محمد نوري قادر
الحوار المتمدن-العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11 - 09:23
المحور:
الادب والفن
لم تستطيع المشي سيرا على أقدامها ، لكنها ذهبت تتعثر بخطواتها لتقول ما يجب إن تقوله كل امرأة ,لتصبغ أصبعها باللون الأزرق ,لتقول لأول مرة في حياتها بدون إكراه , أو إملاء من احد , أو إشارة منه , إن تقول نعم وبلسانها للذي تريده, ومن يحقق أمنيات طالما حلمت بها , لمن تراه مناسبا في موقعه ,وأن تشير بأصبعها للذي يجب إن يكون عند حسن ضنها ويا ليته يكون مثل أبي , بالرغم من انها كانت لا تعرفه وقد تم اختياره بغير إرادتها , لكن على الأقل ربما رأته مرة واحدة في حياتها , أو عرفته منذ كانت طفلة تلعب في الشارع قبل بلوغها ,لكنها تعرف إن أحدا لن يكون مثل أبي..
كانت مزهوة بنفسها بشكل يدعوا للدهشة وهي تلقي بالتحية لكل من يراها أو يسير بالقرب منها وأحيانا تطلق تعليقاتها الساخرة وهي في طريقها إلى بناية المدرسة التي لم تبعد كثيرا عن البيت, حين تصادفها امرأة في مثل عمرها أو صديق لي تشعر بالحب له مثل علوان الدسم رحمه الله الذي كان يحظى بمودة وقريب إلى نفسها والذي تدعوه دائما بفخر انه ابنها كما هي نساء المحلة بالرغم من انه دائما يشاكس النسوة جميعا بمزاح يفتقد إليه الكثير من أصدقائنا الذين نعرفهم ,وكان له وقع في نفوسهن ,وكانت كل من تصادفهم من الأصدقاء تسألني هل هم مثل الدسم علوان فأجيبها نعم , وكنت أعرف ما ترمي أليه ,فقد كانت تقصد هل هو شيوعي أيضا , فتطرب أذناها لما تسمعه وتشعر بالرضا عمـّا يدور حولها فتقول ..
يمه الدنيا بعدهه أبخير
إي يمه
يعني هم ينتخبون اللي انه أريده
جا يا هو أحسن منهم
إي والله يمه صدك ما كو أحسن منهم حتى علوان الدسم ايكول هذا الحجي
عندما وصلت كان التعب قد اخذ منها مأخذه ,لكنها شقت طريقها نحو الصندوق بعد أن قدمت جنسيتها التي كانت تضعها في جيب (الصفحة ) وقالت وهي تشير الى قائمتها بفرح غامر , استقبلها القائمين بالقاعة بالترحيب فهم يعرفونها جيدا ,فهم أيضا أبنائها , أو بالأحرى هي جدتهم جميعا
أهلا بالحجية
هله بيك يمه
أكيد ... وقاطعته قبل أن يكمل كلامه
إي يمه أكيد هاي القائمة البيهه هذا الحلو ..وهي تشير الى القائمة ((363)) قائمة اتحاد الشعب وضحك الجميع وهم يدعون لها بالصحة والعافية
#محمد_نوري_قادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟