|
الانسان صورة الإله الذي في عقله
عهد صوغان
الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 12:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وجِد الانسان على هذه الأرض كواحد من كائناتٍ كثيرة تعيش معه وتشاركه الحياة. وكونه كائن متفوق على جميع الكائنات التي نعرفها لما يتمتع به من عقلٍ متطورٍ قابل للإعداد والتدريب. فقد حظي هذا العقل بكثير من الدراسات والاهتمام لمعرفة السلوكيات البشرية ودوافعها وكيفية التحكم بها وتوجيهها وفق الأنسب والأفضل . وأصبح بديهيا بل ومعلوما أن الانسان هو جسد وعقل وروح .وأن العقل هو القائد والدافع لكل السلوكيات البشرية وفق تفاعلات كيميائية تتم في الدماغ وتترجم أفعالا وأقوالا واتجاهات مختلفة تحدد ملامح وسمات كل فرد على حدة . فالعمليات التي تتم في رؤوسنا ترسم شخصيتنا وأخلاقياتنا وكل شيء نعمله ومن هنا كان التركيز على فكرة إعداد الإنسان وتحضيره لأداء دور معين في الحياة. ومنذ القدم لم يكن ممكنا أن نُعدّ الانسان ونلقنه ماهو الأفضل لبناء الحضارة .فكثيرة هي الإعدادات السابقة التي جلبت الخراب والدمار والقتل والترويع لأن الاعداد كان خاطئا . وإذا اعتمدنا فكرة أن السلوك الجيد هو ُمنتجُ إعدادٍ وتلقينٍ جيد وأن السلوكَ السيء هو منتجُ إعداد وتلقين سيء فسوف نصل إلى تحليل منطقي مقنع ...وبإمكان الجميع أن يتأكد بنفسه من هذه الفكرة؛ ولكن تلك الإعدادات تتم في البيت والمدرسة والشارع والعمل .تتم من قبل الصحافة والتلفزيون والإذاعات وكل وسائل نقل المعلومة .أي أن أي إعداد هو عملية اجتماعية تراكمية تعبر عن المنحى السلوكي العام لأي مجتمع . وبمعنى آخر المجتمع بكل مافيه من مؤثرات يخلق الفرد الجيد أو السيء ... إذا المجتمع الذي يخلق الفرد السيء هو مجتمع سيء والمجتمع الذي يخلق الفرد الجيد هو مجتمع جيد وحاليا في كل الدول المتطورة يحمّلون المجتمع مسؤولية انحراف السلوك الانساني وعند حصول أو حدوث حالة إجرامية يتم تسليط الضوء على البيئة التي أنبتت هكذا إجرام لمعالجة المؤثرات السلبية وراء ذلك ..أما في مجتماعاتنا الشرقية فقد تم ربط السلوكيات والأخلاقيات بالأديان والعادات والتقاليد.وأعطي للدين الدور الأكبرلأنه ارتبط بالمقدس وأصبح الدين يحدد لنا كيف نعيش وكيف نتكلم ومتى ؟؟الدين يرسم وبدقة شديدة حدود أعمالنا وأفعالنا وكون الدين منزل من السماء من خالق الكون والانسان فهو الخالق الحكيم القادر العليم ..إذا فهو الاقدر على تحديد سلوكنا وتوجيهنا حسب الطريق الصحيح الذي يبني الانسان الصالح المستقيم وقد تم تحضير مجموعة كبيرة من الأوامر الالهية التي تنهي عن فعل بعض الأمور أو فعل آخرى . وتم تدوين كل هذه الأوامر في عقولنا وتثبيتها وترسيخها لمعايير القيم الانسانية الجيدة .. فأعمالنا ستكون حكما صورة عن الاله الذي اختزناه في عقولنا . سنتصرف وفق الأوامر والمعلومات المخزنة في عقولنا والتي سوف تحركنا بإشرافها ودفعها مباشرة . ولكن هل سلوكنا إيجابي ؟ وتفكيرنا إيجابي ؟ هل أعمالنا صالحة وجيدة ؟ إذا كانت الإجابة بنعم فنحن قد سلكنا الطريق الأصلح وحصلنا على النتيجة الأفضل بين الأمم ... ولكن الواقع يقول شيئا آخر هو : - نحن نكره والاله يجب أن يكون محبا . - نحن نكذب والاله يجب أن يكون صادقا . - نحن نسرق والاله يجب أن يكون أمينا . - نحن نقتل والاله يجب أن يكون رحيما . - نحن نغزو ونسبي وندمر ونتقاسم السبايا . - نحن نخادع ونمكر . - نحن نميز بين إنسان وآخر مذهبيا وطائفيا . - نحن الأمة الوحيدة التي لايجيب أبناؤها ب لا أعرف بل الجميع يعلم كل شيء . - نحن أمة تعلق كل أخطائها وفشلها على الآخرين - نحن أكثر الأمم كلاما وأقلهم عملا . - نحن نقول: نحن خير أمة . - نحن إن عملنا لانتقن عملنا . - نحن أمة لايعمل أبناؤها إلا دقائق معدودة خلال يوم عمل كامل . - نحن أمة لاتسأل الموظف إن كان يحب عمله أم لا؟ - نحن أمة أطفالها مشردون في الشوارع . - نحن الأمة الأكثر أمية في العالم . - نحن الأمة الأكثر عجزا في مجال الإبداع والإبتكار . - نحن الأمة الأكثر استيرادا للغذاء والدواء والتجهيزات . - نحن أمة لاتصنع ومصانعها مأخوذة من الآخرين . - نحن أمة شوارعها وأحياؤها يندى لها الجبين . - نحن أمة تعشق الحرب وتكره السلام . - نحن أمة تسقي أبناءها ماء غير صالح للشرب . - نحن أمة ليس لديها رقابة صحية . - نحن أمة تدرس أبناءها الأساطير وبطولات الظالمين . - نحن أمة حكوماتها مقدسة وحكامها مقدسون . - نحن أمة برلماناتها صورية ومجرد ديكورات سياسية . - نحن أمة حكامها يحكمون للأبد . - نحن أمة حكامها يفوزون بنسب 99% - نحن أمة لاتشترط على حكامها المعرفة والحكمة والنزاهة . - نحن أمة تقدس الماضي وتعيش فيه . - نحن أمة تصلي لأجل موت الآخرين وقتلهم والتنكيل بهم بدلا من طلب الرحمة والحياة لهم . - نحن أمة لاتسمح بالرأي الآخر . - نحن أمة تعدد الزوجات. - نحن أمة تحنط المرأة بالحجاب والنقاب. - نحن أمة أكثر أبنائها مهاجرون . - نحن أمة تشرع القانون الذي يحمي الحاكم ويطيل بقاءه . - نحن أمة قضاؤها بيد السلطة . - نحن أمة التخندق الطائفي والمذهبي . - نحن أمة التزوير التاريخي الذي كتب تاريخ الأقوياء . - نحن أمة نصف شعبها يعمل لصالح مخابرات النظام . - نحن أمة لايستطيع الانسان فيها أن يعبر عن رأيه . - نحن أمة تدخل أبناءها السجون ولايعلم أهلهم أين هم ؟ هل ماتوا ؟أم هم على قيد الحياة . - نحن أمة لاتعدل بين أبنائها في الأجر .أوفرص العمل - نحن أمة تشرع القوانين على قياسات البعض من المتنفذين . - نحن أمة إعلامها أبواق للسلطة . - نحن أمة لاتمسح دمعة طفل جائع . - نحن أمة لاتحس بقهر المظلومين . - نحن الأمة الوحيدة التي تعرف الله وتدين بدينه !!!! والقائمة تطول ...... إذا كنا نحن هكذا فهل نحن نعرف الله؟ وفي ذات الوقت نقول نحن نطبق شرع الله وأوامر الله ... فهذا يعني أن أعمالنا عكست صورة الله فينا فكيف نعكس هذه الصورة عن الله ؟؟؟ وهل فعلاً نحن نطبق ارادة الله أم نطبق بعض الاجتهادات البشرية ؟؟ من يحب الله يجب أن يعكسه في أعماله وتصرفاته . وهذا يرينا صورة الله الذي خزناه في عقولنا أعمالا وسلوكا وقيما وأخلاقا حاصلة على الأرض... كيف نطابق بين الصورة على الواقع وبين الله ؟؟ هذا تناقض لايقبل به طفل في عامه الأول بل هو فاضح ومفضوح بالخط العريض ..كيف نقوم بالقتل والإرهاب والظلم والسرقة وامتلاك الإماء ؟؟كيف نمارس الخداع والنفاق و الموبقات ؟ من يدفعنا لأن نظلم بعضنا ونكفر بعضنا ونسفك الدماء ؟هل هو الله؟ أليس هو خالق للجميع وأب للجميع حسب الأديان ؟؟إذا كان كذلك فعليه أن يحب الجميع ويعطف على الجميع ويرى الجميع بعين واحدة لأن الجميع أبناؤه . لماذا ميز البعض عن البعض الآخر ؟ فقال للبعض أنتم شعبي المختار وقال لآخرين أنتم خير أمة وهل اباح لأمة أن تقتل أخرى وتنهب بيوتها وتقتل أطفالها ورجالها وتسبي نساءها . كيف تستقيم فكرة الخالق العظيم الرحيم مع هذه الأعمال والأفعال؟ لقد قدمنا صورة سيئة في أعمالنا وسلوكنا فهل إلهنا سيء؟ وهل فكرّنا أن نراجع أنفسنا ونقف للحظة نتأمل المشهد بروية وصدق ودون انفعال ونجيب عن كل التساؤلات . نبحث عن الإجابات ..هي دعوة حقيقية صادقة للجميع أن يفكر ويفكر ويبحث بأمانة عن الإجابات الملحة . لأن العمر يمضي ونحن في آخر قائمة الأمم نتخبط في تفكيرنا فلا نجد مخرجا لكل مشاكلنا التي أخرجتنا من التاريخ الأخلاقي وأبقتنا في تاريخ القتلة والمتخلفين ....العالم اجتهد وتقدم وارتاد الفضاء البعيد وقهر الأمراض وصال وجال في كل العلوم ابداعا وانتصارات ونحن نتقاتل حول :هل يجوز سماع الموسيقى؟وهل تجوز الرياضة النسائية؟هل يحق للمرأة أن تنتخب؟ووووو نحن نعيش في الظلام..نحن شوهنا صورة الإله الجميلة..........
#عهد_صوغان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|