أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - صوت العقل الذي لم يسمعه سياسيو العراق














المزيد.....

صوت العقل الذي لم يسمعه سياسيو العراق


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3099 - 2010 / 8 / 19 - 18:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كانت دهشتي كبيرة، عندما قرأت الجزء الأول، من إعلان الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، من خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية، والذي يقول فيه أن "العراق لا يحتاج لوجود ثابت، أو قواعد عسكرية في العراق، وأن القوات الأمنية العراقية بإمكانها مع نهاية 2011 مواجهة جماعات العنف المسلح في العراق، وحماية الأمن الداخلي."

أما الجزء الثاني من تصريح علي الدباغ، فمقبول وواقعي. وكلنا من عراقيين وعرب ننادي به، ونأمل تحقيقه وليست فقط الحكومة العراقية. وهو الذي قال، أن "العراق يسعى لبناء قواته الأمنية والدفاعية، لحماية أمن مواطنيه، ووحدة ترابه وسيادته، ضمن علاقات ثنائية مع دول المنطقة، ونزع بذور التوتر والخلاف، والتدخل في الشؤون الداخلية، وبناء علاقات، و مصالح إقليمية تؤمن استقرار، ووحدة العراق."

وإن كان في هذا التصريح الكثير من الإنشائية، والكلام المكرر.



الرأي الآخر والأكثر واقعية وصدقاً

ولكن لماذا كانت دهشتي عظيمة، عندما سمعت وقرأت الجزء الأول من تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية؟

السبب المباشر لهذه الدهشة، أنني قلبتُ الصفحة يومها، فوجدت في الصفحة الأخرى تصريح أكثر واقعية، وأكثر صدقاً، وأكثر شجاعة وشفافية من تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية. وهو تصريح رئيس أركان الجيش العراقي الركن بابكر زيباري في11/8/2010 ، عندما قال بكل شجاعة، وموضوعية، وبمسؤولية وصدق الجندي الباسل، من أن " الجيش العراقي لن يكون قادراً تماماً على تولي الملف الأمني قبل 2020، وسيكون بحاجة للدعم الأميركي حتى ذلك الحين. وأضاف زيباري في مؤتمر عُقد لتقييم (جاهزية) القوات الأمنية لحماية البلاد، بعد انسحاب القوات الأميركية، أن "إستراتيجية بناء القوات تسير على ثلاث مراحل مهمة جداً، ويجب الحرص عليها." وحول انسحاب القوات الأميركية، يرى زيباري أنه "على السياسيين إيجاد أساليب أخرى لتعويض الفراغ لما بعد 2011، لان الجيش لن يتكامل قبل عام 2020."
وقال في عبارة خطيرة، ودالة:

"لو سُئلتُ عن الانسحاب لقلتُ للسياسيين، يجب أن يبقى الجيش الأمريكي حتى تكامل الجيش العراقي عام 2020."



أسئلة مريرة وحائرة

والأسئلة المريرة والحائرة التي يثيرها هذان التصريحان (تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة وتصريح زيباري رئيس الأركان) هي:

- مَنْ نصدق من هذين التصريحين: تصريح الناطق باسم الحكومة العراقية ، أم تصريح العسكري العارف، والمدرك عسكرياً وأمنياً لمعنى الانسحاب العسكري الأمريكي النهائي من العراق، عام 2011؟ ففي حين أن زيباري يقول، أن العراق بحاجة إلى عشر سنوات من الآن، للاستعداد والتأهيل لكي يستطيع حماية نفسه بنفسه، يقول الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن العراق جاهز الآن لحماية نفسه بنفسه؛ أي أن الفرق ليس يوماً أو يومين، أو شهراً أو شهرين، أو سنة أو سنتين، ولكن الفرق بين 2011 وهو عام السياسة و 2020 وهو عام الجندية عشر سنوات.

- كيف يمكن أن يكون الفرق بين حساب السياسيين العراقيين المتسابقين تسابقاً محموماً على المناصب والمنافع الشخصية والعائلية، وبين حساب العسكريين عشر سنوات كاملة؟

- هل أن السياسيين العراقيين يلقون الكلام على عواهنه، ويدلون بالتصريحات كيفما اتفق، وكيفما اتفقت هذه التصريحات والقرارات المصيرية مع مصالحهم الشخصية، بينما الجنود المسئولون كبابكر زيباري يحسبون خطواتهم بدقة متناهية، ويزنون تصريحاتهم بميزان الذهب الدقيق، لأنهم معنيّون بالموت، وحياة العراق والعراقيين بالدرجة الأولى؟ ويبدو أن السياسيين العراقيين الناعمين بالمنطقة الخضراء، لا هَمَّ لهم، ولا هُمْ يحزنون. فها هُمْ العراقيون يموتون كل يوم بالعشرات والمئات، من عناصر الإرهاب، ومن حرارة الطقس، ومن انقطاع الكهرباء، ونقص وسوء الخدمات العامة، والفلتان الأمني، بينما السياسيون يقبعون في "المنطقة الخضراء" هانئين، ناعمين بالخيرات المختلفة. ويقبضون في كل شهر أعلى مرتبات السياسيين في العالم. فبلغ المرتب الشهري للنائب – مثالاً لا حصراً - في البرلمان العراقي 28 ألف دولار إضافة إلى مائتي ألف دولار سنوياً، يتم دفعها له على دفعتين، كل ستة أشهر. إضافة إلى كثير من الامتيازات الخاصة في الحراسة، والإقامة، والسفر، والطبابة، والتعليم، وخلاف ذلك. وهذا يعني أن دخل النائب العراقي السنوي بعد التخفيض المزمع (10%) سيكون نصف مليون دولار! ولعل هذا سر تكالب الزعماء السياسيين على الترشح والفوز بعضوية مجلس النواب! في حين أننا لا نعلم عن دخل الوزير العراقي، ورئيس الوزراء، ورئيس الجمهورية، وغيرهم من الرسميين، مما دفع بعض الصحافيين، إلى دعوة (الندّابات) للندب والبكاء على العراق، الذي كان!

- على ماذا استند السياسيون العراقيون في الاتفاقية الأمنية الموقعة مع أمريكا، والتي بموجبها وافقوا على انسحاب أمريكا من العراق نهائياً عام 2011؟

هل استندوا إلى (جاهزية) الجيش والأمن العراقيين، اللذين قال عنهما بابكر زيباري في الأمس بأنهما لن يكونا جاهزين إلا في العام 2020؟

أم أنهم استندوا إلى دعم ومساندة الشعب العراقي، الذي ذاق الأمرين من هؤلاء الساسة، الذين سرقوه، ونهبوه، وغدروا به، وتركوه نهباً، وفريسة للإرهاب، والغلاء، وسوء الخدمات، وراحوا يتصارعون صراع الوحوش الكاسرة، على الفريسة العراقية؟



وأخيراً:

إن مستقبل العراق القريب مخيف، ومظلم، رغم تفاؤل كثير من الزملاء المفكرين، والباحثين، والكتّاب. أما أنا فمتشائم – على غير عادتي - ولعل سرَّ تشاؤمي اليوم، هو هذه الأسئلة الصعبة والحائرة، التي طرحتها، دون أن أعثر لها عن إجابة شافية.




#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: من دكتاتورية العسكر إلى دكتاتورية الأفندية
- ماذا كان الدور الأمريكي المطلوب في العراق؟
- ما فعله الساسة في العراق لم يفعله الاجتياح العسكري!
- ما فعله العرب في العراق لم يفعلوه في إسرائيل!
- (إماتة العراق عطشاً بعد تدميره بالمتفجرات)
- صادق العظم مثالاً: الليبراليون وحل الأزمة العراقية
- انهيارُ المجتمع المدني قتلَ الديمقراطية في العراق
- هل قرأ بوش العراق من الداخل؟
- التقييم الاستراتيجي لديناميكيات النزاع في العراق
- خسائر العراق والعرب من تلاعب الدكتاتوريين الجُدد
- العراق هو الشغل الشاغل الآن للإعلام والسياسة
- العراق: من دكتاتورية البعث إلى دكتاتورية الملالي
- من عراق الدكتاتور إلى عراق الدكتاتوريين!
- الدبلوماسية والاحتلال الإيراني بقفازات إسلامية
- المائدة العراقية: أمريكا طبخت وإيران أكلت!
- هل يُصلِحُ العطار الأمريكي ما أفسده الدهر في العراق؟
- لماذا خابت آمالنا في العراق الجديد؟
- هل عَلِمْنا بعودة المماليك للعراق؟!
- الديمقراطية كُرة النار التي تتقاذفها النخب العراقية
- سقط صدام لكن سلوكياته ما زالت فاعلة


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - صوت العقل الذي لم يسمعه سياسيو العراق