أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - لوحة مسرحية لنوروز















المزيد.....


لوحة مسرحية لنوروز


حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 07:32
المحور: الادب والفن
    


ــــــ
ملحوظة :
ــــ
معظم الحوارات مقتبسة بتصرف من مجموعة مقالات قصيرة
للاديب الكردي المعروف : فلك الدين الكاكائي .
كانت تنشر في الاعمدة الداخلية لجريدة التاخي عام 1973
بعنوان :( صوت ) بقلم : أبو برشنك
واللوحة من بواكير اعمالي المسرحية في تلك الفترة الزمنية .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المنظر:
ـــ
في عمق المسرح مناظر من الطبيعة لجبال عالية ..
سفوحها تكتظ باشجار البلوط والكستناء والجوز واللوز والبندق..
تنتشر في وديانها اشجار التفاح والكمثري والمشمش والتين والعنب ..
تنحدر شلالاتها بعنفوان صوب انهار تميل الى زرقة السماء ..
بينما تلوح أشعة الشمس الصفراء من بين الوديان والسفوح الخضراء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشخوص :
ـــــ
1ـ الأب
2 ـ الطفلة
3 ـ العسكري /1
4ـ العسكري /2
5 ـ العسكري/3
6 ـ العسكري /4
7 ـ ميديا الحفيد
8 ـ المجموعة /1
9 / المجموعة /2
ــــــــ
* موسيقى لأغنية نوروزية ...
يدخل من عمق المسرح رجل بزي فلاح كردي ،
ملابسه شبه باليةٍ وممزقة ،
ولكن تشرق من عينيه الفرحة وتباشير الأمل ،
يمسك منديلاً أحمراً بيد ، واليد الاخرى ...
يراقص بها ابنته الصغيرة ذات السنوات العشر ،
بدبكة كردية هادئة الى ان يصلا وسط المسرح .
.................................

ــ الطفلة : أراك تراقصني بفرح ٍ ولهفة ٍ
رغم كل آلامك يا أبتي ؟!
ــ الأب : نرقص لنوروز يا بنيتي الحبيبة .
ــ الطفلة : نوروز .. !
ــ الأب : نوروز ... الكلمة الصدق ، والربيع المنتظر ،
والفدائي الشهيد ، والطفل الأجمل ، وأسراب الطيور .
ــ الطفلة : أهذه كلها تعني نوروز يا ابتي ؟
ــ الأب : نوروز النضال والمناضل .. والشبيبة الواعية المطّلعة .
ــ الطفلة : ( بفرح غامر)
وماذا بعد يا أبتي ؟
ــ الاب : نوروز السلم ومهرجانات الفرح في الربيع ..
نوروز العمال والهتافات في الإضرابات العمالية ..
نوروز الفلاحين ولافتات التعاونيات الزراعية .
ــ الطفلة : وبم َ يذكّرك نوروز يا أبتي ؟
ــ الأب : نوروز السجلات والتقاويم ..
نوروز الذكريات والشعر والنثر والملاحم الخالدات ..
نوروز كل المعاني والربايا الصامدات ..
نوروز كل البنادق النظيفة الثائرات ..
نوروز كل الأماني والتحايا الصادقات ..
نوروز كل البراعم المورقات المزهرات ..
نوروز كل الصبايا العاشقات السعيدات ..
نوروز كل نوروز يمنح دفء الحياة .
ــ الطفلة : ومن صنع نوروز يا ابتي ؟
ــ الأب : إن كانت الحرارة من صنع الشمس ..
والجوز من ثمر شجر الجوز ..
والمطر من الغيم ..
فنوروز من صنع المنتجين الشرفاء .
ــ الطفلة : من تقصد بهذه العبارة يا ابتي ؟
ــ الأب : إن كانت السلع من إنتاج العمال ..
إن كان العسل من إنتاج النحل ..
فنوروز من نتاج العمل الجماعي لملايين الكادحين والعباقرة .
ــ الطفلة : ولمن نوروز يا ابتي ؟
ــ الاب : لنا ... لنا يا بنيتي الغالية ..
للكادحين ... للمناضلين .. للعمال والفلاحين ..
لجميع الكردستانيين الشرفاء .
ــ الطفلة : ما دام نوروز لنا ..
إغمض عينيك يا ابتي واخبرني عن الأمنيات .
ــ الأب : خبزاً نظيفاً مضموناً .. وسكناً مريحاً مطمئناً ..
ــ الطفلة : وأزياء جميلة ليوم نوروز يا ابتي ؟!
ــ الاب ( يضمها الى صدره ويبتسم )
وأزياء جميلة ليوم نوروز .
ــ الطفلة : بعد ان حدثتني عن نوروز ..
ألا تحدثني عن حياتك كما وعدتني من قبل ؟
ــ الأب : انها حكاية طويلة يا بنيتي الحبيبة .
ــ الطفلة : حدثني عنها يا ابتي .. انني راغبة في سماعها .
ــ الأب : بنيتي .. كنت راعياً صغيراً ..
ثم راعي بقرٍ في قرية بنيناها بعد تشردٍ .
ــ الطفلة : (بدهشة وفرح )
بنيتم قرية !.. أحقاً ما تقول يا أبتي ؟
ــ الأب : (بحسرةٍ وألم )
إيه يا بنيتي ... كم قريةٍ بنينا ..
تاريخٌ طويل يا حبيتي الصغيرة .
ــ الطفلة :وبعد يا أبتي ؟
ــ الأب : وهناك ما تعتزين به حين تذكريني فيما بعد ..
هوَّ انني لم أعمل جزاراً .. وستقولين عني غداً بفخرٍ وإعتزاز :
هذا أبي الذي لم يعمل جزاراً
رغم انهم شحذوا السكين لنحره مراتٍ ومرات .
ــ الطفلة : بوركت يا أبتي .. ( تقبله )
ــ الأب : بنيتي .. سوف لن تخجلي من ذكري حين تكبرين ...
هذه هديتي للمستقبل .. وهذا ما يمنحني الثقة والطمأنينة ،
ويحبب الغد الى نفسي .. من أجلك ... من أجلي ...
من أجل كوردستان الحبيبة .. من أجل ....
( يظهر من أركان خشبة المسرح أربعة من العساكر ، بأحذية عسكرية كبيرة الحجم نسبياً
وبأقنعة مختلفة الأشكال ، يبدو عليهم علامات البطش والقسوة )
ــ العساكر : ( بصوت مرهب )
هاهاهاهاها ... ماذا نسمع !
ــ الطفلة : ( تتراجع الى الخلف مذعورة ، لتراقب الموقف بإستغراب )
ــ العسكري /1 : أعد الى مسامعنا ما تقول .. من أجل ماذا ؟
الأب : من أجل مطاليب الحياة .
ــ العسكري /2 :إخرس .. ولا تزعجنا بتلك الكلمات .
ــ العسكري /1 : بل دعه يقول ما يريد .
ــ الأب : ها هي حياتي تختصر ذاتها بتلك المطاليب .
ــ العسكري /2 : ( بتذمر) لا أملك رغبة في سماع تلك السخافات
ــ العسكري /1: ترى ما هي تلك المطاليب ؟
ــ الأب : الشمس ..الشمس بمعنأها الحقيقي ..
دعوها تشرق على جبالنا كما هيّ ..
ــ العسكري/2 : انه كلام خطير .
ــ العسكري /1 : ها .. وبعد ؟
ــ الأب : الكلمة .. نبع صافٍ تحت صخرةٍ ملساء ..
يسيح على وجداني.. فدعوها تدفق كما هيَّ .
ــ العسكري /2 : انه كلام مرعب .
ــ العسكري /1 : وماذا بعد ؟
ــ الأب: الحب .. الحب إرتعاش أزلي يعيدني الى الإحساسات
الساذجة للخلايا البسيطة الاولى فأشعر بقرابة الطحالب والاشجار..
بقرابة الأميبيا والمحار والاسماك والفيلة .. وكل انسان ..
كلنا أقرباء في هذه الطبيعة .
ــ العسكري /2 : أتريد تلويث أدمغتنا أيها الجاهل الغبي ..
ــ الاب : إن كنتُ جاهلاً .. فان جهلي ليس مبرراً
كي تمنعوا عني مطاليبي الاساسية في الحياة .
ــ العسكري /1 : ( يتظاهر ببعض التعاطف )
هذا صحيح ... إستمر ...
ــ الأب : هل إنتميتُ الى الغجر ...
الى اللاجئين من أخطار الفيضان والزلزال
والحرب والمجاعة والعنصرية .... ؟
ممكنٌ ذلك ..إلا إنني أُحبهم جميعاً....
أعلمُ جيداً بإنتمائي الى الكورد في كل مكان ..
والى البشرية جميعاً في كل بقاع الارض ..
فلماذا لا تتحقق مطاليبي ..؟!
العسكري /2 : أية خرافةٍ أسمع !
العسكري /1 : لا عليك يا صديقي .. ستتحقق مطاليبك بفضلي أنا ..
وبإنسانيتي أنا .. لو تعاونت معي ...
وتنازلت عن بعض حروف تلك الكلمات المخيفة
ووضعت محلها أحرفاً من صنعي أنا..انا... أنا ..
ـــ الأب : وهل يتنازل الإنسان عن الشمس والكلمة والحب ؟؟؟
ــ العسكري/1 : هوِّن عليك يا صديقي ..لا تغضب بسرعة ..
الا تلاحظ اني أحدثك بترنيمة حلوة ..؟
ــ الأب: ترنيمة حلوة ...!
حين يبكي الطفل الكردي في الليل جوعاً أو الماً أو برداً..
أو من عضات البعوض ، وهوَّ لا يملك القدرة على التعبير
عن إحتجاجه سوى البكاء ... فأن أمه تهدهده بترنيمة ٍتقول:
يا ذئاب الليل إبتعدي عن طفلي .. إذهبي وافترسي لصوص الليل،
وقد ينام الطفل أو يظل باكياً يتالم...
وآلامي .. وآلام شعبي ومشاكله وآثار تخلفه وجروحه ..
هل تنام بالترنيمة الحلوة ، والهدهدة المخدرة ..؟
لا لن تنام... وستظل جروحه تؤرقه الى أن تعالج
علاجاً نهائياً وحاسماً ...
ــ العسكري/ 2: بإمكاني علاجها علاجاً حاسماً ..
بسحقكم نهائياً وطردكم من الوجود ..
ــ العسكري /1 : لا ..لا يمكن ذلك .. حينئذٍ يتهموننا بالعنصرية
والتطرف.. ويقال عنا ....... يقال عنا ...
ــ الأب : يقال عنكم .. ماذا !
المسالة إننا دفعنا ضريبة الثورة من دمنا ولحمنا
وكدحنا .. لأننا نريد حياةً كريمة .
ــ العسكري /1 : مهلاً يا صديقي ، لا تسرح بعيداً في أفكارك .
لمَ لا تمد يدك إليّ وتتعاون معي.. لتستريح
وتهدأ وتنام وتحلم بكل هدوء ..
دلّــــّلول يا صديقي دلّــــــلول
ــ الأب :ان هدهدة الأحلام لن تجدي نفعاً...
فيا ذئاب الليل إبتعدي عني ..
لا تفترسي أمنياتي بالمكر والخديعة .
ــ العسكري /1 : لم ْ يُخطئ صاحبي حين وصفك بالجاهل ..
انك جاهل ٌ حقاً .
ــ الأب : أرأيت ؟ .. عدت كصاحبك .. كلاكما متفقان لا محال .
ــ العسكري /1 : ليتني افهم ماذا تريدون ؟
ــ الاب : بل ليت شعري .. أفهم ماذا تريدون منّا !
نحن من يسألكم هذا السؤال .
ــ العسكري /1 : ماذا نريد... !
الا ترى إننا نحاول ان نصنع لك سفن النجاة ؟
ــ الاب: أ .. من أهدابي تريدون صنع مراسي السفينة ؟
لتشدّوا وثاقها بحبال ٍ من جلدي ...
الا ترون انكم الطوفان في أرضي ؟
ــ العسكري /2 : ما غايتك ؟.. نحن لا نفهمك تماماً .
ــ الأب : بل تفهمونني جيداً ...
وغايتي ان ان ينحسر الطوفان عن ارضي .
العساكر : ( بصوت واحد ) الطوفان !
العسكري /1: ماذا اسمع .. يا للجرأة والوقاحة !
العسكري /2: مستحيل ... هذا كلام لا يمكن ان يخترق الأذن .
الأب : يا نوح في عنقي نذرٌ أن أتذوق من الطين النظيف الطاهر ...
لأغسل أمعائي من سموم ما قبل الطوفان .
العسكري /2 : ما هذا الكلام !
الأب: يا نوح وفي عنقي نذرٌ ان انزع قيودي ..
وفي عنقي نذرٌ ان أوزع الخبز والجبن على كل جائع .
العسكري /1 : ( بتهكم ) وماذا سيكون نصيبي يا ترى ؟
الأب : يا نوح وفي عنقي نذرٌ ان اغتسل في أول نهرٍ
تشرق عليه شمس ما بعد ليل الطوفان.
العسكري /2 : كم هوَّ عنيدٌ ومغامر !
العسكري/1 : لم تنفع معه الترنيمة الحلوة .
الاب: وأنت يا لقمان ...
في عنقي نذرٌ أن أدرس على يديك حكمة وجودي ..
وأن أعلم ألف طفل حكمة الوجود .
العسكري /1 : بدأ يتحدث عن حكمة الوجود !
العسكري /2 : لتهاونك في إخماد أنفاسه إلى الأبد .
الاب : يا لقمان .. متى ينحسر الطوفان الذي يجتاح ارضي ؟
ويحاول عبثاً إطفاء الشعلة التي تضئ جوانحي .
( يقترب العساكر بشكل كماشة لمحاصرة الأب ،
وتحاول الطفلة إبعادهم عنه بدخولها إلى وسط المسرح من جديد )
الطفلة : ابتعدوا عن أبي أيها الأوغاد .
( يرتعدون من دوي صرختها ويبتعدون خطوات ، تحتضن الطفلة أباها ،
يقترب العساكر من جديد فينهض الأب صارخاً فيهم )
الأب: ابتعدوا عنّا أيها القتلة .. كفاكم هذه اللعبة الخبيثة .
(يعود العساكر إلى أركان خشبة المسرح )
الأب : هذه أرضي وهذه هيَّ هويتي بيضاء بلون الثلوج في قمم جبالي
(يخرج هوية من جيبه)
ومهما حاولتم أغلاق الطرقات في وجهي و إقتلاع
أشجار البلوط والكستناء والكرز من أرضي .. فلن أستكين وأستسلم ،
وسأخترق هذه الجدران ما دام في جسدي عِرقٌ ينبض ،
سأمزق هذه الأوهام وأكشف للناس الشرفاء في كل مكان هويتي .
( يحاول إختراق العسكر/1 )
العسكري /1 : ( يرميه أرضاً ويركله ــ موسيقى ومؤثرات صوتية )
إذهب الى كهفك يا حمال .. يا كاسر الحجارة .
الأب: ( ينهض وتتبعه إبنته لإختراق العسكري /2 )
العسكري /2 : (بالطريقة نفسها )
أنت يا شحاذ .. يا صانع الملاعق الخشبية إبتعد من هنا .
الأب : ( يقترب من العسكري /3 ويحاول اختراقه )
العسكري /3 : إرحل عن ديارنا ..ما بدنا نشوفك .
الأب : ( يقترب من العسكري /4 ويحاول اختراقه )
العسكري /4 : إغرب عن وجهي وعد الى كهفك الملعون .
الأب : ( يعود صوب العسكري /1 ويبرز هويته)
العسكري /1 : ( يسلبه الهوية ويرميها ارضاً ويدفعه من جديد )

عدتَ إلينا ايها الشقي الطريد ؟ إذهب من هنا .
الاب : ( يرفع الهوية من الارض ويضعها صوب صدره
وهو جالس على ركبتيه وإبنته تقف خلفه )
هويتي لن يسلبوكِ مني ابداً ... ومهما حاولوا إنكارها ..
بدعوى ملفقة .. وهي إننا بلا وطن ...
كان لنا وطن لكننا غدونا فيه أسرى وجياعاً وغرباء ..
فصاروا يحاصروننا ويطاردوننا من كهفٍ إلى كهف ..
وراحوا يتقاذفوننا من يدٍ إلى يد ، ومن سجن ٍ إلى سجن ..
ومن عراءٍ إلى عراء .. بدعوى إننا بلا محلات ولادة ..
بلا مساقط رؤوس ... لكن لماذا لا يقولون : إنكم لم تولدوا بعد !
لماذا لا يقولون انتم لم توجدوا بعد ...!
إنهم يعيروننا بإنتمائنا الطبقي الى الشعوب الكادحة ...
يعيروننا بعبودتنا وإستغلالهم لنا ...
ولكن مهلاً.. أن صبرنا لن يطول أكثر من هذا ...
وأن ارضنا حبلى بميديا الحفيد .. ولا بد ان يأتي ليكتسح الجليد
من تحت جلودنا .. ويفتح مداخل الكهوف ..
ويجعل الجبال مواقد مشتعلة ..
ويوقد في عيوننا هذه المرة مشاعل نوروز إلى الأبد ..
أين أنت يا ميديا الحفيد فقد طال إنتظارنا ؟
( إظلام خشبة المسرح وظهور مشعل يدور في مناطقها
+ موسيقى انشودة : ئه ي رقيب الكردية )
( إ ضاءة فيضية على خشبة المسرح حيث يقف ميديا الحفيد وبيده مشعل )
ميديا الحفيد : ( يرفع المشعل عالياً )
ها انا ذا يا ولدي .. سمعت النداء .
( يقبل الأب إبنته فرحاً ويتقدمان بإتجاه ميديا الحفيد
بينما يرتعد العساكر وينسحبون من المسرح تباعاً )
الأب: إنتظرناك بينما الثلج يتراكم حولنا ويسد الطرق من قرية لقرية
فأصبحنا عدة قرى منعزلة ، فإغتصبوها واحدةً تلو الأخرى ..
لاننا لم نكن قرية واحدة متماسكة الشمل .
ميديا الحفيد :نحن ما زلنا قرية واحدة متماسكة يا ولدي ..
ألمْ تلاحظ ذلك في الهوية التي تحملها ؟
المْ تلمح فيها وجوه هؤلاء الرجال الأشداء ؟
( ينشر يديه فيخرج من جانبي خشبة المسرح
مجموعتين من الرجال والنساء بأزياء كردية ملونة
يحمل كل واحد منهم وردة ً حمراء ومشعلاً صغيراً )
الاب : رباه ... ! ماذا أرى !؟
( يخاطب المجموعة الأولى )كيف وصلتم إلى هنا ؟
المجموعة /1 : بلغ انشطنا ذروة الجبل المرتفع فوق الكهف
وتناول صخرة متدثرة بالثلج ودحرجها إلى الوادي
الذي يفصله عن الكهف الشرقي
الأب : أكاد لا اُصدق (ملتفتاً إلى المجموعة /2 )
وأنتم كيف وصلتم ؟
المجموعة /2 : لما وصل الآخرون .. دحرجوا صخوراً كثيرة فإرتفع سدٌ
منيع تحول إلى درب ٍ مأمون يصل الكهفين المحاصرين .
الأب : وبعد ذلك يا أبتاه ؟
ميديا الحفيد : بعد ذلك إستدار الجميع نحو السفح الشمالي ، وبنو سداً
أشد منعة للوصول إلى الأخوة المحاصرين في الكهف الثالث .
الأب : بوركتم جميعاً .
الطفلة : والآن ماذا يجب ان نفعل ؟
المجموعتان : قبل ان تذيب الشمس الثلوج ،
ها نحن نضرم المواقد شموعاً هائلة..
ونبدد الظلام بالضياء الذي نصنع موقده
من اصابعنا ..لنذيب الثلوج ، وتهدر الشلالات البيضاء بهدوء...
ويستيقظ القبج والحجل والوعل والرعاة ..
وتتعانق الأخوة على الجسور المنيعة بعد فراق ٍ طويل .
ميدي الحفيد : أبنائي .. يا أعز ابنائي ..أنتم الآن حقاً
احفاد كاوه وخان زاد... أنتم الآن حقاً سليلي كوردو العظيم ...
وقد قال كوردو يوماً : واحدة من ألف كلمة هي التي تثمر ...
فيا أبنائي الشجعان : حافظوا على مواقد آبائكم ..
لا تدعوعها تنطفئ ، فقد يستعير منكم الجيران ايضاً ،
قبسات من نار ونور .. إحترموا أنفسكم يحترمكم الناس..
إرغبوا في النور والسلم والدفء للبشر كما ترغبون لأنفسكم
الجميع : ( بصوت واحد ) طب نفساً أيها الحكيم الجليل ..
سنلحق الموت بكل من يضطهد أو يستغل أو يستعبد أي كائن بشري ..
أو يطفئ موقده .. ذقنا الطغيان والإستبداد ما يكفي ،
لندافع عن كل إنسان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ستار )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغداد 4 /12 / 1973
حيدر الحيدر



#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد إعلان نتائج الإنتخابات البرلمانية ؟
- المرأة العراقية في يوم المرأة
- يوميات ناخب أمام فضائية برلمانية
- على اعتاب الانتخابات البرلمانية
- عهد الاخوة لبني ويس
- اشتاكيت الك
- محلات بغدادية ( 8 )
- محلات بغدادية ( 7 )
- محلات بغدادية ( 6 )
- محلات بغدادية ( 5 )
- محلات بغدادية ( 4 )
- محلات بغدادية ( 3 )
- محلات بغدادية ( 2 )
- محلات بغدادية ( 1 )
- الجواهري في ذكرى رحيله
- رسالة اعتذار الى الدكتور عدنان الظافر
- حوار مع فنان راحل
- الانتداب البريطاني وثورة العشرين
- الديمقراطية والتعددية
- حوار مع الفنان حمودي الحارثي ( عبوسي )


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - لوحة مسرحية لنوروز