إبراهيم حمامي
الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 19:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان يدرك دحلان أن الإصلاح مطلباً شعبيا فلسطينيا منذ ثمانِ سنوات مضت , لذا
فقد كان من أول المنادين بضرورة إجراء تعديلات و تغيرات , تمكن السلطة من
المواجهة السياسية كلما تطلب الأمر, وتساعد على مد جسور من الثقة بين
المواطن و المؤسسة الحكومية و الأمنية التي يتردد عليها, ولكن الفضيحة
جاءت عندما صار المجتمع الدولي وعدونا الإسرائيلي , يطالب بتصحيح الأخطاء
والقضاء على الفساد في المؤسسات والوزارات الفلسطينية , مما جعل
المفسدين في الأرض يصورون للناس أن الإصلاح حاجة أمريكية , لا يمكن
تطبيقها الآن و تلك "حجة الثعالب", إلا أن الحقيقة هي إدراكهم أن أي
إصلاح سيطيح بكل كراسيهم و يعريهم و يخزهم أمام شعبهم.
إلا أن تراكم مظاهر الفساد و ضياع هيبة السلطة, وتفشي ظواهر العربدة وانتشار السلاح دون مبرر, وحالة "التوهان" في الشارع الفلسطيني مع تداخل مهام الأجهزة الأمنية, وما حل بالناس من ضيقٍ اقتصادي و وجع سياسي , كانت تطلب
وقفة عز و شرف من دحلان , تنصر المظلوم وترد الظالم وتعيد الحقوق لأصحابها, وترتب البيت الداخلي الفلسطيني على أساس ما تقتضيه المصلحة
الوطنية العليا, وتعين السلطة على النهوض وتخطي حالة الشلل والانهيار التي
باتت تعيش فيه, وتعزز من قيمة المقاومة من خلال تنظيمها وتحديد أهدافها
بالتوافق مع وجود أفق وخطاب سياسي, وغير ذلك من القضايا , جعل محمد
دحلان يصطف ومن خلفه الجماهير على مختلف انتماءاتها وتوجهاتها الفكرية,
للمطالبة بضرورة تصحيح الأخطاء و معالجة قضايا الفساد بمختلف أنواعه.
و منذ استقالته مع حكومة عباس وقبل ذاك التاريخ , كان يعمل محمد دحلان على
استقطاب رجال الأعمال والمستثمرين من كافة الدول العربية والغربية
للعمل في فلسطين, وذلك من خلال ندوات يقيمها ويلقي فيها المحاضرات
بالخارج , كما يقوم بالتنظير وحشد الدعم للقضية الفلسطينية وفضح ممارسات
الاحتلال من خلال جولاته و زياراته للكثير من العواصم , مستفيداً من
علاقاته مع شخصيات عالمية و إقليمية و عربية , لإطلاعها على طبيعة و ظروف
الحالة الفلسطينية القائمة في هذه الأوقات , دون أن يتناسى هموم شعبه الذي
يعيش همومه لحظة بلحظة.
#إبراهيم_حمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟