محمد كشكار
الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 13:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النفط العربي الذي يسيل له اللعاب الأمريكي, لم يكن محجوبا أو ممنوعا من البيع للولايات المتحدة, و حسب ما هو معروف فإن النفط العراقي بالتحديد كان متاحا باستمرار للمشتري الغربي, بل إن حكومة البكر – و قد كان صدام يده اليمنى – ربما تكون وحدها التي لم تشارك من بين حكومات الدول العربية المصدرة للنفط في عملية حظر النفط عن الأسواق الغربية سنة 1974.
و النفط العراقي بالتحديد لم يكن نعمة على العراقيين بالمرة, فقد شيّدت بعائداته مؤسسات أشرس نظام قمعي عربي عرفه التاريخ, و خيضت بنقوده حروب خاسرة ضد دول شقيقة عربية و إسلامية قتلت مئات الآلاف من خيرة الشباب العراقي و بدّدت مليارات الدولارات في شراء الأسلحة الصدئة, و صرف من ريعه على عشرات القصور الباذخة و على شراء ذمم و ضمائر المرتزقة, من زمر المهللين و المطبلين من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.
أما أمن إسرائيل, الذي سعت الولايات المتحدة إلى ضمانه من خلال غزو العراق, فلا يعلم كيف يمكن أن يتحقق, خصوصا إذا ما عرف أن نظام الأخ القائد المهيب, لم يخض يوما ما حربا – على كثرة الحروب التي خاضها – ضد إسرائيل, بل لقد قدم هذا النظام من جليل الخدمات للدولة العبرية ما لا يقدر بقيمة أو ثمن, و لعل أطرفها تلك الصواريخ العشرة التي قصفت بها تل أبيب خلال حرب الكويت, و قيل أنها سقطت على حي بغداد الذي تقطنه غالبية من اليهود العراقيين, و قد نالت دولة بن غوريون كتعويض عليها, عشرة مليارات دولار, دفعت بطبيعة الحال من عائدات النفط العراقي.
المرجع:
د. خالد شوكات
استكمال الاستقلال – من تحرير الأرض إلى تحرير الإنسان
الطبعة الأولى 2006
منشورات مؤسسة المنتدى التونسي في هولندا
صفحة 66 و 67
الكتاب في 182 صفحة
#محمد_كشكار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟