|
رسالة إلى الرفاق في الحزب الإشتراكي الموحد ( بمناسبة التحضير للمؤتمر الثالث) : التغيير ممكن .
الحزب الاشتراكي الموحد - المغرب
الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 22:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
الرفاق في المكتب السياسي والمجلس الوطني ومختلف المؤسسات الوطنية والمحلية والمنظمات الموازية ؛
رفاقنا في الفروع والقواعد الحزبية ؛ نبعث إليكم بهذه الرسالة ، ونحن نستشعر خطورة الوضعية التي أصبح يعيشها حزبنا، ونلح على ضرورة التحرك والعمل من أجل التأكيد على أن الحزب الاشتراكي الموحد ، هو قبل كل شيء ، حزب يساري اشتراكي ، وضعت مبادئه وقيمه ، منذ تأسيسه . لكن الحزب اليوم هو في حاجة ماسة إلى رؤية اشتراكية واضحة ، وإستراتيجية ديمقراطية راديكالية ، وبرنامج عمل ملموس ، ومنظمة للنضال الفاعل . حيث الفروع ومناضلو القواعد يلعبون أدوارا رئيسية في التأطير والتواصل والتعبئة ، وبلورة البدائل الديمقراطية العملية في السلوك والممارسة الفردية والجماعية ، وفي ارتباط مع انشغالات المواطنات والمواطنين و حياتهم اليومية . وحيث الأطر والقيادة الحزبية تحسن الإنصات وتجيد التدبير وتلعب الدور الدينامي في التخطيط والتوجيه والتنسيق .
إننا ندعو المناضلات والمناضلين في الحزب الاشتراكي الموحد إلى نبذ الرؤى الضيقة وأساليب الاختزال . ندعو إلى نبذ تقزيم الذات أو تقزيم رفاق النضال . وبالتالي نطالب الجميع بجعل التحضير للمؤتمر الثالث مناسبة حقيقية لفتح حوار جدي داخل الحزب من أجل تجاوز السلبيات واستنهاض الطاقات لبناء حزب يساري اشتراكي فاعل ومناضل . حزب الروح النضالية التغييرية المكافحة والتجارب النضالية المتميزة والفروع القوية والقيادة المحلية والوطنية الميدانية ذات الخبرة والمعنويات المرتفعة والعمل الخلاق والمبادرات المبنية على المعرفة والدراسة والفهم وحسن التتبع وسلامة التقدير والملاءمة .
ومن أجل ذلك ندعو إلى القراءة النقدية المفتوحة لواقع حزبنا وعمله . وندعو إلى تشخيص واقعنا وممارسة النقد والنقد الذاتي البناء والمنتج . ندعو إلى استنهاض الهمم عبر حوار جدي صريح وموضوعي .
ومساهمة منا في فتح باب الحوار والقراءة النقدية ، ندلي بالنقط والملاحظات التالية :
1/ على المستوى السياسي والتوجيهي :
لا بد أن نلاحظ كون الحزب الاشتراكي الموحد أصبح شاحب اللون خافت الصوت مهلهل البنيات ويعاني من آثار عدة انتكاسات . حيث تم الإعلان عن موعد مؤتمره الثالث بألم وبدون حماس أو جذوة نضالية . وكأن المؤتمر أصبح هدفا في حده ذاته
وتعاني طريقة تحضير المؤتمر من نفس العسر ، حيث تبدو مرتجلة وغير معيارية ، بل ومتناقضة أحيانا مع مبادئ التأسيس ومقررات المؤتمرات السابقة . مما ينذر بدفع الحزب نحو مزيد من الرمادية والتخلي التدريجي عن مبادئ اليسار الاشتراكي .
ولذلك لا بد من مراجعة الذات وإعادة النظر في التوجهات وأساليب الاشتغال ووسائل التدبير والتتبع وإعداد الملفات .
لقد حدد الحزب مبادئه التأسيسية ومنطلقاته النضالية منذ مؤتمره التأسيسي . ومن خلال مؤتمراته اللاحقة عمل على ضخ دماء جديدة في عروقه . وبالتالي إغناء وتطوير تلك المبادئ والمنطلقات عبر تجارب مختلفة . لكن عملية الاندماج داخل الحزب ظلت عرضة لعدة معيقات . منها التهافت وانعدام الشفافية والحلقية الضيقة والبيروقراطية واستغلال مواقع المسؤولية وتهميش المؤسسات الحزبية الموسعة والمحلية والقاعدية . مما فوت على الحزب فرصة الاستفادة من تنوع وغنى تجارب مناضليه وإمكانياتهم الفعلية .
لقد كان الحزب سباقا في تقبل مفهوم التيارات ومناقشته . لكنه عوض أن يعمل على خوض تجربة متقدمة في بلورة المفهوم و العمل على الاستفادة من التيارات في إغناء خطه السياسي وتجربته . عوض ممارسة متقدمة تستفيد من الاختلاف والتنوع ، انحدرت قيادة الحزب وأغلب ممثلي التيارات في متاهة المزايدات بمفهوم التيارات أو جعله مشجبا للسلبيات .
وتعددت رهانات الحزب والمراهنة عليه منذ التأسيس . لكن مساره الفعلي لم يكن دائما متوهجا . حيث تراجعت تجربة الحزب في عدة مجالات وقلت مبادراته . بل لقد بدا الحزب أحيانا مضطرب المواقف وعاجزا حتى عن المبادرة والتتبع .
وهكذا منذ المؤتمر الثاني تميزت بعض المواقف المتخذة في مجال توحيد اليسار بعدم الانسجام الإستراتيجي وانعدام الرؤية الواضحة . وجاءت المشاركة في مؤتمر الحزب القومي العربي غير مفهومة . بينما الحزب الاشتراكي الموحد لم ينخرط في أية أممية اشتراكية . ولا تبدو سياسته الخارجية واضحة المعالم . وظلت المسألة النقابية بدون جواب واضح ، خاصة ما يتعلق باختلاف الانتماء النقابي للمناضلين وعلاقة ذلك بالانتماء الحزبي . بينما بعض المناضلين لا يكفون عن توظيف انتمائهم الحزبي لفائدة مصالحهم النقابية . وكذلك الشأن بالنسبة لقضايا حقوق الإنسان وتواجد المناضلين في المنظمات الحقوقية . وقضية المرأة والمساواة حيث لم يعمل الحزب على تحيين رؤيته بشأنها . بينما تطورات الواقع المغربي ومدونة الأسرة ونضال الحركات المهتمة بأوضاع المرأة والمساواة أفرزت عدة معطيات تتطلب التتبع والتحليل .
وأمام واقع يتحرك ومعطيات تتغير باستمرار ، ظلت عدة ملفات وقضايا ذات أهمية في الخط السياسي معلقة وتراوح مكانها . وقد تتعرض أحيانا للتراجع و الاختزال . مثل مواضيع الإصلاحات الدستورية ، والتحالفات ، وإشكاليات النضال اليومي والممارسة الديمقراطية ، وتحليل ودراسة اقتصاد الريع والاقتصاد المخزني برمته ، ودور المرأة والشباب في العمل السياسي ، والتنمية والبيئة ، والجهوية والعمل المحلي ، والصحراء ، وقضية الأمازيغية والعلمانية وغيرها .
وكذلك الشأن بالنسبة للنضال النقابي والاجتماعي والمهني ونضال المعطلين والتنسيقيات ضد الغلاء وغيرها . حيث نجد بعض المناضلين يبادرون وينخرطون في الأعمال النضالية ، بينما التوجهات الحزبية متعثرة في تتبع نضالات الحركات الاجتماعية الاحتجاجية والمطلبية وتظل خجولة أو منعدمة . أو حتى كابحة .
2/ على مستوى عمل القيادة :
تبدو هيئات الحزب القيادية ضائعة ومشلولة تجاه الأحداث المتوالية والمواقف المتراكمة. خاصة المكتب السياسي الذي لم يعد عمله منتظما ، وأصبح أعضاؤه يغيبون ويحضرون حسب رغباتهم إن لم نقل حسب هواهم ودون حرج . بينما اختفى أعضاء آخرون دون وضوح . وتخلى عدد من قياديي الحزب وأطره عن علاقتهم بالفروع ، و لجأ آخرون إلى استعمال انتمائهم للحزب ، فقط من أجل الحصول على مواقع داخل المنظمات النقابية والجمعيات وغيرها .
وبشكل مؤسف ، استغل بعض القدماء انتماءهم للحزب من أجل اختزال المسافات والالتحاق بالمخزن .
أما المجلس الوطني فقد ظل مبتور العضوية ، حيث ظلت مكاتب الفروع غير ممثلة فيه ، رغم مرور فترة ما بين المؤتمرين . ما أدى إلى الاختلال وانعدام التوازن في مؤسسات الحزب وبنياته التنظيمية . وقد تكرست السلبيات في عمل المجلس الوطني نفسه ، فلم يلعب د ور اللجنة المركزية ، ولم يحل إشكالية مساهمة الفروع بفعالية ، مما زاد من انعدام تواصل القيادات مع الفروع .
3/ على مستوى تدبير العمل الحزبي :
تدهورت مالية الحزب وإدارته والعلاقات الحزبية الداخلية بسبب استمرار نوع من الحلقية ، وانعدام الشفافية ، وانعدام المعايير الموضوعية والمساطر الواضحة في الصرف والتدبير والتوظيف . خاصة وأن تعمق هذه السلبيات في الفترات الانتخابية بنتائجها المقلقة ، أدى إلى تذمر المناضلين وسخطهم على أمراض انتعشت في الحزب بمناسبة الانتخابات ، مثل الأنانية والانتهازية والإنتخابوية المتهافتة التي طفت على السطح .
وأصبح إعلام الحزب الاشتراكي الموحد وعلاقاته الداخلية يعانيان من التدهور و الكسوف . حيث مر حدث توقيف الجريدة دون محاسبة . ولم تعط العناية الكافية للموقع الإلكتروني للحزب رغم أهميته . مما أدى إلى كون الحزب لا يتوفر على إعلام جيد ، رغم ما يتوفر عليه من طاقات و مؤهلات .
وظل العمل التنظيمي دون المستوى المطلوب . حيث لم تتحقق الأهداف التنظيمية. وظل رقم 20 ألف منخرط حبرا على ورق .
ولم يتحسن مستوى التواصل الداخلي ، كما أن برامج التكوين لم تر النور ، ما عدا بعض الأعمال المنعزلة . و ظلت مقرات الحزب وإدارته روتينية في عملها ، غير مبدعة وضعيفة في طرق اشتغالها . ولا تستغل مقرات الحزب وطاقات مناضليه بشكل جيد . كما أن هناك ضعف الصيانة والتجهيزات .
4/ على مستوى الفروع والعمل المحلي والجهوي :
أثر انعدام التواصل و الأوضاع السلبية التي تعاني منها قيادة الحزب على عمل الفروع ووضعية مكاتبها المحلية والجهوية ، وعلى معنويات العديد من المناضلين. حيث بدا الحزب وكأنه معرض لنزيف متواصل .
ولم تتم معالجة الآثار السلبية للانتخابات والأمراض التنظيمية والتسيب . مما زاد في تفكك العلاقات الداخلية وضعف الروح النضالية .
ولم يقف الحزب وقفة جدية حول تراجع عمل الفروع . ولم ينكب على معالجة الأسباب والنتائج . خاصة بالنسبة للفروع التي كانت نشيطة . مما عمق المظاهر السلبية ، وأدى إلى انعدام الحوار وانعدام التواصل وإلى عزلة الفروع ، وانعدام المخططات التوجيهية المحلية والجهوية والوطنية . وظلت الفروع القليلة التي تحاول الاستمرار ، معزولة ، وغير منتظمة في عملها ، وغير ذات تأثير حقيقي .
5/ على مستوى الإعداد للمؤتمر الثالث والآفاق :
مرة أخرى سيتم انتخاب المؤتمرين من الفروع . فهل سيتم ذلك بدون وحدة في المعايير ، وبدون وضوح وتدقيق في توصيات الفروع ومطالبهم . وهل في المؤتمر فقط سيتخذ بعض المؤتمرين مواقفهم بناء على اعتبارات غير واضحة ، ودون أن يأخذوا بالاعتبار وجهة نظر ناخبيهم .
سيكون محزنا تكرار الهفوات والأخطاء التي أدت إلى نتائج مأساوية .
إن الوضعية إذن ذات خطورة . وتقتضي دق ناقوس الخطر على مستقبل الحزب . ومطلوب من كل مناضلي الحزب أن يتحملوا مسؤولياتهم ، ويتحركوا سريعا وبفعالية ، من أجل احترام المبادئ التأسيسية للحزب ، ومن أجل الوضوح في الرؤية ، ومراجعة الحسابات وربط المسار بالممارسة ونتائجها .
ومع ذلك لابد من القول بأنه إذا أتيح للحزب أن يصحح مساره ، ويوضح رؤيته ، وأن يسلك طريق النضال الديمقراطي الراديكالي ، فإن النهوض ممكن ، في إطار إستراتيجية كفاحية ، وتواصل فعال ، وتسيير جيد ، وعلاقات رفاقية نضالية وشفافة ، وقيادة جماعية منصتة ومقتدرة تعطي المثال من خلال عملها وعمل أطرها أنفسهم .
مع تحياتنا النضالية
الموقعون :
راحل خالد - عبد السلام الفيغة – أوهناوي محمد – قباج محسن - قباج عبد الغني – عبد الله المسفيوي – عبد السلام الباهي - قباج عبد الرحمان
#الحزب_الاشتراكي_الموحد_-_المغرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة مضاءة بشمعة أمل إلى بنات وأبناء مغربنا الحبيب .الرفيق
...
-
بيان الفرع المحلي للحزب الاشتراكي الموحد بأوطاط الحاج .
-
مساهمة في التحضيرللمؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد : مؤت
...
-
في أفق المؤتمر الثالث : من أجل مغرب الديمقراطية والحرية والع
...
-
فرع سيدي بيبي للحزب الاشتراكي الموحد يدين الفساد و الفوضى و
...
-
بيان الفرع المحلي للحزب الاشتراكي الموحد يفضح التدبير الجماع
...
-
النظام الأساسي للحزب الاشتراكي الموحد
-
الحزب الاشتراكي الموحد يدين الأحكام الجائرة في حق المعتقلين
...
-
احتفال حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية فرع القنيطرة بفعالي
...
-
في أفق انعقاد المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد : الأزمة
...
-
في أفق انعقاد المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد :مساهمة
...
-
في أفق انعقاد المؤتمر الثالت للحزب الاشتراكي الموحد :مساهمة
...
-
في أفق انعقاد المؤتمر الثالت للحزب الاشتراكي الموحد : عناصر
...
-
الجهوية في المغرب من منظور الحزب الاشتراكي الموحد : الورقة ا
...
-
وثيقة مرجعية للحزب الاشتراكي الموحد حول الإصلاحات الدستورية
-
الأساتذة الجامعيين الديمقراطيين يشخصون الواقع المأساوي للنقا
...
-
حول العمل الشرعي - وثيقة ل-منظمة 23 مارس - الماركسية اللينين
...
-
تدخل المجموعة النيابية لتحالف اليسار الديمقراطي في مناقشةالت
...
-
الحزب الاشتراكي الموحد :البيان العام للمجلس الوطني في دورته
...
-
التقرير السياسي المقدم للدورة 9 للمجلس الوطني للحزب الاشتراك
...
المزيد.....
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
-
الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا
...
-
فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز
...
-
سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه
...
-
مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال
...
-
جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
-
البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة
...
-
مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
-
-الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|