|
دليل الناخب النجيب
فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 22:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت الضجه التي اثارتها رغبة امريكا بالأنسحاب من المانيا عام 1946 قد حددت مسار المستقبل السياسي للغرب عموما .. اذ كان الأنسحاب الأمريكي سيضع اوربا عموما والمانيا الأتحاديه الجديده التي ولدت بعد الحرب الثانيه ، خصوصا ، تحت قبضة ستالين والهيمنه السوفياتيه يومذاك ، وكانت قوات الجيش الأحمر تجلس على مرمى حجر من قوس النصر المتداعي تحت القصف وسط العاصمة المقسّمه برلين .. ومنذ تلك اللحظة تداعت قوى اقليميه وداخليه لتحديد المسارات السياسيه لأوربا وللدوله الألمانيه . . مثلما اوضحت معالم دور الولايات الأمريكيه المتحده التي تقود قوات الحلفاء آنذاك في دورة الصراع البارد .. واليوم تتكرر الصورة في اعادة التاريخ لأمثلته واحداثه ، حيث يتصاعد الحذر الكبير في الوضع العربي والعراقي ازاء رغبة الولايات المتحده في الأنسحاب من العراق خلال خريف 2010 بعد دورة الأنتخابات ، امام مخاوفٍ من تزايد النفوذ الأيراني في العراق ، وامام بلوغ قيادة الدولة الأيرانية ، بحسب منهجية الرئيس احمدي نجاد ودعم الولي الفقيه ، الى مرحلة نابوليونيه واستالينيه تجعلها تفكر بضمان منجزاتها في العراق وتكريس بقائها في السلطه الدينيه والسياسيه في ايران باي ثمن ، مع البحث عن بدائل ستراتيجية البقاء الأيراني الصعب وتاثيراته الدينيه والسياسيه اقليميا ودوليا .. * وبين هذه الضجه ، وتلك التلويحات الحذره ، المعلن منها والسري ، تعرضنا نحن الشعب الى موجه عارمة من الوصايا العراقيه والعربيه والعالميه ، خارج بيئة الدعاية الأنتخابيه الرسميه ، وكنا بالنسبة لمصادر بثها مجرد مجموعات من القُصّر لم تعلمهم البصيرة ولا التجربه الواقعيه كيف نعرف الحقائق السياسيه والبرلمانيه ، برغم كل رهان جديد من القوى السياسيه على ولاءات الطائفه والمنطقه للفوز مرة اخرى . فامتلأت صحف وزوايا ومواقع وفضائيات عراقيه وعربيه ، وانبرى كتاب وناشطون ليقولو لنا من ينبغي ان ننتخب وكيف نقلّب الأمر ونمحّصَه قبل ان نرفع اصبعنا الملون امام الكاميرا . كان ذلك كلّه خارج موجة الدعاية الأنتخابيه الشرعيه التي تؤثث يوميات الشارع العراقي منذ اسابيع . ولقد سبقت الشفافيه المكيّفَه اي حديث ، اذ ظهرت الأحزاب الدينيه التي قادت تحالفاتها المرحلة السابقه وهي تزاحم بعضها البعض في الكشف والمصارحه ، وفي اعلان النفي ونفي النفي على ماصرح به شخص او اشخاص من كلام اعلامي يناقض توجهاتها المعلنه في الدعاية الأنتخابيه ، كما سارعت تلك الأحزاب لأدانة اجراءات نفذها موظفون محسوبون عليها استهدفت اقصاء موظفين ومنع معلمين وصغار الكسبه من ممارسة اعمالهم بجريرة الماضي . ولم تنفك تلك الأحزاب تذيع بيانات تؤكد عدم علاقتها بمواقع دينيه وطائفيه على الشبكة العنكبوتيه كانت تبث لسبع سنوات رسائل الأذى والمحو والتأليب ، حسبت عليها طوال المده السابقه ، وصارت تسفه ماورد فيها من بيانات واقوال كرست الفرقة والعداء .. ولهذه الأحزاب كتّاب ركبوا موجة العلمانيه والفكر الحر والحداثه و آثروا الأبتعاد عن كل تطرف وانفتحوا على وصايانا ليقولوا لنا اننا يجب ان نستخدم العقل .. وليس غير العقل حين ننتخب ممثلينا و ايانا أن نفكر بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات، لاننا، بمثل هذا القرار، سنحرم انفسنا ( من واجب شرعي ) لا يتكرر الا كل اربع سنوات .. فيما كان ممثلوتلك الأحزاب في بغداد والمحافظات يوزعون صكوك تمليك المباني العامة على ساكنيها من العوائل الكثيره مقابل ضمان اصواتهم في الأنتخابات .. * ومع تزايد الحث المناطقي في الوسط والغرب بأعلان البراءة من التطرف وقوى الأرهاب ، اكدت احزابٌ محسوبه على الأعتدال الديني ان نسبة 65 بالمائه من الناخبين لايريدين انتخاب الأحزاب الطائفيه والدينيه – ولااعرف من اين جاءتهم هذه النسبه في بلد يفتقد الى الرقميه والأحصاء. وفي الجانب الآخرظهر الكتاب الكرد وهم يتجاهلون المتغيرات على الساحه السياسيه والحزبيه الكرديه ان في ظهور كتلٍ مختلفه أ واحزاب جديده ، و شرعوا يقولون كلمتهم وتساءلوا مااذا كان هؤلاء المرشيحين قمينين بالثقة ، اذ اشترطوا تمتعهم بموقف وخطاب قومي وديمقراطي ازاء عقد المؤتمر القومي الكوردستاني لوضع إستراتيجية عمل مشتركه وتحديد مواقف ايجابية تجاه القضية الكوردية في بقية أجزاء ( كوردستان) وأن يتضمن برنامج القائمة أو المرشحين توفير الخدمات للجماهير وإنشاء البنى التحتية للنشاط الاقتصادي و حل قضية كركوك و( المناطق الأخرى) ، واهمية تفهم المرشح لقضية تعديل الدستور وتطبيقاته ، وقوة البيشمركة ،و الميزانية ، وحل قضية االثروات الطبيعية حلا ديمقراطيا مع الأخذ بالحقائق التاريخية . وكانت خاتمة التوجهات الكرديه الجديده هي (الإيمان بالجماهير كقوة محددة لمسار التاريخ والعمل بينها وإطلاق طاقاتها الخلاقة ومبادرتها الديمقراطية ودعم أي مشروع أو توجه ديمقراطي للأطراف الأخرى ) ويظهر خطاب الكتاب الكورد محاولا عبور محنة القيادات الفرديه والعشائرية التي جربها الشعب الكردي . ولم ينس الكتاب الممثلون للأحزاب المسيحيه محنتهم بل انهم اثاروا التركمان واليزيديه والشبك والكرد الفيليه لما اصابهم من ابعاد وتهجير وتهميش و قالو لاتعطوا اصواتكم لمن جعلكم طوائف وفئات وجماعات بعد ان كانت تجمنا كلمة شعب العراق و مسيحيو العراق ،وازاء مخاوف من دعاوى التزوير في البطاقات الموزعه والبالغه اربعة عشر مليون بطاقه مقابل اقل من ثمانية ملايين ناخب محتمل يتكرس الرأي ان تغيير الأنتخابات الجديده المتوقع لن يكون غير تغيير بسيط يأتي برجال يوازنون بين مصالح امريكا وايران ومصالح المنطقه ،ويمهدون لتغييرات سلميه للمستقبل ولكن خاتمة الوصايا البليغه كانت اشارات السفير الأمريكي في بغداد كريستوفر هيل من ان ارتباط الحكومة العراقية المقبله بايران ممكن ان يفقدها صداقة امريكا ويؤثر على علاقات العراق بدول العالم .وختم وصاياه للناخبين بحسب البيان الذي وزعته السفاره الأمريكيه ببغداد " نحن نقول للعراقيين، إذا عملتم معنا فسيكون العراق عضوا في المجتمع الدولي، وستتمتعون بالاحترام أينما ذهبتم، وستكونون شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة، لا نستخدم الأسلوب السلبي : لأن لدينا قوات في بلدكم ويمكننا أن نفعل الكثير ونقول إذا ذهبتم مع إيران سيكون الطريق مختلفا معكم" .. وبقي ضمير الناخب النجيب هو الذي يحلل الوصايا الألف .. والله المستعان !!! .
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مِنْخَل الأخطاء العراقيه
-
الدوله الرخوه
-
اسمنت
-
منسيات التاريخ .. نحو كتابه مغايره
-
ارض أ ُخرى
-
بساط المنزل .. يوميات زهرة الثلج
-
نافذة على عتمة المنزل
-
ابقار
-
كريم رسن : الكرافيتيّه من اثر حرائق المدينه .. الى شيفرات ال
...
-
دائما ..ثمة امرأة تكرر اخطاءها
-
يداك تشيران الى جهتي
-
طارق ابراهيم : الحروفية ليست تزيينا لكتلة الخزف
-
نساء قيس السندي .. الفكرة حين تكتسح الرسم
-
بلاسم محمد : يوميات الخروج من الرسم
-
عامر العبيدي : الهجرة .. تأويل لفكرة البقاء
-
هيثم فتح الله : عدسة واحدة لاتكفي لأكتشاف اللامرئي
-
شنيار عبدالله ..غواية النحت ام غواية الخزف
-
كلاسيك لحلم بعيد..
-
اسئلة لسكونك العجيب
-
الذي اختصر ملحمة الحفاة
المزيد.....
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
-
الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا
...
-
فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز
...
-
سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه
...
-
مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال
...
-
جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
-
البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة
...
-
مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
-
-الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد
...
المزيد.....
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
المزيد.....
|