ازهر مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 20:47
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الأراضي العراقية بشكل رسمي وأعلنت ان العراق هو الحاكم على أراضيه وان تواجدها كقوة مسيطرة على الأراضي العراقية قد انتهى تقريبا .
يفترض بهذا الخبر ان يكون خبر القرن لكن الواقع مثير للدهشة ههنا فرغم ان بعض الانتماءات العراقية وبعض دول الجوار قد شغلت الدنيا بأنها تريد ان يتم إعلان استقلال العراق ولو اسميا ( على اعتبار ان السيادة هي حالة شكلية لدى دول العالم الثالث والعالم العربي ) ومن اجل هذا الاستقلال قامت هذه الجهات والدول بقتل عشرات الآلاف من الأبرياء العراقيين من دون رحمة او شفقة تحت مسميات ومبررات شتى ، لكن العجيب ان ما من احد تحدث علنا عن الانسحاب او حتى أقام احتفالية صغيرة بشان الموضوع!!!!!
اعتقد ان السبب يكمن في ان العرب وبعض العراقيين كانوا يريدون او يرغبون ببقاء الوضع العراقي على حاله من دون تغيير او تطور كمادة إعلامية وسياسية يمكنهم من خلالها التحرك بخفاء لتحقيق أغراضهم المعروفة.
نفس الشيء حصل قبل اثنين وستين عاما إبان سقوط الأراضي الفلسطينية وتشريد الفلسطينيين لتبدأ حقبة مأساوية لشعب لكن مرحلة ذهبية لحكام فاسدين في جميع إنحاء ما يسمى بالمحيط العربي الزائف.
العرب جميعهم ( ولا أبريء نسبة كبيرة من الشعوب ) كانت ترغب بجنازة أخرى كي يلطموا فيها بعد ان صارت الجنازة الفلسطينية مملة وغير ذات نفع كالسابق.
عموما لم يعد الخوض في الموضوع مهما ، العراق ليس فلسطين وليس السعودية وليس اليمن وليس سوريا او مصر او اي مسمى آخر من تلك المسميات ،لكن العراق كما بقية المسميات هي أمة وشعب قائم بذاته ولا علاقة له مع الأخريات سوى ما تفرضه اللغة كحد أدنى من حدود العلاقة بين الدول حالها حال الشعب البريطاني والاسترالي والكندي والنيوزلندي الذين يتشاركون في اللغة ولا يرتبطون في الأمة بالضرورة.
لم يعد الخوض في الموضوع مهما لان على العراقيين النظر الى المستقبل بعيدا عن أي أيديولوجيا او انتماء عرقي او طائفي او لوني او فئوي والتركيز على بناء الأمة العراقية الديمقراطية الفتية ( لكن المتعبة أيضا ) والتخلي عن اي ثقافة الماضي الدموي الذي رافق تشكيل هذا البلد وخلق ثقافة جديدة من اجل الارتباط بالعالم المتحضر والابتعاد عن الوسط الرجعي العربي الذي ارتبطنا به وهو يحمل علينا جميع أحقاده.
اعتقد ان الأوان قد حان من اجل إعلان قيام عراق جديد مسالم وغير عدواني.
اعتقد ان الأوان قد حان من اجل إعلان قيام جمهورية العراق الثانية أسوة بالعديد من دول العالم الثالث مثل فرنسا ذات الجمهورية الخامسة وحتى لبنان بجمهوريته الثالثة.
خطوة يجب اعتمادها من اجل تجاوز مرحلة مؤلمة وسيئة في تاريخنا العراقي الذي لا يحتفظ بالكثير من اللحظات السعيدة.
ازهر مهدي
http://alwah.net/
[email protected]
#ازهر_مهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟