من هم الهمج , وما هو الارهاب ؟

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3080 - 2010 / 7 / 31 - 03:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ماذا يراد بنا ؟ يتم قتل اطفالنا ونسائنا ورجالنا وشيوخنا, بالملايين , وتدنس مقدساتنا وتنتهك سيادتنا الوطنية بدون رحمة ثم نتهم باننا الهمج وباننا الارهابيين؟ أى تهريج هذا وأى تزييف للحقائق ؟ ثم يتحفنا البعض بسفسطة لا لزوم لها حول الفارق بين الجهاد وبين المقاومة الوطنية , وطنية مين ووطنية ايه ؟ عندما تسحل الجيوش الوطنية ,ويتم ذبح الجنود بمئات الالاف باستخدام الاسلحة المحرمة المستخدمة بواسطة همج القرن الحادى والعشرين وهمج التاريخ الانسانى بأكمله ,فلا يحق لأحد ان يتفلسف او ان يقدم لنا فاصلا وعظيا حول الطريقة التى يجب ان ندافع بها عن انفسنا ,بحجة ان القتلة سوف يخيل لهم اننا ارهابيين اذا قام المقاومون برد لا يروق لهم ولا للمتحدثين الرسميين يألسنتهم .

لقد سبق وان تحدثنا وفى اكثر من مجال حول الارهاب الاجرامى الغربى ضد العالم بأكمله ,وليس ضد المسلمين او العرب فحسب, ولا يحتاج الامر الى اعادة التذكير بتلك الجرائم التى لم يحدث مثيل لها فى تاريخ الانسانية ابدا , والتى ارتكبتها الايدى الغربية القذرة الارهابية الهمجية بحق وحقيق, لكن العمى الايديولوجى الاجرامى يكاد ان يحول معتنقيه الى سهام مسمومة فى ايدى الاعداء الهمج البرابرة ,ولو ان ابطال فيتنام الذين قتل منهم همج التمدن الغربى اكثر من ثلاثة ملايين فيتنامى باستخدام اقذر واوسخ الاسلحة ,لو ان ابطال فيتنام استمعوا الى المتواطئين مع الاحتلال الاميركى هناك ,لما تم قهر الاجرام الاميركى الفرنسى الهمجى البربرى فى فيتنام حتى اليوم , لقد جرب الشعب المصرى النضال الدستورى المتمدن ضد الاحتلال الانجليزى ,بعد التواطؤ ضد المقاومة المسلحة ,فاستمر احتلال مصر لاكثر من سبعين عاما,
فهل يراد للعراق ولفلسطين ان يستمر الاحتلال يمسك بمقدراتهما لمدة تماثل مدة احتلاله لمصر الوطنية ؟

ان الحديث عن القاعدة وغير القاعدة وابداء الذعر مما يسمى بجز الرقاب والارهاب الذى يبتغى الحور العين وغير ذلك من مبررات ومصطلحات مستهلكة , ما هو الا محاولات لخلط الاوراق وقلب الحقائق ,ولا تقنع طفل صغير باننا نحن الهمج والغرب المعتدى بكافة انواع الاسلحة هم اهل الحرية والتمدن , ان من يتجاهل احراق مئات الاطفال والنساء فى ملجأ العامرية العراقى بأسلحة اهل التمدن الوطنى غير المجاهد ,لا يحق له ابدا ان يقوم بتقييم الاداء لردود الافعال على تلك الجرائم الانسانية المفزعة التى يرتكبها المجرمون الدوليون وباستمرار يؤكد جدارتهم - هم- واحقيتهم -هم- بوصف الهمج ,, حتى الاحتلالات والاجتياحات لها قانون ,لكن قانون الغاب الغربى الاميركى لا يعترف ابدا بحقوق احد غير ابنائه وذويه ومعتنقى ثقافته الحضارية والدينية الارهابية الحقيقية, فلم تكتفى ايدى الارهاب الاميركى باحتلال الارض وسحق الجيوش لكنها امطرت مئات الالاف من المدنيين بطائراتها المتمدنة قأحرقت البيوت والمصانع والمزارع ,وبل والملاذات الامنة التابعة للامم المتحدة ,مثلما حدث فى غزة وفى لبنان وفى افغانستان ,وفى افغانستان على وجه الخصوص نتحدث عن جانب واحد يحلوا للبعض ان يتلوه كما تتلى الايات البينات ,وهو تلاوة محاذير راهاب القاعدة ومحاولة توصيف كل المقاومات بأنها القاعدة ,مع ان الامر غير ذلك ابدا ,فالقاعدة مجرد رافد من روافد الارهاب الاميركى قام بانشائها وتمويلها وتسليحها لضرب الاتحاد السوفيتى السابق ,وهو امر مثبت ومعلوم لاقل الناس متابعة, فلما انتهت المهمة ,اصبحنا نحن جميعنا ,الارهابيين ,ونحن كلنا بتعميم مقزز, الذين نجز الرقاب مع ان نفس الغربى كان يصف افعال صنيعته -القاعدة- تلك ضد الجنود السوفيت فى افغانستان بانها افعال مقدسة تتم ضد المحتل الكافر الملحد المحتل , ومع ذلك فاننا ضد اختطاف المدنيين وضد جز رقاب الاسرى ,لكننا فى نفس الوقت ضد احراق المئات من الاسرى وخنقهم داخل التريلات الحديدية بعد استسلامهم لجنود المدنية الاميركية فى مدينة مزار الشريف فى افغانستان ,بل وقصفهم بالطائرات وهم معتقلون ومقيدون فى قاعدة بانجى,فكيف كان يراد الرد يا ترى من انصار المتمدنين الجدد ؟

نحن ضد الارهاب بكافة صوره ,لكن ان يحاول البعض التعميم بالاتهامات لجلد الذات المذبوحة بالاساس بحجة الارهاب والجهاد وخلافه مع تجاهل الارهاب الحقيقى الذى ادى الى كل ما نعيشه من ارهاب وعنف فى كافة انحاء العالم فهذا مالا نفهمه ولا نستسيغه ,وحتى ان استسغناه ,فانه لن ينفع اوطان ولن يحمى اعراض ,فلا يفل الحديد الا الحديد ولا يلام من يتصدى للارهاب والاجرام البشع الذى قتل ويقتل ملايين الابرياء حول العالم ,لكونه استخدم وسيلة او اخرى ,او لكونه شحذ الهمم بعقيدة او بمبدأ , فعندما تنهمر النيران والقنابل المخصبة والعنقودية والفسفورية على الاطفال الابرياء دونما ذنب يذكر ,فلا يحق لاحد اى كان ان يطلب من الضحايا ان يقومون بالرد بالوشائل التى ترضى القتلة الهمج

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات