أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - نسخ الآيات والاجتهاد














المزيد.....

نسخ الآيات والاجتهاد


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 3047 - 2010 / 6 / 28 - 03:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



شاركت في المؤتمر الذي عقد في مدينة"ليل" بشمال فرنسا في أيام 7،8،9 يونيو 2010 وكان بعنوان "رهاب الإسلام"،وكعادة أي مؤتمر تدور فيه مناقشات جانبية بين المدعوين،سواء في فترات الراحة،أو في فترات تناول الغذاء،وهي مناقشات جيدة وثرية لأنها تعطي للمتحدثين وقتاً أكبر للنقاش مما يأخذونه داخل المؤتمر. وبالصدفة وفي اليوم الثاني للمؤتمر، وأثناء تناولنا الغذاء جلست أمام أسرة مسلمة،امرأة محجبة وزوجها الملتحي وطفليها،وهم قادمون من ألبانيا للمشاركة في هذا المؤتمر،فقالت لي الأخت المحجبة:أنا لا أتفق معك في ما قلته اليوم في المؤتمر.
فابتسمت وقلت لها:ما الذي لم يعجبك في حديثي؟
فقالت بلهجة جادة: كيف تتجرأ وتقول ننسخ آيات من القرآن؟ من أنت؟
فقلت بهدوء: سيدتي أنا لم أجئ بشيء من عندي،فالقرآن نسخ نفسه بنفسه،والصحابة نسخوا آيات بينات صريحة واضحة لا لبس فيها ولا غموض حرصاً على مصالح المسلمين.
فقالت بلهجة أشد حدة وانفعالا:لا ،لا يوجد شيء اسمه الناسخ والمنسوخ في القرآن،والصحابة لم ينسخوا شيء من القرآن...
وفي هذه الأثناء كنا قد انتهينا من وجبة الغذاء وطلب منا التوجه لقاعة المؤتمر،فوعدتها أن أرد عليها بمقال أوضح لها ولكل من يضيق علينا واسع الدين ،فبعد موت الرسول(ص) واصل الصحابة وبعدهم الفقهاء النسخ سواء في القرآن أوفي الحديث.
خرج علينا الفقهاء بقاعدة أن"لا اجتهاد مع ما فيه نص"،وهذه والله أكبر طعنه وجهها فقهاءنا لديننا الحنيف، فألغوا العقل بإلغائهم باب الاجتهاد،الذي يجعل من الدين صالحاً لكل زمان ومكان.
وأزيد الأخت الكريمة والقراء بأن القرآن نسخ نفسه بنفسه في أكثر من 500 آية،كما تروي لنا كتب الناسخ والمنسوخ،ويمكن العودة إلى الكتب والمراجع الثقات ،مثل كتاب المغافري،والسيوطي،فعندما انتقل الرسول(ص)إلى الرفيق الأعلى،واصل الصحابة النسخ فأبو بكر اجتهد في نسخ(إلغاء) سهم المؤلفة قلوبهم،وهو سهم كان يعطيه الرسول حتى مماته،وهناك آية واضحة صريحة فيه"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم"(التوبة 60). وكانت حجة أبي بكر عقلية ومنطقية حيث قال:"قوي الإسلام ولا حاجة لنا بهم" [انظر تفسير هذه الآية في تفسير الطبري،وذكر نسخ أبي بكر لها] وفي رواية عامر التي في الطبري"كانت الرشىّ(جمع رشوة)على عهد النبي،فلما ولي أبو بكر انقطعت الرشىّ"،وعامر هو راعي ابل أبي بكر ،ومن الصعب أن يكون هو الذي سمى"سهم المؤلفة قلوبهم" رشوة، والراجح أن يكون قد سمع ذلك من أبي بكر نفسه .
أما الفاروق عمر ابن الخطاب،فلم يوقف آية واحدة بل آيات كثيرة حرصاً على مصلحة المسلمين،فقد أوقف حد السرقة في عام المجاعة،وعلى الذين سرقوا ناقة ابن ابي بلتعة،فقد روي مالك في الموطأ أن رقيقاً لحاطب ابن ابي بلتعة سرقوا ناقة لرجل من مزينه فانتحروها(ذبحوها)،فأمر عمر بقطع أيديهم،ثم أوقف القطع،وفكر في أن يعرف السبب الذي من أجله سرق هؤلاء ،فلعلهم جياع.
وجاء حاطب،فقال له عمر:إنكم تستعملونهم وتجيعونهم،والله لأغرمنك غرامة توجعك،وفرض عليه ضعف ثمنها،وأعفى السارقين من القطع لحاجتهم. وعمر هنا يخالف الآية الصريحة التي تقول:"والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا،نكالاً من الله"(المائدة 38).
وكذلك اجتهد عمر ومنع زواج المتعة،مخالفاً بذلك نص الآية القرآنية الصريحة"فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن "،وهذا الزواج كان معمولاً به في حياة الرسول(ص)وطوال خلافة أبي بكر،ولذلك قال الإمام علي "لولا أن عمر نهى عنه ما زنى إلا شقي"[المرجع تفسير الطبري لهذه الآية].
وكذلك اجتهد عمر وخالف القرآن والرسول في إيقاع الطلاق ثلاثا بلفظ واحد،باعتباره ثلاث طلقات لا طلقة واحدة،ففي عهد الرسول(ص)كان الرجل إذا طلق ثلاثاً في مجلس واحد اعتبرت طلقة واحدة،أما عمر فعندما وجد أن الناس استخفوا بالطلاق ويكثرون من إيقاع الطلاق ثلاثاً بكلمة واحدة،أراد زجرهم، قائلاً قولته الشهيرة"إن الناس قد استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناه فلو أمضيناه" فأمضاه عليهم رغم وجود الآية صريحة:"الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان".
ونسخ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والإمام علي ابن أبي طالب والصحابي الجليل معاذ ابن جبل آية الفيء"وما غنمتم من شيء..." يقول لنا أبو يوسف ،صاحب أبي حنيفة في كتابه "الخراج" ص 18 :" اجتمع المهاجرون والأنصار ثلاثة أيام بلياليها،وانقسموا إلى فريقين: فريق يقوده بلال بن رباح والزبير ابن العوام ورفضا نسخ الآية حفاظاً على مصالح الجنود المقاتلين،أما الفريق الثاني الذي قادة عمر وعلي ومعاذ،فقد كان مع النسخ،وانحاز إليهم أغلب المهاجرين والأنصار، ونسخت الآية باسم "مصلحة الأجيال القادمة"،وكتب أمير المؤمنين عمر إلي قائد جيشه في العراق قائلاً: إذا أخذ الجند أرض السواد [أرض العراق الخصبة] فماذا سيبقى للذين يأتون بعدهم؟"،ومنذ هذا التاريخ أصبحت الأرض ملكاً لبيت مال المسلمين،ولم تعد ملكية خاصة للفاتحين.وهنا نجد أن عمر وعلي ومعاذ ومن تبعهم من المهاجرين والأنصار قد خالفوا سنة النبي(ص)ناسخين الآية الصريحة التي تعطي الخمس للرسول، والأربعة أخماس الباقية للمقاتلين،كما نسخت سنة رسول الله (ص)الذي قسم أموال وأراضي اليهود على المقاتلين.
ففقهاءنا هم من أوقفوا باب الاجتهاد الذي شرعه لنا الرسول(ص) وسار على نهجه الصحابة رضوان الله عليهم ،فهل لو اقتدينا بهم وأردنا نسخ آيات السيف والجهاد وكراهية الآخر التي لم تعد صالحة لروح عصرنا نكون مجدفين لديننا؟ أم ننسخ ونقتدي برسولنا وصحابته الذين قال عنهم"أصحابي كالنجوم ،بأيهم اقتديتم اهتديتم" الذين كانوا يدورون مع العلة وجوداً وعدماً حرصاً على مصالح المسلمين؟ّ!.
[لمزيد من الفائدة،رجاء الاطلاع على مقالي "هناك اجتهاد مع ما فيه نص"المنشور في "إيلاف" و"الحوار المتمدن" بتاريخ23/7/2003،وكذلك مقالي"لماذا كان الصحابة أكثر جرأة منا؟" المنشور في "الحوار المتمدن" و"العربية نت" بتاريخ 26/4/2008].
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا كل هذا الحقد على مصر؟!
- -قافلة الحرية- بهدوء
- الخوف من الإسلام
- ماذا تحتاج مصر؟
- نصيحة للبرادعي: لا تترشح لرئاسة مصر
- الغنوشي يريد الحرب الذرية
- عندما تفكر الأمة بحذائها
- أين حرية الاعتقاد يا مصر؟
- الشارع المصري يريد جمال
- والله مصر بخير
- لماذا لا نرى إلا نصف نصف الكوب الفارغ؟
- وماذا لو لم تكن محجبة؟
- أمن مصر قبل الديمقراطية
- يا ضحايا الغنوشي اتحدوا: تكفير د. خالص جلبي
- ما الفرق بين التكفيرييبن:السباعي والغنوشي؟!
- الغنوشي أفتى بقتل 23 مثقف تونسي !!!
- أوباما كسر الحاجز النفسي
- لهذه الأسباب يكرهون المسلمين
- عزل وزير الأوقاف
- فتوى بقتلي بقلم راشد الغنوشي


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - نسخ الآيات والاجتهاد