل هذه الأخبار . وكأن ما كان يحدث ليس بجوارها، وإنما تلك الحوادث كانت مشاكل بسيطة تحدث في إحدى جمهوريات كوكب عطارد أو أنه وقائع طبيعية جدا لا ضرر منها .
السبب كان واضحا، العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة والوضع المتشابه لنماذج التعذيب والقتل في السجون العربية (ومحدش أحسن من حد) . لحد الآن ما الذي تغير في عقل الأعلام العربي وهل يتحدث عن التعذيب والقتل والاختطاف والتغييب والاغتصاب اليومي الذي تقترفه الكثرة الكاثرة من الحكومات العربية بحق مخالفي الرأي . حتى محنة النجف التي راح ضحيتها المئات من البسطاء والمغرر بهم والتي أخذت حيزا عظيما من نشرات وتقارير الأعلام العربية والعالمية .ألا تذكرك تلك الحادثة بشبيهاتها التي حدثت في سوريا وبلد عربي أخر وعتم عليها في حينه .ما الذي نتفحصه أو نسميه أو نقوله أو نريده من وسائل الأعلام وقتذاك وأية معايير يمكننا من خلالها قراءة الخطاب الإعلامي العربي اليوم كي نستطيع توجيه اللوم للأعلام العالمي ومنظمات العالم الحر لينصفنا في محننا الكثيرة.
ألا ترين سيدتي أن من حقي والآخرين أن نلجأ إليك شخصيا بعد أن قدمت في مقالك استعراض للبشاعات والجرائم وأسبابها في السجون الإسرائيلية وطرحت معايير أخلاقية لتوصيف سجناء الرأي والقيم والكرامة الإنسانية .وأن تسمحي لنا بدعوتك وبصفتك الرسمية وكونك في بعض الاحيان ناطقة رسمية باسم الحكومة السورية لرفع مذكرة نطالب فيها منظمة الأمم المتحدة والعفو الدولية والمنظمة العالمية لحقوق الإنسان أن تشكل لجنة دولية محايدة لتفتيش سجون جميع بلدان المنطقة وتتحرى أوضاع السجناء تحت سمع وبصر وعدسات وسائل الأعلام العالمية ،ومثلما قامت به وسائل الأعلام بفضح أعمال التعذيب التي أقترفها جنود الاحتلال الأمريكي في سجن أبو غريب. لتكن المذكرة تحوي إشارة لإمكانية البدء أولا بتفتيش السجون في سوريا وخاصة أن الدعوة ستكون من خلال وزارتكم الموقرة ،ومن ثم تقوم تلك اللجنة بتفتيش مجموعة من سجون الدول المجاورة لإسرائيل ومنها أيضا تركيا وإيران لنكسب تأييد العالم المتحضر وأصوات الهيئات الدولية وبعدها سوف نستطيع الضغط على إسرائيل وإجبارها على تفتيش سجونها وتسجيل خروقاتها بحق السجناء الفلسطينيين ويكون حديثنا أكثر واقعية وتفهما لمستحقات نحن أحوج من غيرنا للنظر إليها ومعالجتها داخليا وفي حالة امتناع تلك المنظمات والهيئات عن تلبية الدعوة يمكننا عندها مواجهتهم بما قلتيه أنت :أنها(( برهنت أن النبل والأخلاق والموضوعية أصبحت قيماً نادرة وأن ادّعاء القيم إنما يتم فقط لتحقيق أهداف سياسية أو مالية وأن الحقيقة غائبة عن الأبصار والبصيرة.)) .
أخبرني العديد من الأصدقاء بأن السلطات السورية تحجب صفحة إيلاف عن متصفحي الانترنيت في سوريا وهذا جزأ من حرية وسائل الأعلام وإيصال الحقائق للمواطن العربي ؟! ولكني متأكد بأن رسالتي هذه سوف تصل الى غايتها بطريقة أو بأخرى فشكرا للسيدة بثينة شعبان كونها أثارت موضوعا في غاية الأهمية ويستحق المعاينة والنقاش بكل الجد والواقعية ويستحق منا نحن العرب التفتيش بين طيات خرابنا عن أمل يساعدنا في السير على الطريق السليم.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار دكتاتورية ولاية الفقيه
- السيد أحمد الجلبي ولعبة التوازنات
- مشروع الشرق أوسط الكبير هل من طريق لحل الطلاسم
- أما كان للحكمة مكان
- سفالة وطنية
- ضبط الحواسم!!!
- الشرقية …الشرقية
- عام بعثي أخر مضى
- ألغاز الموت المجاني
- تقية المكاشفة. السيد فاروق سلوم نموذجا
- لنتذكر دائما عار المقابر الجماعية
- من أصدر القرار 137 ومن سمح بتمريره
- عن موت المؤسسة العسكرية العراقية
- بانتظار أن يغرد الفأر مثل البلبل
- صديقي الذي ودعته دون أن أدري
- فأر من هذا الزمان
- لن تعود الخطوات الى الوراء
- لعنة المومياء الرامبوسفيلدية
- رمضانكم أسود أيها البعثيون
- العلم والنشيد الوطني العراقي


المزيد.....




- في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
- لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
- -بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- - ...
- قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة ...
- هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
- مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور + ...
- -حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
- مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف ...
- مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول ...
- لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات المحسن - الوزيرة بثينة شعبان والأسرى