حيدر السوداني
الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 18:23
المحور:
الادب والفن
قفــا نبكي من ذكرى رجـــالٍ ومعقـــلِ
امـــا آن للجـــرحِ يا بـــغـدادُ ينــدمــــلِ
تحدثُ الاطـــلالُ عنــكِ عصرَ نهضتكِ
وتنحـــني في سرايــا الصرفِ والجملِ
وتستفـــيــــقُ بلفــحةِ شمســــكِ عبــــرٌ
فتستفــــيضُ بمــــلءِ الجــــفنِ والمقــلِ
امــــا آن للـــجرحِ يا بغـــدادُ من ضـمدٍ
يخبــي الأنــينَ ويبــرقُ ومضــةَ الاملِ
كلّـمتـــها فاســتـــدارت عنّي بــاكيـــــةً
وأسبــــلت سيلَ دمـــعٍ لـــــيسَ يخـتزلِ
بادرتها : محبوبـتي .. هل لي بكِ رمقٌ
فأومــأت ســل رجــالاً ماتوا في عذلـي
يا حبّــذا المــوتُ في أحضــانكِ أبـــــداً
صبراً علـــيَّ إذا مـــا جئـــتَ يــا أجلي
من لي ببغدادَ إن ضــــاقت على شفـتي
قارورةُ الحبِّ في الامــــصارِ والــدولِ
ما أعـــذبَ الدمـــعَ حتى إن يمــرُ بــكِ
يمــرُّ بالقلـــبِ قبـــــلَ الجــفنِ والأســلِ
فلتعذريــــني إذا ما خاطـــبتكِ ثــــــملاً
فلـــيسَ بالسـكرِ بإسـمكِ بغدادُ من جدلِ
ممــــلحٌ فيـكِ جـــرحي منـــذُ فرقـــــتنا
وتـــــائهٌ في دروبِ العشـــقِ والغـــزلِ
يا قبـــلةَ الحـــبِّ والكتّـــابِ مذ خلـــقتَ
ومنبـــعَ العشـــقِ والاقــلامِ فــي الازلِ
ممزقُ فـــيكِ حزنـــي كيـــفَ أجمعهُ !!
كــدمِّ عثــــمانَ أضـــحى أو كــدمِّ علي
كم ألبســــوكِ ثيــــابـــاً لا كمــامَ لـــــها
وتذرعـــوا عن ثــيابِ الأمــسِ بالحـيلِ
بل وارتــدوا فوقَ وجــه الخزي أقنــعةً
فــزادَ بــالقبـــحِ قبـــحاً مربـــطُ الــعـللِ
يا ويحـــهم حينَ تمــسي الشاةُ يحرسـها
دونَ القطـــيعِ ذئــــابٌ جــمّةُ النــحــــلِ
ما زالَ للحــــبرِ زرقـــةُ لـــونِ دجلــتِنا
مذ ألقـــيت فيـــــهِ حــورُ العلمِ والعمـلِ
وحمـــرةٌ من دمــاءِ الســفكِ يخلِــــطها
بطينــــهِ الحر مــوجُ الدمـــعِ والدمــــلِ
لله درّكَ يـــا منصــــورُ كم عــــجــزت
عنــــها المنونُ وباتـــت منـها في وجلِ
لله دركَ كــــم أحــــيـيتَ مــــن أمـــــلٍ
في ذلــكَ الـــوادِ بــــينَ الشـــطِّ والجبلِ
حتى كـــأنَ صـــروفَ الدهـــرِ أتعــبها
صبرُ الجـــمالِ بغـيرِ المــاءِ والضُـــللِ
#حيدر_السوداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟