أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - نكبتنا واستقلالهم















المزيد.....

نكبتنا واستقلالهم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 08:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
نكبتنا واستقلالهم
يحيي الشعب الفلسطيني هذه الايام الذكرى الثانية الستين للنكبة الكبرى التي حلت بهذا الشعب في 15 ايار 1948، والتي تمخضت عن اقامة دولة اسرائيل على 78.4% من اراضي فلسطين التاريخية، وتشريد غالبيةالشعب الفلسطيني في ارض اللجوء في كافة ارجاء المعمورة، وقد رافقت هذه النكبة مذابح جماعية وجرائم حرب ضد الانسانية، ولم تكن مذابح دير ياسين والطنطورة والدوايمة الا واحدة من سلسلة مذابح كانت تستهدف ترويع من تبقى من الفلسطينيين لإجبارهم على الهرب من وطنهم طلبا للنجاة بأرواحهم، لأن قادة الفكر الصهيوني يريدون دولة يهودية خالصة نقيـة مـن "الاغيار" الغرباء .
ومن المفارقات التي لم تعد عجيبة ان يهود اسرائيل يحتفلون بهذه المناسبة كعيد استقلال لدولتهم؟ وهذه المفارقة تؤكد من جديد ان "مصائب قوم عند قوم فوائد"، وهذه المفارقة أيضا هي التي وضعت المنطقة في صراع تناحري حصد ارواح مئات الاف الضحايا بين قتيل وجريح من الطرفين. وواضح ان هذا الصراع منذ بدايته وحتى الان يستمر في ظل عدم وجود توازن قوى بين الطرفين أو الاطراف المتصارعة.
ومعروف ايضا ان اسرائيل التي ما كانت لتقوم كدولة، لولا تواطؤ قوى عظمى مع الحركة الصهيونية، فبريطانيا التي خرجت من الحرب العالمية الاولى منتصرة، اصدرت وعد بلفور في الثاني من تشرين عام 1917 وتعهدت فيه باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وتزامن ذلك مع اتفاقية سايكس – بيكو بين فرنسا وبريطانيا لتقسيم العالم العربي الى دويلات تخضع لسيادتيهما الاستعمارية، وهذا يؤكد ان التخطيط لاقامة دولة يهودية في فلسطين لا علاقة له بضحايا النازية من اليهود في الحرب العالمية الثانية، وبريطانيا التي فرضت انتدابها على فلسطين بعد الحرب الكونية الاولى وحتى 15 ايار 1948 هي التي سلحت ودربت العصابات الصهيونية، وسلمتها قواعدها العسكرية عند انساحبها، كانت تعدم الفلسطيني شنقا حتى الموت اذا ما ضبطت معه رصاصة فارغة أو سكّينا عاديا.
واسرائيل التي استمدت شرعية وجودها من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم -181- المعروف بقرار التقسيم والصادر في 29 نوفمبر 1947، لم تكتف بالحدود التي اعطاها اياها قرار التقسيم، والتي بموجبها تسيطر على ما مساحته حوالى 48% من فلسطين، بل تعدته الى اكثر من ذلك بكثير، كما انها قبلت بجزء من البند الذي ينص على اقامة دولة يهودية، ورفضت جزءه الثاني الذي ينص على اقامة دولة عربية فلسطينية، ورغم صغر مساحة فلسطين التي لا تزيد عن 26 الف كيلو متر مربع، فإن التداخل السكاني بين اليهود الذين هاجروا الى فلسطين، واصبحوا مواطنين في دولة اسرائيل، وبين المواطنين الفلسطينيين العرب المواطنين الاصليين لهذه البلاد،
وهذا التداخل الناتج عن الاطماع الصهيونية التوسعية أدى الى حروب متواصلة حتى حرب حزيران 1967 والتي اوقعت كامل اراضي فلسطين التاريخية تحت السيطرة الاسرائيلية، اضافة الى اراضي عربية اخرى . وهذا التداخل السكاني له تعقيداته الاخرى، فمثلا تبقى في الاراضي التي قامت عليها اسرائيل مائة وخمسون الف فلسطيني عضّوا على تراب وطنهم بالنواجذ، تكاثروا واصبح عددهم الان حوالي مليون ونصف انسان، جزء كبير منهم لاجئون داخل وطنهم، فاسرائيل التي تعتبرهم مواطنين فيها، ويحملون جنسيتها صادرت غالبية اراضيهم، ورحلت الآلاف منهم من مدنهم وقراهم، وتعاملهم كمواطنين ناقصي المواطنة في مختلف المجالات، حتى ان بعضهم عبر عن ذلك بسخرية قاتلة عندما قال:" دولتي تحارب شعبي، وشعبي يحارب دولتي " وهؤلاء الفلسطنيون يحيون ذكرى النكبة التي حلت بهم، فاستقلال "دولتهم" هو نكبة لهم ، فدولتهم " تضطهدهم وتسلبهم انتماءهم القومي وتحارب شعبهم وأمتهم"، ويعي قادة الفكر الصهيوني مدى التناقض الذي يعيشونه، ومن هنا فانهم يطرحون "يهودية الدولة" ليتخلصوا من مواطنيهم الفلسطينيين، ولتكون اسرائيل دولة لليهود فقط وليس لكل مواطنيها، وهذا غير موجود في أي دولة أخرى في العالم.
واسرائيل الصهيونية القائمة على الاستيطان والتوسع، قامت ببناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وفي الجولان السورية، ونقلت اليها مستوطنين يهود في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، ونكلت بالفلسطينيين في الضفة الغربية وفي جوهرتها القدس شرّ تنكيل، في محاولة منها لاجبارهم على الرحيل عن وطنهم، وهي تلقى الدعم اللامحدود على كافة الأصعدة من الدولة الأعظم في العالم.
وبما ان الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش الذي دعم اسرائيل بشكل يفوق توقعات القادة الاسرائيليين انفسهم، قد ورط بلاده في حروب خاسرة أهمها حربه العدوانية على العراق وافغانستان، فإنه اقتنع وبناء على توصيات مستشاريه وتوصيات لجان امريكية اخرى بأن اسباب الصراع في المنطقة هي القضية الفلسطينية، وبناء على ذلك فقد ارتأى ضرورة قيام دولة فلسطينية في محاولة منه لانقاذ ما يمكن انقاذه من هيبة امريكا التي تمرغت في وحل العراق، ويلاحظ ان رؤيته هذه تجنبت ذكر قرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي، بل انه استبدل ذلك بخارطة الطريق .
وبما ان الرئيس الامريكي الحالي باراك أوباما يسير على هدى أسلافه في الدعم اللامحدود لاسرائيل،وهذا ما يؤكد عليه دائما،الا أنه يريد وخدمة لمصالح أمريكا واسرائيل أن ينهي هذا الصراع،لذا فان وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون قد زارت المنطقة اكثر من مرة لتحقيق هذا الهدف،كما انه قام بتعيين السناتور جورج ميتشيل لمتابعة هذا الملف،وحصل ما حصل من ضغوطات على السلطة الفلسطينية والدول العربية لاستئناف المفاوضات التي استمرت حوالي ثمانية عشر عاما دون ان تحقق نتائج ملموسة، لأن اسرائيل تريد كسب الوقت لفرض حقائق استيطانية على الأرض تمنع احتمالية قيام دولة فلسطينية، ويأتي بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية ليوجه صفعة للعرب ولحلفائه الأمريكيين بعدم قبوله وقف الاستيطان اليهودي في الاراضي المحتلة في حرب حزيران 1967 وخصوصا في جوهرتها القدس، وها هي المفاوضات غير المباشرة تُستأنف،ويُستأنف الاستيطان في القدس معها في نفس اليوم، وبذلك فان نتنياهو يبعث تأكيدات للعرب وللعام أجمع بأن المفاوضات لن تصل الى التزام اسرائيل بانهاء احتلالها للأاراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967.
واذا كانت اسرائيل وامريكا تعيان ما تقومان به، وما تخططان له، فإن غالبية الدول العربية إمّا موافقة أو ساكتة على ذلك مغلوبة على أمرها، أو لا يعنيها الأمر شيئا، فالسفارات الاسرائيلية في اكثر من عاصمة عربية، والدبلوماسيون الاسرائيليون يدخلون غالبية العواصم العربية، والغاز المصري يتدفق الى اسرائيل، والحصار مستمر على قطاع غزة، والاستيطان مستمر في الضفة الغربية، وأكثر من ثمانية آلاف أسير فلسطيني وعربي في السجون الاسرائيلية، يتم الحديث عن جلعاد شاليط الجندي الاسرائيلي الأسير الوحيد في ايدي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أكثر من الحديث عنهم.
فهل ستتمخض المفاوضات غير المباشرة الحالية عن أية نتائج ملموسة؟ وهل اسرائيل جاهزة لمتطلبات السلام؟ والجواب ان كل الدلائل تشير الى عكس ذلك تماما، وواقع الانقسام الفلسطيني يساعد على ذلك، والضعف والتشرذم العربي يساعدان على ذلك ايضا، ولتبقى النكبة مستمرة وتبقى المعاناة مستمرة.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (في بلاد الرجال) في ندوة مقدسية
- رواية(في بلاد الرجال)
- مفاوضات مصيرها الفشل
- مرمورة وأحكام قراقوش في ندوة اليوم السابع
- يحدث في المسجد الأقصى
- النقد الذاتي في الأول من أيار
- المسكوبية رواية الألم والعذاب في ندوة اليوم السابع
- مرمورة وأحكام قراقوش قصة أطفال تثير تساؤلات
- امرأة من هذا العصرفي ندوة اليوم السابع
- رواية(ياقوت النهر)لمحمد ابو ربيع في ندوة اليوم السابع
- امرأة من هذا العصر رواية الحب الأنثوية
- رواية الوجوه الأخرى في ندوة اليوم السابع
- القدس مدينة التعددية الثقافية ستفقد هويتها العربية الاسلامية
- فلسطيني يموت تحت الاحتلال
- رواية وجوه أخرى والسمو الانساني
- قمة للتأبين أم للتحرير
- الرهان على السلام مع نتنياهو
- الفساد ينمو ويكبر
- سواحرة الواد دراسة قيمة
- فتاوي التكفير والهدم


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - نكبتنا واستقلالهم