أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - ماذا كان الدور الأمريكي المطلوب في العراق؟















المزيد.....

ماذا كان الدور الأمريكي المطلوب في العراق؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3086 - 2010 / 8 / 6 - 09:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انصبت تعليقات معظم القراء على مقاليَّ السابقين عن مسؤولية العرب والساسة العراقيين عما جري ويجري الآن في العراق، من احتقان سياسي خطير يتمثل في رفض السلطة السياسية الحاكمة الآن، التنازل عن كرسيها، ورفضها تداول السلطة، واعتبار السلطة مغنماً، لا تنازل عنه. وكذلك مسئولية العرب الذين دفعوا بآلاف الإرهابيين لتدمير العراق. وهذه التعليقات انصبت على لوم أمريكا في الدرجة الأولى وتحميلها مسئولية ما يجري في العراق، دون باقي الأطراف الأخرى من عرب، ومن ساسة عراقيين.

ولا شك أن أمريكا مسئولة عما جرى، بل هي ارتكبت بغزوها للعراق غلطة تاريخية لا تغتفر لها من قبل العرب، الذين سوف يرددون ذكر هذا الخطأ مئات السنين القادمة، كما يرددون حتى الآن جريمة الحروب الصليبية التي تمّت في القرن الحادي والثاني والثالث عشر (1069-1291)، سيما وأن الغزو الأمريكي للعراق قد سُمّي في بداية الغزو عام 2003 بـ "الحرب الصليبية" كما فسّرتها الأصولية الدينية الإسلامية.

ماذا كان على أمريكا أن تفعل؟

فما هي مسئولية أمريكا تجاه عراق 2003، وماذا كان عليها أن تفعل لكي لا ينتهي العراق إلى مرحلة الاحتقان السياسي و"الدكتاتورية المُقنَّعة" التي تحكمه الآن؟

بادئ ذي بدء يجب أن نعترف، بأن أمريكا لم تكن تعلم العلم الكثير والواثق عن أحوال العراق، وعن التركيبة الاجتماعية للعراق، وعن تاريخ العراق السياسي قبل 2003. ورغم أن الجامعات والمعاهد الأمريكية مليئة بالدراسات التاريخية والسياسية عن الشرق الأوسط، وعن العراق خاصة، إلا أن الإدارة الأمريكية السابقة في عهد بوش الابن لم تقرأ هذه الدراسات، وإن قرأتها فهي لم تفهمها، أو أنها تجاهلت الحقائق السياسية والاجتماعية والثقافية التي تضمنتها. واعتمدت في قرارها لغزو العراق على ساسة المعارضة العراقية، الذين كانوا يتربصون بخزائن العراق وثرواته لنهبها والفرار بها. وهو ما حدث منذ 2003 حتى الآن، إلى الحد الذي وصفت به "منظمة الشفافية الدولية" الفساد المالي والنهب المسعور في العراق، بأنه "أكبر فضيحة فساد شهدها تاريخ البشرية" كما ذكرنا، ووثقنا ذلك في مقالات سابقة، هنا على هذه الصفحة.

إذن، فقد غزت أمريكا العراق، وهي لا تعلم ما هو العراق. ولم تقرأ ما كتبه علي الوردي عالم الاجتماع العراقي وابن خلدون العراق عن تاريخ العراق الاجتماعي (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي) والجزء الخامس من (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق) وغيرهما من الكتب التي كتبها علماء الاجتماع العراقيون كعلي الوردي، وفالح عبد الجبار، وحنا بطاطو، وغيرهم.

وإذا كنا نحن المراقبين العرب خارج العراق، لا نعلم عن العراق الشيء الكثير، ولا نعلم عن العراق، إلا ما كانت تنتجه الثقافة العراقية والمثقفون العراقيون داخل العراق وخارجه من شعراء، وروائيين، وقصاصين، ومؤرخين، ومسرحيين، ومطربين، وموسيقيين، وفنانين تشكيليين، وغيرهم.. فتقصير أمريكا في هذا الشأن لا مبرر له، سيما وأنها تملك من الأجهزة الاستخباراتية والمعلوماتية ما يمكنها - كما يعرف عنها العرب في الشرق الأوسط – من معرفة (دبيب) النملة في كل قطر عربي.

فكيف فات على الإدارة الأمريكية أن تعلم طبيعة وتركيبة النظام الاجتماعي والسياسي والتاريخي للعراق، والتي تعتبر المرحلة الحالية (الديمقراطية المُقنَّعة) إحدى إفرازاته ونتاجاته؟

فإذا كانت تعلم، فلماذا اتخذت قرار الغزو لزراعة الديمقراطية في غير أرضها، المهيأة لها تهيئة سليمة؟

وإذا كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم. فمن يمكن أن يعلم غيرها في هذه الحالة، وهي التي تُوصف بأنها حامية العالم، وسلطان العالم، وعلوم العالم؟

فهل – كما قيل كثيراً – أن الدافع لغزو العراق كانت تخيلات دينية هرطقية (بوشيّه) نتيجة لنقل الرئيس بوش الابن مكتبه من البيت الأبيض إلى الكنيسة، كما سبق وقلنا في عام 2008. وكاد الرئيس بوش أن يكون هو الرئيس الأمريكي الوحيد، الذي نقل مكتبه من البيت الأبيض إلى الكنيسة. وهذه الصورة المجازية تشرح كيف أن الرئيس بوش، كان من أكثر زعماء الغرب ارتباطاً بالكنيسة. كما أن هذه الصورة المجازية تشرح إلى أي حد كانت سياسة بوش في الداخل والخارج، تنبع من منطلق ديني بحت، شجعه عليه فريق في أمريكا يطلق عليه "فريق الصلاة الرئاسية". ويتولى هذا الفريق تثقيف الرئيس بوش دينياً، وإخضاع قراراته السياسية المهمة لتبريرات دينية. كما أن هذه الصورة المجازية تشرح حرص الرئيس بوش على الصلاة في الكنائس، كلما زار بلداً في الشرق، أو في الغرب، وكان آخرها - في عهده - حرصه على الصلاة في "كنيسة المهد" في بيت لحم، عندما زار منطقة الشرق الأوسط في 2008، وحرصه كذلك على الصلاة في كنيسة بروتستانتية في بكين، أثناء حضوره فعاليات الأولمبياد في بكين.

ودليلنا على أن بوش الابن، اتخذ قرار غزو العراق من منطلق ديني وليس من منطلق سياسي – وربما سيظهر هذا واضحاً في مذكراته التي سينشرها قريباً - قول بوش في شرم الشيخ، في أغسطس 2003 :

"أنا أقوم بمهمة بأمر من الله، إن ما أقوم به من حرب في أفغانستان ضد الإرهاب هو أمر من الله. لقد أبلغني الله أمراً يقول:

"جورج اذهب، وحارب هؤلاء الإرهابيين في أفغانستان، فذهبت إلى أفغانستان. ثم أمرني الرب، بأن أذهب وأحارب الطغيان في العراق، فذهبت وحاربته."
وكذلك، قول بوش في بنسلفانيا في 9/7/ 2004 :

"أنا رئيس ملهم من الرب، وبدون هذا الإلهام، لا أستطيع أن أقوم بعملي."

وقوله أثناء حفل الإفطار للمصلين من أمريكا اللاتينية في واشنطن، 16/5/2000: "ليس هناك قوة تساعد على التغيير في أي بلد في العالم، كالعقيدة الدينية".

وهناك مواقف أخرى كثيرة تدل على أن بوش في نهاية ولايته خاصة أصبح قسيساً من قساوسة السياسة الكنسية، وبطريركاً من بطاركتها.

وهناك مصادر متعددة تتحدث عن "بوش القسيس"، حتى إن مجلة النيوزويك الأمريكية خصصت في 11/3/2003 عدداً لها بعنوان "بوش والرب". وكتب المعلقون الأمريكيون يقولون:
"بوش يحكم بعقيدته الدينية، وهو أكثر تقليدية بطريقة تفكيره. وأن ثقافته ثقافة التبشير." كما وصفه ديفيد فرام.

والرئيس بوش الابن بذلك، أصبح لا يختلف عن أي رئيس ديني في الشرق الأوسط. وربما كان أحمدي نجاد في إيران، أقرب الأمثلة الحية إليه، من حيث تعصبه، وتشدده الديني، ونظرته في اتخاذ قرارات سياسية من منظور ديني بحت، وانتظاره للمهدي المنتظر الذي تجسم في آخر المطاف بالقنبلة النووية التي ستنتجها إيران بعد مدة.

(وللموضوع صلة).



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما فعله الساسة في العراق لم يفعله الاجتياح العسكري!
- ما فعله العرب في العراق لم يفعلوه في إسرائيل!
- (إماتة العراق عطشاً بعد تدميره بالمتفجرات)
- صادق العظم مثالاً: الليبراليون وحل الأزمة العراقية
- انهيارُ المجتمع المدني قتلَ الديمقراطية في العراق
- هل قرأ بوش العراق من الداخل؟
- التقييم الاستراتيجي لديناميكيات النزاع في العراق
- خسائر العراق والعرب من تلاعب الدكتاتوريين الجُدد
- العراق هو الشغل الشاغل الآن للإعلام والسياسة
- العراق: من دكتاتورية البعث إلى دكتاتورية الملالي
- من عراق الدكتاتور إلى عراق الدكتاتوريين!
- الدبلوماسية والاحتلال الإيراني بقفازات إسلامية
- المائدة العراقية: أمريكا طبخت وإيران أكلت!
- هل يُصلِحُ العطار الأمريكي ما أفسده الدهر في العراق؟
- لماذا خابت آمالنا في العراق الجديد؟
- هل عَلِمْنا بعودة المماليك للعراق؟!
- الديمقراطية كُرة النار التي تتقاذفها النخب العراقية
- سقط صدام لكن سلوكياته ما زالت فاعلة
- العراق: لماذا من جمهورية الخوف الى جمهورية الفساد؟!
- العراق ونتائج الامتحان العسير


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - ماذا كان الدور الأمريكي المطلوب في العراق؟