اسماعيل موسى
الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 20:16
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تمثل كل وزارة من وزارات الدولة قطاعا حيويا فعالا وبيتا من بيوتها التي من خلالها تسري اعمال السلطة التنفيذية قبل توزيعها على الهيئات والقطاعات في عموم البلد.
وان اختيار موقع الوزارة مهم جدا وغالبا ما ينتقى على وفق معايير ستراتيجية مواقعية تبعا لنوع الوزارة وطبيعة عملها وارتباطها على وفق التحديد المكاني الملائم والمشهد الامني القائم في ذلك البلد .وغالبا ما تلجأ الدول التي تعاني من الازدحامات الخانقة الى عزل وزاراتها في اماكن خاصة بعيدة عن ضجيج المدينة كي يتسنى لمنتسبيها العاملين فيها من موظفين سهولة الانسياب اليها في اوقات الدوام فضلا عن المراجعين.
وفي العراق فالتوابع الامنية التي يعيشها البلد كثر، والارهاب لا يستهدف مؤسسات الدولة فقط بل يستهدف كل عائدياتها بما فيها المواطنون العزل، وفي السنتين الماضيتين وبعد تضييق الخناق على الارهاب بدأت جليا القوى الظلامية من التغيير الستراتيجي بعملها باستهدافها المباشر لوزارات الدولة باعتبارها عصب الدولة وبناها التحتية ومفاصلها القائمة ،ولو تأملنا المواقع المكانية لكل وزارة من وزاراتنا في العاصمة بغداد ، سنجدها غير موفقة الاختيار وتقع في اماكن عشوائية وكأنها اماكن بديلة لتلك الوزارات لا اماكنها الاصلية الملائمة لها فعليا ، وتبدو انها اختيرت بصورة دون الاخذ بنظر الاعتبار الدواعي الامنية والاقتصادية والديمغرافية في اماكن العاصمة بغداد، مما جعلها صيدا سهلا لتلك القوى ، فضلا عن كون ذلك يشكل مدعاة للازدحامات ومنغصة كبيرة للمراجعيين لكل وزارة بحكم المكان الذي تحتلة الواحدة منها في لجة ازدحامات الشوارع.
.فاغلب الوزارات تقع اما ملاصقة لجسر سريع وكأنه يمر من منتصفها او في تقاطع شوارع مزدحم او بين دائرتين او انها تقع في رصيف الشارع كما في وزارة العدل المنكوبة مؤخرا والتي راح نصف ضحاياها نتيجة شدة عصف الانفجار ، نتمنى ان يوضع هذا التبني في ستراتيجية الحكومات الجديدة بان تحتل كل وزارة موقعا يناى قليلا عن ضجيج الشوارع وعلى وفق منظور امني مقنن وبمدخل خاص يحفظ لها خصوصيتها وبباركات واماكن استراحة فارهة في مقدمتها لابعادها عن شر الانفجارات واختصار معاناة المواطنين علاوة على فان ذلك يشكل تمظهرا حضاريا للبلد.
#اسماعيل_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟