|
الاسلام و فقه الارهاب
طاهر فرج الله
الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 08:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإسلام وفقه الإرهاب ما يثير الدهشة للكثير من المسلمين ظهور ما يعد شيخ من شيوخ الإسلام من على الفضائيات ، وهو يؤكد ويقر ان الارهاب جزء لا يتجزأ من الفكر الاسلامي ، محاولا اثبات ذلك بذكره لجملة من الآيات الكريمة منها : 1. [واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم] . 2. [سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب] . 3. [وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا] ومن ثم يعرج الى الاحاديث الشريفة ليؤكد صحة نظريته فيقول على لسان النبي: (ص) : ليقول متحديا : [نصرت بالرعب وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا] ( ) . ليظهر شيخ اخر وكأنه البطل الذي لا يضاهي [يصفوننا بالارهابيين وانا اقول لهم نعم اننا ارهابيون ، ويقولون عنا اننا مرعبون ، لاجيبهم بالقول نعم اننا مرعبون] ليستشهد بالايات والاحاديث ذاتها مضيفا اليها بعضا منها للتأكيد على صفتي الرعب والرهبة دون خجل او وجل . ولم يكتف الى هذا الحد بل انه يعد البشرية بمزيد من العمليات الارهابية ذات الطابع الدموي العنيف ضمن دائرة القتل العبثي الجماعي المتميز بالبتر الجسدي ، ومما يثير النفس اسى وشجونا رحلة صحفي امريكي جال المعمورة كلها ليحقق في مشاهداته ، فتوجه الى امريكا اللاتينية ليطير منها الى اوربا وشمال افريقيا ، ومن هناك توجه الى اسيا ليدخل الهند ويلتقي باحد مواطنيها الذي صرح له بالقول : [انك ما ان تسمع عن انفجار يزهق العشرات وربما المئات من ارواح البشر في أي بقعة من العالم فأعلم ان خلفه مسلما] وما ان ترك الصحفي الهند ليدخل جارتها الباكستان حتى اكد له هذه الحقيقة مفاخرا بنفسه احد من اعتنق الارهاب مذهبا مكيافيليا ليقول له مؤكدا على العنف المفرط . [انني لست راديكاليا اكثر من الله] لتظهر من احدى القنوات مجموعة ملثمة مسلطة البنادق على اسير وقع بين ايديها ليقول قائلهم متوعدا : [ان مطاليبنا كذا وكذا وان لم تنفذ فسنتقرب الى الله بذبحه] . ان ما يلفت الانظار حقا حادثة [المسجد الاحمر] التي حدثت في الباكستان ، فبعد ضربه من قبل القوات الحكومية الباكستانية وقتلهم من فيه من المعتصمين ، ظهر الى العيان مجموعة من طالبات هذا المسجد ، وهن محجبات حجابا شديدا يبكين من على الفضائيات لتقول احداهن : -[يفعل بنا هكذا لاننا نريد ان نطبق الشريعة الاسلامية] وعند التقصي عن حقيقة الامر اتضح ان مجموعة من المتشددين قاموا بخطف ست فتيات صينيات واغتصبوهن مما ادى بالحكومة الباكستانية التي تربطها علاقة مميزة بالصين ان تتعامل مع الحدث بلغة الرشاش والمدفع ، فقتلت المعتصمين في ذلك المسجد ، ومما يثير النفوس غيضا ان عمداء الفين وسبعمائة مدرسة اسلامية في الباكستان لم تستنكر العمل القبيح الذي قام به المتشددون بل استنكروا ونددوا الاجراء الحكومي ، والانكى من هذا كله ظهر (اسامة بن لادن) ومن بعده (ايمن الظواهري) ليكفرا (برويز مشرف) ويدعوان الى الاطاحة به وبنظامه وكأنهما وشيوخ الاسلام الاخرين الذين ينهجون نهجهم يؤيدون العمل الاجرامي الرخيص الذي قام به المتشددون ، في حين تؤكد لنا الروايات ان الكثير من المنظمات التي تنتهج (الكفاح المسلح) كأسلوب نضال لها تستنكر الكثير من العمليات التي يقوم بها انصارها وتصفهم بالمتطرفين ، بل ان رواية تثبتها الاحداث التاريخية في العراق الحديث تتحدث عن سيرة شقي من اشقيائية بغداد التقى (بالمسز بيل) وهي مختطفة من قبل مجموعة من اللصوص ، الا ان رجولته وشهامته ابتا الا ان ينقذها منهم لتقابل هذه السيدة صنيعة باصدار عفو عنه من قبل السلطات علما انه كان محكوما بالاعدام . ان الاعمال الارهابية الصارخة التي تقوم بها المنظمات الارهابية لتوخز في النفوس الضمير الانساني والوجدان البشري وتحيي فيهم روح الحماسة والغضب بغية قتالهم والخلاص منهم لما عبثوا في الارض، واشاعوا فيها رعبا وفسادا ، على ان قتالهم لا يمكن ان يأتي بالنتيجة المرضية ان لم تتوفر لدى مقاتليهم منهجين رئيسيين ليكون اولهما : - تثبيت تهمة الارهاب بحق كل المنظمات الارهابية وتجريمها قاطبة من تلك القابعة في الشيشان الى التي تعبث بارواح العراقيين والفلسطينيين معا وانتهاء بذات التنظيمات التي تنشط في اليمن والسعودية والكويت واندونسيا والفلبين ، اما الادعاء بان هذا التنظيم ارهابي لان نشاطه الاجرامي ينحصر في هذه البقعة دون غيرها وذاك التنظيم ليس ارهابيا لانه يعبث في بقعة اخرى ، فهذا ما يهلل له زعماء التنظيمات الارهابية في كل مكان ، لان الارهاب تنظيم عالمي يعتمد على افكار واحدة وسلوك منهجي واحد ، فان ارتأت مجموعة من الدول ان تعتبر عبث القتل الجماعي الحاصل في دولة ما ليس ارهابيا وامدته بالمساعدات العسكرية والمالية ، فان جزء كبيرا من تلك المساعدات سينتقل الى ذات التنظيم ولكن لاحد فروعه لينتصر به ، وقد تكون النتيجة مفاجئة لتلك الدولة المساعدة وخير دليل على صحة هذا القول هو ان الدول الاسلامية والعربية التي هيأت الاجواء المناسبة لمساعدة ما يسمى (بالمجاهدين الافغان) شعروا بالحيرة منهم عندما رجعوا الى بلدانهم الاصلية ، وذلك لتميزهم بافكار وسلوك جاء بالكارثة عليهم ، لذا فعلى من يريد الخلاص منهم فعليهم ان يقاتلهم في أي بقعة على ارض المعمورة لينأى عن شرهم . - اما النقطة الثانية فتتمثل بالاشارة الى (فقه الارهاب) ودراسة الايات الكريمة والاحاديث الشريفة اللتين كونتا القاعدة الاساسية لهذا الفقه الذي استشهد به الكثير من زعماء الرعب والخوف في العالم واتخذوا منه ، غطاء شرعيا لافعالهم الاجرامية (الارهابية) حتى بدا لهم من يدعي بان الدين الاسلامي يتميز بالموادعة والمسالمة ولايكره في الدين ويعتمد الحوار مع الاخر ما هو الا رجل يرائي الحقيقة او يجهلها ، ولم ينته الامر الى هذا الحد بل يظهر اليه شبح (بن لادن) ساخرا منه ومتهكما او مستهزئا به واصما اياه بالجهل في الشريعة الاسلامية والتي يظن فيها نفسه المجتهد الضليع مذكرا اياه بجملة من الايات الكريمة التي بمجموعها تميز سورة (التوبة) عن غيرها من السور لما تحويه من الايات كآية السيف واخرى تدعو الى قتال غير المسلمين بلا هوادة وفي ذات الوقت ناسخة لكل عفو وصفح ومسالمة في الاسلام . ان البحث في دستور المسلمين القرآن الكريم وبشكل خاص سورةا لتوبة ومحاولة التأشير على تلك الايات البينات اقصد من ورائها لفت الانتباه للمراجع الدينية وعلماء الامة الاسلامية لمراجعة قراءتها وتفسيراتها لوضع الحلول الناجعة لها وذلك من خلال ما يفتون بصددها لانها اصبحت الالة القاتلة التي يهدد بها المتطرفون سلامة البشرية والامة الاسلامية على حد سواء . ان سورة التوبة التي جردت من (البسملة) لكونها نزلت لرفع الامن بالسيف وصفها حذيفة احد الصحابة الاخيار بالقول : [انكم تسمونها التوبة وهي سورة العذاب] ( ) لما فيها من سند شرعي يحلل قتل الاخر ويعذبه حيث تبدأ ببراءة الله ورسوله من كل العهود والمواثيق التي عقدها النبي (ص) مع المشركين ماهلا اياهم مدة اربعة اشهر وبعدها يكون معرضا للقتل كل مشرك استنادا لنص الاية : -[براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين ، فسيحوا في الارض أربعة أشهر واعلموا انكم غير معجزي الله وان الله مخزي الكافرين] ( ). لتكون الاية الخامسة من تلك السورة المبرر الشرعي لقتل كل مشرك اذ نصت الاية على : -[فاذا انسلخ الاشهر الحرم (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم] . ان المخيف في هذه الاية التي تبرر القتل لكل مشرك يعود الى سببين اثنين اولهما : - انها نسخت كل موادعة ومسالمة وعفو وصفح واعراض موجود في القرآن الكريم ، وهذا ما اكدت عليه معظم التفسيرات حتى بدت الايات (وجادلهم بالتي هي احسن) (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام) (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) فارغة من محتواها ، واما وجودها في الكتاب العزيز فـلا يعدو ان يكون الا تلاوة لتلك الايات فقط ، لهذا فعندما يشاهد البعض يذكرها تنديدا منه بالاعمال الارهابية فمن الممكن القول انهم يستخدمون دواء انتهى مفعوله لداء استشرى ، وذلك استنادا لقول بعض العلماء. -[اذا نقرر النسخ فقد ينسخ الحكم الاصل ، مع بقاء التلاوة] ( ) . ولهذا اعتبرت هذه الاية ناسخة لـ(125) اية كلها تدعو الى المسالمة والعفو والموادعة وبهذا التفسير ظهر الارهابيون من على شاشات التلفاز وهم يصورون لحظات الذبح لاحد اسراهم ، مما دعا البعض يصرخون متهمين الاسلام بالفاشية بعدما اتهم سلفا بالقبلية والقومية والعرقية. اما السبب الثاني فالمخيف في هذه الاية يكمن في قتل المسلم للمسلم الاخر اذ يكفي ان يكفر احدهما الاخر ليحل دمه وعرضه وماله ، وهذه الحال امتلأ بها التراث الاسلامي وما زال المسلمون يعانون منها الى الان وبشكل خاص عندما نعلم ان الرعية انذاك يتصفون بصفات البداوة التي تميزت عاداتها بالغزو ، وحتى تتوفر اسباب الغزو فما عليهم الا ان يكفروا الاخر ، وقد اثبت الباحثون ان السبب الرئيسي للفتنة الكبرى هو توقف الفتوحات فما كان من المسلمين الا ان يغزوا احدهم الاخر وذلك لعادة اعتادوا عليها في جاهليتهم ، اضافة الى هذا فقد تميزوا ايضا بالشكوى والتمرد والنفاق حتى ان الله تعالى هم بتبديلهم بقوم اخرين استنادا للاية الكريمة . -[الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيا والله على كل شيء قدير] ( ) . لذا فان اية كالاية الخامسة او الاية (29) من سورة التوبة تنزل على قوم او رعية كهؤلاء ود الله ان يستبدلهم بقوم غيرهم ليمكن تشبيهها بسلاح استراتيجي يتميز بالتدمير الشامل خصوصا ان علمنا ان الرسول وصف الرعية عندما سئل عن رأيه فيها بالقول : -[انهم عالم ومتعلم وما عدا ذلك همج رعاع لا يعبأ الله بهم] ( ) وبطبيعة الحال فان رأي الرسول (ص) عن الرعية مستنبطُ من رأيه عن رعيته آنذاك ولا اعتقد ان الرعية او قوم اليوم وبشكل خاص الذين يمارسون الاعمال الإرهابية بافضل منهم خصوصا بعد ان خاض النظام السابق بهم مجموعة متتالية من الحروب الدموية الشرسة التي ولدت في نفوسهم كل امراض السادية والتلذذ بالدم والمتتبع لسيرة الرسول (ص) لعصر انذاك لطالما يجده جاثيا على ركبتيه مادا يديه رافعا عينيه الى السماء وهو يقول اما :[اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامه] ( ) او [اللهم اني ابرأ اليك بما صنع خالد] وذلك لقتل الاول (عامر بن الاضبط) لطمعه بمتيعه وناقته ، والاخر لقتله ثمانية وعشرين اسيرا لعصبية جاهلية ، ليكرر اخر ما فعله غيره فيقتل غريمه (جنيدب بن الاكوع) ( ) في اليوم الثاني من فتح مكة مما اضطر الرسول الى دفع ديته الى اهله . ان من الآيات الخطرة التي استغلها الإرهابيون نهاية الاية الثالثة من سورة التوبة .
[وبشر الذين كفروا بعذاب اليم] ( ) وذلك من خلال تعاملهم للاسرى اذ فسر العذاب الاليم [بعذاب القتل والاسر في الدنيا والنار في الاخرة] ( ) فمن المؤكد انه أي (الاسير) سيتعرض الى ابشع انواع التعذيب ، وهذا ليس خافيا علينا لما نشاهده من على شاشة التلفاز من تمثيل وتقطيع للاوصال واستهانة للكرامة الانسانية وهناك الكثير من شهود الاثبات والعيان ممن وقعوا بالاسر وتمكنوا بطريقة ما من الافلات منهم ، اذ كانوا يتجرعون العذاب بابشع اشكاله المتمثل بالضرب المبرح الذي لا يطيقه انسان كما وانهم لا ينالون من الطعام الا الفضلات الملوثة بالقاذورات وامعانا بالتنكيل بهم فقد حدثني من تمكن من الافلات منهم باعجوبة انه طلب منهم جرعة ماء ، فما كان من احدهم الا ان يأتي بعلبة صدئة ويضع فيها قليلا من الماء ليملأها ببوله وفرض عليه شربها ، وهذا وان بدا عملا اجراميا بحتا الا ان احدى التفسيرات للاية الكريمة [(ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا) اجازت عدم اطعام الاسير المشرك] ( ) ، اضافة الى هذا فقد مورس بحقه انواع التعذيب النفسي والجسدي حتى بدا الحديث الشريف المحرم للمثلة بالكلب العقور وكانها عبارة لا يفهمونها او ان اية من أي الذكر الحكيم عملت على نسخه ، وعند البحث والتحري اتضح ان بعض شيوخ التفسير نسخوا الاية التي تحرم المثلة باية السيف او القتال ، استنادا الى الرواية التالية ومفادها : -[ما ان انتهت غزوة احد بانتصار المشركين واستشهاد اربعة وستين من الانصار وستة من المهاجرين حتى قال الانصار : [لان اصبنا منهم يوما لنربين عليهم، وقال النبي (ص) لامثلن بسبعين منهم، فنزل والنبي واقف فياصح الروايات جبريل (ع) بخواتم النحل فصبرالنبي(ع) وكفرعن يمينه] ( ) . وخواتم النحل هي : [واصبر وما صبرك الا بالله ولا تحزن عليهم ولاتك في ضيق مما يمكرون] ( ) الا ان نسخها بأية السيف [الاية 5] من سورة التوبة ادى بنا ان نشاهد الرؤوس تقطع وتنصب على اسنة الرماح ، ونراها اليوم منحورة ومرمية في الازقة وشوارع العراق ، ويبدو ان الارهابيين ارادو ان يستثمروا نهايات الاية الثالثة والخامسة من سورة التوبة فخطفوا امرأتين اندونسيتين وهددوا بذبحهما ان لم تُخرج الحكومة الاندونوسية شيخ الاسلام (بابكر بعشير) الا ان الشيخ ظهر من على شاشات التلفاز مصرحا بالقول : -[انني ارفض الخروج من السجن بهذه الطريقة] مما احـرج زعماء الارهاب في العراق فاطلقوا سراحهما ، لتعلن رئيسه الوزراء (سيكارنو) عن نيتها اقامة اسلام اسيوي يختلف عن اسلام الشرق الاوسط ، ليكن تصريحها ورفض بعشير اطلاق سراحه بهذه الطريقة وصمٌ من كليهما لاسلام هؤلاء (بالاسلام الفاشي) المجرد من الرحمة ، كما ويعد فتوى لاعادة النظر بجميع الايات التي تحمل في نصوصها وتفسيراتها ما يمكن ان توفر الغطاء الشرعي لمثل هذه الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية . اما فيما يخص العهود والمواثيق التي تربط المنظمات الاسلامية نفسها مع الاخرين خصوما كانوا ام اصدقاء ، فانهم سرعان ما يتنصلون عن تعهداتهم ومواثيقهم مع الاخرين متبعين اسلوب المكر والدهاء وذلك بتوظيفهم الاية الكريمة : -[ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين] لذا نشاهد حركة حماس على الرغم من ادعائها بالايفاء بتعهداتها تجاه منظمة التحرير الفلسطينية الا انها في ذات الوقت تسرع الى نسف الاتفاق بالعبوات الناسفة او اطلاقها الرشقات من الاطلاقات النارية بغية اغتيال قيادات تلك المنظمة في غزة مختلقة الاكاذيب والادعاءات الكاذبة ، كما ان هناك رواية اتخذتها كل الحركات الاسلامية المتطرفة خصوصا تلك التي تقسم باليمين الغليظ على حقن الدماء بين المسلمين فما ان حاصر ابو موسى الاشعري مدينة سوس (خوزستان او عربستان) حتى [صالحه دهقانها على ان يفتح له المدينة ويؤمن مائة من اهله ففعل فأخذ (الدهقان) عهد ابي موسى الاشعري ومن معه فقال ابو موسى : أعزلهم فجعل يعزلهم وجعل ابو موسى يقول لاصحابه : (اني لارجو ان يخدعه الله عن نفسه فعزل المائة وبقي عدو الله فامر به ابو موسى ، فقال الدهقان : - فنادى وبذل مالا كثيرا فابى عليه وضرب عنقه ( ) . من خلال هذه الرواية حاول المتطرفون ان يخلقوا اثناء تعهداتهم ثغورا كي يبرروا نكثهم باي اتفاق يعقدونه ، وبهذا يعتقدون انهم منسجمون مع انفسهم ومعتقداتهم لامتثالهم بهذه الرواية التي كانت بالنسبة لهم المثل الذي يحتذى اضافة الى تلك الاية الكريمة ، والا فمن البديهي ان الدهقان الذي طلب الامن لاهله بميثاق يختم عليه ابو موسى واصحابه قصد به نفسه ايضا ، ولكن نوايا المكر والدهاء جعلت مصير الدهقان كمصير الكثير من المواثيق والعهود التي جاهدت تلك التنظيمات على نكثها . ان المنظمات الارهابية لن تتوان عن القيام باي عمل مهما كان مداه الاجرامي مستهيناً بالمشاعر الانسانية ، وابشع تلك الاعمال الاجرامية خطفهم للاطفال وعدم ارجاعهم الى ذويهم ان دفعوا الفدية عنهم او لم يدفعوها مبررين عملهم ذاك بالحرص على الاسلام والمسلمين مستندين بشرعية عملهم الاجرامي هذا الى تفسير احد شيوخ الاسلام الذي قال : [ان الصغير اذا صار في ملك المسلم فهو مسلم ويضيف قائلا (الملك اولى به من النسب)] ( ) . وهذا رأي غاية في الخطورة فيكفي لان يكفر المسلم المسلم الاخر ليجرم بحقه مثل هذه الجريمة ، وقد ادلى احد المخطوفين بعد ان تمكن من الافلات منهم بطريقة ما انه شاهد طفلا مخطوفا يتراوح عمره بين الثماني وعشر سنوات اذ بدا الاعتناء به وبهندامه كما وانهم باشروا بتعليمه قراءة القرآن وليس في نيتهم ارجاعهم الى اهله على الرغم من دفع والده الفدية زاعمين : [اذا ردوا الاطفال الى اهاليهم نشأوا كفارا او كانوا فيما بعد حربا على المسلمين فامساكهم في ايدي المسلمين هو خير لهم حيث ينشأون على الاسلام وهو من مصلحة المسلمين ايضا] ( ) وهذا ما حصل كثيرا في البلدان الاسلامية الملتهبة علما ان هذا الطفل وذويه من المسلمين المتشددين كفروهم لاختلاف في الفروع، وما ان ظننت اني ادليت بدلوي وطرحت من الرأي ما عندي مغطيا جوانب الايات ذات العلاقة بالقتل والاسر من سورة التوبة ، حتى قررت المضي قدما لاسلط الضوء على اية اخرى ، الا ان ظهور شبح (بن لادن) لي جعلني اتريث قليلا ، اذ بدت على محياه ابتسامة صفراء وكأنه يقول لي : [ان ما تنعتني وتنعت به المنظمات الاسلامية او الارهابية كما تزعم وتقول فانني واياهم ننفذ امر الله تعالى على الارض ضد القوم الكافرين ، وقبل ان تنتقل الى الاية الاخرى فعليك ان تسرد سيرة الرسول (ص) في القتل والاسر والا فساتهمك بالمغالطة والتسويف وتشويه الحقائق . ان ما يقوله (بن لادن) قاله الكثيرون من رجال الدين من على الفضائيات ومن جملة ما قالوه تجاه كل عملية ارهابية يروح ضحيتها المئات من البشر هو : -[ان الاسلام دين تسامح وصفح مستشهدين ببعض الايات الكريمة ، ولكنهم ينتهون دائما بالقول : -[ان الارهابيين استفادوا من بعض النصوص القرآنية والاحاديث الشريفة دون التطرق او الخوض فيها] . في حين كان لزاما عليهم وعلى الكثير من المراجع الدينية العظام ان ينتبهوا اليها ويعيدوا قراءتها وتفسيرها والا فان بقاءها مع صلاحيتها في نسخ الصفح والمسالمة والموادعة في الفكر الاسلامي لتعد خير غطاء شرعي للاعمال الارهابية ، وكم يؤلم المشاهدين لبعض البرامج الدينية ان توجه اسئلة مكررة بسيطة تتعلق بابجديات الصوم والصلاة وطقوس العبادات الاخرى ، في حين لم يتطرق احد من الشيوخ عن طريق وسائل الاعلام عن القضايا الفكرية المهمة ، وكم كان شعوري كبيرا بالاحباط عندما ارسلت الكثير من الاسئلة الفكرية الى المراجع الدينية وبعض الشخصيات التي تعد نفسها ضمن المفكرين الاسلاميين ، ولكنهم لم يردوا على اسئلتي ولا ادري اتجاوز منهم لما قد ينتابهم من حرج ، او لانهم لا يهدفون الخوض في هذا المجال لاجتهاد ما . هناك عدة جوانب من السيرة النبوية التي استفاد منها الارهابيون في جرائمهم ومنها : تحدثنا الروايات ان عدداً من سادات قريش اجتمعوا فيما بينهم ليقول احدهم: [ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من امر هذا الرجل قط ، سفه احلامنا وشتم اباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب الهتنا لقد صبرنا منه على امر عظيم] ( ) فبينما هم في ذلك خرج الرسول (ص) من بيته الى المسجد الحرام طائفا به ولما مر بهم غمزوه (طعنوا به) ببعض القول وفي المرة الثانية غمزوه ايضا وفي الثالثة كذلك عندها وقف الرسول (ص) امامهم وقال : [اما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح] ( ) فما كان من القوم الا ان هدؤه بأحسن ما وجدوا من الكلام . ان تهديد النبي للكفار بالذبح اتخذها الارهابيون او المتشددون وسيلة وسلوكا منهجيا منظما في العمل السياسي ، الا ان الكثير من المسلمين رفضوا هذا السلوك وما الشيخ (بابكر بعشير) ورفضه الخروج من السجن كما جاء ذكره لاكبر الدليل على ذلك ، اضافة الى هذا فان محاولة التبرير لقول الرسول لهذه العبارة لممكنة جدا ، اذ من الممكن القول ان كلامه جاء كرد فعل طبيعي لما لقيه من قريش ، ولكن ما حدث في غزوتي بني النظير وخيبر وحكمه في قتل اسراهم والتي تؤكد الروايات ان القتلى وصل عددهم من (400) لبني النظير و ( 600-900) في خيبر ومن ثم بيعت نساؤهم وذراريهم ، فهذا ما يحتاج الى وقفة طويلة من قبل المراجع العظام وعلماء الامة لان هذه العملية تحمل من الوضوح في قتل الاسرى ما تعتبر اكبر غطاء شرعي للتنظيمات الارهابية ، ومن المؤكد ان تتخذ سنة للعمليات الاجرامية . ان ما نشاهده ونسمعه من تعذيب يتعرض اليه الرهائن (الاسرى) من قبل المنظمات الارهابية ونبدي تجاهها دهشتنا واستغرابنا فأني لا ارى اكثر من هذه الرواية التي سردها التاريخ عن سيرة الرسول تجاه الاسرى اذ تفيد هذه الرواية ان (كنانة بن الربيع) احد زعماء بني النظير وقع بالاسر فسأله الرسول (ص) عن كنزهم فانكره الا ان رجلا من يهود جاء الرسول وقال له : [اني رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة فقال الرسول (ص) لكنانة - أرأيت ان وجدناه عندك أأقتلك ؟ قال نعم] ( )فما هي الا فترة من الزمن حتى وجدوه] ثم سأله الرسول (ص) عما لديه فلم يدل بشيء فما كان من الرسول (ص) الا ان يأمر الزبير بن العوام بالقول : [عذبه حتى تستأصل ما عنده فكان الزبير يقدح بزند في صدره حتى اشرف على نفسه ثم دفعه رسول الله (ص) الى محمد بن مسلمة فضرب عنقه باخيه محمود بن مسلمة] ( ) . ان من يظن ان هذه الرواية حشرت حشرا في السيرة النبوية الشريفة نتيجة خطأ وقع به المؤرخون فالاية (14) من سورة التوبة توضح بما لا يقبل الشك او التأويل من ان التعذيب اقر فيما بعد عن قول الله تعالى في كتابه العزيز : [قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين] ان التعذيب والقتل العنيف لم يكن مقصورا على الرجال دون النساء ولذلك نشاهد ونسمع عن الكثير من النسوة اللواتي عذبن وقطعت اوصالهن او اجسادهن من قبل المنظمات الارهابية ، وعلى ما يبدو ان هذه الافعال الشنيعة برروها لما قام به احد الصحابة واولي السبق في الاسلام (زيد بن حارثة) بام قرفة اذ ذكر عنه انه (قتلها قتلا عنيفا) والسبب يعود في ذلك انه عندما غزا قبيلتها لم يتمكن منها في بادئ الامر ، فاقسم على نفسه انه لا يغتسل من الجنابة الا ان يأخذ بثأره منها وما ان اغار على قبيلتها في المرة الثانية حتى تمكن منها فقتلها (قتلا عنيفا)( ) واسر ابنتها فهداها الرسول الى خاله (حزن بن ابي وهب) فانجبت له عبد الرحمن بن حزن . ان السُنة التي يتبعها الارهابيون يشملون بها سنة الصحابة واولي السبق في الاسلام ولا اجد زيدا الا من هؤلاء . ان الغطاء الشرعي الذي استند عليه شيوخ الارهاب من النصوص القرآنية والسيرة النبوية جعلت منهم ان يفتوا بضمان دخول الجنة التي عرضها السماوات والارض جميع القتلة وقد راح احدهم بعيدا ليؤكد في فتواه بالقول : [ان الذي قتل الالاف من الابرياء في اسواق العراق وشوارعها ما هو الا امير للشهداء يسكن الجنة وله حق الشفاعة لسبعين مسلما عند الله يوم القيامة] ، علما ان احدى تفسيرات الاية الكريمة :[قل ما كنت بدعا من الرسل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم] لتخبرنا ان هذه الاية نزلت يوم وفاة (عثمان بن مظعون) حيث قال احد الحضور :[هنيئا له الجنة] فقال الرسول الله (ص) [والله ما ادري وانا رسول الله ما يفعل بي] ( ) . وفي رواية اخرى ان غلام رسول الله اهداه اليه رفاعة بن زيد الجذامي كان يضع رحل رسول الله (ص) اذ اتاه سهم فاصابه فقتله فقلنا : [هنيئا له الجنة فقال رسول الله (ص) والذي نفس محمد بيده ان شملته الان لنحترق عليه في النار ، كان غلّها (اخذها) من فيء المسلمين يوم خيبر] ( ) فما ان سمعه احد اصحاب الرسول حتى قال له :[اصبت شراكين لنعلين ، فاجابه الرسول يقد لك مثلهما من النار] ( ) . فكيف بهؤلاء ان يفتوا بمن قتلوا المسلمين ابشع القتل ليضعونهم في جنة عرضها السماوات والارض واياديهم ملطخة بالدماء . وما ان قررت ان استريح قليلا بعد ما بذلته من جهد في كتابة بحثي هذا حتى ظهر لي وللمرة الثالثة شبح (بن لادن) وعلى محياه ملامح البشر والارتياح فسألته قائلا : ما بك يا شيخ ؟ فاجابني بالقول . لقد امضيت ليلة حمراء مع جميلة تمكن المجاهدون من اسرها ، وقد رميت عليها عباءتي مسرعا قبل ان يغل (يقسم) المجاهدون الغنائم . ان هذا الحدث ليمثل بحق الطامة الكبرى للمسلمين بشكل خاص وللبشرية بشكل عام ، لما تحمل من شرعية في اغتصاب النساء والاعتداء على اعراضهن والغريب في الامر ان ايتين كريمتين تؤكدان على شرعية الاعتداء على النسوة ، واولى تلك الروايات التي تمثل تفسير احدى الايتين تحدثنا ان مجموعة من النسوة وقعن بالاسر لدى المسلمين في غزوة حنين بوادي اوطاس ، فاراد المسلمون ان يأتوهن ، فقلن لهم : ولكن لدينا ازواج ؟ فذهبوا الى الرسول (ص) يسألونه فنزلت الاية (24) من سورة النساء والتي تنص : -[والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم] ( ) أي حرمت عليكم ذوات الازواج الا الدماء من السبي فلكم وطؤهن وان كان لهن ازواج في دار الحرب . وكم استغلت هذه الاية من ذوي النفوس الضعيفة اصحاب الرذيلة والفجور ، بل ان الروايات التاريخية تحدثنا ان سبب الخلاف بين عمر بن الخطاب (رض) وخالد بن الوليد وسعيه في تنحيته عن قيادة الجيش الاسلامي ايام خلافة ابي بكر (رض) يعود الى اعتداء قام به خالد ضد زوجة مالك بن نويرة بحجة الجهاد في سبيل الله ، ولكن رفض ابي بكر (رض) ادى بعمر بن الخطاب ان يؤجل يوم عزله الى يوم نصب خليفة على المسلمين . وفي سورة التوبة تؤكد الاية (49) احقية المسلمين في وطء غيرهم من النساء اذ تنص هذه الاية : [ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين] ليكون تفسيرها الاتي :[لما اراد النبي (ص) ان يخرج الى غزوة تبوك قال للجد بن قيس :يا جد بن قيس ما تقول في مجاهدة بني الاصفر فاجابه الجد : يا رسول الله اني امرؤ صاحب نساء ومتى ارى نساء بني الاصفر (لجمالهن) افتتن فأذن لـي ولا تفتني ، وفي رواية اخرى قال الرسول (ص) : اغزوا تغنموا بنات بني الاصفر] ( ) . ان الدهشة التي اعترت الكثير من المسلمين وذلك في عدم استنكار عمداء المدارس الدينية في الباكستان بسبب اغتصاب بعض المنشددين للفتيات الصينيات الستة يعود الى هذه الاية والاية التي قبلها حيث وفرت لهم الغطاء الشرعي على عملهم القبيح ، كما وان لهاتين الايتين السبب في كثرة اختطاف النسوة ومن ثم الاعتداء عليهن وقتلهن كما فعلت معظم المنظمات الارهابية فـي العراق وفي عهد ليس بالبعيد في الجزائر ، وكم كان الاسف والاسى شديدا عندما يظهر بعض هؤلاء من على شاشة التلفاز من يدلي باعترافاته حتى يظهر من على فضائية اخرى من ينتمي الى حزب اسلامي وحاصل على شهادة الدكتوراه في احدى العلوم الانسانية وهو يكيل بالاتهامات على تلك القناة التي تفضح اساليبهم امام العالم ، لنستشف من دفاعه عنهم تأييده لهم معتبرا عملهم القبيح جهادا في سبيل الله لما يحمل من افكار تكفيرية بحق المسلم الاخر الذي جعل منه مشركا . ان مخاطر مثل هاتين الايتين تعود بالضرر على المسلمين قبل غيرهم ، فلولا عناية الله ورعايته لكان علينا ان نتصور امهات المؤمنين اسارى بيد المرتدين ان تمكنوا من الانتصار على المسلمين والدخول الى المدينة ، لتدور الايام دورتها لتقع في السبي بناة العترة النبوية الشريفة ولولا رعاية الله وحفظه لوقعت السيدة زينب او ام كلثوم او فاطمة بنت الحسين (ع) في نصيب احد القتلة كجارية لديه ، الا ان (يزيد) على جرائمه هاله ان تكون زينب او احداهن جارية لجلفٍ منهم على الرغم من ابداء احد زعماء الشام رغبته في وضع السيدة زينب (ع) ضـمن حاشية جواريه وحريمه ، وكم يحز في نفسي وانا اشاهد من نافذة التاريخ نساء المستعصم بغض النظر عن طبيعة حكمه وهن جواري يرقصن امام هولاكو بعد ما كان الحديث معهن لا يتم الا من وراء حجاب . ان امتلاء التراث الاسلامي بسلاسل الجريمة وجحافلها تمكن القائمون من الحكام ، ووعاظ السلاطين من التعتيم عليه ، ولكن ما ان ظهرت الى العيان وامام العالم اجمع هذه الجرائم لترتكب باشكال مقززة للنفس البشرية والمثل العليا والاخلاق السامية حتى دعت دول العالم وبعض رجال الدين الى اعادة النظر في المناهج التعليمية التي تنمي الاحقاد وتدعو الى شرعنة الجريمة ، على ان اعادة النظر وتغيير المناهج الدراسية لا يعدو الحل الامثل او الصائب ، وذلك لانها ان لم تدرس في المدارس فستذكر من قبل ائمة المساجد والحلقات الخاصة على الكثير من الشباب والاحداث ليكونوا فيما بعد اليد المنفذة لها ، والدليل على صحة هذا الرأي هو ان الكثير من الافكار السياسية تقدمية كانت ام رجعية فانها لم تدرس في المدارس ولكن لها جذورها الضاربة في الاوساط الشعبية ، لذا فمن الافضل اجماع علماء الامة ومراجعها العظام على العمل في نسخها اما القول ان النسخ لا يجوز ان تقاطع مع النص القرآني ، فسيرة بعض الخلفاء الراشدين واخص بالذكر عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب (ع) افتيا بما يخالف النص كما ذكرت في الفصول السابقة ، كما ان عمر بن عبد العزيز (رض) لم يجب الجزية من أهل الذمة على الرغم من وجود نص قرآني يأمر بذلك ، على اني لن آت بما فعله الخلفاء الاخرون من بني امية او العباس من إجراءات وفتاوى تتضارب مع النص القرآني باعتبارهم ليسوا القدوة الحسنة او المثل الذي يحتذى . ان القرآن الكريم مليء بالناسخ والمنسوخ او لنقل ان الآيات التي نزلت تباعا كانت تجاري مستجدات الحياة ، والمستجدات الحالية تتطلب من علماء الامة والمراجع الدينية ان يحملوا على اعبائهم المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقهم خصوصا وان المنظمات الارهابية استغلت بعض الايات التي ذكرناها استغلالا اساء الى الاسلام واظهره بمظهر لا يليق بدعاته ونبيه واركان ايمانه . ومن البديهيات ان اول من سيقف في وجه هذا التغيير او هذه المحاولة هم زعماء الارهاب لانهم استفادوا فائدة جمة من هذه الايات اذ يَعدون بها المضلل بهم بما لذ وطاب من ملذات الدنيا وتعده ايضا بنعيم الاخرة ، ففي الاولى تعده بالثراء لقتل الاخر وذلك من خلال الاستيلاء على امواله واغتصاب نسائه واسترقاق ذريته وامتلاك بيته ، وفي الثانية تعده بالجنة التي عرضها السماوات والارض تحيط به اثنتان من الحور العين بعد ان يحضر مأدبة فيها النبي (ص) مع رهط من اصحابه لينتقل بعدها على شواطئ انهار من الخمر يروي ظمأه منها . من الصحيح ان استنكار شيخ الازهر للعمليات الارهابية في العراق وغيره من البلدان هو افضل بكثير ممن صرح بكل وقاحة وصلف بالقول (ان القاعدة منا ونحن منهم) واستنكار مفتي السعودية لهذه العمليات هو افضل بكثير من الروايات التي يذكرها التاريخ بالقول : ان الشيخ الفلاني نام بجانب المسجد النبوي فرأى في حلمه النبي او احد الاولياء يعطيه سيفا ليكفر جانبا عريضا من المسلمين ويبطش بهم ذبحا وتنكيلا ، على ان من الاجدى للشيخين ان يهما مفتي السعودية وشيخ الازهر للعمل على قراءة جديدة لتلك الايات القرآنية والاحاديث النبوية التي احالها الارهابيون الى بارود ينفجر بالمئات من الابرياء ويزهق ارواحهم ، وذلك كي يضعوا حدا جذريا للمذابح التي ترتكب باسم أي الذكر الحكيم والسيرة النبوية الشريفة ، والا فلا طائل من استنكارهما لان المقابل ليس شخصا عاديا او مواطنا ساذجا ، بل ان جانبا عريضا من المسلمين ينظرون اليه على انه شيخ من شيوخ الاسلام واحد ائمته الا انه اختار لنفسه ان يكون احد ائمة الارهاب او الرعب يفزع العالم بالقرآن الكريم ويرعبه بالاحاديث الشريفة . اضافة الى هذا فان شيوخ الاسلام امعنوا بالتشدد فيه (الدين) ولكنهم صاغوا تشددهم هذا صياغة اعتقدوا انها محببة الى النفوس حيث رافقوا الفروض ما اسموه الاستحباب ليظهر لنا اسلام اكثر تشددا وتزمتا وعلى سبيل المثال فان دعوة النبي في القول : [لا وجود لدينين (او قبلتين) في الجزيرة] ذهب المتشددون به بعيدا ليشملوا به الناس في بقاع الارض المختلفة ، وهـذا ما حصل في محافظة صعدا في اليمن ، وجدت بشكل ابشع في العراق ، حتى اخذ البعض من الزعماء يفقدون الهوية الوطنية للكثير من المدن والاحياء العراقية وذلك من خلال تهجيرهم للمسلمين من محال سكناهم ليستولوا على بيوتهم وممتلكاتهم ، وفي الوقت الذي فرض الله على نساء النبي (ص) فقط ان يقرن في بيوتهن ، ارتأى المتشددون ان تقر المسلمات كافة في بيوتهن ، وما ان تمكنت حركة طالبان من السيطرة على مقاليد الحكم في افغانستان حتى اصدرت قرارات بمنع المرأة من العمل فكان تعليق احد المختصين على هذا القرار من (اذاعة لندن) بالقول : -(انها دعوة الى الزنا) وذلك لعلم الجميع ان المرأة الافغانية هي المعيل والعصب الاقتصادي المهم للنسبة المئوية الاعظم للشعب الافغاني ، وذلك اما لأعاقة زوجها او استشهاده . وفي الوقت الذي فرض الحجاب على المرأة نشاهد امثالهم يفرضون النقاب عليهن وقد تتعرض المرأة الى ما لا يحمد عقباه من قبل هذه التنظيمات ان لم تلتزم به ، في حين تشدد البعض كثيرا في هذا المجال حدا انهم اطاحوا بدور المرأة في المجتمع من خلال فرض الاقامة الجبرية دون اعطاء الحق لها في العمل والتعليم . وفي لقاء مع احد شيوخ التطرف من على شاشة التلفاز سألته المذيعة قائلة : -[ان شاهدت امرأة بلا حجاب فهل ستحثها على لبسه ؟ ليكون رده ! -ان شاهدت امرأة بلا حجاب وفي نفس الوقت شاهدت شخصا يزور قبرا لمنعت الذي ينوي زيارة القبر لان في عمله هذا نبتة الشرك ، ليخرج بكلامه هذا بما هو اتعس كثيرا مما لو طلب او امر سافرة على ارتداء الحجاب وذلك لما يحمل رأيه من افكار تكفيرية تدفع الى مزيد من الحروب الاهلية التي اكتوى المسلمون بنيرانها . ان استنكار العمليات الارهابية من قبل شيوخ الاعتدال الاسلامي امر يساعد الى حد ما الى التقليل من شدتها وحدة التطرف اليها من قبل الاحداث والشباب ، ولكن هذا الاستنكار يبقى ناقصا مبتورا لان الفكر الاسلامي يحوي على آيات صريحة في قتال الاخر والاستهانة به واهم تلك الايات الاية (29) من سورة التوبة والتي تنص : -[قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية على يد وهم صاغرون] . ان نص هذه الاية يدعو المسلمين في ان يكونوا بحرب دائمة مستمرة ما دام امامهم مشرك او متدين بدين اخر غير دين الاسلام ، ولهذا تحولت الدولة الاسلامية الى دولة عسكرية لم ولن تتوقف ماكنتها الحربية ، ما اضفت على النظام طبيعة متميزة بالبطش ورفض مفهوم الحوار وهذا ما اثر على واقع انظمتنا الحالية الرافضة للرأي الاخر فتغلب عليها لغة التكفير والبطش بابشع الوسائل والطرق ، في حين ادى نصها الثاني : -[حتى يعطوا الجزية على يد وهم صاغرون] الى ان تستغل من قبل الحكام وبعض شيوخ الاسلام ابشع الاستغلال اذ قال السيوطي مفسرا لها : -[انها تؤخذ بالاهانة فيجلس الاخذ ويقوم الذمي ويطأطئ رأسه ويحني ظهره ويضعها في الميزان ويقبض الاخذ لحيته ويضرب لهزمتيه] ( ) . وعلى الرغم من استنكار بعض الشيوخ لهذا التفسير الا انهم اقروا بالصغار اذ قال ابن القيم : -[ان الصغار هو التزامهم بجريان احكام الله تعالى عليهم ، واعطاء الجزية فان ذلك هو الصغار] ( ) . وبطبيعة الحال فان الحكام والولاة لم يتخذوا الا التفسير المتشدد ليجبوا الجزية من شعوب البلدان المفتوحة فلم يكتفوا بتفسير السيوطي او امثاله بل جاءوا بما هو ابشع منه فتحدثنا الروايات : ان الوالي عمرو بن العاص اشترط على اهل الذمة من البربر [بيع ابنائهم وبناتهم فيما عليهم من الجزية] ( ) في حين اشترط الخليفة عمر بن الخطاب (رض) على اهل الذمة: -[ان تجز نواصيهم وان يركبوا الاكف وان يركبوا عرضا وان لا يركبوا كما يركب المسلمون وان يوثقوا المناطق الزنانير] ( ) ولم تنته الاجراءات الى هذه الحدود بل امر ان (تختم رقابهم كعبيد) ( ) وقد اظهر احد جباة الجزية في بداية عهد الفتوحات ما افزع به اهل الذمة والدهاقين من الفرس حيث قام [بحلق شعره قائلا : [افعل هذا لأنني لم اودي الجزية وكان الحلق عندهم عظيما] ( ). ان هذه الاجراءات التي قام بها عمر تجاه اهل الذمة ومنها وضع ختام الرقيق على رقابهم ما كان ليفعلها وهو القائل : -[متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا] الا انه ملزم في تنفيذ او تطبيق هذه الاية الكريمة ، وعلى الرغم من ان عمر كان شديدا على جباته بحيث ان احدهم جاء بمال كثير فسأله عمر (رض) بالقول : -[او فيه دعوة مظلوم ، او مال يتيم او ارملة ؟ فاجابه -لا والله ، بئس والله الرجل انا اذن] وفي رواية اخرى اتي لعمر بن الخطاب مالا كثيراً من الجزية فقال : اني لاظنكم قد اهلكتم الناس قالوا : لا والله ما اخذنا الا عفوا صفوا قال : فلا سوط ولا نوط قالوا : نعم قال الحمد لله الذي لم يجعل ذلك على يدي ولا في سلطاني] ( ) . كما انه اسقط الجزية على المرضى والضعفاء واسقطها عن الرهبان واهل الصوامع وفي يوم مر شيخ من اهل الذمة يسأل عن ابواب الناس فقال عمر : [ما انصفناك ان كنا اخذنا منك الجزية في شبيبتك ثم ضيعناك في كبرك ؟ ثم اجرى عليه من بيت المال ما يصلحه] ( ) . ورغم كل هذه التسهيلات التي ابداها عمر (رض) الا ان اهل الذمة اثروا الخلاص من حالهم معتبرين انهم اذلاء لما هم عليه ، ولهذا نرى البعض جاهدوا على ان يبيعوا ارضهم للخلاص من خراجها ولكن عمر (رض) يرفض ويستدعي من اشتراها قائلا : -[ممن اشتريتها ؟ فيجيبه قائلا : من اهلها ، قال عمر هؤلاء اهلها واشار الى المهاجرين والانصار] ( ) باعتبارها فيء للمسلمين وفي موقع اخر يقر عمر بعبودية اهل الذمة رغم استنكاره لها فيقول : [لا تشتروا رفيق اهل الذمة ولا اراضيهم لانهم فيء للمسلمين] ( ) . [وفي يوم سأل رجل بن عباس قائلا : [اني اكون بهذا السواد فاتقبل ، ولست اريد ان ازداد ، ولكني ادفع الضيم ، فقرأ عليه ابن عباس الاية (29) ثم قال : لا تنزعوه من اعناقهم وتجعلوه في اعناقكم] ( ) وهناك رأي اخر يقر بأن اعطاء الجزية عمل يدل على ذل صاحبه لذا قال ابو عبيد عن لسان غيره : [من اقر بالطسق (الجزية) فقد اقر بالصغار] ( ). من خلال ما ذكر يتضح ان اهل الذمة وشعورهم بالمهانة لابد وانهم يفكرون بالثورة ضد الدولة الاسلامية وبهذا يكون المسلمون قد زرعوا بذرة الثورة ضدهم بسبب هذه الاية ، وتحدثنا الروايات ما هو اكثر من ذلك فما ان قام الخارجي الحريث بمقاومة حكم الامام علي بن ابي طالب (ع) انضم معه مجموعة من اهل الذمة( ) ، علماً ان الامام ( ع ) كان يوصي جباته بالقول : [ يا عباد الله أرسلني اليكم ولي الله لآخذ منكم حق الله في أموالكم ، فهل لله في أموالكم حق فتؤدوه الى وليه ؟ فأن قال لك قائل لا ، فلا تراجعه] ( ) فكيف الحال بهم وبمشاعرهم تجاه الدولة الإسلامية عندما حكمها حكام عرفوا بجورهم وظلمهم ، بل انهم استغلوا هذه الاية ابشع استغلال فما ان اعتنق اهل الذمة الاسلام حتى فرض (الحجاج بن يوسف الثقفي) الجزية عليهم ايام خلافة عبد الملك بن مروان ، ليبرر شيوخ الاسلام لوقت انذاك تصرفه بحجة الحفاظ علـى السيولة النقدية لحاجة الدولة اليها ، ليقع هؤلاء المجتهدين في مطبين اولهما نسخ الحديث الشريف الذي ينص : -(لا جزية في الاسلام) والمطب الاخر خلق اعداء حقيقيين للدولة الاسلامية او العربية ، لهذا فما ان جاء مروان بن محمد اخر خلفاء بني امية الى اقباط مصر ليعينوه ضد العباسيين لم ينجدوه بل حاربوا مع العباسيين ظنا منهم انهم سينصفونهم الا ان العباسيين ضاعفوا عليهم الجزية حتى قال شاعرهم : ياليت جور بني مروان عاد لنا ياليت عدل بني العباس في النار( ). من الصحيح ان الطغاة لا يحتاجون الى مبررات لممارسة طغيانهم ، ولكن الذي حدث وجود مجموعة من الايات كهذه وغيرها وفرت لهم الشرعية لايقاع جورهم بين الشعوب اسلامية كانت ام غير اسلامية ، ويكفي ان اسرد هذا المثل لاحد خلفاء بني امية لنتصور فيما بعد ما فعل باهل الذمة بنو العباس على الرغم من ترحم الشاعر على بني امية ، اذ يوصي الخليفة (سليمان بن عبد الملك) في رسالة بعثها الى (اسامة بن زيد التنوخي) متولي خراج مصر بالقول : -[احلب الدر حتى ينقطع واحلب الدم حتى ينصرم] ( ) . وفي يوم جاء زعيم الذميين في مصر يسأل الوالي عمرو بن العاص قائلا: -[اخبرنا ما على احدنا من الجزية ، فقال عمرو وهو يشير الى ركن الكنيسة: لو اعطيتني من الارض الى السقف ما اخبرت ما عليك ، انما انتم خزانة لنا ان كثر علينا كثرنا عليكم وان خفت عنا خففنا عنكم] ( ) . ومن خلال كلام الوالي يتضح ان مبالغ الجزية كانت في تصاعد مستمر ليلقى اهل الذمة من الجور ما فاق طاقة كاهلهم ، لذا قاموا بالهرب من قراهم ومدنهم تخلصا من الجزية ، الا ان الولاة ابتكروا وسائل وطرق عديدة لارجاعهم وعلى رأسهم (الحجاج الثقفي) وذلك أن ختم على يدهم اسماء قراهم ليعادوا اليها كما حضر عليهم قتل البقر لتستخدم في الحراثة ، وكل هذا لينشغل في حروبه الداخلية والخارجية كما فعل والي مصر قرة بن شريك مثلما فعل الحجاج حيث قام بختم الهاربين من قراهم على جباههم وأيديهم أسماءها ليرجعوا اليها ، علما ان الولاة ضاعفوا الجزية والخراج معا في وقت غرقت معظم الأراضي الزراعية بالفيضانات ، كما تحول مجرى الماء عنها ، ليعاني اهل الذمة من الجور والطغيان ما يعجز القلم واللسان عن وصفه ، لذا فما ان ذكر امام (عمر بن عبد العزيز) ظلم الحجاج وغيره من الولاة ايام الوليد بن عبد الملك حتى قال : -[الحجاج في العراق ، و الوليد في الشام ، و قرة في مصر ، و عثمان بالمدينة وخالد بمكة ! اللهم قد امتلأت الدنيا ظلما وجورا فأرح الناس] ( ) . ليقول فيما بعد عمر بن عبد العزيز عن الحجاج لما يحمل من ضغينة تجاهه بسبب ظلمه وبطشه : -[لو ان الامم تخاثبت يوم القيامة فاخرجت كل امة خبيثها ثم اخرجنا الحجاج لغلبناهم] ( ) . وما ان تسلم الخلافة (عمر بن عبد العزيز) حتى تنفست الارض ومن عليها الصعداء ، لما اجرى من اصلاحات خدمت البشرية قاطبة ، واول عمل قام به عطل الفتوحات التي كادت ان تخترق اوربا من الشرق والغرب ، لانه كان يشهد ان تلك الفتوح لم تكن في سبيل الله او اعلاء شأن الدين ، وانما لسلب ونهب اموال الخصوم طلبا للثراء والحصول على المزيد من السبايا والعبيد( ) ، ثم نظر الى الكعبة ومسجد المدينة ودمشق فوجد فيها صفائح الذهب وسلاسل القناديل والرخام والفسيفساء فقال : -[رأيت اموالا انفقت في غير حقها فانا مستدرك منها فراده الى بيت المال اعمد الى ذلك الفسيفساء والرخام فاقلعه واطينه وانزع تلك السلاسل واجعل مكانها حبالا ، وانزع تلك البطائن وابيع جميع ذلك من مسجد المدينة ودمشق] ( ) . اضافة الى هذا فقد ساوى بين الموالي والعرب في العطاء ، والغى الجزية عن اهل الذمة قائلا : -[ان الله بعث محمداً داعياً ولم يبعثه جابيا] ( ) وبهذا ارفق عمر بحال اهل الذمة كثيرا والملفت للنظر ان الحجاج وغيره من الولاة عندما ضاعفوا الجزية ظلت خزائن الدولة تشكو من الضائقة المالية ، في حين عم الخير الجميع ايام عمر بن عبد العزيز على الرغم من الغائه الجزية على اهل الذمة ليتضح لنا مدى تأثير الحروب على مصير الشعوب ودور الحاكم العادل تجاه الرعية . الا ان هذا الاصلاح الذي جاهد (عمر بن عبد العزيز) على انجازه كان من السهل القضاء عليه والطعن به من قبل اي خليفة اخر مختلقا الكثير من التبريرات وخير التبريرات كلام الله وقوله المنصوص في أي الذكر الحكيم وبشكل خاص الاية (29) من سورة التوبة لترفع امام الخليفة ليكون تطبيقها وتنفيذها على ارض الواقع اولى الاعمال في جدول اعماله وبشكل خاص نصها الاخير [حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون] . ولهذا باشر الخلفاء بعده يجبي الاموال من اهل الذمة وبمبالغ مضاعفة ، في حين اعلنت الحروب على البلدان الاخرى تحت نفس التبرير المتمثل بالاية [فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم] ( ) والايات الاخرى والناسخة للاعراض والصفح والمسالمة والداعية الى قتال المشركين من العرب واليهود والنصارى والمجوس لتعاني الرعية من جديد شدة الفاقة وكوارث الحروب ليضيف عليها ايمن الظواهري في احدث تصريحاته الهندوس والبوذيين . ان الحديث الشريف الذي يدعو فيه النبي محمد (ص) بالقول : -[ان الله يبعث لهذه الامة عند رأس كل 100 سنة من يجدد دينها] فبطبيعة الحال فان التجديد لا يمكن ان يتم بالحروب واقصاء الاخر وتهميشه او تكفيره بل من خلال استخدام اسلوب الحوار والاقناع فمن الممكن توظيف الاختلاف في تفسير الايات القرأنية لخدمة المسلمين وذلك من خلال التفسير الميسر للصعوبات التي نواجهها حتى في فروضنا واتمام طقوس عبادتنا في حين علينا ان ننشط في توسيع الجانب الاممي الذي بحثنا عليه (الاسلام) وذلك من خلال الوقوف على الايات والاحاديث التي ندعو في ظاهرها وباطنها الى قتال الاخر او الاستهانة بكرامته ، ولا اجد ضيرا في نسخها ان جاز لي التعبير من قبل المراجع الدينية العظمى وعلماء الامة الاسلامية ، ولا اراهم سيقعون بالخطيئة الكبرى لسبب مهم هو : - ان الاسلام في بداية عهده كان لا يكره في الدين ، حتى ان مسلما كان له شابان مسيحيان ، فجاء الى الرسول (ص) يقول له : أكرهما على الاسلام ؟ فاجابه الرسول : (لا اكراه في الدين) ( ) وهذه سنة سنها الرسول في بداية عهده ولا اظن الرجوع اليها خطأ فادحا خصوصا وان هناك الكثير من المؤتمرات الدينية التي تحث على حوار الحضارات او حوار الاديان للوصول الى صياغة مشتركة للتعايش مع الاخر ، ولا اظن ان من الصواب ان تتحاور جهة من اجل تحقيق هذا الهدف الاسمى وفي ادبياتها اية تمثل السيف البتار القاطع لرأس الاخر . ان من لا يقتنع ببحثي هذا فعليه ان ينفرد بنفسه مفكرا بالتاريخ الاسلامي عربيا كان ام فارسيا ام تركيا ام افغانيا (وعذرا لهذا الاسهاب الا ان اسهابي يدخل في صلب الموضوع ، لاوضح فيه ان كل من يقتنع او يؤمن بهذه الافكار ضمن هذه الايات سيجد نفسه ملزما لقتال الاخر ومقصيا له ، في حين هناك من الافكار ما تجعل عابد البقر يتآلف مع عبدة الاله الواحد والاثنان يتعايشان مع من ينظر الى وحدانية الله على انها الثالوث المقدس ، والجميع لا يجدون ضيرا لمن يتخذ من بوذا او كونفوشيوس الها لهم . ان الفكر الاسلامي بقرآنه الكريم واحاديثه الشريفة قبل نزول سورة التوبة لهو الديمقراطية بعينها فالايات جميعها تدعو الى التعايش مع الاخر والاحسان اليه بالكلمة الطيبة (وجادلهم بالتي هي احسن) لايمانه بالحوار في حل النزاعات ، وما ميثاق العهد الذي قطعه الرسول مع اليهود في المدينة لاكبر الدليل على المعايشة مع الاخر كما كان الرسول يحمل من بعد النظر وسعة الافق ما جعله يتعامل مع المشركين في الكثير من معاملاته التجارية بل ان معظم سلاحه او بعضه اشتراه من صفوان بن امية وهو ما يزال مشركا لا يؤمن بالاسلام عقيدة . كما قام النبي بالوساطة لقريش لدى ثمامة بن اثال بعد ان قطع الاخير طريق التجارة عليهم مما اضطروا الى ان يأكلوا الوبر ويمتصوا الدماء . ان ادعاء البعض ان النسخ لا يجوز ان تعارض مع النص فهناك من الروايات التاريخية التي تحدثنا من ان اللجنة المكلفة على جمع القرآن بعد حروب الردة وانتهوا منه ايام خلافة عثمان بن عفان ، حرقوا الكثير من الصحف القرآنية علما ان اللجنة والخليفة ليسوا بموقع يؤهلهم الاتصال مع الوحي ، لذا فسلامة للمسلمين من شر القتال فيما بينهم وبين الشعوب الاخرى فعلى المراجع الدينية وعلماء الامة ان يقفوا امام هذا الحدث كثيرا (حرق الصحف) وينطلقوا منه في استنباط ما قد يمكنهم من الخروج بمخرج للفتوة التي تدعو الى نسخ هذه الايات ، علما ان الحديث انف الذكر (ان الله يبعث لهذه الامة على رأس كل 100 سنة من يجدد دينها) فاعتقد الا تجديد للدين ان كان القول بعدم جواز النسخ ان اصطدم أو تقاطع مع النص. اضافة الى هذا فهناك الكثير من الاحاديث الشريفة والاحكام التي افتى شيوخ الاسلام بالتجاوز عنها ومنها على سبيل المثال الحديث النبوي : -[الائمة من قريش] ان نجد شيوخ التفسير عند البعض اجازوا ان يكون الامام من غير قريش ، بل ومن الممكن ان يكون عبدا حبشيا ، وهناك رواية اخرى تتحدث عن النبي (ص) وام المؤمنين عائشة (رض) فما ان فتح الرسول مكة حتى طلبت السيدة ام المؤمنين (رض) ان يبني الرسول بيتا ليظلهما من حر الشمس فاجاب الرسول (ص) قائلا : -[الا انما هي مناخ من سبق] ( )وفي حديث اخر للرسول (ص) قال : -[ان مكة حرام ، حرمها الله ، لا يحل بيع رباعها ولا اجور بيتها] ( ) . وفي حديث لعبد الله بن عمر قاله مقتديا بالرسول (ص) : [من اكل من اجور بيوت مكة فأنما يأكل في بطنه نار جهنم] ( ) في حين كتب عمر بن عبد العزيز الى امير مكة قائلا : [ان لا يدع اهل مكة يأخذون على بيوت مكة اجرا فانه لا يحل لهم] ( ) وغيرها الكثير من الاحاديث التي تحرم البيع والشراء لعرصات مكة ، ولكن ما ان تقدم الزمن وتحولت شعاب مكة الى عمارات وقصور فلا اظن الا ان افتى من شيوخ الاسلام بنسخ الحديث الشريف واجاز بيع وشراء وكراء بيوتها ، وعلى الرغم من اقرار القرآن الكريم للعبيد والجواري ، الا ان المجتمع الاسلامي ما ان تطور في علاقاته الاجتماعية حتى الغى العبيد والجواري ليلغي فيما بعد الكثير من العادات مع حفاظ المسلمين على عقيدة التوحيد واركان الايمان . ان استشهادات زعماء الارهاب الكثيرة والتي تجزم جميعها بان الفكر الاسلامي يعد مصدرا للارهاب ، جعل الكثير من الشعوب تتوجس من المسلمين خيفة ، حتى ان استطلاعا قام به احد الصحفيين الامريكان في احد مطارات امريكا قال احدهم : -[انني اشعر بالرعب عندما يجلس بقربي مسلم] لتتضخم المخاوف عند الجميع وبشكل خاص بعد احداث 11/9/2001 ليعلن رئيس وزراء هولندا صراحة : -[يجب عدم قراءة القرآن على الملأ] ليقع المسلمون قاطبة دون استثناء بالخطأ الكبير وذلك لتنديدهم الشديد والقاسي له ، في حين كان لزاما على المسلمين وبشكل خاص المعتدلين منهم ان يهدئوا من روعه ويزيلوا مخاوفه ليبحثوا بعقلانية هادئة عن السبب الذي دعا بزعيم نظام جبل على الا يفرق بين الاديان والاعراق والمعتقدات ليصل المسلمون الى الحل الامثل . اما ظهورهم بمثل هذا المظهر العنيف والذي صدر من المسلمين كافة لا فرق فيما بينهم من ينتمي الى القاعدة عن سواها فهذا ما يدعو الى الاسف الشديد ويزيد مـن المخاوف لدى الاوربيين والشعوب الاخرى ، وسيجعلنا نخسر الكثير من سمعتنا وسمعة ديننا الذي وصمت ايديولوجيته بالارهاب ، ولهذا بدأنا نسمع التكهنات الصادرة بين الحين والاخر من قبل بعض الزعامات العسكرية وبشكل خاص الامريكية بامكانية حدوث حرب (عالمية ثالثة) ضد المسلمين ، وعلى ما يبدو ان هؤلاء الزعماء اطلعوا على تلك الايات التي تحث على القتل والتدمير والحرب المستمرة ، حتى ان احد الزعماء الإسلاميين في العراق من الذين لا يعلمون حقيقة هذه الايات صرح بعد علمه بها بالقول : -[انني لا اتصور ان القرآن العظيم يمكن ان يختزل بآية واحدة] وبطبيعة الحال يقصد هنا اية [5] من سورة التوبة . ان الخوف وكل الخوف يتمحور في تمكن المنظمات الارهابية من الحصول على قنابل نووية صغيرة لها امكانية القتل الجماعي ، وهذا الاحتمال ليس بالصعب والمستحيل وذلك لتوفر موادها تحت باطن الارض في دول العالم الثالث وذلك عندما قامت بعض الدول العظمى بردم مخلفات مفاعلاتها النووية في براري وصحاري دول العالم الثالث ، ومن غير المستبعد استنادا الى المعطيات اليومية من ان تستعملها هذه المنظمات لترد عليها الدول العظمى بالقنابل الذرية والهايدروجينية لتحدث الكارثة بالانسانية جمعاء ويتلوث كوكبنا . ان الواجب على المراجع الدينية وعلماء الأمة الإسلامية يفرض عليهم ان يقفوا وقفة جادة تجاه تلك الايات القرآنية والاحاديث الشريفة ليظعوا لها حلولا جذرية كي لا تبقى غطاء شرعيا للعصابات الارهابية والعمليات الاجرامية ، كما وان الواجب يحتم على دول العالم الا تستخدم القوى الارهابية في لعبة صراع النفوذ لانها وان تمكنت من تحقيق نصر بها فانها والجميع سيسقط في قعر الهاوية . ان ما دفعني الى الجرأة في بحثي هذا نابع من ايماني بدين الله تعالى الاسلام وحرصي على ان يكون رحمة للعالمين ، ومن الطبيعي ان للايات التي اشرت اليها لها اسبابها ودوافعها وميقاتها ، ولكن استغلالها السيء من قبل المنظمات الارهابية ونظره العالم الى المسلمين وكأنهم مجموعة من القتلة والمجرمين دعاني الى ان ادعو الى ما دعوت اليه آملا الا اجد هنديا يقول (ان أي انفجار يحدث في العالم وراءه مسلم) وفي ذات الوقت امل الا اجد باكستانيا يقول ما قاله بل وعلى العكس من هذا فاني اتمنى ان يقول (انني لست اكثر رحمة من رب العالمين) تاركا ما قدمت من اقتراحات وحلول تجاه ما ذكرت بين يدي المراجع العظمى وعلماء الامة فلهم ما ينسبون واضعا بين ايديهم مصير الاسلام والمسلمين مذكرا اياهم بالحديث الشريف : (ان هدم الكعبة اهون عند الله من قتل مسلم) واذا علمنا ان عدد قتلى المسلمين في العراق استنادا لتلك الايات التي استغلها الارهابيون بمليون قتيل فيعني هذا ان الكعبة هدمت على يد المسلمين باكثر من مليون مرة ونفس هذا العدد من هدم الكعبة في افغانستان واعداد مماثلة في بقية ارجاء العالم ، لذا فرآفة بالله تعالى ونبيه والمؤمنين ارجو من المراجع العظام وعلماء الامة ان يضعوا الحل الامثل ومن الله التوفيق . الآيات التي نسختها آية السيف او آية (5) التوبة ، استناداً لكتاب الناسخ والمنسوخ لمؤلفه ابن العربي المالكي ت الآية السورة رقم الآية 1. لا اكراه في الدين البقرة 256 ص61 2. فاعف عنهم واصفح المائدة 13 ص117 3. واعرض عن المشركين الانعام 106 ص124 4. وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم يونس 41 ص152 5. انما انت نذير والله على كل شيء وكيل هود 12 ص153 6. اعملوا على مكانتكم انا عاملون وانتظروا انا منتظرون هود 122 ص154 7. واما نؤتيك بعض الذي نعدهم او نتوفيتك فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب الرعد 45 ص155 8. فاصفح الصفح الجميل الحجر 85 ص157 9. وجادلهم بالتي هي احسن النحل 25 ص159 10. واصبر وما صبرك الا بالله النحل 127 ص160 11. فلا تعجل عليهم مريم 84 ص165 12. فان تولوا فقل آذنتكم على سواء الانبياء 109 ص169 13. ذرهم في خوضهم يلعبون الانعام 9 ص171 14. ذرهم يأكلوا ويتمتعوا الحجر 3 ص171 15. فذرهم في غمرتهم حتى حين المؤمنون 54 173 16. وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما الفرقان 63 ص181 17. فقل انما انا من المنذرين النمل 92 ص182 18. وانما ان نذير مبين العنكبوت 50 ص183 19. ما عرض عنهم السجدة 30 ص184 20. قل لا تسألون عما احرمنا ولا نسأل عما تعملون سبأ 52 ص187 21. فلا يحزنك قولهم يس 76 ص188 22. ان انت الا نذير فاطر 73 ص188 23. اصبر على ما يقولون ص 17 ص190 24. وما انت عليهم بوكيل الزمر 41 ص193 25. ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون الزمر 3 ص193 26. فاعبدوا ما شئتم من دونه الزمر 15 ص194 27. فاصبر ان وعد الله حق غافر 76 ، 77 ص195 28. ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم فصلت 34 ص196 29. فان اعرضوا فما ارسلناك عليهم حفيظا ان عليك الا البلاغ الشورى 48 ص196 30. الله حفيظ عليهم وما انت عليهم بوكيل الشورى 6 ص196 31. فاصفح عنهم وقل سلام فسوف تعلمون الزخرف 89 ص198 32. فذرهم يخوضوا ويلعبون حتى يلاقوا يومهم الذين يوعدون الزخرف 83 ص198 33. فارتقب انهم مرتقبون الدخان 59 ص198 34. قل للذين امنوا يغفروا للذين لا يرجون ايام الله الجاثية 14 ص199 35. فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل الاحقاف 35 ص199 36. وما انا الا نذير مبين الاحقاف 9 ص199 37. وما انت عليهم بجبار ق 45 ص207 38. فاصبر على ما يقولون ق 39 ص207 39. فتول عنهم فما انت بملوم الذاريات 54 ص208 40. فاعرض عمن تولى عن ذكرنا النجم 29 ص209 41. فتول عنهم القمر 6 ص210 42. فاصبر صبرا جميلا المعارج 5 ص219 43. سندرجهم من حيث لا يعلمون القلم 44 ص219 44. واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا المزمل 10 ، 11 ص221 45. فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم اثما او كفورا الانسان 24 ص223 46. فمهل الكافرين امهلهم رويدا الطارق 17 ص224 47. فذكر انما انت مذكر ، لست عليهم بمسيطر الغاية 21 ، 22 ص225 48. اليس الله باحكم الحاكمين التين 8 ص226
#طاهر_فرج_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام و الغزو
-
القران بين تفسيرين
-
الاسلام و التطرف
-
حميد المختار والتيار الديمقراطي
-
الزوجة الثانية
-
لعبة الشطرنج وموت الاسكندر
-
سَنِمّّارْ الروسي
-
قرآن ناظم كزار!
-
السَماورْ... وتأثيرهُا الثقافي في العراق
-
جدوى ارتفاع رواتب الموظفين
-
تجفيف منابع الارهاب
-
المثقف والمناخ السياسي
-
تجفيف منابع الإرهاب
المزيد.....
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|