أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد وادي - ادب المنفى بين عمق التجربة ووجع الغياب-محمد طالب البوسطجي نموذجا















المزيد.....



ادب المنفى بين عمق التجربة ووجع الغياب-محمد طالب البوسطجي نموذجا


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 18:11
المحور: الادب والفن
    


أدب المنفى : بين عمق التجربة ووجع الغياب
محمد طالب البوسطجي نموذجا
قراءة في ديوان ( آهات لا تنتهي )

جواد وادي

إن أدب المنفى ليس بالأمر الحديث في المشهد الإبداعي العربي عموما والعراقي على وجه التحديد ، فلنا في تجربة شعراء المهجر كعمر ابو ريشة وإيليا ابو ماضي والأخطل الصغير من لبنان وكاتب ياسين ومحمد ديب وغيرهم من الجزائر والطاهر بن جلون وعبد اللطيف اللعبي من المغرب والعديد من الأسماء التي اقترنت كتاباتها في الغربة حتى وان كان العديد منهم يكتب باللغة الفرنسية ، حيث كان حضور المكان ووجدان البدايات ورابطة الدم وعشق الارض والناس كلها حاضرة بقوة في اعمالهم وقلما نجد سطوة المكان الذي يبدعون لحظة الكتابة فيه نصوصهم الإبداعية. فالأمكنة والشخوص والصور والوجع ولوعة اللحظة الإبداعية وحنين الإنتماء الى الجذور كلها تعود الى حميمية المكان الاول وهي الحضن الدافيء للمبدع لحظة التماهي والولوج الى عتبات الكتابة النصية بكل تفاصيلها المريرة واوجاعها اللاهبة. ومهما بلغ احساس المبدع بالمكان الذي ينتج فيه النص فان الشعور بالضيم ووشيجة الدم تعنفه دون ارادة اوقصد ليذهب بنصه الى تلك الجذور المقدسة بعشق طاغ ووثنية في التعلق بالسماء والارض، وناس وتاريخ وعلامات واضاءات التكوين الاول للمبدع ، فالمبدع من اكثر الناس ارتباطا ووجدا بهذه التفاصيل وهي مصدر الهامه وعطائه ويبقى المنفى اطمئنانا للمبدع من عسف السلطة ولجم الافواه وموت الجميل داخله. وصدق الشاعر اذ قال :
لاتنهرن غريبا عاش غربته // الدهر ينهره بالذل والحزن
ولا نغالي اذا ما قلنا ان المبدعين العراقيين يتصدرون مبدعي العالم اجمع من حيث شتاتهم واوجاعهم وبلاويهم بابتعادهم عن الوطن مجبرين بسبب الكوارث والمحق الذي طال كل شيء في العراق واولهم المبدع العراقي ولا نغالي ايضا اذا ما رجعنا الى عهود ما قبل المحنة لنجري احصاءا بسيطا لنكتشف ان مثقفي العراق ومبدعيه من اقل الناس حماسا لمغادرة بلدهم للارتباط الحميمي العجيب بالارض خلاف العديد من مبدعي البلدان الاخرى وهذا الامر لا ينسحب على المبدع العراقي بل المواطن العراقي ذاته الذي لا يميل ابدا لمغادرة بلده والاستيطان في بلد آخر مهما كانت الاسباب لتعلقه الغريب بارضه وترابه الذي يقدسه حد العبادة ، لكنما الهزات الكارثية التي حدثت بعد استلام الزمر الهوجاء للسلطة حيث عم الخراب في العراق الجميل وبات العيش امرا كارثيا اضطر المئآت بل الالاف من الناس وفي مقدمتهم المبدعين لترك البلاد قسرا ، فتوحد الناس في الفجيعة ان في الداخل او في الشتات ، فهام المبدع العراقي في اصقاع الدنيا
حاملا الوطن في قلبه ومتابطا قصائده، زاده الوحيد وبوصلته في المنافي كلما عنّ عليه الحنين فتح قلبه وافترش قصائده واخذ ينوح للنكبات والضياع . يقول الشاعر عدنان الصائغ في ديوانه تأبط منفى: العراق الذي يبتعد كلما إتسعت في المنافي خطاه، والعراق الذي يتئد كلما انفتحت نصف نافذة قلت آه. حيث يبقى المبدع في انشطاره الدائم بين الوطن وهموم الغربة ، ولا غرو في ان الشاعر الفذ بدر شاكر السياب عانى كثيرا من الغربة والابتعاد عن الوطن وعكست جل قصائده حجم المأساة التي مرغته حد اليتم فيقول في غريب على الخليج :صوت تفجّر في قرارة نفسي التكلى عراق/ كالمد يصعد، كالسحابة ، كالدموع الى العيون/ الريح تصرخ بي عراق/ الشمس اجمل في بلادي من سواها/ والظلام ، حتى الظلام هناك اجمل، فهو يحتضن العراق . فهل نجد اكثر من هذا الوجع الدامي والانكسار القاتل والاحساس بالضياع؟ انه الالتياع الحارق بعينه.
وتظل الوشيجة بين الوطن والمبدع دون انفصام ترافقه في حله وترحاله ويبدو للقاريء حجم الالتياع والحسرة في قصيدة السياب هذه لتقودنا الى الامتداد الذي عاناه المبدع العراقي بعد عقود من رحيل السياب لنكتشف ان المنافي قدر العراقي ومعاناته الدائمة ، فهل بعتبر ان ما كتبه السياب من نصوص تختلج فيها معاناة الشاعر هي بداية لادب الاغتراب العراقي ؟ حيث كان المبدع العراقي منذ الخمسينات والستينات وحتى قبيل الزلزال الماحق في نهاية السبعينات يعيش في بحبوحة الوطن رغم كل المصاعب التي كان يعانيها ويكتب نصه مندوفا بالتراب وعشق الوطن ورغم البلاوي المتلاحقة التي مرت بالعراق بقي المبدع العراقي لصيقا بارضه وناسه ولم يبرح المكان، دفئه في الحب والتعلق الصوفي والعطاء الدائم حيث تميزت تجربة الكتابة الابداعية منذ الاربعينات والخمسينات بعنفوانها وريادتها واشعاعها ليصبح الابداع العراقي قبلة لكل المبدعين العرب والقنطرة التي تزكي عطاءهم ليتمكنوا من اغناء تجربتهم من خلال بوابة الابداع العراقي بكل امتياز ولا زالت تاثيرات هذا التعلق وسلطة الابداع العراقي قائمة وتعتبر الوجهة التي تفتح منافذ العطاء لكل من يبحث عن منافذ مشرعة على الجاد والرصين في الابداع المتميز. فهي تجربة غنية ووازنة لتكون بوصلة من يبحث عن انجاز نص يقترب من هذه التجربة الثرية ويتفق النقاد والمتابعون لمسيرة الابداع العراقي بهذه المسلمة وتاثيرها على عموم الابداع العربي ويسعى كل مبدع اذا ما اراد ان يقترب منها ليغترف من مناهلها للولوج الى عتبات الكتابة الاولى ، وكم من مبدع عبر من هذه البوابة بنشره في المنابر العراقية وظل وفيا لذلك الاحتضان حتى بالنسبة الى ادباء لهم الان باع وتاثير كبير في بلدانهم ظلوا شديدي التعلق بتلك التجربة الام.
غير ان ما وقع في العراق من كوارث عمت الحياة العراقية بتفاصيلها واحالت البلاد الى معتقل كبير والناس الى سجناء لزمرة ضالة ، كان للابداع الحظ الاوفر من تلك الكارثة فطال المبدع اسوة بالاخرين من العراقيين ، العسف والاضطهاد والتنكيل والموت الممنهج احالت الحياة العراقية الى جحيم مرعب وحولت الحياة الى الم وخوف ورعب ومكابدة ولا ملاذ للمبدع الا خيارين احلاهما امر اما ان يلوذ بالصمت لئلا يطاله الموت اويبحث

عن ملاذ آمن ومنفذ للخلاص بعد ان استشرس القتلة ذبحا وابادة لكل شرائح المجتمع العراقي وباتت حياة العراقي في كف عفريت ان لم يصفق لهؤلاء الجهلة والتافهين ، حيث بات هم المبدع ان يتأبط ما تيسر له من ابداع والبحث عن بوابة الخلاص للهروب بجلده من بطش الاوغاد وترك الوطن باكيا وهو محمل شوقا والما والتياعا وبقايا كرامة ليجد في المنافى طريقه للخلاص من هذا المحق وهو الذي كان شديد التعلق بوطنه وترابه واهله وذكريات طفولته وصباه وكم من الفرص اتيحت للمبدع مغادرة العراق والعيش بعيدا عن الوطن قبل ان تحل الكارثة الا انه كان يابى ذلك رغم كل المغريات وفضل البقاء لتعلقه الشديد بكيانه الانساني الا وهو الوطن الغالي لتبقى الوشيجة الوحيدة بين الوطن والمبدع هي نصه وحفنة من ذكريات موزعة هنا وهناك في رصيف ذاكرته ليؤسس من جديد لعلاقة على نمط لم يالفه وهو يتنقل في المنافي وبلاد الغربة ، يحلم ان يلامس ترابه حتى وان افلح في ان يأتيه الوطن في الحلم ليكتب عنه امر اوجاعه بسوداوية وحزن واحتراق دائم ، فانجز الادباء العراقيون ادبا مغايرا تماما لما كان سائدا وهم داخل الوطن من حيث بنية النص واختيار المفردة وصياغة الصور التخييلية التي يسكنها البوح والاحساس باليتم والحيرة وكانت ظاهرة جديدة في الكتابة ومنحى لم يألفه القاريء والناقد على حد سواء فافردت لها الكتابات العديدة شرحا وتحليلا وتقييما للكشف عن هذه الحالة الجديدة في الكتابة الابداعية والتي تؤثث لمنحى لافت وجدير بالاهتمام اطلق عليها النقاد والمهتمون تسمية ادب المنفى وبرزت اسماء رصينة ووازنة لم تكن معروفة في الداخل او انها كانت قد احجمت عن الكتابة الابداعية لظروف القمع المستشري هناك او كانت في بداياتها ولم تتلمس بعد طريق الكتابة بشكلها الارحب حتى وجدت انها تبدع نصا يحاكي هموم الكاتب بابتعاده عن الوطن وبقراءة الواقع الجديد والاغتراف من مناهله فعاد النص مزيجا من هنا وهناك وبرزت اسماء عديدة زاوجت بين الثراء الذي حملته معها مع مكونات الثقافة الجديدة بكل ابعادها وتفاصيلها وهذه سمة يتفرد بها المبدع العراقي دون غيره ولا نريد هنا ان نعدد الاسماء التي امتدت على خارطة الابداع لمبدعين عراقيين طوروا واغنوا ثقافات تلك البلدان وكتبوا بلغة ذلك البلد احيانا وحصلوا على جوائز عالمية معروفة وشهادات تقديرية من اعرق المؤسسات الثقافية في العالم ولكنهم رغم ذلك ما حادوا يوما باحاسيسهم ووشائجهم مع الوطن بل بالعكس وظفوا رهان وجودهم هناك وانعكست في جل نصوصهم بعد ان بصموها باوجاع وضخوا الدم العراقي فيها. بمعنى آخر هل يختلف ادب المنفى عن سواه في داخل الوطن ؟ ليكون الجواب بالايجاب قطعا ، فنرى قصيدة المنفى تعج بالوجع والحيرة والانكفاء والالتياع الدائم والحنين والحسرة واليتم والرغبة في الرحيل لتفجير الحنين بمخيل شعري زاحساس انساني كسير. وهذا لا يعني ان قصيدة الداخل التي ولدت من رحم الموت والقهر والرعب اليومي لا تتواشج مع اليومي من حياة المبدع بل بالعكس كان المبدع اشد احساسا بهول الكارثة ، انتج نصوصا دامية لان مبدع الداخل محاصر من سلطة القمع ومحضور عليه المجاهرة ولكنه وظف قدرته الابداعية في انتاج نص هلامي ، عائم برمز مكثف يستعصي على جهلة النظام فهمه فتحايل على السلطة وتمكن من الافلات من ربقة المحضور بخلاف مبدع المنافي الذي يتمتع بهامش واسع من الحرية والحركة دون ان يخشى سياط الجلاد . ولكن هناك الكثير من نقاط الالتقاء بين ابداع الداخل والشتات فكلاهما مغرق في سوداوية اللحظة ووجع الاحساس بالمرارة ليحيلا القاريء الي الغوص في خبايا النص والبحث عن التاويل الاقرب لمأساة الشاعر . ولكن مبدع الداخل كان يكتب
نصه وحياته على كف عفريت ان لم يكن على قدر هائل من المراوغة والتمكن من ادوات الكتابة المخاتلة مع المتربصين بزلة الكاتب لتكون المقصلة بانتظاره وقد عد النقاد ان ادباء الداخل المطالبين بالحذر انتجوا نصا ابداعيا بلغة مكثفة وترميز عصي على الفهم ومفردة تخضع للتاويل وكان الله في عونهم حيث كانوا بين سنديان اللحظة الحارقة للكتابة ومطرقة الجلاد فافلحوا في الافلات وانتجوا نصا باذخا ومبدعا حقا وما كتاب ليالي الحصار الذي يضم نصوص لشعراء العراق في الداخل الذي اشرفت على اصداره دار الصدى الا دليل بيّن على تمكن مبدعي الداخل من العطاء اللافت في اوج محنتهم*.
لقد برزت اسماء عديدة بسطت حضورها بقوة في المشهد الابداعي لبلدان الشتات ويكفي ان نذكر اسماء تعتبر الان قبلة للمبدعين الشباب في تمثل تجربتهم الرائدة منهم : عدنان الصائغ ، منعم الفقير ، طارق حربي ، الراحل مصطفى عبد الله ، عبد الهادي سعدون ، وديع العبيدي والعشرات من المبدعين العراقيين ظلت نصوصهم تحايث الالم العراقي مندوفا بالم الغربة وحرقة المنافي . ومن الشعراء الذين اسسوا لقصيدة المنفى بامتياز ومنذ اواسط السبعينات حتى باتت قصيدته رديفا لادب الشتات بحرقتها ولوعتها وحجم الاسى الذي تعج به النصوص ، الشاعر الراحل محمد طالب البوسطجي بتجربته المتميزة كعلامة بارزة لادب المنفى او ما اصطلح على تسميته ادب الخارج ، لاننا بقرائتنا لتجربة الكتابة الابداعية في الداخل التي تميزت هي ايضا وكما اسلفنا بالمحاصرة والضيم والقهر وكم الافواه لكن بمشاكسة قد تكلف المبدع حياته لان الكتابة الابداعية غدت امرا كيانيا بالنسبة له ولا محيد عنها ، فكتب نصا جسورا يعج الما وحسرة ، امتدادا لهذه التجربة التي قد تتقاطع او تلتقي مع تجربة الخارج لنتبين ان التجربتين تتمرغان بذات الالم والمرارة وان ظهرت بعض الاختلافات التي قد تبدو شاسعة احيانا بين التجربتين بسبب الظروف الموضوعية والذاتية لكلتيهما، ولنأخذ تجربة الشاعر محمد طالب البوسطجي من خلال ديوانه ( آهات لا تنتهي ) لنتبين جليا ومن خلال غورنا في متن النص حجم المعاناة والاحساس باليتم فجاءت القصيدة بناءا متكاملا جذّرت وجودها ولحظة كتابتها مع مرجعياتها الاولى فكان الوطن حاضرا بقوة ليحول الشاعر الاشياء التي يعيشها كلها الى صور متحركة وأنسن حتى اللامتحرك ليضفي عليه لبوسا عراقيا متحركا باتجاه الانعتاق من اسار اللحظة القاهرة لتمنح الشاعر هدأة حتى وان كانت كاذبة ، ليستريح قليلا من لوعته ونشيجه ويشعر بدفء التراب الذي ظل يناجيه بمرارة فيقول الشاعر في تقديمه للديوان ( انا لا اكتب القصيدة مبتورة ، انما تتشكل قصائدي ضمن رؤية تتكامل وتشكل العمل ) وهنا يؤكد الشاعر بعدم اجتزاء الجملة الشعرية فيشوه الصورة الشعرية ليجعلها مفككة ، ركيكة ومتنافرة ، انما صياغتها وحدة واحدة معنى ومبنى :
في نصه الاول : ( عند ضفاف السراب ) يستهل الشاعر مناجاته للوطن فيقول :
هذا الوطن الموعود/ الممتد/ بين الاوهام/ مارا بالذكرى/ يعيش على قارعة الوهم. هو الوطن الوهم لينتفض بداخله ركام المواجد ليجدد صورة الوطن حتى وان كان رمزا لا يعدو كونه توظيفا سرياليا ليعود الوطن ضفافا من سراب ولا ينال الشاعر غير الوهم الموعود.
الوطن يوصد بوابات/ يضرب باسوار/ حول الاحزان ....... لغة سوداوية وصور قاتمة تشكل واقع الحال عن الوطن واستحالة الولوج من بوابات موصدة وصعبة المنال ليعود عراق الشاعر اسوارا لا يمكن اجتيازها فيطل بحسرة على ابجدياته الاولى طفلا هلوعا ينط هنا وهناك وهو لا يعرف من امره غير حنو ودفء الوطن امتدادا لدفء امه، يظل الشاعر مستلبا ، يبتلع صراخه الحسيروينتحب وحيدا غارقا بالشجن . تبين هذه الصورة المأساوية حجم المرارة التي كان الشاعر يقاسيها.
هذا الوطن الممتد / بين الحر الغاضب والصحراء الميتة/ يستذكر الشاعر هنا وبغصة ذلك الشعار الفضفاض : وطن يمتد من المحيط الهادر الى الخليج الثائر ، وهنا يشرك الشاعر الوطن العربي برمته في المأساة ولا يسثني العراق الذي يظل وحده نافذة الشاعر المشرعة على كل الاحتمالات ليؤسس للاتي من الايام والاحزان القادمة وتوظيف الشاعر هنا الصحراء الميتة بدل الخليج الثائر هي نبؤة الشاعر حيث تحول العراق الى وطن اطلال وصحراء قاحلة وجرداءلا حياة فيها انما الموت وحسب هو الذي يعشعش فيها ، فيكرر دائما جملته الجارحة : هذا الوطن الوهم ، حين تحول زهو العراق بنخيله الباسق الى لون داكن من رماد الفتك الرهيب.
هل ابصرت الشجرالمتشاجر مبتعدا / كقلائد داكنة ..../ تدعوك وحيدا / تفسد الابواب / ترتفع الاسوار / تبدو قدماك المتربتان كخفين /
يستحضر الشاعر طفولته فيعدو صوب الوطن بقدم متربة ليتوسد ترابه ويتنسم هواءه ، لكن الوطن ينؤ بحمله دون ان يحضى منه بلمسة دفء وهو شديد الاحساس باليتم ، فيشعر بالانكسار حيث يعود الوطن رديفا للظلال والعقبان : بحثا عن وطن وظلال/ العقبان الحائمة ، التي تحوم علي جيف الموتى ليعود الوطن مقبرة كبيرة .
من يعيد لقلب الشاعر سريرته ويبعد الخوف عنه وهو قابع في محرابه القصي لكن الوطن يبقى دائما مصدر قلق الشاعر .
يسترسل الشاعر في ملامح الوطن القاتمة : الساعة لم يك في هذه الارض سوى/ صمت وسكون/..... كل شيء تحول الى صمت قاتل ، لا حياة ولا حركة ولا بهاء ، لم يتبق من الوطن غير الصمت وهو الذي يتوق للتحول الدائم لكن روحه الكسيرة في هذا الوطن الكسيح ، صرخات للشاعر تموت عند ولادتها.
وبلغ تيه القوافل/ ...... لتطل على الساحل مغمورا بالغرباء والامتعة/ تسبقك غيوم سماء حبلى/ .
القوافل ضاعت في قلب الصحراء يا صديقي الشاعر ومحطتك ستعود واحات جرداء وانت محاط بالخوف وتنهش لحمك الكلاب ، فانت دائما مغمور بالغرباء والامكنة، ها هو البحر يدعوك ايها الشاعر المنكوب لتفرغ شوقك في هدوئه الحذر ولا غير السفن مآلك للابحار وانت على ظهرها محملا كالغرباء المنكوبين .
ينفتح على الكون ينبض بالفرح الصاخب/ والهول الصاخب فانشر قلعك / ولتدن الجزر المأهولة بالاشجار وبالاغراب/.
الشاعر دائم الابحار بين الفرح الصاخب والهول الصاخب وهل يتواشج الشجر مع الغرباء وانت تطل يتيما وسط ركامات الاحزان ؟
أنشد اشعارك فوق ضفاف/ هي الامل المدفون / يدعوك البحر فكن وطنا/ كن خيمة عشق غيمة احلام/.......
حتى الامل السراب بات مدفونا في الوطن، فالشاعر ممكن ان يكون وطنا ولكن الوطن لا يدس الشعر هباء في تفاصيل الشاعر ، تحوم روحه لتندس في طائر وديعا كان ام جارحا ، ولكن النباح يظل يلاحقه ، وهنا يقارن الشاعر بين النباح والاصوات النشاز التي تعكر لحظة التوحد مع همومه الشعرية ، ليبقى غارقا في الحلم وهو يلعق قدره المتربص بلحظات ذلك التوحد المقدس .
ولعل هناك كروما.. نخلا / اجمات قصب / فالهاجرة لهب / لهب مظلم / كسعير../ ألق الخطوة بعد الخطوة/ اللج امامك.. / هذا الغمرالغامض/ ككتاب / هل هذا الغمر سراب/
يعدد الشاعر في مواجد حزينةاسئلة حارقة قد لا يجد غير الهواء متنفسا لضيق الروح وهو شاخص صوب ترنيمة الوطن بمتناقضات اليمة : كروم ، نخل ، اجمات ، هاجرة ، لهب ، سعير ، ألق ، كتاب ، سراب . لينتهي للا شيء غير السراب بعد هذه الرحلة الاسرائية ولا يمسك من امله الكاذب غير السراب.
في نصه الثاني ( نشيد ) تتواصل هموم الشاعر في ذات الدائرة الحلزونية المتعبة :
ترى تأتين كالاسرار / احملها فتسحقني / تمر على ضلوعي / احتمي بالبحر/ يفتح جناحيه لكل احلام الفرار......... تورثين مكامني ألم الصراخ/ تباغتين الريح بالاشجار/ والاحزان بالارواح/ والغربات بالذكرى / وآمالي / بكل شرائع النكد/...........
هل يتوسم الشاعر دروبه ليشذ عن لحظته غارقا في نشيده المتعالي تارة والخافت تارة اخرى ؟ ليجد منفذه الوحيد وهو يطأ ارض الوطن ، البحر او يطير بجناحيه وهو هنا يبادل الاشياء بغيرها ويعيد ترتيبها حسبما يرى ليقتعد على امواج البحر، طائرا حين يتعب ويحلق بعيدا ، بوصلته تراب الوطن وضوع عطره ، والحبيبة تبقى سفينته للخلاص من اتون المحارق الى نشوة الانعتاق.
غدا ارتد للمدن السجينة في الضجيج/ وأكتري دارا/ ازينها باحلامي / وافرشها باسراري/ واشرع بابها للريح والاغراب/ وازرع في حديقتها الازاهير/.........
مهما تكاثرت على الشاعر المواجع ، يظل متشبثا بالامل ، لا يلتفت احيانا لمآسيه قبل ان يطل على لحظته ليشرع في الخطر القادم ، فهو شاخص النظر للآتي دائما، وغده امله وليس سوى ان يقبض بدفة الريح ليذهب بعيدا ويكفيه ان يبقى الوطن حيزه الابهى ليكتري دارا تذكره دائما بدفء الوطن يزينها باحلامه ويفرشها باسراره ، انها ملاذه الاخير من عسف اليتم وقهر السنين ، ليعبقها بضوع ازاهير محبوبته ، لكنه وهو في نشوة الامل والاحساس بالفرح حتى وان كان كاذبا ، لا يتحرر تماما من سطوة القدر اللعين وملاحقته لكل خطاه حتى وان كانت صمتا ودون ضجيج ، وهو طيب حد البكاء حين يدجن في حديقته حتى الغرباء ويفتح بابها للريح منفذ الخلاص من ربقة المحاصرة القاتلة لتصبح داره جنة مطوية بالصمت ، يبقى الوطن في ضمير الشاعر اشراقة دائمة الوهيج و التلألأ حتى وان

كانت في خاطره وضميره لا تخبو ابدا ، ليظل صامدا كالشجر يجاهد الريح والعواصف وانواء المحو ولا يتزحزح حتى يلتقي الحبيبة ليندس في جسدها وروحها لتهدأ روحه ، تتكرر في نص الشاعر مفردات : البحر- الموج- الريح- الطير- الاعاصير- الاجنحة .....
واظن انه يجد سلواه في المقاومة تحديا لرعونة من افقده وشيجته بترابه واهله.
في نصه ( تهويمة ) يفتح الشاعر ذراعيه مشرعة للامل : لو اسعدتك الريح/ لو مرت الامواج كسلى/ لو تثني الشراع/ لو حنت الاسرار..نز اليراع/ اغنية كسلى/ لو اسدل العشاق اجفانهم/ ......... لو عانقت وهمي/..... يكرر الشاعر جملته الشعرية: لو.... ثمان مرات احساسا كبيرا بالانكسار لينتهي : حيث تراني / بين وهم سرى/ ورحلة لا تنتهي بالرجوع.
الرجوع ذلك الحلم المؤجل ليلملم الشاعر جراحاته.
اما في نصه (الرحلة) يقول :
بدأت اعشاب الوهم / والطرق الموغلة / في الاهوال الموقوتة بالخطوات....../ بالباعة والاردية / القمح والاسرار ؟ / اتكون الخاتمة طوافا آخر .
انها دورة من الالم الممض الذي لا يدع الشاعر ان يتنفس الصعداء ويعيد ترتيب نقسه لينطلق ثانية وثالثة دون ان يجد ومضة امل في نهاية المشوار ، فالطريق محفوفة بالمخاطر والمغامرة غير محسوبة النتائج وعليه ركوب الاهوال ولكن بخطوات موقوتة لان الحذر مطلوب ويستعين بذكرياته المختزنة ليرطب الذات المنهارة ليحيي بداخله تلك الايام الخوالي من صور حياتية يفتقدها الان ، تلك لعمري محنة حقيقية يقاسيها ادباء المنافي وهم يجهلون أي سبب لهذا الخراب الذي يقطّع اوصالهم ولا من سبيل للانعتاق او لمسة حنان هم بامس الحاجة ليشعروا بدفء الحياة وعدالة الوجود الانساني لكن هذا الامر يبدو عصي التحقيق:
أتكون خرائب ترعى الاغبرة / والاعشاب اليابسة ؟ / بينما الاعمدة الهرمة/ والبوابات المفتوحة للصيف وللاوهام/ الراحلة/ .
يعاود الشاعر الكرة دون ان يشعر بالملل فهي قضية مقدسة ورحلة سيزيفية باصرار شديد الوثوق من النهاية ولكن اية نهاية واي مصير ينتظره ليظل الخراب سمة يستوطن الذاكرة بجفاف دائم وحتى الاعمدة مؤول الشاعر لتقيه عسف الوقت باتت خربة وآيلة الى الانهيار، لتبقى الابواب دائما مشرعة للصيف والاوهام الراحلة ولكنه يظل متشبثا بكل شيء.
الوهم ثم الوهم ولا سواه ملاذ الشاعر في الهروب من قسوة اللحظة الى فضاء ارحب ومملكة من الحلم يزوقها كما يشاء، ليظل تحت وطأة الاحساس بالجميل في داخله رغم قبح ما يسوره من فضاعة وبشاعة والم دائم.
بدأت اعشاب الوهم/ وانداح سراب/ كنت على آخر لجته / طافية / والقافلة الهلكى / تتجاذب اطراف اليأس.


الكلام ما عاد متنفسا للشاعر والصمت ديدنه في التعايش مع ما يحيط به . جدب الارض يدك كيانه بابارها النضبة بعد ان كانت ارض العطاء والخصب ، انها ارض السواد، الوشائج تتجذر في اعماق الشاعر اكثر فاكثر والوطن يتحول الى امل زئبقي الملمس كلما امسك بتلابيبه ، انزلق من بين يديه ولم يجد غير الخواء . انها محنة وهم قاتل وهو في منفاه يستغيث بما تيسر له ولكن دون امل لتصفعه ريح الاشجار الصفراء .
الكرم على الطير/ الطير على الكرم/ النحل يثرثر، اجنحة تهمي/ النمل المنتظم خيوطا سوداء / القطط المتشمسة / ينابيع خمور/ عسل اشقر/ اعراس قائمة قاعدة / اشرطة حرير/ اطفال مبهورون/ .... نيران عذبة .
تلك هي السوداوية القاتمة بعينها ، بمتناقضاتها، وكلما فتح مسربا لهذا الحصار ، داهمته المخاوف ثانية، لتعود مخلوقات الارض مصدر شغب وخوف وتوجس/ النمل يثرثر .. ليعود خيوطا سوداء ,القطط ينابيع خمور ، ونيران الوطن تلك العذبة يستحضرها الشاعر في وجدانه ليعيد لمة الاهل حولها فهي دائما عذبة قبل ان تلسعه بوهيجها اللافح ، وهو يحسد حتي الورق الذي كم تمنى ان يصاحبه همسه ليكركر معه مثلما الاطفال في الق بريء .
الغرباء يقيمون هنا / الشمع المنتظر على محمله/ وكوى الشرفات المشرعة/ الاشجار/ المتناثرة / هنا وهناك....../ الاتربة/ الاعشاب بدأت اعشاب الوهم .
ترى من يقيم في وطن الخراب غير الغرباء والمنحوسين ؟ فلقد وصل الشاعر الى نهاية القول لان الوطن حين يعود خرابا تحل العاصفة لتذهب بكل شيء بما تبقى لهذا الوطن المنكوب ، خراب يتوزع هنا وهناك لتغطي الاتربة جمال الامكنة ويبدأ الوهم دورته ثانية ، دائما يعود الشاعر لهذه المفردة بعد ان يحلق بعيدا عن تفاصيل الخراب ليوهم نفسه ان ما حل بوطنه من محو كان مجرد وهم ولكن ما ان يصحو من غفوته حتى يجد نفسه مطمورا تحت انقاض الخراب الذي يتوزع في ارجاء الوطن دون تفريق بين الامكنة فيصحوا على الحقيقة المرة .
ان الشاعر برحلته الاسرائية هذه يعالج لحظات الاسرالهارب بالامساك بصرير الريح لكي لا يعود وهما ، فيعبأ رئتيه برائحة الوطن وعبق ترابه. تلك لعمري اشد لحظات التعلق بالوهم ، ليغدو في مخيلته حقيقة وحسب وما سواها محض هراء. الوطن القابع تحت جلد الشاعر يتحسسه لحظة بلحظة بهاجس الخوف عليه تارة ورغبة التوحد معه تارة اخرى، حتى وان ابتعدت ظلال الجفاف عنه ولا بأس في ان يطل على رمانة الحلم في لحظة رائقة ولكن بتوجس شديد الحذر من المفاجيء.
اسراب قطا تتشاجر في أبد ميت/ واحات داكنة وظلال/ أخفاف نياق متروكة/ دمع اخضر/ أسرار ذابلة/ ..... بوابات بحار/ أغراب مغمورون/ ..... سفن عابرة......./ يبتسم سليل الاحلام الرثة .
يظل الشعر يعدد منافذ الخلاص بقلق شديد وبعشق طاغ عله يتلمس جادة الصواب لتوق اللقاء فيوظف في نصوصه تعابير تتقاطع حينا وتتنافر احيانا اخرى ليجمعها في بوتقة واحدة بكل متناقضاتها : نياق متروكة- دمع اخضر- اسرار ذابلة- بوابات بحار
أنداء سفن عابرة- عنقاء محنطة- رخ مشنوق...../ فكيف يجمع الشاعر هذه الاشياء المتنافرة ليضعها امامه دون ان يميز بين النافر وبين القريب الى القلب وبه توق ليفتح ذراعيه صوب الوطن البعيد بفرح طفولي والاحساس بالشوق يمزقه :
انت الضيف الباحث عن خيمة/
انت قرى للصحراء الجائعة/
نيرانك اهوال النفس/
ولكن بعتاب دامع والم ممض وحسرة قاتلة :
جلاسك موتى العشق/
سعدك متعب/
سعدك متعب/
قدماك رصاص صديء/
وبعد هذا العتاب اللاهب والمواجهة الحنونة واللوم الكسير والاحساس بعمق المودة يرطب الشاعر لغته لئلا يظل الوطن غاضبا عليه وتظل الوشيجة دون انفصام يخاطبه بحنو شجي:
أرح عينيك / تهدج بالنجوى/ أوقد بارقة الامل.
في نصه الاخير ( طيور) لا يكاد يرحل الشاعر بعيدا عن ذات الاسى والاحساس بحاجته للوطن الذي كم جال في الخيال ليرتب له مكانا يحتميه من قسوة الغربة لكنه يظل يدور بمواجده الصارخة ولا من مجيب فيتدرج بدلع طفولي واحابيل خادعة كانه صبي يبحث عمن يمد له يد العون لينتشله من ركود اللحظة الى فضاء ارحب وبمرح بريء كاي طفل في الكون يبحث عن ملاذ وحنو وصدر دافيء .
عند غروب الاحلام الكدرة / تجلس في دارك/ منفردا بالذكرى/ سعف نخيل يتهامس/ كشيوخ تنصت لنواح يمام .
هنا يستحضر الشاعر كثيرا من ملامح مدينته البصرة ، بنخيلها ومائها وشيوخها وحمامها وابراجها ومقاهيها وشوارعها وساحاتها وحنوها وفي هذا الكم الهائل من الذكريات انما يريد فقط ان يتنامى الامل بداخله ويستوطن الانتشاء في صدره لكن الخوف يلاحقه وينتفض بداخله دائما رعب مجهول ليزيح ذلك الاحساس الجميل مؤانسه الوحيد في هذا الطقس الموحش:
انت غريب / طاردك عواء ذئاب جائعة/ فنشرت جناحيك/ وطاردت الافاق/... منكفئا تقضي اوصالك باردة ..... سفن جانحة/ انهكها اعصار/ مرت في احلام الغرباء تشيعها/ احشاد نوارس.....
يتوكأ الشاعر على احلامه ، زاده وجع الغربة وهمه الدائم صورة الوطن الضائع بين زوايا الروح وركامات الخراب :


من يطرق نافذة الاحلام/ الكدرة/ اصوات الديكة/ تعلن/ عن تيه نهار آخر.
هكذا وببساطة ينهي الشعر دورته الدامية دون ان ينال عشبة الحياة – الامل – متمثلا بعذابات مواطنه جلجامش الذي قاتل حتى الريح دون ان ينال ما افنى وقتا من عمره بحثا عن امل الحياة الخالدة ، يلتقي العراقيون جميعا في ذات الهم ونفس المعاناة ، مكابداتهم لا حدود لها منذ ان بزغت شمس الحضارة على هذا الوطن المعطاء حتى يومنا هذا ولعلها تمتد الى ما شاء الله.
ان رحيل الشاعر المفاجيء الذي مثل لكل مريديه فاجعة حقيقية حين امتدت له يد الغدر والاجرام واغتاله قتلة محترفون وظلاميون جهلة انما هو فعل جبان وخسيس ارادوا من خلاله اسكات هذا الصوت الشعري المتميز والقامة الابداعية التي تركت ارثا شعريا كان بالامكان ان ترفد الشعر العربي الحديث بالغني والجديد .
كان الشاعر الراحل محمد طالب البوسطجي صلبا ولم يخضع لتهديدات القتلة ، فواصل تحديه لانجاز مشروعه الشعري الذي نذر حياته من اجله حتى اتحفنا نحن اللاهفين للولوج الى مملكته الشعرية بغناها وتفردها وكم آلمنا نحن الصحب المحبين لهذه الموهبة الفذة ان يخسر المشهد الشعري العربي عموما والعراقي على وجه التحديد هكذا صوت معطاء تميز عن الراهن في الكتابة الشعرية وخلق له كيانا مستقلا ومتميزا يكاد لا يقترب عن التجارب الاخرى من حيث التأثر والتقليد والتناصات الشعرية التي كثيرا ما تصدمنا حين قرائتنا لها.
ان محمد طالب البوسطجي صوت شعري صادح ، كم شعرت بالضيم وانا اقرأ نصوصه ، فتذكرت مآسي بدر شاكر السياب ومعاناته مع المرض وعشقه الصوفي لوطنه العراق ، سيما اذا ما قارنا بين الاثنبن فنجد الكثير من الصور الشعرية توحدهما معا من وصف النخيل ، الى وصف الطبيعة وكثيرا ما تكون تلك الصور الشعرية لصيقة بمدينتهما البصرة ، ثغر العراق التي انجبت الشعراء والمفكرين والعباقرة في كل مناحي الابداع الانساني المتعدد المشارب والاتجاهات.
ينبغي ان نعيد ذكرى الشهيد محمد طالب البوسطجي دائما ، ليعيش في قلوبنا ويستوطن ضمائرنا ، شاعرا وانسانا ومناضلا وشهيدا وبهذا الوفاء الذي لا يجب ان يفتر ابدا نكون قد ساهمنا باحياء ذكراه العطرة ، ووجهنا لطمة للقتلة الاوغاد حين ارادوا ان يسكتوا هذا الصوت الخير ولكنهم خسئوا في فعلتهم ولم يفلحوا في ذلك .
ولنقف جميعا ادباء ومثقفين وقراء اوفياء في العراق او الجزائر او على امتداد الوطن العربي الجريح ، وقفة اجلال وتكريم لروحه الطاهرة ودمه الزكي وليخسيء كل من شارك في الفعلة الدنيئة والخلود لك يا ابا رافد الشاعر الثر والانسان الطيب.
جواد وادي
شاعر ومترجم عراقي مقيم في المغرب
[email protected]

جواد وادي
• شاعر ومترجم من العراق
• مواليد 01-07-1949
• حاصل على بكالوريوس آداب اللغة الإنجليزية – الجامعة المستنصرية 1975.
- عضو الإتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
• عمل في المجالات الآتية:
مدرس اللغة الإنجليزية بالجزائر : القل – سكيكدة في العام 1977-1978
أستاذ اللغة الإنجليزية بالثانوية / مدينة أسفي – المغرب { متعاقد مع وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر من عام 1978حتى الآن.
• الإصدارات :
- 2000: "خطابات حالمة" مترجم عن الكاتبة بار بارا كارتلاند- رسائل حب عاطفية لمشاهير العالم.
- 2001: "تراتيل بابلية " ديوان شعر – منشورات حوض أسفي وفرع اتحاد كتاب المغرب بأسفي
2006 رهبة المدارك – ديوان شعر
الترجمة من العربية الى الإنجليزية:
• "الأشذاب" ديوان شعر مترجم للشاعر المغربي إسماعيل ازو يريق..
أغنية الغبار" ديوان شعر مترجم للشاعر العراقي رئيس تحرير مجلة ضفاف بالنمسا وديع العبيدي.
تأبط منفى ديوان شعر للشاعر العراقي عدنان الصائغ
يصدر له قريبا :
1- الجمال الخفي – مسرحية مترجمة
2- "ملحمة جلجامش" نص مسرحي
3- نشيد الفواخت- ديوان شعر-
منذ نهاية التسعينات إلى اليوم : المشاركة في أنشطة ثقافية ، تأطير ورشات لمبدعين وطلبة حول الكتابة الإبداعية.
- إضافة إلى ترجمة و نشر العديد من الدراسات والمقالات والنصوص في المنابر المغربية والعربية والمواقع الالكترونيةالمختلفة.

هاتف:00212661256740



إحالة : أنجزنا قراءة في هذه المجموعة الشعرية نشرت في العديد من المنابر الثقافية



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر مولاي ابرهيم في اصداره الجديد
- الام يبقى مبدعو المنافي مبعدون ومحاصرون؟
- حققوا جيدا في هويات اعضاء هيئة التمييز
- تذكروا شباط الاسود
- الرئاسات الثلاث وشفط الدهون
- واين هي السيناتورة؟
- ماذا يقول الصداميون واحبتهم عن مذبحة اليوم؟
- الفضائيات العراقية ومهنية المعايير الاعلامية
- البعثيون طينة واحدة فلا تؤمنوهم
- من هو الفاجر يا عريفي؟
- اهي فكتهم ام فكتنا؟
- قائمة اتحاد الشعب امل العراقيين في التغيير
- لا فظ فوك يا آلوسي
- واين صوت المحرمات
- الكويتيون وشبح الماضي
- القتيل يوارى والقاتل يتوارى ولا من عقاب
- الالاعيب البعثية ومخاطر عودتهم
- تلك هي الصفاقة بعينها
- لا حل سوى العين بالعين
- الانظمة القمعية لا اعداء لها


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد وادي - ادب المنفى بين عمق التجربة ووجع الغياب-محمد طالب البوسطجي نموذجا