حامد المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 3086 - 2010 / 8 / 6 - 20:04
المحور:
الادب والفن
وجنتها اليمنى مزدانة بحبة بغداد كوردة لم يُسقها ماء المطر هذه هي نزيهة الممرضة الفنية بمستشفى التويثة للتدرن على ضفاف نهر ديالى عند مصبه بدجلة وسليمان المعلم يجلس يوميا على أرائك مقهى الجسر لينتظر مرور الحافلة التي تقل العاملين بالمستشفى .وفي يوم نقله الإسعاف بعد نزف دموي فاستقبلته نزيهة بالجراحية الاولى وأرقدتهُ بالسرير رقم (1) وفي المستشفى شابات وشباب بعضهم بعيد عن ردهات الجراحية كحمدية ومحمود وكاظم وبرهان يستمعون في التاسعة والنصف من كل ليلة أغاني القبنجي وناظم الغزالي حتى العاشرة موعد الأخبار فتسدل الستائر ويطفئ الضوء .
عبدالصمد مدير المستشفى من الاعظمية يُحبذُّ تعيين اهل الاعظمية من مُعيني المدينة وينقل الموظفين اليها كنزيهة . وحمدي أيضاً طبيب معروف عيادته في الحيدرخانة يُشرف على ردهات الباطنية اما (بلاها) الدكتور الالماني فهو جراح ونطاسيّ حرّيف بجراحة الأضلاع وقص فصوص الرئة .
جاء قرار بإنهاء عقد بلاها بينما ينتظر سليمان العملية الجراحية وتتهيئ نزيهة استعدادا بملازمته عند إجراء العملية فقد خفق قلبها له كما خفق قلبهُ وعند سماع الخبر تطوّعت حمدية وجنّدت مرضى من النساء والرجال يحملون مُبصقاتهم ويوقعوا عريضة بعد ان وقع محمود على الطابع مُطالبين بإبقاء بلاها في المستشفى ولكن تواقيعهم وتظاهرتهم دون جدوى رغم رغبة دكتور عبدالصمد بإبقاء الطبيب الجراحي الالماني ورغم علاقة الأطباء الحسنة بهذا الطبيب وتوتر الوضع بعد سفر بلاها وموت سليمان ولبست نزيهة ثياب الحِداد عليه رغم بياض بشرتها وبروز حبة بغداد المتوردة في وجنتها وجاءت الإجراءات من وزارة الداخلية . طُرد محمود وكاظم وبرهان من المستشفى رغم نَخرعُصيات كوخ في صدورهم وعبثها بصدر حمدية لم يتمكن المدير من عمل أي شئ تجاه مرضاه الذين طُردوا الا ان حمدي الطبيب ابلغ المرضى المطرودين بمراجعته في عيادته بالحيدرخانة ليزرقهم ابر في الصدر تدعى ابر الهواء وأوصى لهم بتقارير طبية على الاستمرار بهذه الابر . لم تحفل نزيهة بحلم يراودها بالزواج من سليمان ولم تصل الحياة الى العريس الملطخ بالدم وبقى نهر ديالى يصب في دجلة والتويثة قائمة .
#حامد_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟