عبد الجبار منديل
الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 10:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طيلة الاسابيع التي سبقت الأنتخابات العراقية الاخيرة والناخب العراقي يؤكد عبر الفضائيات واللقاءات المختلفة بانه سوف لن يشارك بالأنتخابات وبانه لن يكرر الخطأ الذي ارتكبه في الأنتخابات السابقة بأنتخابه من خلال القوائم المغلقة مثل هذه الوجوه غير الكفؤة ولا الامينة . وقد دفع كل ذلك بعض المراقبين الى الأعتقاد بان المساهمة في الأنتخابات سوف تكون متدنية جدا .
عندما حل يوم الأنتخاب هرع الجميع وبفعل العدوى والتنافس ورغبة المشاركة متناسين كل التهديد والوعيد حيث جذبتهم روح القطيع التي هي من سمات السايكولوجية الجماهيرية في الأحداث الجماعية ... واندفعوا مشاركين مع الجماهير الزاحفة وبذلك استفادت القوائم الأنتخابية المختلفة من العدوى التي تسري في البشر في حالة العمل الجماعي التنافسي .
ان تلك الحمى الأنتخابية الجماعيةالتي سرت في الجماهير جعلت الأسماء الفردية والقوائم الصغيرة هي اول الخاسرين . فروح القطيع تتجه باتجاه الأشارات البارزة والعناوين الكبرى .
لقد اشادت اغلب الناخبين بالأسلوب الجديد في التصويت وهو اسلوب القائمة المفتوحة والذي هو عكس الأسلوب السابق في القائمة المغلقة حيث الناخب يصوت للقائمة ولرئيس القائمة ولا يعرف شيئا عن المرشحين وصفاتهم الفردية . غير ان الناخب في العراق بشكل عام وفي بغداد بشكل خاص اغلق القائمة بنفسه وحولها من مفتوحة الى مغلقة فهو لم يقم بالتصويت للمرشحين كافراد بل قام بانتخاب عنوان القائمة ورئيس القائمة وبذلك كرر نفس الخطأ في الأنتخابات السابقة وهذا ما يفسر خسارة القوائم الصغيرة والمرشحين الأفراد مهما كانت مواصفاتهم وتاريخهم . وقد عاد الناخب العراقي الى انتخاب الطائفة والمجموعة والعناوين الكبيرة والقيادات السياسية البارزة ولم يقم بالغربلة والأختيار الدقيق وبذلك فاز رؤساء القوائم في بغداد بمئات الألاف من الأصوات في حين لم يفز شركائهم في نفس القائمة الا باصوات قليلة .
ان روح القطيع هي السمة الغالبة على سايكولوجية الجمهور العراقي . وقد تحتاج الى عشرات السنوات من اجل ان يتحول الناخب العراقي الى ناخب هادئ يتحرى الروح العلمية في اختياره ويقوم بالتمحيص والمفاضلة بين المرشحين على اساس الكفاءة والأخلاص في العمل والبرنامج بصرف النظر عن الطائفة والقومية والمنطقة .
#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟