أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - عندما يساء فهم -الرأسمال- و-الرأسمالي-!















المزيد.....

عندما يساء فهم -الرأسمال- و-الرأسمالي-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 17:12
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ما هو "الرأسمال"؟ ومن هو "الرأسمالي"؟

لا شكَّ في أنَّ السؤال الأوَّل قد استبدَّ، وقتاً طويلاً، بتفكير كارل ماركس؛ ولقد حرص هذا المفكِّر العظيم على أن يجيب، ويُعرِّف، بما يَجْعَل ممكناً ضم "الاقتصاد" إلى طائفة العلوم المضبوطة، كالفيزياء.

أمَّا ما حَمَلَني على استئناف الاهتمام الفكري الشخصي بالسؤالين وإجابتيهما فهو عودة كثير من المثقفين، وبعضهم ممَّن ينتسبون إلى "الاقتصاديين"، أي إلى الباحثين الاقتصاديين، إلى "الإجابة" بما يُخفِّض منسوب "العلمية" في "الاقتصاد".

عندهم يستوي "الرأسمالي" وكلُّ "مالكٍ لمبلغ كبير (نسبياً) من المال"، فإذا كانت "المقدِّمة" في تفكيرهم هي أنَّ كل رأسمالي يجب أن يكون مالِكاً لمبلغ كبير (نسبياً) من المال، أو النقود، فإنَّ "الاستنتاج (الخاطئ)" الذي توصَّلوا إليه من تلك "المقدِّمة (الصحيحة)" هو أنَّ كل مالِكٍ لمبلغ كبير (نسبياً) من المال يجب أن يكون رأسمالياً!

قَبْلهم، وبما يشبه طريقتهم في التفكير، وفي النظر إلى الأمور، "أبدع" المحامون عن النظام الرأسمالي في الغرب، مِمَّن ينتمون إلى طائفة "علماء" الاقتصاد، فكرة "الرأسمالية الشعبية"، التي بحسبها يمكن إدراج كل من يملك من شركة ما ولو بضعة أسهم من رأسمالها في عداد "طبقة الرأسماليين"!

سألْتُ نفسي هل من شروط ينبغي لي أن أستوفيها حتى أُصْبِح "رأسمالياً أردنياً"، ولو من أفقر فقراء الرأسماليين الأردنيين؟

في سعيي إلى الإجابة، افْتَرَضتُّ أنَّ أفقر فقراء تلك الطبقة يحتاج، شهرياً، إلى مبلغ مالي لا يقل عن 5000 دينار أردني، ينفقه (هو وعائلته) إنفاقاً استهلاكياً، أي في ما يلبِّي حاجته إلى المأكل والملبس والمسكن..

ثمَّ سألْتُ نفسي كم هو المبلغ المالي الذي ينبغي لي أن أملكه، وأن أستثمره بما يعود عليَّ بهذا الدَّخْل الشهري؟

على ما أظن، يجب ألاَّ يقل عن 600 ألف دينار أردني؛ وهذا المبلغ المالي، أو "الرأسمال"، كان من قبل أصغر، وسيصبح عمَّا قريب أكبر.

إنَّني لم أُوْرِد هذا المثال (الذي ربَّما تحتاج الأرقام فيه إلى التدقيق) إلاَّ لأُوضِّح أنْ ليس كل مبلغ من المال يجعل صاحبه رأسمالياً؛ ولأوضِّح، أيضاً، "نسبية" هذا المبلغ من المال، أي اختلاف مقداره باختلاف الزمان والمكان.

إذا أردتُ الانضمام إلى فئة أفقر الفقراء من طبقة الرأسماليين الأردنيين فإنَّه ينبغي لي أنْ أملك، وأن أستثمر، مبلغاً من المال لا يقل عن 600 ألف دينار أردني، على افتراض أنَّ 5000 دينار أردني هي متوسط الدَّخل الشهري لأفقر الفقراء من رأسماليينا، وعلى افتراض أنَّ هذا المبلغ من المال هو ما يمكن أن أحْصَل عليه شهرياً من استثماري لرأسمالي ذاك (600 ألف دينار أردني).

مرَّة أخرى، يمكن أن نسيء فهم الأمر، أي أن نفهمه بما يوافق طريقة التفكير التي سمحت لصاحبها بأنَّ يَسْتَنْتِج من المقدِّمة "كل الكلاب حيوانات" أن "كل الحيوانات كلاب".

وإساءة الفهم التي أعني هي أنْ يقول أحدهم مُسْتَنْتِجاً إنَّ كل من يملك دخلاً شهرياً مقداره 5000 دينار أردني يجب أن ينتمي هو أيضاً إلى فئة أفقر الفقراء من طبقة الرأسماليين الأردنيين.

إنَّ "الكمَّ" وحده لا معنى له إلاَّ مع توأمه، وهو "الكيف"، فإنَّ من الأهمية بمكان معرفة "طريقة" حصولك، شهرياً، على 5000 دينار أردني، فهناك من الموظَّفين من يتقاضى راتباً شهرياً مقداره 5000 دينار أردني، ولا يُعَدُّ، مع ذلك، من طبقة الرأسماليين.

لقد حرصتُ على أن أصف هذا الدَّخل الشهري (الرأسمالي) بأنَّه مبلغ من المال، يُنْفَق إنفاقاً استهلاكياً؛ لأنَّ القوانين الموضوعية للسوق تضطَّر كل رأسمالي إلى أن يكون "متقشِّفاً (نسبياً)"، فإنَّ جزءاً، وجزءاً كبيراً، من ربحه يجب أن يُضاف إلى رأسماله المستثمَر، وإلاَّ ذهبت به (أي بالرأسمالي) المنافسة، التي لا بقاء فيها إلاَّ للأصلح، أي للرأسمالي الذي نمَّى رأسماله في استمرار، من خلال تغذيته له بمزيدٍ من المال المسمَّى "ربحاً"، والذي نمَّاه بما يسمح له بأن يبيع أرخص، فيبيع، بالتالي، أكثر؛ وليس من سبيل إلى ذلك سوى أن يزيد، في استمرار، حصَّة "الرأسمال الثابت" من الرأسمال المستثمَر، على أنْ تتأتى هذه الزيادة من إحلال مزيدٍ من الالات الجديدة محل الآلات القديمة.

المال، ولو كان في حجم مال قارون، لا يُعَدُّ، من الوجهة العلمية، "رأسمالاً"، إذا لم يوظَّف ويُسْتَثْمَر في طريقة واحدة لا غير، إلا وهي الطريقة التي بفضلها (وبفضلها فحسب) تنمو الثروة الحقيقية للمجتمع.

والمال لا ينمو (أي لا يُستعاد مع زيادة) إلاَّ إذا اسْتُثْمِر في "الاقتصاد الحقيقي"، أي حيث تُنْتَج السلع والبضائع، أي حيث عمل العمَّال يسمح بإنتاج سلع وبضائع، قيمتها تفوق "قيمتين" معاً، هما قيمة "الرأسمال الثابت"، أي المنفق في شراء الآلات والمواد الأولية..، وقيمة "الرأسمال المتغيِّر"، أي المنفق على هيئة أجور للعمال.

تخيَّلوا أمراً ليس من الواقعية، ولا من المنطق، في شيء، ألا وهو أنَّ النظام الاقتصادي الرأسمالي قد خلا تماماً من "العمل الحي"، وأنَّ "بشراً آليين" قد حلُّوا محل العمال جميعاً، أي أن "عبودية جديدة"، العبيد فيها هم "البشر الآليون" حصراً، قد ظهرت إلى حيِّز الوجود الاجتماعي ـ التاريخي.

في نظام تخيُّليٍّ كهذا، يصبح "الربح" أثراً بعد عين، فلن نرى رأسمالياً يستثمِر رأسماله بما يسمح له بالحصول ولو على سنت واحد على هيئة "ربح"، فرأسماله المستثمَر يعود إليه بلا زيادة ولا نقصان؛ لأنَّ "الدجاجة" التي تبيضه، أي العمَّال، أو "العمل الحي"، قد اختفت من الوجود.

ومع اختفاء "مَصْدَر الربح"، وهو "العمل الحي"، يختفي "الربح"؛ ومع اختفاء "الربح" يختفي "الرأسمال"؛ لأنْ ليس كل مال يُعَدُّ رأسمالاً؛ ومع اختفاء "الرأسمال" يختفي "الرأسمالي"؛ لأنْ ليس كل مالِكٍ للمال يُعَدُّ رأسمالياً.

في سعيي إلى إجابة "السؤالين"، تحدَّثْتُ أوَّلاً عن "الكم"؛ ثمَّ تحدَّثْتُ عن أهمية وضرورة أنْ يُفْهَم "الكم" في سياق اتِّحاده الذي لا انفصام فيه مع "الكيف"، فإنَّ الذي يستثمر أموالاً طائلة في الأسواق المالية، أي في "الاقتصاد غير الحقيقي"، ويربح أكثر ممَّا يربح صاحب المصنع، ليس برأسمالي إلاَّ إذا ارتضينا نَزْع "الاقتصاد" من تربة العِلْم، وغرسه في تربة الوهم والخرافة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قِمَّة -الإسراء- من سرت إلى القدس!
- في عقر دارك يا أوباما!
- أنا المالك الحقيقي لكنيس -الخراب-!
- الذهنية التلمودية.. ليبرمان مثالاً!
- مفاوضات صديقة للاستيطان!
- -أزمة الفهم والتفسير- في عالَم السياسة!
- متى تتحرَّر المرأة من -يوم المرأة العالمي-؟!
- -فساد الانتخابات- يكمن في -فساد الدَّافِع الانتخابي-!
- موعدنا الجديد في تموز المقبل!
- فتوى الشيخ البراك!
- الحاسَّة الصحافية
- بيان اليأس!
- قانون -ولكن-!
- المواقع الأثرية اليهودية.. قائمة تطول!
- حَلٌّ يقوم على -تصغير الضفة وتكبير القطاع-!
- حكومات مرعوبة تَلِدُ إعلاماً مرعوباً!
- -تحرير- السلطة الفلسطينية أوَّلاً!
- صناعة التوريط في قضايا فساد!
- -فالنتياين-.. عيدٌ للتُّجار أم للعشَّاق؟!
- الأمين العام!


المزيد.....




- قفزة مفاجئة في سعر الذهب الان.. تحديث غير متوقع
- أزمة قطاع العقارات في إسرائيل تنعكس على القطاع المصرفي
- دوام عمل كامل من 32 ساعة أسبوعيًا.. إنتاجية وحياة شخصية واجت ...
- أوروبا والصين تقتربان من اتفاق بشأن رسوم واردات السيارات الك ...
- موديز ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتص ...
- ماسك: الولايات المتحدة تتحرك بسرعة نحو الإفلاس
- دروس من نساء رائدات في قطاع البنوك والخدمات المالية
- ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة
- الركود يهدد القطاع الخاص البريطاني بسبب زيادة الضرائب
- المغرب والصين يسعيان لعلاقات اقتصادية وتجارية متطورة


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - عندما يساء فهم -الرأسمال- و-الرأسمالي-!