أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - نصر حامد أبي زيد














المزيد.....

نصر حامد أبي زيد


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 12:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بسيط كابن بلد، وصاحب نكتة كأي صديق خفيف ظل، هكذا كان نصر حامد أبي زيد عندما التقيته، ونحن نحضر للقاء تلفزيوني، استمر ساعة ونصف الساعة كان نصر حامد أبي زيد، ابن الحياة...
" قال له المصور: أستاذ يجب أن تغير القميص وربطة العنق، لأنهما لا يلاءمان الاستديو عندنا...!
ضحك وقال له: ناوي تخرب بيتي ستشاهدني المدام وتقول: أين بدلت قميصك وربطة عنقك؟ وتبئى الحكاية معئدة.... قلنا له نتشفع لك عند المدام لا تخف"
لا تعجرف المثقف، ولا إدعاء المفكر...كان كما يقول شاعرنا السوري الراحل رياض الصالح الحسين"
بسيط كالماء واضح كطلقة مسدس" هكذا تلمست نصر حامد أبي زيد..
يقول نصر حامد أبي زيد"الكارثة الآن أنّ الدولة، بنظامها السياسيّ الديكتاتوريّ القمعيّ، تتبنّى نفس النهج؛ فتزعم أنها دولة إسلامية، وتحرص في صياغة قوانينها على الحصول على موافقة المؤسسة الدينية. بل وتتبنّى في نظامها الاقتصادي مفاهيم "الاقتصاد الإسلامي"، الذي يحتلّ ركنا خاصا داخل كلّ البنوك. وصار هناك الزيّ الإسلامي، والشعار الإسلامي، والبرامج الإسلامية، في الإذاعة والتليفزيون، وصار بعض الناس يحملون لقب "المفكّر الإسلامي". الخطر هنا في هذه الأسلمة، التي لا هدف وراءها سوى سحب بساط احتكار الإسلام من تحت أقدام المعارضة. يمكن القول باختصار أنّ النظام السياسيّ يسجن نفسه في خندق المعارضة الإسلامية، وهو يظنّ أنّه يحاربها. لقد انتصرت بأسلمة المجتمع والدولة، دون الوصول إلى السلطة. وهذا يفسّر حالة التراوح في تقديم برنامج سياسي لخوض الانتخابات من جانب المعارضات الإسلامية. إنّ شعار "الإسلام هو الحلّ" كاف ما دام النظام السياسي يحوّل الشعار إلى سياسة"
جدلية السلطة والإسلام السياسي، لم تكن غائبة عن منظور أبي زيد، كانت عنوانا وحدثا، يحتاج إلى تفكيك ونقد مستمرين..هذا ما ميز نصر حامد أبي زيد عن علمانني المنطقة، وخاصة الجدد منهم، محورية دور السلطة السياسية في إنتاج وإعادة إنتاج المجتمع على شاكلتها، وإن لم يكن على شاكلتها فأقله مجتمع يضمن استمرارها كسلطة عيانية، لم يركب نصر حامد أبي زيد موجة، إدانة المجتمعات الإسلامية وتبرئة سلطها السياسية.
في هذا المقطع يوضح نصر حامد ابي زيد علاقة السلطة بمصر، بالإسلام الراهن كمنتج سياسي أولا وأخيرا... وهو بات منتج سلطة..ويعمم الحالة عربيا تقريبا، لأنه كان يدرك أيضا أن السلطة السياسية في عالمنا العربي لادين لها، ولا قانون..هكذا باختصار، لأنها سلط ديكتاتورية مع حفظ الفارق بين سلطة وأخرى، في آليات إنتاجها للإسلام سياسي متوافق مع حصانتها...لهذا لم يكن الإرهاب الإسلامي بالنسبة له وليد ثقافة مجتمعية، بل هو وليد شرط سياسي منتج سلطويا...
أعتقد ان خطأ نصر حامد أبي زيد، هو محاولته الدخول على خط التفسير التأويلي أو التأويل التفسيري لبعضا من النص القرآني، مستلهما شيوخ النهضة الحداثية في مصر، ومحاورا لتأويلات راهنة لهذا النص، لدى كثر من المفكرين الذين لازالوا أحياء..فهل كان مطلوب من ماركسي في عمقه أن يصبح شيخ دين معاصر حتى يتسنى له أن يصل إلى مريديه، أم أن الهم النقدي أخذه نحو حقل التأويل هذا...؟
كان يصر أبي زيد على الشرط الاقتصادي الاجتماعي للسياسة ولمنتجاتها عربيا. ويصر أكثر على دور السياسية في إنتاج وإعادة إنتاج هذا الشرط الاقتصادي الاجتماعي المولد لكثير من الظواهر بما فيه ظاهرة الإرهاب الإسلامي.
كان يدرك أكثر أن معركته لم تكن مع إسلام تقليدي متوارث، بل مع جاهزية سياسية راهنة، وهذا ما أعطى لتجربته النقدية ميزة، في تناوله لإشكالية العلمانية من منظار، دور السلطة السياسية في تشويه العلمانية ودورها في إنتاج مفهوم للدولة والمواطنة، وبالتالي مأسسة للدين غير خاضعة لفساد المستوى السياسي.
لهذا بقيت السلطة السياسية تمثل بؤرة الحدث النقدي بالنسبة له، لأنه كان مقتنعا، بأن لكل فكر سلطته، ولكل سلطة ثقافة تناسبها، لدرجة أنه كان يتحسس من " السلطة" أية سلطة...!
كان يدرك تماما أن الغرب ليس لحظة حرية فقط، وليس لحظة ضدية او تفاعلية مع الإسلام السياسي أيضا، بل هو جملة من المصالح التي لا ترحم في أحيان كثيرة لاشعوبا ولا حضارات.
هذا بعضا مما تلمسته لدى الراحل وأرجو أن أكون أمينا لفكره في تلمسي هذا.
سيكون لنا عودة...



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا دولة وليست سلطة إسلامية.
- السلطة واضحة ونحن أكثر! النخب السورية.
- الإصلاح يعيق الإصلاح- الدورة السورية.
- في الإسلام الولاية للسياسي --حركشة- مع علي العبد الله في سجن ...
- نناجي أرواحنا ولا عزاء... إلى أكرم البني حرا بعقله..
- دولة فاشلة أم سلطة غاشمة؟
- خارج/ داخل ذواتنا وليس بلدنا.
- بين طوارئ مصر ولا طوارئ سورية.
- اليمن واليسار لشرخ الديمقراطية إلى الصديق الأعز كامل عباس..
- الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية4-4
- الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية3-4
- بين البكيني والحجاب والشعر المستعار. المرأة دينيا أم سياسيا؟
- حزب الله وتغير الدور.
- طبقة عاملة أم يسار عامل؟
- الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية 2.
- لحن في التهديدات الإسرائيلية يتطلب الخروج من نغماتنا.
- الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية 1.
- سلطة النقاب ونقاب السلطة.. الإسلام الأوروبي!
- القدس مدينة للتعصب أم للتعايش؟
- ثقافة الجلاء نقطة تحول.


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - نصر حامد أبي زيد