|
شعريّة الكتابة الروائية -قراءة أجناسية في رواية (الأرسي) لسلام ابراهيم
سلام إبراهيم
روائي
(Salam Ibrahim)
الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 10:15
المحور:
الادب والفن
أقيمت ندوة نقدية في البيت الثقافي في الديوانية عن روايتي قبل الأخيرة - الإرسي - في ربيع 2009 وهذه ورقة الناقدة د. ناهضة ستار أستاذة الأدب العربي في كلية الآداب في القادسية
شعرية الكتابة الروائية قراءة أجناسية في رواية (الأرسي) لسلام ابراهيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د.ناهضة ستار تندرج الرؤية التحليلية لاي نص في جملة خيارات تتعدد بتعدد المناهج و المرجعيات و زوايا النظر و نمط الرؤية ، هذه التعددية المنهجية و الرؤيوية في معاينة النص تتيح حرية الفحص وابتكار الادوات و ترصين تفاعليّة الأداء القرائي بين النص و المتلقي /القارئ / الناقد / ولعل أدلّ الادوات القرائية للنصوص في عدّة القارئ المحلل هو الدال نفسه ... اي النص هو من يمنح قارئه ملامح اسرار صنعته دالا على ذاته بذاته و منه (النص) تشتق شفراته و رسالته الابداعية او الايدلوجية .. من هنا ، فان قراءتنا ل (رواية) معاصرة مثل (الأرسي) للقاص و الروائي العراقي سلام ابراهيم ، قراءة متمرسة في سبر المنجز الابداعي لايقل عن تمرّس مبدعها في احتراف الكتابة الروائية و التكمن من ادارة مشروع خرق المعيار، و كسر التابو ، و مشاكسة المألوف بغية الادهاش الذي يشبه الصدمة كثيرا .. ان نص (الأرسي) يفتح نافذة ( الاجناسية ) في محاولة جادة و صادمة لكتابة نص مفتوح (مابعد حداثي ) يستطيع فيه القارئ في كل قراءة ان يكتبه و ينتجه و يقتضي تأويلا مستمرا و متغيرا عند كل قراءة وهو ما يعرف ب( النص المكتوب) ، بعكس (النص المقروء ) المتعارف عليه في نظرية التلقي عند(رولان بارت) و عند (امبرتو ايكو) وردت بمصطلحات (الاثر المفتوح )و (الاثر المغلق) فالنص المقروء لا يسمح لمتلقيه بغير قراءته دون ان يكون له دور في انتاج معناه ، أمّا النص المكتوب فهو النص الذي يسمح لمتلقيه باعادة انتاج معناه حسب فهمه و تأويله و الطريقة التي يتعاطى بها معه لان من مرتكزات النص الما بعد حداثي ، ان التجربة النصية المكتوبة تعد فاعلية ناشطة للغة ، تتوالد في النسيج اللساني للنص حيوات متفاعلة تجعل القارئ في تماس مع وعيه الانتاجي و لا محدودية افق التأويل لديه و هو نص في صراع و مواجهة دائمة مع الاعراف القارّة و الانساق المهيمنة .. يشاكس تابواتها و ينتج أعرافه الخاصة لذلك فان هذا النص لا يعترف بحدود النوع الادبي لان استراتيجية الفعل اللساني لديه قائمة على حرية التعامل مع ادوات اللغة و انماط الاساليب و الدوال مما يجعل الامر مفتوحا على تعدد القراءات و تعددية المعنى الذي يكتسب صفة (التفجير )- غير الارهابي طبعا!!!! – الدلالي المتوالد و المتغير من قراءة الى اخرى في فعل تشاركي حميم حتى في تقاطع المرجعيات الموجّهة للناصّ و القارئ على حد سواء .. وصولا الى (المتعة) و اللذة الناتجة عن ذلك الفعل التشاركي و المتعالق بين الناص و المتلقي . عتبة المقاربة : نقارب نص (الأرسي) من حيث الانفتاح الاجناسي داخل منظومة (الكتابة)الروائية ، فحين نريد تجنيس الأرسي ، فاننا نمعن في تفاعليّة نص متعالق بين الرواية التاريخية ، و ادب السيرة ، و الرواية الاجتماعية ، و نمط تيار الوعي ، و الرواية النفسية التي لا تخلو من نًفًس ملحمي ، و شعريّة اللغة و بلاغتها و جماليّة التعبير الروائي في مجمل مجريات السرد و مفاصله وتقنيات الاداء السردي وايقاعاته الدالّة . . هذه التفاعلية الاجناسية داخل منظومة النص الكتابي تفتح كوى" متعددة لقراءة الدوال التي انبنى عليها معمار النص ، و لعل أهم ما أقرأ فيه سلام ابراهيم في (أرسيه ) ، هو الجوهر المختلف و المغاير الذي انمازت به دواله الابداعية بحيث أجدها فيه و لا اجدها في غيره .. في قراءة نصية و نسقية ايضا ، فلا يكفي ان اقرا النص معزولا عن مرجعياته او مجايليه في المرحلة علما ان الدراسة ليست سياقية انما اقصد الى تشخيص خصائص التجربة بما يشكّل منها نقطة دالّة في المشهد الادبي وبأبرز ما انمازت به من اشتغالات .. وفي ظني ان القراءة التحليلية الناجحة و المؤثرة هي التي تبحث في محتوى هذا الجوهر وتؤطّره برؤية منهجية تعاشق بين العلم و الذوق ، و الموضوعي و الذاتي ، لان كل عمل ) انما هو (رسالة ) نطقت بها دوالها اللسانية و ما قبل اللسانية ، أما افق ما بعد اللساني فهو مهمة القارئ ناقدا و متلقيا نموذجيا قادرا على تفكيك شفرات النص و اقتراح آفاق متعددة على صعيد قراءة الدوال و المدلولات . هكذا اقرأ نص (الارسي) بوصفه نصا" متعالقا" طرح فرضيّة (التعدد) فأنجز ما يريد على الورق ، وترك للمتلقي فسحة التأويل . لكن ثمة ما يلفت النظر في هذه الفرضية التي يتجاذب اطراف الجدل فيها المبدع و المتلقي في مفارقة مفادها: ان الروائي او القاص حين يسرد احداثا ما لشخوصه نجد المتلقي يحتال لكي يجد صلة بينها و بين شخصية المؤلف وعلى الاقل المؤلف احد شخصياته و كلها ربما .. و حين يسرد المؤلف احداثا واقعية حدثت له فعلا و هو ذاته بطلها في الواقع –كما هو شأن هذه الرواية – فان المتلقي يحاول قراءة بُعد آخر في المكتوب نوعا من الهروب الى المتخيل ، و لذة الرمز ، و المغيب و انفتاح الخيال على عوالم المسكوت عنه .. لارتباط وعي المتلقي بنسق ثقافي ربط الابداع بالمغيبات و النبوة و الشياطين و الملائكة ......... هذه اللعبة السردية التي يتجاذب فيها المبدع و المتلقي قوانين الشد و الجذب و الرضا و الرفض هي عنوان التفاعل و التشارك في النصية الحديثة و المعاصرة . لهذا اتخذت جانب الهوية السردية في نص الأرسي و اسلوب بنائها اللساني على وفق ما طرحته ( اسلوبية السرد الحديثة ) في نزوعها نحو اثبات ان (تعددية الاصوات) في السرد الروائي لا يلغي اسلوبية(الروائي) فيها ، لان التعددية الاسلوبية هي خاصية جوهرية في العمل الروائي يديرها جميعا الروائي واصفا ، متقمصا ، عليما ، لا كما يحدث الامر في الاسلوب الشعري الخالص من حيث كونه صوتا و احدا . و هكذا قرّت في الاذهان نسقية ثقافية حاكمة تحدد ان لكل جنس ادبي نسيجه الخاص به و دواله اللسانية ، و ابنية صوره ، و العلاقات الرابطة بين هذه الابنية .. ولكن في منطق ( ما بعد الحداثة) حلّت التعددية و الغاء الحدود الفاصلة و عولمة الكتابة الابداعية محل الكتابة الاجناسية المحددة . من هنا فان النظر في جمالية الرواية و اسلوبيتها يستدعي تغير هذه الانساق القارّة و تجديد الرؤية الفاحصة لادواتها و لوامسها و مجسّاتها التي بها تقرا التجارب و المبدعات ، ففي هذا النص نقرأ الأرسي من خلال (مؤسلبها ) سلام ابراهيم ، سواء صدرت الرواية عن واقعية ام خيالية ام غير ذلك . الامر الذي يعيد الاعتبار للفن الروائي الذي حجّمته النقود الكلاسيكية بالجانب الموضوعي و المضموني و الايديولوجي .. الى تحليل الرواية بوصفها منظومة لسانية أولا و جمالية بلاغية تشتغل دوالها في تنظيم الاساليب ضمن نسق واحد يخضع بذاته لمفهوم (الحوارية dialoyisme من خلال تقنية ( الاسلبة stylization ) فينظر الى الوحدة الاسلوبية الواحدة بوصفها وحدة ضمن مجموع الوحدات المرتبطة في النسق السردي الذي يؤسلبه الروائي و يدير كافة محاوره و فضاءاته و خفاياه . تقتضي القراءة الاسلوبية للنص الروائي دمقرطة لفضاء التحليل المنهجي حتى يتمكن من الامساك بتشظيات التعددية الاسلوبية وادراحها في بنى ممنهجة يمكن بها قراءة (الدوال ) اللسانية لا (المدلولات ) فقط ، وهذا ما تصح عليه اطروحة (النصوص تقترح مناهجها ) بوصفه ملمحا بارزا في الخطاب الديمقراطي في النقد المعاصر . العنونة و الاستهلال تنهض الوظيفة العلاماتية للعنوان بمهمة فاعلة و مؤثرة في نسيج العمل كله ، وهو ضرورة كتابية في النص المكتوب لما يتوافر عليه من احالات و دوال تشير الى القادم من اشتغالات نصية ، وبنيات دلالية يختزلها او يشير اليها نص (العنوان ) فالارسي هو العمل الروائي كله من الصورة الواقعية للمكان الضيق البائس الذي اختفى فيه من عيون السلطة الى الوطن المكبل بالحروب و المحاصر بالصراعات .. الى عالم الروح المحبوسة في اتون غرائز لا تسعد صاحبها و لا تنطفئ فيستريح .. الى عالم الفكر و الايديولوجيات ، يقول البطل : ( انا لا افكر الا بجوارها المبهج خلاصا من ورطة الكفاح ..) ص 112 ، حتى خيار الايديولوجي اصبح ورطة .. الى الالام و الجراح و الخوف و الاغترابات المتعددة .. وغيرها كثير .. جعل الرواية كلها ( أرسي ) كبيرا تعيش فيه مخلوقات ضائعة تائقة ضعيفة مخنوقة .. و قد تجلى اشتغاله في هذه الدالة على نحو احترافي بخاصة حين يدعم العنونة بالاستهلال ( تب .. تب .. فاصلة صمت ..تب .. تب اصطدام مكتوم بوقع رذاذ خفيف ..) ص 9 حيث تبدأ الرواية بالانهيار التدريجي لسقف الارسي / المخبأ وهو متكور داخله في بيت عمته ، وبين آخر مشهد في الرواية ص 262 مشهد انهيار مختلف هو مشهد الهبوط في احشاء الظلمات و السواد العظيم بعد الانفجار و السؤال عن بلوغ قاع ما ..!!! فبدأ الالم من رغبة بالمغادرة و الهروب من مخبأ ضيق الى الارغبة بالحلول في ملجأ و مستقر بعد ضياع الطرقات في حلك الامكنة الغريبة .
شعرية اللغة الروائية انمازت لغة الرواية بزخم وصفي جميل للمشهد و فضاء السرد الزماني و المكاني ، هذه اللغة حملت كما من الاسلوبية الشعرية فكانت تقنية و اضحة في لغة الرواية ففي رسم مشهد ص 14 من اختلاط الاصوات الساردة وزج اكثر من هاجس في لحظة واحدة الامر الذي يناسب جو المشهد ..حرب و هروب ، خوف ، تربص .. هذا الجو المعقد به حاجة الى لغة رصينة ثرية تستوعب هذا التشظي بينما نجد اسلوبية السرد تجنح نحو المفارقة الداهشة بين المضمون و دواله ، ففي مشهد الانفجار في خاتمة الرواية ص 261 وهو يبحث عن الحبيبة بعد الانفجار فيقول : ( .. فانحدررت على المنزلق الرملي ناسيا آلهة الحديد المزمجرة المنقضة بسمومها دوي فرن الخبز بمدخل شارعنا و خرير الماء المتدفق من احشاء الصخور ..) فالمشهد مرعب انفجار و قتلى و دخان لكن تأتي لغة هذا المشهد مفعمة بالحياة و الرواء (الخبز و الماء ) . كما يمكن اقتطاع جمل شعرية انبثت في انحاء الرواية كاملة" على سبيل المثال : - يمسح الاشياء بعينيه الذابلتين - يتمدد فضاء حريته كونا" - ألاحق الاصداء المخنوقة لروح الفتات فتترسخ محتلة فسحة كينونتي اقتفي اثر الصدى قاطعا فواصل صمته الاخرس الدوار .. ابحر في الحالك الممتد من لحظتي .. - البس ثوب الحجر و كيانه و غيرها كثير جدا يتصل بسياقات تعبيرية مما يمكن عده نسقا" تأليفيا" مقصودا اتسمت به لغة الروائي و تحركت بها الكنايات الكلية الحاكمة لحركة مفاصل البنية السردية من خلال اختيار مثابات احكمت صياغة المشهد الذي استشرت فيه النزعة الايروسية بنحو لافت و مركزي تعدّى مستوى القيمة الوظيفية التي تنهض بها المشاهد الحميمة في السرود الى ان تكون شأنا مركزيا في تفاصيل الاحداث و الاوصاف و الشخصيات و الحوار لا نستطيع الايفاء بتحليله الان علما ان البطل ثائر ومناضل اي صاحب ادلجة معينة .. ربما هي احدى دوال المفارقة المقصودة عند الروائي ، فضلا عن محاور التداخل الاجناسي الاخرى ..
#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)
Salam_Ibrahim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الإرسي- لسلام ابراهيم: الرواية والكناية عن التجربة ا
...
-
(الإرسي)..إشكالية التجنيس، والأسئلة المعلقة!!
-
رواية الإرسي.. رحلة الكينونة المعذبة ....من منظور اخر
-
أماكن حارة/ محاولة لكتابة التاريخ العراقي الحي عبر قرن
-
الإرتياب في المكان - قراءة في رواية- الإرسي
-
سلام إبراهيم.. الحياة والصداقة
-
الحياة لحظة رواية الكاتب العراقي سلام إبراهيم
-
-الحياة لحظة - . رواية تجسد العذاب العراقي في نصف قرن
-
رواية حسن الفرطوسي - سيد القوارير - عن أحوال العراقيين في بق
...
-
التسلل إلى الفردوس ليلاً
-
الصراع الثقافي في المجتمعات الديمقراطية الحقيقية - عن ساعات
...
-
سلام ابراهيم: رواية الإرسي أحدثت ثورة داخل عائلتي
-
ندوة في القاهرة لمناقشة رواية سلام إبراهيم - الإرسي
-
كلاب الألهة مجموعة القاص العراقي نعيم شريف سبعة أناشيد تهج
...
-
فيلم الجذور لأحسان الجيزاني: إنحياز للإنسان العراقي المسحوق
...
-
حكاية من النجف لحمودي عبد المحسن عالم النجف المكتظ بأساطير
...
-
-دنيا -علويَّة صُبح خلاصة حياة لا الحياة في تفاصيلها
-
منجز القصة العراقية
-
بيت النمل-* مجموعة هيفاء زنكنة القصصية المنفي كائن هش.. لا ع
...
-
حضن هو الدنيا#
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|