|
من يفوز في الانتخابات البرلمانية العراقية ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 22:46
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
هنا لا اقصد اي مرشح يفوز ، او من له فرصة اكثر و الواقع يزكيه دون غيره ، و لا اريد ان اتعلق بقائمة ما دون غيرها او جهة او حزب او كتلة، و لا فكر او عقيدة او ايديولوجية او دين او مذهب او عرق بحد ذاته، بل كل ما اعنيه من يكوٌن الاكثرية و يفرض نفسه على المسيرة البرلمانية من بين الثلاثية التي تظهر بشكل جلي في القوائم، و القانون الانتخابي يساعده على ذلك بشكل غير مباشر، اضافة الى الواقع الاجتماعي و ما فيه و تاريخ العراق و موروثاته و المستوى الثقافي للشعب و ما يتعلق به ، و اعني بالثلاثية و هي القبلية او المناطقية او الكفاءة عند اختيار المرشح و عقليته و اهتماماته و تبعيته، و مدى قدرة هذه الكفاءة في اداء واجباته بشكل صحيح ، و بالاخص نحن نعلم ليس بشرط ان يكون الناجح في العمل السياسي هو صاحب الكفاءة العالية. على الرغم من ان اختيار المرشح من ضمن القوائم المشاركة يعطي مجالا و مساحة اكبر لحرية الناخب و اكثر ديموقراطية من القوائم المغلقة في اكثر من جانب، الا انها ليست خالية من السلبيات ، و ليس لنا ان نتكلم عنها هنا. و من الممكن ان تشكل القائمة المفتوحة انعطافة في تقدم و تطوير العملية السياسية و الديموقراطية و النظام التمثيلي للشعب في مشاركة و اقرار القوانين التي كانوا يقرئونها فقط في بعض الجرائد سابقا و في العهود المنصرمة، الا ان الفائزين سيفرزون بدعم عوامل اخرى على الارض و ليس ما تتطلبه المرحلة و الواقع الجديد. نوعية البرلمان القادم تكشف لنا انتماءات الشعب العراقي و ايمانه و نظرته و مدى حرية تفكيره في اختيار من يمثله و يدافع عن حقوقه و يثق به في الجوانب التي يخوله و يمنحه ثقته التي ترفعه ليعتلي هذا الموقع الحساس و المصيري للجميع. و سوف نعلم مستوى تمسك الشعب بالانتماءات التقليدية من القرابة و القبلية و العشائرية و من ثم المناطقية و الحزبية اضافة الى الدينية و المذهبية و العرقية التي سيطرت كل هذه السنين، و ينكرها الجميع في العلن و لكن يعمل بها الجميع في السر، و التي تقلل من حس اي فرد بالمواطة الحقيقية و يعرقل المسيرة الصحيحة و الخطوات السليمة لبناء اي بلد. سوف نكشف خلال هذه العملية المعقدة التي تعتبر مقياسا عمليا لجوانب عدة لدرجة تقييم المواطن بشكل صحيح للواقع و ما يريده و من يريد ان يضع بين يديه مصير الشعب بكافة فئاته، و هل يعتمد كعادته و معتمدا على سماته و صفاته على العاطفة و المقاييس الاجتماعية اكثر من العلمية في التعامل مع ما يجري و الاستناد على الركائز المهة و يضع امام انظاره المجتمع و ما يهمه و البلد و مستقبله و الطبقات المسحوقة و مصالحها ام يتعامل مع العملية السياسية و هذه المحطة الهامة فيها بسطحية و كأن الانتخابات ليست الا عملية اعتيادية تخص مجموعة دون اخرى . بعيدا عن احتمال المفاجئات المتوقعة سوى كانت في نسبة الاصوات للقوائم المختلفة او للمرشحين ضمن القوائم، و ان حللنا موضوعيا و بشكل حيادي الواقع العراقي و تفحصنا بدقة نوعية القوائم و مضمونها و تعامل كل منها مع المستجدات، و قصر فترة التجربة الديموقراطية في العراق، و تدخلات الاقليم و العالم من كافة الجوانب لاسباب و اهداف معلومة، سنخرج بنتائج تقريبية مختلفة . لو تفحصنا نسبة السكان من الريف الى المدينة، و العلاقات الاجتماعية و الروابط و الخصائص و الصفات و السمات و اعتماد القوائم على هذه الشرائح المختلفة و ممثليهم، سنضطر الى ان نفكر بان النتائج المحتملة في نسبة نجاح من له الشخصية الاجتماعية المعتبرة و الذي يكون صاحب الحظ الاوفر و في المقدمة بغض النظر عن كفائته و امكانياته و عقليته، و النسبة الاخرى من المنتمين الى الاحزاب ذات التوجهات القريبة من فكر و عقلية و ايمان النسبة الكبيرة من المجتمع، و التي هي من هذه الشريحة الواسعة اي الريفية، اضافة الى المصالح التي تربطهم بالاحزاب الثقيلة على الساحة و ان كانت عريقة و لها تاريخ في النضال . لكون الدوائر متعددة ، فان المناطقية ستكون هي الغالبة ايضا و ستكون هي سيدة الموقف و ستكرس بشكل كامل و نهائي في الانتخابات المقبلة، و من غير المنتظر ان يفوز ابن محافظة ما في اخرى مها كانت شعبيته. و ربما يمكن ان نقرا نسبة الشباب و الفئات العمرية الدنيا و الناخبين الجدد من الجيل الجديد و النخبة المثقفة في مقدمة من يتطلعون لتغيير المسار ، و على الاكثر ان الكفاءات يمكن ان تعتمد على هذه الشريحة القليلة نسبيا، و هذا يكون بشكل نسبي ايضا في هذه المرحلة ، اي يمكن ان تكون هذه الفئات ضمن العقليات التقليدية ايضا استنادا على مجموعة من الاسباب و من ضمنها الامية و تدني المستوى الثقافي في هذا الجيل للظروف القاهرة التي مر بها. اذن، اعتمادا على الظروف الموضوعية و الذاتية و ما يجري وراء الستار و ما نرى من الضغوطات و التدخلات، فان الفائزين سيبرزون من بين الوجوه المعروفة و لن تكون الامكانيات هي المقياس و الفيصل، بل الانتماءات المختلفة تلعب دورا فعالا اضافة الى الشعبية ، و التي تعتبر من العوامل الحاسمة ناهيك من يدعمه التنظيمات الحزبية و المصالح التي تفرض مرشح دون غيره .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البرلمان القادم يثبت الشرعية ام يكرس الحزبية؟
-
لماذا التلكؤ في حل القضية الكوردية باسم تعقيدات المسالة في ت
...
-
لمن تكون تبعية البرلماني العراقي في المرحلة المقبلة ؟
-
نقطة تحول لدور الاطراف المختلفة في العراق
-
من يدير دفة الحكم بعد الانتخابات البرلمانية في العراق؟
-
هل ستكون الحكومة المقبلة كفوءة ام ستولد من رحم المحاصصة ايضا
...
-
كيف تكون الاوضاع الامنية بعد الانتخابات النيابية المقبلة في
...
-
يشمل التغيير كافة جوانب الحياة اينما كان
-
الانتخابات تحدد توجه العراق نحو المركزية او الفدرالية
-
ارتباك واضح في تحضيرات العملية الانتخابية في العراق
-
لم تترسخ المهنية في عقليتنا و عملنا بعد
-
الوضع النفسي العام للفرد العراقي و تداعياته في المرحلة الراه
...
-
نجاح العملية الديموقراطية مسؤولية الجميع في العراق
-
موقف المثقف من الاحداث و مدى تفاعله مع الواقع و ما فيه
-
دور الاخلاق في تجسيد السلوك السياسي
-
لا لعودة البعث مهما فرضت المصالح و السياسة العالمية
-
سبل الحد من التاثير السلبي على العملية السياسية باسم الاختلا
...
-
ديموقراطية العراق الجديد يضمنها تهميش اللاديموقراطيين
-
يتجسد الواقع الاجتماعي الجديد ما بين تغييرات الثقافة و السيا
...
-
الجوانب الايجابية و السلبية لقرارات هيئة المسائلة و العدالة
المزيد.....
-
تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد
...
-
قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
-
وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا
...
-
مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو
...
-
الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر
...
-
مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
-
شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها
...
-
-نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام
...
-
ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
-
الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار
المزيد.....
المزيد.....
|