|
ممثلات عراقيات في دائرة الغربة
عدنان منشد
الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 23:49
المحور:
الادب والفن
لاشيء الآن يذكرنا بممثلاتنا المغتربات سوى الضمير الحي والحضور السابق لذواتهن في المشهد المسرحي العراقي الذي وقفنا على صورته الحقيقية خلال العقد السبعيني المنصرم المتمثل في منصات مسرح بغداد والستين كرسي ومسارح الفرقة القومية للتمثيل في كرادة مريم والصداقة في أبي نؤاس والمسرح التجريبي في أكاديمية الفنون الجميلة فضلاً عن مسرح النشاط المدرسي في الاعظمية الذي كان متخصصاً بأنشطة الاوبريتات السنوية وبما يجود به المسرح المدرسي في كل عام. وكان خير معرفتنا بهاتيك الممثلات السابقات هي المسارح والمنصات والانشطة المذكورة عاماً بعد عام وموسماً اثر موسم.
مازلت أذكر حسن تصرف الفنانة (زينب) وناهدة الرماح وغزوة الخالدي ومي شوقي واقبال محمد علي في غيابهن المعلن عن فرقة مسرح (الفن الحديث) حينما دقت طبول البعث أوارها الحاسمة في حملة (التبعيث) سيئة الصيت في أواخر العقد السبعيني المنصرم، بفاعلية الدوائر الامنية والمخابراتية والحزبية التي تطارد الفنانات الشيوعيات في كل مكان. ومازلت أذكر أيضاً ضروب المطاردة والملاحقة لفنانات فرقتي المسرح الشعبي واليوم من الدوائر المذكورة أمثال وداد سالم وسميرة الورد ونضال أبراهيم وسميرة الظاهر ونماد الود والراحلة عواطف أبراهيم وأخريات لاتسعفنا الذاكرة في توكيد أسمائهن، فعسير في وقت زمن الديكتاتور أن نذكر اسمائهن في مقالاتنا النقدية السابقة حتى وان التمسنا الشفاعة من طارق عزيز وناصيف عواد وعبد الامير معلة وحميد سعيد وهاني وهيب، العرابون المعروفون لمشهدنا الثقافي العام، حتى وان لم نتبرك بمطالعة وجوههم أو مصافحتهم في يوم من الايام على الرغم من فاعلية الود والاحتضان التي كان يغدقونها على أصحابنا من هواة الصعلكة والتمرد أمثال: عبد الامير الحصيري وحسين مردان وجان دمو وكزار حنتوش وعقيل علي وعبد اللطيف الراشد وآخرون، طيلة العقود الثلاثة المنصرمة. وأعود الى ممثلاتنا العراقيات المغتربات شبه الحاذقات في الفن، شبه الجميلات في الشكل والصورة، وان طالهن التشرد في بلاد الله الواسعة أمثال الراحلة زينب (فخرية عبد كريم) التي عملت بشكل واضح في اليمن الجنوبية في مطلع الثمانينيات ومابعدها، فكان الصمت واليباب مسك ختامها حينما استوطنت بلاد السويد في مطلع سباتها وغيابها معاً. وهكذا الامر مع الفنانة ناهدة الرماح التي احترفت النضال في كردستان وأوطان الغربة من دون عمل مسرحي ملموس في تلكم الاوطان يؤكد فاعليتها المسرحية السابقة. وكذا الأمر للممثلات عراقيات معروفات تطامنن مع بلدان الحضارة والجليد من دون ان يحركن ساكناً لامن قريب أو بعيد. في تاريخ المسرح العالمي – والشيء بالشيء يذكر – كان هناك (آريون) الشاعر و (ئيسس) صاحب العربة الاغريقية المشهورة المليئة بالمهرجين والغانيات والمغنين، لانتطرق للاخير بل نتكلم عن الاول الذي سبق اسخيلوس وسوفكيس ويوربيدس وارستوفان وأرسطو في تقنين فن الشعر بشقيه الترجيدي والكوميدي. وسأتجاوز الثاني ومن بعده لأتحدث عن الاول بأختصار مفيد. كان (آريون) شاعراً اغريقياً قديماً اشتهر بعزف القيثارة والانشاد وفي طريق عودته الى كورنيث من صقلية – حيث كان قد اشترك في مسابقة موسيقية – طمع البحارة في الهدايا التي عاد بها في المركب وعزموا على قتله، فتوسل به الا يفتكوا به، ولكن عبثاً. الا انهم وافقوا على ان يعزف على القيثارة للمرة الأخيرة. وما ان بدأ بالعزف حتى قذف بنفسه الى البحر. وكانت اعداد من الدلافين التي تعشق العزف والغناء قد تجمعت في المياه حول المركب وحمله واحد منها الى (تيناوس) ومنها عاد سالماً الى (كورنيث) فكان (آريون) يصور دائماً حاملاً قيثارته وهو على ظهر الدولفين. سقت هذه الحكاية الاغريقية السابقة، كي أقول ان فناناتنا العراقيات المغتربات لم يتوفر لديهن ظهر الدولفين أو كف عفريت ليضعهن في أرض خلاء أو ارض من بنفسج أو اي ارض لاقيمة لها ولاغلاء. لست متعاطفاً بالمرة مع تلك الفنانات الحقيقيات السابقات ولست حزيناً على زمن مضى وانقضى بل حزني الشديد على ماكان بعيداً عنا مع استذكاري الواهن للتراجيديات والكوميديات الخمسينية والستينية والسبعينية بشواغلهن وانهماكاتهن بعد ارتكانهن جميعاً الى الكسل والتبتل بالماضي السقيم طيلة وجودهن في ديار الغربة، فالحاضر او المستقبل لديهن محض ايماءة من ايماءات التاريخ وللهوى والسقم والكسل أشكال متعددة وهو دون غيره الاكثر هوى وتقلباً. ترانا، متى نجد مع ارثنا الانثوي الكسول حجم مسرحنا العراقي الذي يقف على مفترق طرق؟!.
#عدنان_منشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاضاءة والعرض المسرحي
-
مخرجون عراقيون في دائرة الغربة
-
الفنان فاضل عواد : لافرق بين هندوسي ومسلم وسيبقى شلالنا الاب
...
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|